chefadi
06/11/2006, 04:29
لاحول ولا قوة إلا بالله
تعلمنا منذ الصغر احترام الأمهات وطلب الجنة تحت أقدامهن..
وتعلمنا احترام الآباء وتقبيل أيديهم قبل الطعام وبعده, فالتواضع يرفع ولا يخفض..
وتعلمنا احترام المدارس, فالشعير يؤكل ولا يذم.
وتعلمنا احترام قبائلنا وعشائرنا وطوائفنا, فما الكف إلا إصبع ثم إصبع..
وتعلمنا احترام الأقوياء, فالأرض الواطئة تشرب ماءها وماء غيرها..
وتعلمنا احترام مالكي المال, فالدراهم مراهم وأرواح تسيل, والخروف يتقلب على الصوف..
وتعلمنا احترام الوطن وراياته وأناشيده وسمائه وترابه, فبالأرض ولدتك أمك, وإلى باطن الأرض ستعود.
وتعلمنا احترام كل مسؤول, فسيد القوم أشقاهم..
وتعلمنا احترام رؤساء الوزارات والوزراء, فمن غالب الأيام غلب..
وتعلمنا احترام البرلمانات ونوابها, فمن خدم خُدم..
وتعلمنا احترام الأحزاب المختلفة الأهداف, فهذا الكعك من ذاك العجين.. وتعلمنا احترام ما يبث في الإذاعة والتلفزيون من
تعليقات سياسية, فأنف في السماء وأست في الماء..
وتعلمنا احترام الشيوخ وما ينطقون به, فإذا تم العقل نقص الكلام..
وتعلمنا احترام الجرائد الحكومية التمويل , فالله إذا أراد هلاك نملة أنبت لها جناحين..
وتعلمنا احترام رجال الجيش والشرطة والأمن, فمن ابتغاء الخير اتقاء الشر..
وتعلمنا احترام الدول الحليفة والصديقة, فرب أخ لم تلده والدة, ورب بعيد أنفع من قريب..
وتعلمنا احترام النقابات والجمعيات , فلولا الوئام لهلك الأنام..
وتعلمنا احترام كل القوانين والقرارات الحكومية, فالحق أبلج والباطل لجلج...
وتعلمنا احترام كل المخافر والسجون, فقد يؤخذ الجار بذنب جاره, وما استتر من قاد الجمل والرطب يعصر واليابس يكسر.
وتعلمنا احترام الأدباء المدّاحين لكل سلطة, فأكل وحمد خير من أكل وصمت, والأدب مال واستعماله كمال..
وتعلمنا احترام شارات المرور في الشوارع, فإذا جاء أجل البعير حام حول البئر..
وعندما قيض لنا التعرف إلى الحرية, كانت قدراتنا على الاحترام قد نفدت واستهلكت كلها, وعجزنا عن احترام الحرية,
وعاملناها كأنها الغريبة المعادية لماض جليل, فما ينفع كبد المحكوم يضر طحال الحاكم.
ما يطلبه الناس
باختصار و بغير تطويل و تنميق يطلب الناس من كبار اللصوص أن يخلدوا للراحة قليلا خاصة وأن ما لديهم تكاثر ونما وكبر وتضخم وغلظ واستطال حتى بات مؤهلا لأن يكفيهم ويكفي أحفادهم وجيران أحفادهم..
ويطلب الناس من كبار المرتشين دعم عملتهم المحلية والموافقة على قبض الرشاوى بالليرة السورية وعدم الاصرار على قبضها بالدولار أو اليورو.
ارحموا من في الأرض..
لا أحد يدعي أن أميركا الآن ليست الدولة الأولى في العالم, ولكن مسؤوليها يفهمون هذه المكانة على أنها الدولة التي يحق لزعمائها التكلم بغير توقف, فالرئيس الأميركي ووزيرة خارجيته ووزير دفاعه يطلقون في الصباح والمساء التصريح تلو التصريح,وما يقولونه اليوم لا يختلف عما قالوه البارحة, وما قالوه البارحة هو ما سيقولونه غدا, فكلامهم ذاته يتكرر بعناد ولا يتبدل, ولا اختلاف إلا في هيئاتهم وأساليبهم في ركل الكلمات من أفواههم, فالرئيس يتكلم كأنه يقف وحده في غرفة نومه محدقا بإعجاب إلى مرآة بينما عيناه مستمرتان في التساؤل:( ألست مهما? ألست خطيرا? ألست مخيفا? ألست وسيما?
انظروا.. ها أنا أتكلم وحدي من دون ملقن أو مرشد غير مرئي), ووزير الدفاع يدلي دائما بتصريحاته وهو عابس الوجه قرف كأنه يخشى أن يطرد من منصبه إذا ضبط مبتسما, ولو كان طيرا لما كان غير الناعق على الأطلال والناعب في المقابر.
أما وزيرة الخارجية, فهي مزيج من طاووس وغراب إنسان آلي, تهدد في التصريحات التلفزيونية وتحرك يدها اليسرى, وتتوعد في المؤتمرات الصحفية وتحرك يدها اليمنى, وهي في اسرائيل عصفور مصاب بفرح مجنون يغرد على فنن.
ومن المؤكد أن هؤلاء الثلاثة يرغمون الناس على أن يتمنوا أن تنتهي كل الحروب الأميركية أي نهاية إذا كانت تلك النهاية ستكفل إيقاف هذا الطوفان الرسمي من اللغو الأجوف الذي يكشف عن قاتل غريب الأطوار يهوى أن يضجر ضحاياه قبل قتلها.
سؤال فجواب
سأل الوزير الجديد سكرتيرته الجميلة الساذجة: ماذا يقول الناس عني?.
فأجابت السكرتيرة: يقولون إن مصيبة كبيرة حلت محل مصيبة صغيرة.
سأل الأديب قلمه: متى سأنال جائزة نوبل?
فأجاب القلم: حين تتوقف عن الكتابة, وسيجمع النقاد والقراء على أن هذا التوقف هو خدمة كبرى للأدب والإنسانية تستحق الحفاوة والتكريم والجوائز.
سأل المذيع الاذاعي مفكرا معروفا: ماذا يريد الناس ممن يحكمهم?.
فأجاب المفكر: من المؤكد أن الناس أجمعين يريدون سجونا مريحة واسعة نظيفة حسنة الاضاءة لأن كل مواطن لديه إيمان راسخ بأنه سيدخل السجن في يوم لامهرب منه.
وسأل الصحافي وزيرا مطوقا بالاتهامات: ما هي المشروعات الجديدة لوزارتكم?.
فأجاب الوزير: بعد أن نجحت خططنا وامتلك كل مواطن بيتا وقبرا سنطبق خطة جديدة ترمي إلى أن يمتلك كل مواطن قصرا وطائرة خاصة وزوجة جديدة طازجة.
سألت المذيعة التلفزيونية الناقد الذائع الصيت: من هو الشاعر الأول في بلاد العرب?.
فأجاب الناقد: حين يكون التافه هو الأول في الكثير من المجالات, فلا بد من أن الشاعر التافه سيكون هو الأول في البلاد.
سأل الشاعر التقليدي صديقه الشاعر الحديث: متى ستكف عن كتابة الشعر الحديث?.
فأجاب الشاعر الحديث: سأستمر في كتابة الشعر الحديث بغير هدنة حتى أنجح في كتابة قصائد تركل القراء الركل الموجع, وتستخدم لإرغام المجرمين على الاعتراف بجرائمهم, فأخدم الأمن العالمي والأمن الاقليمي والأمن المحلي.
سأل طفل شجرة : أتعلمين ماذا تقول العصافير حين تغرد?.
فأجابت الشجرة: العصافير تقول إن الحرية هي لمالكي الأجنحة القادرين على الهرب من الأقفاص.
سأل رئيس وزراء وزراءه بعد أن احتسوا شرابا يغري بقول الصدق وحده: من منكم المقصر? المقصر يرفع يده. فسارع معظم الوزراء إلى رفع كل ما لديهم من أيد إلى أعلى متصايحين بفخر: أنا.. أنا.
سأل وليد فؤاد جنبلاط السنيورة كوندا ليزا رايس: هل ستكون رواتبنا التقاعدية بالدولار الوقور الرابط الجأش أم بالليرة اللبنانية القلقة الهابطة الصاعدة? فتظاهرت كوندا ليزا رايس بأنها تجهل اللغة الانكليزية, وخيل للسائل المضطرب أنها قالت بالروسية: من لا يشتغل لا يأكل, ومن يشتغل لا يأكل, واسألوا شاه إيران
زكريا تامر
المصدر : الثورة
تعلمنا منذ الصغر احترام الأمهات وطلب الجنة تحت أقدامهن..
وتعلمنا احترام الآباء وتقبيل أيديهم قبل الطعام وبعده, فالتواضع يرفع ولا يخفض..
وتعلمنا احترام المدارس, فالشعير يؤكل ولا يذم.
وتعلمنا احترام قبائلنا وعشائرنا وطوائفنا, فما الكف إلا إصبع ثم إصبع..
وتعلمنا احترام الأقوياء, فالأرض الواطئة تشرب ماءها وماء غيرها..
وتعلمنا احترام مالكي المال, فالدراهم مراهم وأرواح تسيل, والخروف يتقلب على الصوف..
وتعلمنا احترام الوطن وراياته وأناشيده وسمائه وترابه, فبالأرض ولدتك أمك, وإلى باطن الأرض ستعود.
وتعلمنا احترام كل مسؤول, فسيد القوم أشقاهم..
وتعلمنا احترام رؤساء الوزارات والوزراء, فمن غالب الأيام غلب..
وتعلمنا احترام البرلمانات ونوابها, فمن خدم خُدم..
وتعلمنا احترام الأحزاب المختلفة الأهداف, فهذا الكعك من ذاك العجين.. وتعلمنا احترام ما يبث في الإذاعة والتلفزيون من
تعليقات سياسية, فأنف في السماء وأست في الماء..
وتعلمنا احترام الشيوخ وما ينطقون به, فإذا تم العقل نقص الكلام..
وتعلمنا احترام الجرائد الحكومية التمويل , فالله إذا أراد هلاك نملة أنبت لها جناحين..
وتعلمنا احترام رجال الجيش والشرطة والأمن, فمن ابتغاء الخير اتقاء الشر..
وتعلمنا احترام الدول الحليفة والصديقة, فرب أخ لم تلده والدة, ورب بعيد أنفع من قريب..
وتعلمنا احترام النقابات والجمعيات , فلولا الوئام لهلك الأنام..
وتعلمنا احترام كل القوانين والقرارات الحكومية, فالحق أبلج والباطل لجلج...
وتعلمنا احترام كل المخافر والسجون, فقد يؤخذ الجار بذنب جاره, وما استتر من قاد الجمل والرطب يعصر واليابس يكسر.
وتعلمنا احترام الأدباء المدّاحين لكل سلطة, فأكل وحمد خير من أكل وصمت, والأدب مال واستعماله كمال..
وتعلمنا احترام شارات المرور في الشوارع, فإذا جاء أجل البعير حام حول البئر..
وعندما قيض لنا التعرف إلى الحرية, كانت قدراتنا على الاحترام قد نفدت واستهلكت كلها, وعجزنا عن احترام الحرية,
وعاملناها كأنها الغريبة المعادية لماض جليل, فما ينفع كبد المحكوم يضر طحال الحاكم.
ما يطلبه الناس
باختصار و بغير تطويل و تنميق يطلب الناس من كبار اللصوص أن يخلدوا للراحة قليلا خاصة وأن ما لديهم تكاثر ونما وكبر وتضخم وغلظ واستطال حتى بات مؤهلا لأن يكفيهم ويكفي أحفادهم وجيران أحفادهم..
ويطلب الناس من كبار المرتشين دعم عملتهم المحلية والموافقة على قبض الرشاوى بالليرة السورية وعدم الاصرار على قبضها بالدولار أو اليورو.
ارحموا من في الأرض..
لا أحد يدعي أن أميركا الآن ليست الدولة الأولى في العالم, ولكن مسؤوليها يفهمون هذه المكانة على أنها الدولة التي يحق لزعمائها التكلم بغير توقف, فالرئيس الأميركي ووزيرة خارجيته ووزير دفاعه يطلقون في الصباح والمساء التصريح تلو التصريح,وما يقولونه اليوم لا يختلف عما قالوه البارحة, وما قالوه البارحة هو ما سيقولونه غدا, فكلامهم ذاته يتكرر بعناد ولا يتبدل, ولا اختلاف إلا في هيئاتهم وأساليبهم في ركل الكلمات من أفواههم, فالرئيس يتكلم كأنه يقف وحده في غرفة نومه محدقا بإعجاب إلى مرآة بينما عيناه مستمرتان في التساؤل:( ألست مهما? ألست خطيرا? ألست مخيفا? ألست وسيما?
انظروا.. ها أنا أتكلم وحدي من دون ملقن أو مرشد غير مرئي), ووزير الدفاع يدلي دائما بتصريحاته وهو عابس الوجه قرف كأنه يخشى أن يطرد من منصبه إذا ضبط مبتسما, ولو كان طيرا لما كان غير الناعق على الأطلال والناعب في المقابر.
أما وزيرة الخارجية, فهي مزيج من طاووس وغراب إنسان آلي, تهدد في التصريحات التلفزيونية وتحرك يدها اليسرى, وتتوعد في المؤتمرات الصحفية وتحرك يدها اليمنى, وهي في اسرائيل عصفور مصاب بفرح مجنون يغرد على فنن.
ومن المؤكد أن هؤلاء الثلاثة يرغمون الناس على أن يتمنوا أن تنتهي كل الحروب الأميركية أي نهاية إذا كانت تلك النهاية ستكفل إيقاف هذا الطوفان الرسمي من اللغو الأجوف الذي يكشف عن قاتل غريب الأطوار يهوى أن يضجر ضحاياه قبل قتلها.
سؤال فجواب
سأل الوزير الجديد سكرتيرته الجميلة الساذجة: ماذا يقول الناس عني?.
فأجابت السكرتيرة: يقولون إن مصيبة كبيرة حلت محل مصيبة صغيرة.
سأل الأديب قلمه: متى سأنال جائزة نوبل?
فأجاب القلم: حين تتوقف عن الكتابة, وسيجمع النقاد والقراء على أن هذا التوقف هو خدمة كبرى للأدب والإنسانية تستحق الحفاوة والتكريم والجوائز.
سأل المذيع الاذاعي مفكرا معروفا: ماذا يريد الناس ممن يحكمهم?.
فأجاب المفكر: من المؤكد أن الناس أجمعين يريدون سجونا مريحة واسعة نظيفة حسنة الاضاءة لأن كل مواطن لديه إيمان راسخ بأنه سيدخل السجن في يوم لامهرب منه.
وسأل الصحافي وزيرا مطوقا بالاتهامات: ما هي المشروعات الجديدة لوزارتكم?.
فأجاب الوزير: بعد أن نجحت خططنا وامتلك كل مواطن بيتا وقبرا سنطبق خطة جديدة ترمي إلى أن يمتلك كل مواطن قصرا وطائرة خاصة وزوجة جديدة طازجة.
سألت المذيعة التلفزيونية الناقد الذائع الصيت: من هو الشاعر الأول في بلاد العرب?.
فأجاب الناقد: حين يكون التافه هو الأول في الكثير من المجالات, فلا بد من أن الشاعر التافه سيكون هو الأول في البلاد.
سأل الشاعر التقليدي صديقه الشاعر الحديث: متى ستكف عن كتابة الشعر الحديث?.
فأجاب الشاعر الحديث: سأستمر في كتابة الشعر الحديث بغير هدنة حتى أنجح في كتابة قصائد تركل القراء الركل الموجع, وتستخدم لإرغام المجرمين على الاعتراف بجرائمهم, فأخدم الأمن العالمي والأمن الاقليمي والأمن المحلي.
سأل طفل شجرة : أتعلمين ماذا تقول العصافير حين تغرد?.
فأجابت الشجرة: العصافير تقول إن الحرية هي لمالكي الأجنحة القادرين على الهرب من الأقفاص.
سأل رئيس وزراء وزراءه بعد أن احتسوا شرابا يغري بقول الصدق وحده: من منكم المقصر? المقصر يرفع يده. فسارع معظم الوزراء إلى رفع كل ما لديهم من أيد إلى أعلى متصايحين بفخر: أنا.. أنا.
سأل وليد فؤاد جنبلاط السنيورة كوندا ليزا رايس: هل ستكون رواتبنا التقاعدية بالدولار الوقور الرابط الجأش أم بالليرة اللبنانية القلقة الهابطة الصاعدة? فتظاهرت كوندا ليزا رايس بأنها تجهل اللغة الانكليزية, وخيل للسائل المضطرب أنها قالت بالروسية: من لا يشتغل لا يأكل, ومن يشتغل لا يأكل, واسألوا شاه إيران
زكريا تامر
المصدر : الثورة