عاشق الشعر
29/10/2006, 22:19
إرادةالحياة
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فَلا بُدَّ أن يَسْتَجِيب القَـدر
ولا بُـدَّ لِلّيـل أنْ ينجلي ولا بُدَّ للقَيد أَن يـنكَسـر
ومن لَم يُعَانِقْهُ شوق الْحياة تَبَخَّـر في جوِّها واندثَـر
كَذلك قَالَت لي الكَائنَات وحدّثَني روحُها المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِالريحُ بين الفِجَاجِ وفَوق الجِبال وتحْتالشجر
إذَا ما طمحت إلى غايةٍ ركِبتُ الْمنَى ونسيتُ الحَذَر
ومن لا يحبّ صُعودَ الجبالِ يَعِشْ أَبدَ الدَّهر بين الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
وأَطرقْتُ، أُصغي لِقَصفِ الرُّعودِ وعزفِ الرِّياح ووقْعِ المطـر
وقَالَت لي الأَرضُ - لَمَّا سأَلتُ: " أَيـا أُمُّ هل تَكرهِينَ البشر؟"
"أُباركُ في النَّاسِ أَهل الطُّموحِ ومن يستَلِـذُّ ركوبَ الخطَـر
هو الكَونُ حيٌّ، يحبُّ الحياة ويَحتَقِرُ الميت مهما كَبُر
فَلا الأُفْقُ يحضُنُ ميت الطُّيور ولا النَّحلُ يلثمُ ميتَ الزَّهَـر
وفي ليلَةٍ من ليالي الخريفِ مثَقَّلَـةٍ بِالأََسى والضَّجر
سَكِرْتُ بِها من ضياء النُّجوم وغنَّيتُ للحزنِ حتَّى سكـر
سأَلْتُ الدّجى: هل تعِيد الحياةُ لما أَذبلَتـهُ ربِيع العمـر؟
فَلَم تتكَلّم شفـاهُ الظَّلامِ ولم تترنَّـم عذَارى السَّحر
وقَال لي الغـابُ في رقَّـةٍ محبَّبـةٍ مثل خفـقِ الوتَـر
يجِيءُ الشّتاءُ ، شتَاءُ الضّباب شتاءُ الثّلوج ، شتَاءُ المطـر
فَينطَفىء السِّحرُ، سحرُ الغصونِ وسحرُ الزُّهُور وسحرُ الثَّمر
وسحرُ المساء الشَّجِيِّ الوديعِ وسحرُ المروجِ الشَّهِيّ العَطِر
وتهوي الغصون وأَوراقها وأَزهارعهدٍ حبِيبٍ نَضِـر
وتَلهُو بِها الرِّيح في كلِّ وادٍ ويدفنـها السّيـل أنّى عـبر
وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غـبر
وذكرى فصول ٍ، ورؤيا حياةٍ وَأَشباح دنيا تَلاشت زُمَـر
معانقَـةً وهيَ تحـت الضَّباب وتحت الثُّلُوجِ وتحـت المدر
وحالمـةً بِأَغـانِي الطُّيُـور وعطر الزُّهور وطعم الثَّمـر
تُسائِلُ: أين ضبابُ الصَّباحِ، وسحر المساءِ؟ وضوْئُ القَمر؟
وأسرابُ ذاك الفَراشِ الأنيقِ؟ ونَحلٌ يُغَني، وغيمٌ يَمُرّ
وأين الأشعَّةُ والكائناتُ؟ وأين الحياةُ الَّتي أنتظِر
ظمِئتُ إلى النُّور، فوقَ الغُصونِ! ظمِئتُ إلى الظِلِّ تحْتَ الشَّجار!
ظَمِئتُ إلى نَغَمَتِ الطُّيورِ، وهَمسِ النَّسيم، ولَحْنِ المَطر!
هو الكَون، خلف سبات الجمود وفي أثفُقِ اليقَظاتِ الكُبَر"
وَما هـو إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر
وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر
وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه تعيد الشباب الذي قد غبـر
وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر
ومن تعبـدُ النـور أحلامـه يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر
إليك الفضاء، إليك الضيـاء إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
إليك الجمال الذي لا يبيـد إليك الوجود الرحيب النضر
فميدي كما شئتِ فوق الحقول بِحلو الثمار وغـض الزهـر
وناجـي الحيـاة وأشواقـها وفتنـة هذا الوجـود الأغـر
ورفْرف روحٌ غرِيبُ الجمالِ بِأَجنحـةٍ من ضياء الْقَمـر
وأَعلَن في الكَونِ أَنَّ الطُّموح لهِيب الحياة وروح الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فَلا بُدَّ أن يَسْتَجِيب القَـدر
ولا بُـدَّ لِلّيـل أنْ ينجلي ولا بُدَّ للقَيد أَن يـنكَسـر
ومن لَم يُعَانِقْهُ شوق الْحياة تَبَخَّـر في جوِّها واندثَـر
كَذلك قَالَت لي الكَائنَات وحدّثَني روحُها المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِالريحُ بين الفِجَاجِ وفَوق الجِبال وتحْتالشجر
إذَا ما طمحت إلى غايةٍ ركِبتُ الْمنَى ونسيتُ الحَذَر
ومن لا يحبّ صُعودَ الجبالِ يَعِشْ أَبدَ الدَّهر بين الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَابِ وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر
وأَطرقْتُ، أُصغي لِقَصفِ الرُّعودِ وعزفِ الرِّياح ووقْعِ المطـر
وقَالَت لي الأَرضُ - لَمَّا سأَلتُ: " أَيـا أُمُّ هل تَكرهِينَ البشر؟"
"أُباركُ في النَّاسِ أَهل الطُّموحِ ومن يستَلِـذُّ ركوبَ الخطَـر
هو الكَونُ حيٌّ، يحبُّ الحياة ويَحتَقِرُ الميت مهما كَبُر
فَلا الأُفْقُ يحضُنُ ميت الطُّيور ولا النَّحلُ يلثمُ ميتَ الزَّهَـر
وفي ليلَةٍ من ليالي الخريفِ مثَقَّلَـةٍ بِالأََسى والضَّجر
سَكِرْتُ بِها من ضياء النُّجوم وغنَّيتُ للحزنِ حتَّى سكـر
سأَلْتُ الدّجى: هل تعِيد الحياةُ لما أَذبلَتـهُ ربِيع العمـر؟
فَلَم تتكَلّم شفـاهُ الظَّلامِ ولم تترنَّـم عذَارى السَّحر
وقَال لي الغـابُ في رقَّـةٍ محبَّبـةٍ مثل خفـقِ الوتَـر
يجِيءُ الشّتاءُ ، شتَاءُ الضّباب شتاءُ الثّلوج ، شتَاءُ المطـر
فَينطَفىء السِّحرُ، سحرُ الغصونِ وسحرُ الزُّهُور وسحرُ الثَّمر
وسحرُ المساء الشَّجِيِّ الوديعِ وسحرُ المروجِ الشَّهِيّ العَطِر
وتهوي الغصون وأَوراقها وأَزهارعهدٍ حبِيبٍ نَضِـر
وتَلهُو بِها الرِّيح في كلِّ وادٍ ويدفنـها السّيـل أنّى عـبر
وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غـبر
وذكرى فصول ٍ، ورؤيا حياةٍ وَأَشباح دنيا تَلاشت زُمَـر
معانقَـةً وهيَ تحـت الضَّباب وتحت الثُّلُوجِ وتحـت المدر
وحالمـةً بِأَغـانِي الطُّيُـور وعطر الزُّهور وطعم الثَّمـر
تُسائِلُ: أين ضبابُ الصَّباحِ، وسحر المساءِ؟ وضوْئُ القَمر؟
وأسرابُ ذاك الفَراشِ الأنيقِ؟ ونَحلٌ يُغَني، وغيمٌ يَمُرّ
وأين الأشعَّةُ والكائناتُ؟ وأين الحياةُ الَّتي أنتظِر
ظمِئتُ إلى النُّور، فوقَ الغُصونِ! ظمِئتُ إلى الظِلِّ تحْتَ الشَّجار!
ظَمِئتُ إلى نَغَمَتِ الطُّيورِ، وهَمسِ النَّسيم، ولَحْنِ المَطر!
هو الكَون، خلف سبات الجمود وفي أثفُقِ اليقَظاتِ الكُبَر"
وَما هـو إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر
وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر
وقبلّـها قبـلاً في الشفـاه تعيد الشباب الذي قد غبـر
وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر
ومن تعبـدُ النـور أحلامـه يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر
إليك الفضاء، إليك الضيـاء إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
إليك الجمال الذي لا يبيـد إليك الوجود الرحيب النضر
فميدي كما شئتِ فوق الحقول بِحلو الثمار وغـض الزهـر
وناجـي الحيـاة وأشواقـها وفتنـة هذا الوجـود الأغـر
ورفْرف روحٌ غرِيبُ الجمالِ بِأَجنحـةٍ من ضياء الْقَمـر
وأَعلَن في الكَونِ أَنَّ الطُّموح لهِيب الحياة وروح الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ