-
دخول

عرض كامل الموضوع : المعارضة السورية تحتفل بذكرى يومَ الاستقلال


حسون
17/05/2005, 22:51
تظاهر أكثر من ألف مواطن سوري على أرض بلدة الكفر في محافظة السويداء بتاريخ 17 نيسان 2005 أحياء" للذكرى 59 للاستقلال عن الاحتلال الفرنسي ، وذلك تلبية للدعوة التي أطلقت من قبل التجمع الوطني الديمقراطي (بعض أحزاب المعارضة في سوريا .
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هنا، هو لماذا تم اختيار أرض بلدة الكفر بالذات لأحياء ذكرى تلك المناسبة ؟
الجواب و باختصار لأن أرض بلدة الكفر شهدت أول معارك وانتصارات الثورة السورية الكبرى عام 1925 على قوات المحتل الفرنسي، وهي لذلك غنية بدلالاتها الرمزية خصوصاً في هذا الوقت بالذات، والذي يتعرض فيها الوطن لأخطار جسام تستوجب من أصحاب الضمائر الحية في الوطن، استنفار كامل القوى وإيقاظ الهمم عند المواطن السوري لمواجهة استحقاقات المرحلة الراهنة والارتقاء به إلى مستوى تلك التحديات. هكذا أرادتها المعارضة السورية أما السلطة فلم ترد أن تفهم الأمور بهذا الشكل بل عدّته مشروع فتنه داخلية وهو يندرج في خانة الخيانة، لأنه ببساطة وفق ذلك (المنطق العصبوي)، يستقوي بالعامل الخارجي على النظام طالما هو لا يراعي حَرَجة شرطه الإقليمي والتهديدات الخارجية التي يتعرض لها، وهو الذي خرج من لبنان منذ مدة قصيرة فقط، تحت وقع تهديد العصا الأمريكية الغليظة، فهل فعلاً أرادت المعارضة فعل ذلك؟ وهل هي ارتكبت جرم الخيانة باختيارها محافظة السويداء مكاناً للاحتفال، ولماذا يضع النظام للسويداء حسابات خاصة؟
قبل الإجابة على هذه الأسئلة، سنقوم بالعرض للأحداث التي جرت على أرض الواقع.
المعارضة وضعت برنامجاً للإحتفال يبدأ بوضع أكليلاً من الزهور على ضريح شهداء معركة الكفر، ثم يتم ألقاء كلمتين، الأولى: بإسم التجمع الوطني الديمقراطي. والكلمة الثانية: بإسم العمل الديمقراطي في السويداء، ثم ينتقل الجميع بعد ذلك إلى بلدة القريا والتي تضم أرضها رفاة قائد الثورة السورية الكبرى المجاهد (سلطان باشا الأطرش) لقراءة الفاتحة على روحه. وما أن وصل موكب المحتفلين إلى أرض الكفر وتقدم قادة أحزاب التجمع لوضع أكليل الورد على الضريح، حتى فوجئ الجميع بكمين أعدته الأجهزة الأمنية لهم، ويتمثل باستقدام زمر من البعثيين المخبرين ووضعهم بجانب النصب التذكاري، حيث بادر هؤلاء إلى مهاجمة المحتفلين وهم يهتفون:( بالروح بالدم نفديك يا بشار) وقد حاولوا دفعهم إلى حافة النصب التي ترتفع عن الأرض لمسافة تزيد عن العشرة أمتار، وما هي سوى لحظات قليلة حتى استوعب المحتفلين ما يعد لهم من مصير، عندما بادر عدد منهم للتصدي لهؤلاء بدفعهم بالاتجاه المضاد وهم يهتفون: ( بالروح بالدم نفديك يا سوريا )، حتى علا صوتهم على أصوات مخبرين السلطة وعملاؤها . هنا دبت الفوضى قليلاً بالمكان، فاستدركَ الموقف من قبل قادة أحزاب التجمع، وقاموا بالتهدئة وطلب الأستاذ (حسن عبد العظيم) من المحتفلين الانتقال إلى ساحة أخرى في البلدة لتنفيذ برنامج الاحتفال . فانسحب الجميع من المكان تجنباً للصدام، فلحق بهم عناصر الأجهزة الأمنية ومخبريهم، واندسوا بين صفوفهم. واجتمع المحتفلون في الجهة الشمالية من نصب الشهداء ونفذوا برنامجهم بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الوطن حيث قدم للاحتفال الأستاذ (عادل رزق ) وألقى كلمة التجمع الأستاذ ( يوسف الصياصنة ) وكلمة العمل الديمقراطي في السويداء الأستاذ ( نايف قيسيه). وأثناء إلقاء الكلمات بادرت الأجهزة الأمنية إلى إرسال سيارة مسرعة لتنقض على المحتفلين بقصد إرهابهم، فبادر هؤلاء بدورهم لتطويقها بأجسادهم، الأمر الذي دفع بالأستاذ (حسن) أن يطلب منهم إفساح الطريق لها، فاستجاب هؤلاء لندائه مجدداً، وبعد الانتهاء من إلقاء الكلمات انتقل الجميع إلى (بلدة القريا) حيث ذهبوا إلى (ضريح الباشا) وقرأوا الفاتحة على روحه، ثم انتقلوا إلى قاعة النصب التذكاري في البلدة وهناك تم إنشاد النشيد الوطني وألقى كل من الأستاذين: (هيثم المالح) و (حديثة مراد) كلمتين بهذه المناسبة، ولكن مسلسل المفاجآت التي أعدته السلطة لم يتوقف عند الحد الذي سبق ذكره، حيث فوجئ الجميع بهتاف صادر عن مجموعة من عناصر الأمن المندسين بين صفوف المحتفلين وهم يهتفون ( يا جمال ويا جمال، من بعدك حكموا الأنذال). في البداية لم يشك أحد في أمرهم ولكن عرف الجميع هويتهم لاحقاً من الاستدعاءات التي قامت بها الأجهزة الأمنية لعدد من المثقفين حملة مشروع المجتمع المدني والناشطين في مجال حقوق الإنسان وبعض كوادر أحزاب المعارضة في المحافظة من الذين شاركوا بالاحتفال، حيث استخدمت الأجهزة ذلك الهتاف تحديداً كذريعة للقيام بتلك الاستدعاءات، بعد أن أضيف عليه تزويراً العبارة التالية: ( وأمريكا هي الضمان ) ليصبح على الشكل التالي :
( يا جمال ويا جمال، من بعدك حكموا الأنذال، وأمريكا هي الضمان ). ومن سياق الأسئلة التي طرحتها الأجهزة الأمنية نكتشف بأنها جاءت بهدف التخوين، حيث طرحت أسئلة مثل: ( لماذا تم اختيار أرض محافظة السويداء مكاناً للاحتفال وبهذا الوقت بالذات؟ لماذا جاء الأستاذ( هيثم المالح ) وهو ليس من قادة أحزاب التجمع إلى المحافظة وألقى كلمة مدح فيها الثورة وبطولات الثوار ونام في بيت أحد الشيوعيين؟ إذ تم تفسير ذلك كمحاولة للإخوان المسلمين لاختراق الجبل واستعدائه ضد السلطة ؟ إلخ..).
أن المنطق العصبوي للأجهزة الأمنية، نجده هنا ما زال مصراً على تخريب وحدة النسيج الوطني للمجتمع السوري، عن طريق توليد العصبيات واللعب على تناقضاتها، ( بتخويف الأقلية من الأغلبية، والأغلبية من الأقلية)، تفعل الأجهزة الأمنية ذلك، والوطن في ذروة الخطر والتهديد، دون أن تراعي أن القشرة الخارجية للمجتمع السوري قد أصبحت هشة لدرجة أصبح معها ، سيناريو الحرب الأهلية أمراً وارداً جداً وفي كل لحظة، وبالتالي هي لم تعد قادرة على حمل مثل هذه الممارسات العصبوية، بعد أن أضعفت مناعتها قبضة الاستبداد، عندما غيبت دور القوى الاجتماعية والحركة السياسية الوطنية طوال العقود المنصرمة وهي القوى القادرة وحدها على معالجة أزمات المجتمع، وأزالت آثار التخريب الذي قامت به الأجهزة القمعية لبنيته الاجتماعية، عندما قامت بـ( تتطيف) كل أوجه ثقافة المجتمع السوري!؟. و في هذه الدقائق الحرجة التي يمر بها الوطن وبعد كل الذي يحدث من جانب الأجهزة القمعية، يحق لنا أن نتساءل: ترى هل يشهد الوطن قريباً صحوة ضمير من هؤلاء و قبل خراب البصرة ؟


ش.ج

نقلا عن جريدة الآن

sezar
19/05/2005, 00:46
و الله حاسسلك لو الفرنسيين تمو عنا كانت البلد بتصير أحسن من هيك :cry:

حسون
19/05/2005, 21:51
و الله حاسسلك لو الفرنسيين تمو عنا كانت البلد بتصير أحسن من هيك :cry:
لأ يا رفيق
كل شي أحسن من الاحتلال