-
دخول

عرض كامل الموضوع : اٍمرأة من سلالة الشياطين كاملة ..


الأسطى أونكل عزت
30/10/2006, 17:00
هذا القسم الأول من الرواية الشهيرة اٍمرأة من سلالة الشياطين للكاتب المغربى قنديل سلامات .. و قد نشرت منها أجزاء متفرقة من قبل على شبكة الأنترنت و قامت حولها ضجة كبيرة اٍذ أعتبرها البعض رواية من الأدب المكشوف أو الفاضح و تم اٍيقافها فى أغلب المواقع التى نشرتها .. و لست أراها كذلك ..
تعالوا نقرأ فيها فصلا فصلا و نتحاور حولها .. و لو وجدنا الحوار مفيدا سأتابع نشر بقية الفصول كاملة فى نفس الموضوع ..


امرأة منسلالة الشياطيـــن
القسم الأول


لم يدر بخلدي أبدا في يوم من الأيام أنأنام في سرير واحد مع هذه المرأة المكتنزة التي توسطت عقد الثلاثين؛ فهي لا تتوفرفيها أغلب مقاييس الجمال التي اعتمدتها في اختيار البنات العابرات طبعا في حياتيمنذ طلقتُ زوجتي الثانية. أحرص حرصا تاما على ألا تتجاوز رفيقتي الرابعة والعشرين،وأن تكون ذات قامة نحيفة رشيقة مثل نخلة بهيأة عارضة أزياء. لا أخرج عن هذه القاعدةإلا للضرورة القصوى، وإن خرجتُ فيكون لمرة واحدة، ثم أصطنع أعذارالتخلص الفوري،وهو ما يكون على الدوام، شطبت على كلمة عشق من قاموسي.

كان الجو ممطرا عندمالبيتُ دعوة لحضور معرض تشكيلي نظمته إحدى السفارات الأجنبية لفنان مرموق. ومثل هذهالمناسبات يكون فرصة لي كما لقسم هام ممن يحضرون للتعارف؛ كل يأتي لغاية في نفسه: الفنان ليبيع اللوحات، وبنات ليصطادوا نخبة ممن اجتمع لهم الذوق والمال، وأولادليتعرفوا على بنات، وخلال ذلك يكون حديث عن الفن والفنانين والنجومية المحليةوالعالمية، على كؤوس الشاي والقهوة والحلويات والمشروبات الغازية، لكن الروحيةأيضا، وهي التي ساقتني لهذا المكان في الأساس، حيث كان معروفا بحكم سفارة انتماءالفنان أن الموائد ستكون مملوءة عن آخرها بالمشروبات الفاخرة التي يعدّ شربهابالنسبة لأمثالي ضربا من المعجزات، وإن تمَّ فيكون بأقساط صغيرة جدا في فضاءات تركتفي أحدها ذات ليلة نصف حوالتي، فاضطررت لنفض البنات من حوالي كما ينفض المرءالذبابَ والرجوع إلى المنزل بجيب كسيح لم يصل إلى موعد استلام الحوالة الشهرية إلابعد أن أذاقني صنوفا من التقتيرات...

في بهو المعرض التقيت أصدقاء كثيرين،وكان مما يلفت النظر حقا هذه المرأة المكتنزة التي تتمسك بالرجال تمسكا، فتشد هذامن يده وتشبك أصابعها في يد الآخر، وتعانق الثالث، ولا تتورع في دس رموز الجنسواستعاراته ومجازاته في الكلام والنكت التي كانت تحكي واحدة منها تلو الأخرى،لينقلب كل شيء في الحديث إلى تلميح للولوج أو الانتهاء من المضاجعة أو التهيؤللوطأ، وتعقب ذلك كله بقهقهات لا يعرفها قاموس ذوقي في النساء. كأن بها جوع أبديللجنس والرجال، وما توقعتُ أنها متزوجة إلى أن سمعت أكثر من واحد يسألها عن اسمأعرفه جيدا تبدى أنه زوجها؛ فتزاوجُ في الكلام عنه بين الرهبة والاحترام، بلوالافتخار به، لكن كذلك بالامتعاض منه ونقده والسخرية منه. خمنتُ أنها إما مطلقة أوعلى الأبواب، ولكني لا أعرف لماذا حسمت الأمر في ذهني، فاعتبرتها مطلقة.

ثمجاء دوري، وربما كان من تدابير الأقدار الخفية أنني كنت المرشح الوحيد لخوضالمغامرة مع تلك السيدة الجائعة؛ فبين ذلك الجمع من الأصدقاء كنتُ المطلق الوحيد،وما كانت تبحث هي في الواقع إلا عن رجل مثلي، هذا ما سأفهمه في ما بعد. أما الآخرونفكانوا كلهم متزوجين، وللأزواج أيضا طرق في سرقة اللذة بطرق شتى من النساء ولو فيمناسبات عابرة ومع نساء عابرات كالمناسبة التي نحن فيها، هذا ما يفسر عدم اعتراض أيواحد من الأصدقاء عن تلبية طلب المرأة كلما دعته لعناق أو لتشبيك أصابعاليدين.

افتعلت المرأة المكتنزة سؤالي، فاستفسرني عن أزقة وممرات وكتب وصحفومواضيع شتى فهمت أنها لم تكن سوى طرق ملتوية للوصول إلى بيت القصيد، وهو تبيّنُسُبُل مغامرة جنسية محتملة معي طبعا. عرفتُ ذلك من نبرة حديثها معي التي تغيرت إلىصوت شبه منكسر، يتخلله غنجٌ ولغة عيون بمجرد ما حصلت على جواب عن سؤال دسَّته فيالحديث دسا، وبدون أن يقتضيه سياق الكلام الأصلي: هل تسكن وحدك أم لا؟ بمجرد ماقلتُ: نعم: انفرجت أساريرها.

والحق أن الشيطنة كانت بيننا قسمة مشتركة: فأناأيضا يمكن أن أدرج نفسي ضمن قبيلة شياطين الرجال بحكم التجربة التي تراكمت لي فيمعرفة النساء والتي جعلتني شبه كاهن أو عراف، إذ أتعرف على المرأة الجائعة جنسياوالمتخمة بمجرد النظر إلى عينيها وتبادل بضع كلمات معها. المتخمات جنسيا تظهر علامةالإشباع في عيونهن، حيث تحيط بهن حمرة مجللة بسواد يصعب وصفها كتابة، يستوي في ذلكبنات الهوى والمتزوجات على السواء. وقد ساقنتي إلى هذه المعرفة أيام كنت متزوجابزوجتي الأولى والثانية، على التوالي: فقبل أن تهب رياح الفرقة وتفقد أطباق الجنسلذتها ونكهتها كنا نزرع في السرير ورودا وزهورا ما خطها كتاب غير مصنف الكاماسوراالرهيب في قراءة أدق أحاسيس الجسد ولغاته ونبضاته. وكان لقاء جسدينا معزوفة صوفيةتوفي النسك والزهد كل ما يستحقانه من حقوق وواجبات، ولذلك كانت تنفذ زوجتي إلى سرأسراري إلى أن أتدفق مثل النهر أو الشلال العظيم، وكنتُ أنفذ إلى سر أسرارها إلى أنأكسو وجنتيها بزهرتين قانيتي الحمرة مثل الدم، وكانت المرآة على الدوام شاهدا علىما أقول.

كما أتعرف على القصد الظاهر والباطن للمرأة من مجرد مسايرتها لبضعدقائق في الحديث؛ فالمرأة الجائعة تستحلب اللذة سرا من الكلام مع الرجل ولو كانقبولها مضاجعته إياها من سابع المستحيلات، فتراها تكثر اللف والدوران وتعيد السؤالفي هذا الموضوع أو ذاك، وتستزيد الكلام من الرجل ولو كان القول قد انتهى. وأسطعدليل لي على ذلك الأوقات التي تصرفها بعض النساء في المشاكسة والمماكسة مع الباعة؛إذ تسأل عن الثمن، ثم تغادر الدكان إلى آخر، وتعود إلى الأول وتطلب منه تخفيضا فيثمن البضاعة ربما تكون على علم تام بأن البائع لن يقبله، ومع ذلك لا تتورع في طلبذاك التخفيض، وربما انقلب حديث البيع والشراء إلى دردشة حول غلاء المعيشة ومتاعبتربية الأبناء وقلة حياء شباب اليوم المعمم أو حتى أمور الآخرة وعذاب القبر... والغاية من وراء ذلك كله تكون، لا شعوريا في أغلب الأحيان، هي إطالة الحديث مع هذاالرجل الذي يشكل بديلا لزوجها الذي أطفأ تعاقب الأيام والجلوس تحت سقف واحد والنومفي فراش واحد زهرة الحب والهيام التي ساقت عشيقي أمس إلى مكتب تحرير عقود الزواج،فتحولت زهرة الكاماسوترا في السرير إلى غصن يابس ذابل.

يتبع ..
-------------------------

الأسطى أونكل عزت
30/10/2006, 17:03
بقية القسم الأول :

هذه المعارف الشيطانية جعلتني أدرك بسهولة أن المرأة المكتنزة امرأة جائعة حتى النخاع، وأنها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها إنما كانت هضايا وجبالا وفيافي أنهكها الجفاف وصدَّعَ أرجاءها إلى أن كست تربتها الشقوق الغائرة، فجاءتني تستغيث وتطلب الاستسقاء، وكانت بحوزتي خزائن المزن التي ساقتها إليَّ سنوات الجذب الآخر الذي جثم عليَّ منذُ أقلعتُ عن عادة صرف نصف حوالتي في ملهى أو مرقص ليلي بغاية الرجوع إلى البيت متأبطا حسناء مثل عارضة أزياء في سن السادسة عشرة أو السابعة عشرة، ولكني أعود بجيب مقعد كسيح لا يقف في نهاية الشهر، وهو موعد استلام الحوالة الشهرية، إلا بعد أن يُذيقني أصنافا من الحرمان..

ولذلك، لم أسأل المرأة عن سر دعوتها المبيت عندي، لم أكثرت لواجباتها المنزلية وحقوق طفليها الأكيدين وزوجها المجلل بهالة الشك والاحتمال، لم أذكر حتى ذريعة اقتراحها المبيت معي. بمجرد ما حان وقت إغلاق حفل افتتاح المعرض وجدتني داسا أصابع يسراي في أصابع يمناها، مُحيطا كتفها بذراعي كأن بيننا عشق يعود إلى دهور ودهور. ومن داخل سيارة الأجرة الصغيرة كانت بداية المغامرة..

-------------------------