الإصلاحي
08/11/2006, 22:31
دفاعا عن الليبراليين العرب وعن الكلمة الحرة
(////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
المثقف تعريفا هو الذي يدافع عن الحقيقة ضد الأوهام والأساطير المؤسسة للأمة. هو الذي يدافع عن العقل ضد النقل، عن حرية التفكير ضد قيود التكفير، عن الحقوق الطبيعية وعن القيم الكونية ضد التقاليد والأعراف والخصوصيات المعادية لها. هو نصير الفرد ضد تسلط الجماعة. فهو على شاكلة فولتير خلال״ قضية كالاس״ وعلى شاكلة "زولا" خلال قضية "دريفوس״، يجابه الإجماع الغبي بالتميز النقدي ويزعزع آليات التطبع داخل اللعبة الاجتماعية بالابتكار والتجديد . واعتمادا على هذا التعريف يجسد المثقف نفحة أوكسجين ضمن الوعي الزائف والتضليل المعمم الذي نعيشه .لذلك فإننا نلاحظ انه عندما عبّرت مدرسة فرانكفورت عن تشاؤمها العميق إزاء سيادة التنميط الفكري والامتثالية في المجتمعات الحديثة، وإزاء انتشار آليات التكييف والتدجين الدقيقة، وتراكم تقنيات التلاعب بالعقول والسيطرة على الأجساد - هذه الآليات الماهرة التي تجعل القمع مستَبطناً والاستقالة لذيذة ومجالات الإبداع والانعتاق محدودة- فإنها أقرّت، رغم هذا التشخيص، بوجود استثناءات نادرة محصِّنة ضد هذه ״العبودية الاختيارية״ المَُعََمَّمة. وتتجسد بؤر المقاومة بالأساس، حسب هذه المدرسة النقدية، في فكرِ المثقف الحر وفي فعل الفنان الأصيل.
يجسد المثقف إذن مناهضة الاستبداد ومعاداته. وهو هذا ما يفسر محنته في عالمنا العربي أين يعاني المثقف في نفس الوقت من ظلم الراعي ومن طغيان الرعية.
فقد عرف العالم نوعين من الاستبداد الاستبداد الشرقي والاستبداد الشمولي.
الاستبداد الشرقي التقليدي هو السيادة التي تكاد تكون ملكية. هو أولوية الرغبة على القانون الثابت . هو تغليب العنصر الشخصي على المؤسسات. هو الالتذاذ الحيواني بالسلطة المطلقة وبالعنف السافر. أما الاستبداد الشمولي فهو يبتلع حرية النقد والشك وحتى الخيال والدعابة ويرمي إلى فرض رقابة كاملة على البشر. لذلك نراه يؤكد ويطالب بوحدانية الدين ٬ بوحدانية اللغة ٬ بوحدانية الأفكار والقناعات والمشاعر. ويؤدي هاجس الوحدة والتوحد إلى معاداة الكلمة الحرة ومحاولة نفيها وفي بعض الحالات إلى إبادة كل ما ومن يهدد وهم التوحد والذوبان ويكذب هذه الادعاءات الهلوسية .لماﺬا؟ لأنه يعرض المجموعة إلى الخطر٬ خطر الشك ٬ خطر زعزعة اليقينيات ٬خطر الانقسام والتجزؤ ٬ خطر التلوث. والملاحظ أننا في عالمنا العربي وضمن استثناءاتنا العديدة وغرائبنا وعجائبنا التي لا تكاد تحصى قد جمعنا بين هاذين الصنفين من التسلط. وحصيلة هذا الاستثناء العربي هو أن الراعي والرعية على حد السواء يطالبان المفكر بنزع قيمة الحرية والنقد وتناسي الفردية في سبيل الانصهار في الجماعة –الأمة ويحولان المثقف إلى مجرد مرآة تعكس صورتهما المثالية والنرجسية ويروق لهما تأمل أمجداهم فيها.
وهذا ما جسدته أخيرا محنة الكاتبة التونسية رجاء بن سلامة التي كانت ضحية حملة متشنجة لأنها كتبت آراءها وقناعاتها بكل جرأة وصراحة. وتتمثل جريمة هذه الكاتبة في انتقاد سياسة الزعيم اللبناني حسن نصرالله وفي الدفاع عن حق الفرد في أن يكون لادينيا ولاادريا أو ملحدا .ومحنة رجا بن سلامة وما تعرضت إليه من خلال المقالات الهجومية والعدوانية ليست سوى فصل من فصول مسلسل التكفير والتذنيب والتأثيم التي طال كوكبة من الليبراليين التنويريين في عالمنا العربي من أمثال العفيف الأخضر وشاكر النابلسي وسعيد الكحل وجمال البنا ونصر حامد أبو زيد ووجيهة الحويدر غيرهم من المفكرين الأحرار. ..
د.اقبال الغربي
(////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////)
المثقف تعريفا هو الذي يدافع عن الحقيقة ضد الأوهام والأساطير المؤسسة للأمة. هو الذي يدافع عن العقل ضد النقل، عن حرية التفكير ضد قيود التكفير، عن الحقوق الطبيعية وعن القيم الكونية ضد التقاليد والأعراف والخصوصيات المعادية لها. هو نصير الفرد ضد تسلط الجماعة. فهو على شاكلة فولتير خلال״ قضية كالاس״ وعلى شاكلة "زولا" خلال قضية "دريفوس״، يجابه الإجماع الغبي بالتميز النقدي ويزعزع آليات التطبع داخل اللعبة الاجتماعية بالابتكار والتجديد . واعتمادا على هذا التعريف يجسد المثقف نفحة أوكسجين ضمن الوعي الزائف والتضليل المعمم الذي نعيشه .لذلك فإننا نلاحظ انه عندما عبّرت مدرسة فرانكفورت عن تشاؤمها العميق إزاء سيادة التنميط الفكري والامتثالية في المجتمعات الحديثة، وإزاء انتشار آليات التكييف والتدجين الدقيقة، وتراكم تقنيات التلاعب بالعقول والسيطرة على الأجساد - هذه الآليات الماهرة التي تجعل القمع مستَبطناً والاستقالة لذيذة ومجالات الإبداع والانعتاق محدودة- فإنها أقرّت، رغم هذا التشخيص، بوجود استثناءات نادرة محصِّنة ضد هذه ״العبودية الاختيارية״ المَُعََمَّمة. وتتجسد بؤر المقاومة بالأساس، حسب هذه المدرسة النقدية، في فكرِ المثقف الحر وفي فعل الفنان الأصيل.
يجسد المثقف إذن مناهضة الاستبداد ومعاداته. وهو هذا ما يفسر محنته في عالمنا العربي أين يعاني المثقف في نفس الوقت من ظلم الراعي ومن طغيان الرعية.
فقد عرف العالم نوعين من الاستبداد الاستبداد الشرقي والاستبداد الشمولي.
الاستبداد الشرقي التقليدي هو السيادة التي تكاد تكون ملكية. هو أولوية الرغبة على القانون الثابت . هو تغليب العنصر الشخصي على المؤسسات. هو الالتذاذ الحيواني بالسلطة المطلقة وبالعنف السافر. أما الاستبداد الشمولي فهو يبتلع حرية النقد والشك وحتى الخيال والدعابة ويرمي إلى فرض رقابة كاملة على البشر. لذلك نراه يؤكد ويطالب بوحدانية الدين ٬ بوحدانية اللغة ٬ بوحدانية الأفكار والقناعات والمشاعر. ويؤدي هاجس الوحدة والتوحد إلى معاداة الكلمة الحرة ومحاولة نفيها وفي بعض الحالات إلى إبادة كل ما ومن يهدد وهم التوحد والذوبان ويكذب هذه الادعاءات الهلوسية .لماﺬا؟ لأنه يعرض المجموعة إلى الخطر٬ خطر الشك ٬ خطر زعزعة اليقينيات ٬خطر الانقسام والتجزؤ ٬ خطر التلوث. والملاحظ أننا في عالمنا العربي وضمن استثناءاتنا العديدة وغرائبنا وعجائبنا التي لا تكاد تحصى قد جمعنا بين هاذين الصنفين من التسلط. وحصيلة هذا الاستثناء العربي هو أن الراعي والرعية على حد السواء يطالبان المفكر بنزع قيمة الحرية والنقد وتناسي الفردية في سبيل الانصهار في الجماعة –الأمة ويحولان المثقف إلى مجرد مرآة تعكس صورتهما المثالية والنرجسية ويروق لهما تأمل أمجداهم فيها.
وهذا ما جسدته أخيرا محنة الكاتبة التونسية رجاء بن سلامة التي كانت ضحية حملة متشنجة لأنها كتبت آراءها وقناعاتها بكل جرأة وصراحة. وتتمثل جريمة هذه الكاتبة في انتقاد سياسة الزعيم اللبناني حسن نصرالله وفي الدفاع عن حق الفرد في أن يكون لادينيا ولاادريا أو ملحدا .ومحنة رجا بن سلامة وما تعرضت إليه من خلال المقالات الهجومية والعدوانية ليست سوى فصل من فصول مسلسل التكفير والتذنيب والتأثيم التي طال كوكبة من الليبراليين التنويريين في عالمنا العربي من أمثال العفيف الأخضر وشاكر النابلسي وسعيد الكحل وجمال البنا ونصر حامد أبو زيد ووجيهة الحويدر غيرهم من المفكرين الأحرار. ..
د.اقبال الغربي