أحمد العجي
16/05/2005, 11:47
هو حنا بن عبد الله بن حنّا بن داود بن الياس العجي وأصل الأسرة من كفران في وادي النّصاري؛ وقد نزحت إلى حمص في القرن الثّامن عشر. وبعد نزوحها تغيّر إسم الأسرة إلى "مزوق" بدلاً من "العجي". وقد اتخذ المُترجم لنفسه اسم خبّاز لأن والده كان خبازاً وغلب هذا اللّقب على أسرته.
ولد في مدينة حمص في أول تموز، من أبوين فقيرين ومحيطٍ بعيدٍ عن العلم. تعلّم القراءة في كتاب أهليّ بسيط عند الخوري إيليا جرجس الإنطاكي وهو في الخامسة من عمره وقد أتمّ فيه قراءة الكراسة والمزامير والأكطخيوس في سنةٍ واحدةٍ؛ ثم استقلّ في صناعة الدّيما والحياكة التي أتقنها ومارسها حتّى سنة1889. كان من صُنّاع الحرير والنّقش بالقصب، ثم واظب على حضور الإجتماعات الدّينية ودراسة الكتاب المقدّس.
في سنة 1886، أُصيب بإلتهابٍ في رجله، لازم لسببه المنزل مدة شهرين وانقطع عن العمل. فكان ذلك المرض نقطة التحول في حياته؛ حصل على كتاب "مغني المتعلّم عن المعلّم" في الصّرف والنّحو، فقرأه وتفهّمه وكان ذلك الكتاب الحجر الأول في بنائه العلمي وأصبح هدفه الحصول على المزيد من العلم والمعرفة. فتلقى علوم اللغة العربية على أستاذ حمص الكبير المرحوم يوسف شاهين وعلى الشيخ مصطفى الحداد، حتّى انه استطاع سنة 1888 أن ينظم قصيدةً يودّع بها القسّيس يوسف بدر القاصوف، عند سفره من حمص.
أما الحساب فقد تعلّم منه القواعد الأربع في أربع ليالٍ متتاليةٍ. وبسبب انتسابه للطّائفة الإنجيلية وبسبب نشاطه، أخذ عن معلمي مدرستها الابتدائية بعض العلوم العصرية. واتّجهت ميوله نحو المزيد من العلم، فالتحق بمدرسة صيدا ودرس فيها مدّة سنتين، من سنة 1889 إلى 1891 ونال شهادتها الثانوية. وكان من رفاقه في التلمذة، في مدرسة صيدا، السياسي المعروف فارس الخوري والكاتب الإجتماعي نقولا الحداد.
في سنة 1891، عاد إلى حمص معلماً في مدرستها الإنجيلية الإبتدائية. وفي سنة 1894 قرّر الإلتحاق بمدرسة اللاّهوت الإنجيلية، وكان يود كثيراً أن يلتحق بالجامعة الأميركية ولكن عجزه المادي حال دون تحقيق غايته.
في سنة 1895، أنهى دروسه اللاهوتية ونال شهادتها ومارس أعمال التّبشير والتّعليم في عدة كنائس.
وفي سنة 1896، اقترن بالآنسة آجيا اليازجي، إحدى خريجات مدرسة البنات الأميركية في طرابلس، فكانت خير رفيق له وأكبر معين ومساعد في حياته وعمله الدّيني والتّربوي. أعقب منها أربعة بنين وكريمتين، وكلهم من خرّيجي الجامعات والمدارس العالية.
وفي سنة 1901، عُيِّن واعظاً لكنيسة حمص الإنجيلية ومديراً لمدارسها. ورغم كل مقاومةٍ تعرّض لها في تأسيس كليّة حمص الوطنية، فقد شاد المباني المدرسية. ولم يمض على تأسيس الكلية سنوات حتى أصبحت مناراً للعلم والعرفان في شمالي سوريا. وفي سنة1911، أصدر "جادة الرشاد" وهي جريدة أسبوعية إخبارية إجتماعية.
عندما أعلِنَت الحرب العالمية الأولى في صيف 1914، أُعيدت محاكمته وحُكِم عليه بالسّجن ثلاثة أشهر فشعر أنّ حياته أصبحت في خطرٍ، فأسرع إلى الرحيل قاصداً مصر حيث قضى أربع سنوات كانت من أصعب سِني حياته لأنه كان بعيداً عن عمله ومحيطه. وفي غيابه صادرت الحكومة التركية المباني المدرسية وبدّدت أثاثها.
في سنة 1917، قام برحلةٍ إلى أميركا من طريق الشّرق الأقصى حيث قضى نحو سنة صادف من الأخطار والمتاعب والاختبارات في الهند وبورما والملايو والصين واليابان وفيلبين ما سجّله في مذكراته في الجزء الأول من كتابه حول الكرة الأرضية.
ولقي في أمريكا ترحاباً وتقديراً عظيمين من مواطنيه المغتربين. وجمع إعاناتٍ كثيرةً لإعادة افتتاح الكلية سنة 1922 عند عودته إلى حمص.
حاك رجال الإنتداب الفرنسي حوله المؤامرات وبثّوا الجواسيس حوله وعاكسوه وقضوا على جهوده الثقافية، فاضطر لمغادرة حمص سنة 1925 قاصداً ثانيةً مصر، وقضى السنوات من سنة 1926 إلى سنة 1938 في مصر والسّودان حيث كان أولاده يعملون فيهما.
من أهم مؤلفاته: "فرنسا وسوريا" في جزأين، وهو بحث في السياسة الفرنسية الخاطئة في سوريا، "روايات الفن والإبداع في الفلسفة والأدب في كل العصور"، "حول الكرة الأرضية"، "الفلاسفة في كل العصور" و"فلاسفة الإرهاب". كما ترجم إلى العربية كتاب "جمهورية أفلاطون" و"مسرحيات شكسبير".
ولد في مدينة حمص في أول تموز، من أبوين فقيرين ومحيطٍ بعيدٍ عن العلم. تعلّم القراءة في كتاب أهليّ بسيط عند الخوري إيليا جرجس الإنطاكي وهو في الخامسة من عمره وقد أتمّ فيه قراءة الكراسة والمزامير والأكطخيوس في سنةٍ واحدةٍ؛ ثم استقلّ في صناعة الدّيما والحياكة التي أتقنها ومارسها حتّى سنة1889. كان من صُنّاع الحرير والنّقش بالقصب، ثم واظب على حضور الإجتماعات الدّينية ودراسة الكتاب المقدّس.
في سنة 1886، أُصيب بإلتهابٍ في رجله، لازم لسببه المنزل مدة شهرين وانقطع عن العمل. فكان ذلك المرض نقطة التحول في حياته؛ حصل على كتاب "مغني المتعلّم عن المعلّم" في الصّرف والنّحو، فقرأه وتفهّمه وكان ذلك الكتاب الحجر الأول في بنائه العلمي وأصبح هدفه الحصول على المزيد من العلم والمعرفة. فتلقى علوم اللغة العربية على أستاذ حمص الكبير المرحوم يوسف شاهين وعلى الشيخ مصطفى الحداد، حتّى انه استطاع سنة 1888 أن ينظم قصيدةً يودّع بها القسّيس يوسف بدر القاصوف، عند سفره من حمص.
أما الحساب فقد تعلّم منه القواعد الأربع في أربع ليالٍ متتاليةٍ. وبسبب انتسابه للطّائفة الإنجيلية وبسبب نشاطه، أخذ عن معلمي مدرستها الابتدائية بعض العلوم العصرية. واتّجهت ميوله نحو المزيد من العلم، فالتحق بمدرسة صيدا ودرس فيها مدّة سنتين، من سنة 1889 إلى 1891 ونال شهادتها الثانوية. وكان من رفاقه في التلمذة، في مدرسة صيدا، السياسي المعروف فارس الخوري والكاتب الإجتماعي نقولا الحداد.
في سنة 1891، عاد إلى حمص معلماً في مدرستها الإنجيلية الإبتدائية. وفي سنة 1894 قرّر الإلتحاق بمدرسة اللاّهوت الإنجيلية، وكان يود كثيراً أن يلتحق بالجامعة الأميركية ولكن عجزه المادي حال دون تحقيق غايته.
في سنة 1895، أنهى دروسه اللاهوتية ونال شهادتها ومارس أعمال التّبشير والتّعليم في عدة كنائس.
وفي سنة 1896، اقترن بالآنسة آجيا اليازجي، إحدى خريجات مدرسة البنات الأميركية في طرابلس، فكانت خير رفيق له وأكبر معين ومساعد في حياته وعمله الدّيني والتّربوي. أعقب منها أربعة بنين وكريمتين، وكلهم من خرّيجي الجامعات والمدارس العالية.
وفي سنة 1901، عُيِّن واعظاً لكنيسة حمص الإنجيلية ومديراً لمدارسها. ورغم كل مقاومةٍ تعرّض لها في تأسيس كليّة حمص الوطنية، فقد شاد المباني المدرسية. ولم يمض على تأسيس الكلية سنوات حتى أصبحت مناراً للعلم والعرفان في شمالي سوريا. وفي سنة1911، أصدر "جادة الرشاد" وهي جريدة أسبوعية إخبارية إجتماعية.
عندما أعلِنَت الحرب العالمية الأولى في صيف 1914، أُعيدت محاكمته وحُكِم عليه بالسّجن ثلاثة أشهر فشعر أنّ حياته أصبحت في خطرٍ، فأسرع إلى الرحيل قاصداً مصر حيث قضى أربع سنوات كانت من أصعب سِني حياته لأنه كان بعيداً عن عمله ومحيطه. وفي غيابه صادرت الحكومة التركية المباني المدرسية وبدّدت أثاثها.
في سنة 1917، قام برحلةٍ إلى أميركا من طريق الشّرق الأقصى حيث قضى نحو سنة صادف من الأخطار والمتاعب والاختبارات في الهند وبورما والملايو والصين واليابان وفيلبين ما سجّله في مذكراته في الجزء الأول من كتابه حول الكرة الأرضية.
ولقي في أمريكا ترحاباً وتقديراً عظيمين من مواطنيه المغتربين. وجمع إعاناتٍ كثيرةً لإعادة افتتاح الكلية سنة 1922 عند عودته إلى حمص.
حاك رجال الإنتداب الفرنسي حوله المؤامرات وبثّوا الجواسيس حوله وعاكسوه وقضوا على جهوده الثقافية، فاضطر لمغادرة حمص سنة 1925 قاصداً ثانيةً مصر، وقضى السنوات من سنة 1926 إلى سنة 1938 في مصر والسّودان حيث كان أولاده يعملون فيهما.
من أهم مؤلفاته: "فرنسا وسوريا" في جزأين، وهو بحث في السياسة الفرنسية الخاطئة في سوريا، "روايات الفن والإبداع في الفلسفة والأدب في كل العصور"، "حول الكرة الأرضية"، "الفلاسفة في كل العصور" و"فلاسفة الإرهاب". كما ترجم إلى العربية كتاب "جمهورية أفلاطون" و"مسرحيات شكسبير".