-
دخول

عرض كامل الموضوع : إرهاصات الأمة السورية في الواقع العربي الراهن..


dot
22/10/2006, 16:54
بقلم: أوان خالد.

تنحدر الأمة السورية من سلالة الشمس،مليئةً بالرشاقةِ والعطاءْ ،مفعمةً بالنورِ مجللة بالخلدِ والبقاءْ.
ولا أبالغُ لو قلتُ إن تاريخَ الشمسِ ينحدرُ من كفِّ الأمةِ السوريةِ الخالدة،تلك الكف التي أطعمت عشتار وإنليل،ومسحت رأس أدونيسَ وعمَّدت تاريخَ أوغاريتَ حتى ظلَّ ولداً مباركاً للخلودِ في كافةِ العصور.
لا تموتُ الأمة،ولا تندثر في أيِّ مرحلةٍ من مراحلها،كما أنها لا تبعثُ من جديد،وكل ماهنالك أنها تنتقل من مرحلةٍ إلى أخرى،ومن واقعٍ إلى آخر.
وقد يظن القارئ العزيزُ أن هذا الضعف أو التشتت التي تعيشهُ أمتنا السورية الخالدة هو محنةٌ واقعةٌ بالسوريين ،وعليهم أن يتخلصوا منها،ولكن باعتقادي أن أمتنا إنما تمر بمرحلةٍ مشرقةٍ من تاريخها،يعلمها من يدقق النظر في المراحل السابقة من تاريخِها.
فالحالةُ التي تمر بها الأمة السورية اليوم تشبهُ مرحلةَ الإعداد (لمشروعِ التخرج) في لهجتنا المعاصرة،فبعد السنواتِ الجامعية التي يقضيها الطالبُ بالجد والدراسةِ،يحتاجُ إلى فترةٍ من المطالعةِ المكثفةِ حتى يستعد لتقديمِ مشروعه،والذي سينتقلُ إلى الحياة العمليةِ ليبدأ فترةً جديدةً من عمره.
نستعرضُ هذه الصورة لنقارن بها مرحلة أمتنا اليوم:مرت بمراحلَ متعاقبة،وانتقلت من طورٍ إلى آخر،فعلَّمتِ العالم،وأنجبت من رحمِ حضارتها ثقافة الشعوبِ والأمم،ولكنها احتاجتِ الآن إلى فترةٍ من الصمتِ،هي من الحكمةِ بمكان،إذ أنها فترةٌ مؤقتةٌ تحتاجها لانبثاق النورِ الخالد من جديد.
يستطيعُ أي إنسانٍ سوريٍ إذا ماقرأ ولو بشكلٍ مبسطٍ عن مبدعي أمته السورية،أن يشعر بذلك الشعور القومي الذي يدفعه ليلتف حول تاريخهِ الناصعِ الجليل في سماءٍ يشوبها الضباب ودخانُ أصحاب المصالحِ الشخصية من السوريين المهملينَ لحقيقةِ أمتهم ومجدها.
وحدةُ الشعور القومي لدى السوريين تنطلقُ من شيئين:دراسة الواقعِ الراهن،وربط الأحداثِ المختلفة،لاسيما في العالم العربي،ودراسةُ تاريخِ الممالكِ السورية القديمة وحضارتها،وماأبدعه العباقرة السوريون في مختلفِ المجالاتِ لينطلقَ حضاراتٍ تخطُّ تواريخَ الأممِ الأخرى.
وإذا فهمنا هذه النقطة نفهم السبب الذي دفعَ سعادةَ للعودةِ إلى تاريخِ الأمة بالدرجة الأولى كي يستخلص منها مبادئ الحزب والحضارة اللذين أسسهما.
فسعادة،المفكر والسياسي الفريد،أدرك كل الإدراك القيمة العظيمة للشعور القومي لدى السوريين،كما أدرك التأثير الذي يلعبه التاريخُ السوري الخالدُ في إحياء هذا الشعورِ لدى السوريين...
وليس أدل على ذلك من العلمِ الذي يمثل الحزب السوري القومي الاجتماعي،والذي استنبطه سعادة من العلاماتِ التي كان يرسمها الإنسانُ السوري الرائع،المفكر في كنه الوجود،كرموزٍ عن بعضِ الأسئلةِ التي كانت تدورُ في خلدهِ عن الموتِ والحياة،وغير ذلكَ من الأمورِ العلوية التي حاولَ أن يفسرها منذ القديم.