dot
17/10/2006, 02:03
بقلم: حازم الشرع *
يعد الحديث في المسالة الطائفية حديثا ذا حساسية كبيرة لما يمثله من خطر كبير ان تم استغلاله لاغراض سياسية الهدف من ورائها الحصول على دعم شعبي عن طريق ايجاد اصطفافات طائفية، فكثيرا ما اكتوت المجتمعات بنار الطائفية على اختلاف أنواعها، فخسرت أبناءها وأموالها، وشتت شملها، وشوهت عقائدها، وأغرت أعداءها بها، حتى وصلت هذه الشعوب بعد طول محنة وعظيم خسارة إلى قناعة مهمة هي إن إذكاء نار الفتنة الطائفية لا يخدم مصلحة المجتمع، ولا يحقق أهدافه الشاملة، وان المنطق العقلائي يقتضي التعايش بين أبناء الأديان والطوائف المتعددة، لان التنوع من طبيعة الأشياء، وفيه مكامن الإبداع والتطور والرقي· إن هذه القناعة هي التي استخلصتها الشعوب في اوروبا والولايات المتحدة الاميركية، بعد أن أرهقتها نزاعات الطوائف بعد ما أثارته من حروب طاحنة امتد بعضها إلى مائة عام، فلما تجاوزت هذه النزاعات وعملت نخبها السياسية والثقافية حثيثا باتجاه التعايش السلمي، استطاعت بعدها النهوض من واقعها المتخلف انذاك وسارت في ركب الحرية والديمقراطية والرقي التكنولوجي والاقتصادي· ان الدول المتجانسة قومياً ودينياً وعرقياً لا تشكل الا أكثر قليلاً من 5% من مجموع دول الاسرة الدولية، اما غالبيتها العظمى فتعيش شكلاً من اشكال التنوع القومي والديني والمذهبي يتراوح ما بين تنوع بسيط وتنوعات كبيرة، فيما لا يعني هذا ان التنوع وعدم التجانس لا بد وأن يكون باعثاً على الاضطراب او ان نقيضه باعث على الاستقرار، ولنأخذ الصومال مثلا فهي من بين الدول القليلة في العالم التي حظيت بتجانس قومي وديني ولغوي، الا ان كل هذا لم يحميها من ان تشهد تمزقاً واضحاً وحرباً وصراعات قبلية، في حين ان الهند التي تضم أكثر من اربعمائة جماعة عرقية تعيش استقراراً نسبياً مقبولاً· والعراق من بين هذه الدول التي تضم تنوعاً قومياً وطائفياً ودينياً، لكنه اذا ما قيس بدول اخرى يظل تنوعه في درجاته الدنيا، لكنه اصبح موضع تحليل، بل وقلق خصوصاً في استقطابه الطائفي، الذي انعكس في مفاصل الحياة السياسية، ثم برز مؤشر خطير على الساحة العراقية عندما بدأ الاستقطاب الطائفي يمتد شعبياً مقترناً بالعنف· ولكن ما ميز الحالة الطائفية في العراق يكمن في خلوها من الصفة الدينية، اذ هي بشكل عام سياسية ترتدي عباءة الدين· ففي البعد التأريخي للطائفية، والتأريخ كما هو معروف سياسة الماضي، او السياسة في تحولاتها، وفي حالة العراق، ومنذ تأسيس الدولة الحديثة فيه مطلع القرن الماضي او في الواقع الحالي لا يمكن استبعاد التاريخ، فالنظام السابق قام على شبكة من الولاءات الطائفية ومارس التهميش بحق البعض طائفيا وهذا ولد احتقانا طائفيا كان مكبوتا لا لشي سوى الخوف من بطش النظام الاستبدادي السابق، وادى إلى خلق تركيبة سياسية اجتماعية غير متوازنة، في وقتها ظن بعض العراقيين من جهتهم انها استحقاقات مطلقة منحت اليهم لجدارتهم بها او لحقهم التاريخي فيها، ومن جهة اخرى رسخت تلك التركيبة المجتمعية المغلوطة لدى العديد من المكونات العراقية شعورا بالتهميش وولدت شعورا بان هناك مجموعة باكملها تستهدفهم وتظلمهم وتسلب حقوقهم التي يستحقونها وان الاخرين اخذوها منهم بغير جدارة وعبر القوة المفرطة، فيما قاد ذلك الواقع المزري لتكوينات الشعب العراقي إلى الفشل في تكوين هوية وطنية عراقية جامعة· ان العملية السياسية التي اعقبت سقوط نظام صدام حسين حاولت تكوين تشكيلات سياسية وامنية قائمة على مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي في ادارة البلاد، بعد حقبة من الحكم الديكتاتوري الشمولي السيئ الصيت، الغريب في الامر ان هذه المشاركة لم تكن على اساس سياسي او اجتماعي بل على اساس طائفي تمثل في اول هيئة سياسية عراقية رسمية تشكلت بعد اسقاط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس، الا وهي مجلس الحكم الانتقالي والذي ادى إلى ظهور المحاصصة العرقية والدينية والمذهبية كبادرة شديدة الخطورة لم يعرها اي من الساسة العراقيين اهتماما يذكر في وقتها في وقتها معتبرين تشكيل مجلس الحكم اول انجاز سياسي بعد الاطاحة بنظام صدام، ولهذا من الممكن جدا ان يحصل فيه بعض الخلل في تركيبه، فيما اكتفى المعترضون على اعتماد اسلوب المحاصصة في انشاء المجلس بتصريحات خجولة سرعان ما تلاشت شيئا فشيئا ليحل معها واقع غير مستساغ في انشاء مؤسسات الدولة يشابه في الكثير من اوجهه الاسلوب الذي استخدم في انشاء مجلس الحكم الانتقالي· لقد ادى تشكيل مجلس الحكم كبديل عن حكومة عراقية قوية قادرة على ضبط التيارات الطائقية والعرقية والحزبية المنفلتة بعد رحيل نظام صدام حسين ابان تلك الفترة، ادى إلى تقسيم الوزارات وقيادة القوات الامنية على اسس عرقية ودينية وطائفية، كما تم تحديد عدد المنتسبين من كل طائفة في ظاهرة خطيرة نمت عن جهل كبير بالواقع العراقي، حاول فيها الحاكم المدني للعراق في وقتها بول بريمر وبالاشتراك مع بعض القيادات العراقية الوصول إلى تحقيق توازن مقبول برأيه افتقدته البلاد لفترة طويلة لاعتقاده بأن هذه الطريقة الناجعة لخلق التوافق المطلوب· الا ان الذي حدث اضعف الدولة العراقية ورسخ عدم قدرتها على فرض الامن في البلاد وادى إلى فشلها في تنفيذ مشاريع التنمية المطلوبة لارجاع العراق إلى حظيرة الدول السائرة في ركب الحضارة والتطور، وذلك لسبب رئيسي وان كانت هناك اسباب اخرى، الاوهو عمل اغلب الوزراء حسب الاجندة الطائفية والقومية والحزبية التي ينتمون اليها لا على اساس خدمة العراق كبلد وهناك امثلة واضحة حصلت خلال فترة الحكومات الثلاث التي حكمت البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية تمثلت في اقصى حالاتها بعصيان اوامر رئيس الوزراء أعلى شخص مسؤول في الدولة والالتزام باوامر الجماعات التي يتنمون اليها سواء كانت عرقية او مذهبية· يقول الدكتور اياد علاوي زعيم حركة الوفاق الوطني ورئيس الوزراء السابق ان العراق لن يشهد الاستقرار والامن المطلوب مادام السياسيون العراقيون يتبعون المحاصصة الطائفية في حكم البلاد، مؤكدا ان الحل الرئيسي للأزمة العراقية هو الابتعاد عن الطائفية وان تبتعد الحكومة كل البعد في تشكيلها عن المحاصصة بكل انواعها مع اشعار جميع العراقيين بان لهم تمثيلاً يعتمد على الكفاءة لاعلى الطائفة· اما البعض الاخر من الساسة العراقيين فيرى ان المحاصصة الطائفية مطلوبة لاعطاء الثقة لجميع الاطراف بانها تشارك في صنع القرار السياسي في العراق الجديد بعيدا عن اسلوب الهيمنة الذي يقول البعض انها السبب الرئيسي لاختيار المحاصصة الطائفية· الرئيس جلال الطالباني يرى ان مشاركة الجميع في العملية السياسية والحكومة يتطلب استخدام نظام المحاصصة ليس لفترة طويلة ولكن للفترة الحالية التي يشهدها العراق، ويضيف الطالباني ان الوضع الجديد في البلاد يتطلب اقناع جميع الفرقاء السياسيين ان لهم دوراً في حكم البلاد وانهم غير مهمشين وهذا ضروري لخلق مناخ من الثقة يتيح استقرار الاوضاع الامنية في البلاد ولكن الاهم في الموضوع ان الساسة العراقيين ورجال الدين الذين تعاظمت سلطتهم الان على الشارع العراقي وبدت أكثر وضوحا من اي وقت سابق في تاريخ العراق الحديث، بدأوا بنقل صراعات السلطة التي تحدث بين السياسيين إلى الشارع واسقاطها على الخلافات المذهبية للحصول على الاستقطاب المراد لزيادة شعبيتهم، وهنا تكمن منابع الخطر الذي يهدد وحدة وتجانس المجتمع ومبدا التعايش السلمي بين مكوناته المختلفة والتي لم يعرها السياسيون اي وقفة تامل جدية لدراسة ما يمكن ان يسببه تحفيز السياسيين للشارع طائفيا من تدمير لتجانس المجتمع العراقي وقدرته على العيش المشترك بمختلف مكوناته، وهذا ما حصل بالفعل عندما توالت بعد تفجيرات سامراء عمليات التهجيرالقسري والقتل على الهوية وخصوصا في العاصمة بغداد وضواحيها· وبالرغم من ان بعض المراقبين للوضع العراقي يرون ان عمليات القتل الطائفي كانت موجودة فور اسقاط النظام السابق
يعد الحديث في المسالة الطائفية حديثا ذا حساسية كبيرة لما يمثله من خطر كبير ان تم استغلاله لاغراض سياسية الهدف من ورائها الحصول على دعم شعبي عن طريق ايجاد اصطفافات طائفية، فكثيرا ما اكتوت المجتمعات بنار الطائفية على اختلاف أنواعها، فخسرت أبناءها وأموالها، وشتت شملها، وشوهت عقائدها، وأغرت أعداءها بها، حتى وصلت هذه الشعوب بعد طول محنة وعظيم خسارة إلى قناعة مهمة هي إن إذكاء نار الفتنة الطائفية لا يخدم مصلحة المجتمع، ولا يحقق أهدافه الشاملة، وان المنطق العقلائي يقتضي التعايش بين أبناء الأديان والطوائف المتعددة، لان التنوع من طبيعة الأشياء، وفيه مكامن الإبداع والتطور والرقي· إن هذه القناعة هي التي استخلصتها الشعوب في اوروبا والولايات المتحدة الاميركية، بعد أن أرهقتها نزاعات الطوائف بعد ما أثارته من حروب طاحنة امتد بعضها إلى مائة عام، فلما تجاوزت هذه النزاعات وعملت نخبها السياسية والثقافية حثيثا باتجاه التعايش السلمي، استطاعت بعدها النهوض من واقعها المتخلف انذاك وسارت في ركب الحرية والديمقراطية والرقي التكنولوجي والاقتصادي· ان الدول المتجانسة قومياً ودينياً وعرقياً لا تشكل الا أكثر قليلاً من 5% من مجموع دول الاسرة الدولية، اما غالبيتها العظمى فتعيش شكلاً من اشكال التنوع القومي والديني والمذهبي يتراوح ما بين تنوع بسيط وتنوعات كبيرة، فيما لا يعني هذا ان التنوع وعدم التجانس لا بد وأن يكون باعثاً على الاضطراب او ان نقيضه باعث على الاستقرار، ولنأخذ الصومال مثلا فهي من بين الدول القليلة في العالم التي حظيت بتجانس قومي وديني ولغوي، الا ان كل هذا لم يحميها من ان تشهد تمزقاً واضحاً وحرباً وصراعات قبلية، في حين ان الهند التي تضم أكثر من اربعمائة جماعة عرقية تعيش استقراراً نسبياً مقبولاً· والعراق من بين هذه الدول التي تضم تنوعاً قومياً وطائفياً ودينياً، لكنه اذا ما قيس بدول اخرى يظل تنوعه في درجاته الدنيا، لكنه اصبح موضع تحليل، بل وقلق خصوصاً في استقطابه الطائفي، الذي انعكس في مفاصل الحياة السياسية، ثم برز مؤشر خطير على الساحة العراقية عندما بدأ الاستقطاب الطائفي يمتد شعبياً مقترناً بالعنف· ولكن ما ميز الحالة الطائفية في العراق يكمن في خلوها من الصفة الدينية، اذ هي بشكل عام سياسية ترتدي عباءة الدين· ففي البعد التأريخي للطائفية، والتأريخ كما هو معروف سياسة الماضي، او السياسة في تحولاتها، وفي حالة العراق، ومنذ تأسيس الدولة الحديثة فيه مطلع القرن الماضي او في الواقع الحالي لا يمكن استبعاد التاريخ، فالنظام السابق قام على شبكة من الولاءات الطائفية ومارس التهميش بحق البعض طائفيا وهذا ولد احتقانا طائفيا كان مكبوتا لا لشي سوى الخوف من بطش النظام الاستبدادي السابق، وادى إلى خلق تركيبة سياسية اجتماعية غير متوازنة، في وقتها ظن بعض العراقيين من جهتهم انها استحقاقات مطلقة منحت اليهم لجدارتهم بها او لحقهم التاريخي فيها، ومن جهة اخرى رسخت تلك التركيبة المجتمعية المغلوطة لدى العديد من المكونات العراقية شعورا بالتهميش وولدت شعورا بان هناك مجموعة باكملها تستهدفهم وتظلمهم وتسلب حقوقهم التي يستحقونها وان الاخرين اخذوها منهم بغير جدارة وعبر القوة المفرطة، فيما قاد ذلك الواقع المزري لتكوينات الشعب العراقي إلى الفشل في تكوين هوية وطنية عراقية جامعة· ان العملية السياسية التي اعقبت سقوط نظام صدام حسين حاولت تكوين تشكيلات سياسية وامنية قائمة على مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي في ادارة البلاد، بعد حقبة من الحكم الديكتاتوري الشمولي السيئ الصيت، الغريب في الامر ان هذه المشاركة لم تكن على اساس سياسي او اجتماعي بل على اساس طائفي تمثل في اول هيئة سياسية عراقية رسمية تشكلت بعد اسقاط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس، الا وهي مجلس الحكم الانتقالي والذي ادى إلى ظهور المحاصصة العرقية والدينية والمذهبية كبادرة شديدة الخطورة لم يعرها اي من الساسة العراقيين اهتماما يذكر في وقتها في وقتها معتبرين تشكيل مجلس الحكم اول انجاز سياسي بعد الاطاحة بنظام صدام، ولهذا من الممكن جدا ان يحصل فيه بعض الخلل في تركيبه، فيما اكتفى المعترضون على اعتماد اسلوب المحاصصة في انشاء المجلس بتصريحات خجولة سرعان ما تلاشت شيئا فشيئا ليحل معها واقع غير مستساغ في انشاء مؤسسات الدولة يشابه في الكثير من اوجهه الاسلوب الذي استخدم في انشاء مجلس الحكم الانتقالي· لقد ادى تشكيل مجلس الحكم كبديل عن حكومة عراقية قوية قادرة على ضبط التيارات الطائقية والعرقية والحزبية المنفلتة بعد رحيل نظام صدام حسين ابان تلك الفترة، ادى إلى تقسيم الوزارات وقيادة القوات الامنية على اسس عرقية ودينية وطائفية، كما تم تحديد عدد المنتسبين من كل طائفة في ظاهرة خطيرة نمت عن جهل كبير بالواقع العراقي، حاول فيها الحاكم المدني للعراق في وقتها بول بريمر وبالاشتراك مع بعض القيادات العراقية الوصول إلى تحقيق توازن مقبول برأيه افتقدته البلاد لفترة طويلة لاعتقاده بأن هذه الطريقة الناجعة لخلق التوافق المطلوب· الا ان الذي حدث اضعف الدولة العراقية ورسخ عدم قدرتها على فرض الامن في البلاد وادى إلى فشلها في تنفيذ مشاريع التنمية المطلوبة لارجاع العراق إلى حظيرة الدول السائرة في ركب الحضارة والتطور، وذلك لسبب رئيسي وان كانت هناك اسباب اخرى، الاوهو عمل اغلب الوزراء حسب الاجندة الطائفية والقومية والحزبية التي ينتمون اليها لا على اساس خدمة العراق كبلد وهناك امثلة واضحة حصلت خلال فترة الحكومات الثلاث التي حكمت البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية تمثلت في اقصى حالاتها بعصيان اوامر رئيس الوزراء أعلى شخص مسؤول في الدولة والالتزام باوامر الجماعات التي يتنمون اليها سواء كانت عرقية او مذهبية· يقول الدكتور اياد علاوي زعيم حركة الوفاق الوطني ورئيس الوزراء السابق ان العراق لن يشهد الاستقرار والامن المطلوب مادام السياسيون العراقيون يتبعون المحاصصة الطائفية في حكم البلاد، مؤكدا ان الحل الرئيسي للأزمة العراقية هو الابتعاد عن الطائفية وان تبتعد الحكومة كل البعد في تشكيلها عن المحاصصة بكل انواعها مع اشعار جميع العراقيين بان لهم تمثيلاً يعتمد على الكفاءة لاعلى الطائفة· اما البعض الاخر من الساسة العراقيين فيرى ان المحاصصة الطائفية مطلوبة لاعطاء الثقة لجميع الاطراف بانها تشارك في صنع القرار السياسي في العراق الجديد بعيدا عن اسلوب الهيمنة الذي يقول البعض انها السبب الرئيسي لاختيار المحاصصة الطائفية· الرئيس جلال الطالباني يرى ان مشاركة الجميع في العملية السياسية والحكومة يتطلب استخدام نظام المحاصصة ليس لفترة طويلة ولكن للفترة الحالية التي يشهدها العراق، ويضيف الطالباني ان الوضع الجديد في البلاد يتطلب اقناع جميع الفرقاء السياسيين ان لهم دوراً في حكم البلاد وانهم غير مهمشين وهذا ضروري لخلق مناخ من الثقة يتيح استقرار الاوضاع الامنية في البلاد ولكن الاهم في الموضوع ان الساسة العراقيين ورجال الدين الذين تعاظمت سلطتهم الان على الشارع العراقي وبدت أكثر وضوحا من اي وقت سابق في تاريخ العراق الحديث، بدأوا بنقل صراعات السلطة التي تحدث بين السياسيين إلى الشارع واسقاطها على الخلافات المذهبية للحصول على الاستقطاب المراد لزيادة شعبيتهم، وهنا تكمن منابع الخطر الذي يهدد وحدة وتجانس المجتمع ومبدا التعايش السلمي بين مكوناته المختلفة والتي لم يعرها السياسيون اي وقفة تامل جدية لدراسة ما يمكن ان يسببه تحفيز السياسيين للشارع طائفيا من تدمير لتجانس المجتمع العراقي وقدرته على العيش المشترك بمختلف مكوناته، وهذا ما حصل بالفعل عندما توالت بعد تفجيرات سامراء عمليات التهجيرالقسري والقتل على الهوية وخصوصا في العاصمة بغداد وضواحيها· وبالرغم من ان بعض المراقبين للوضع العراقي يرون ان عمليات القتل الطائفي كانت موجودة فور اسقاط النظام السابق