-
دخول

عرض كامل الموضوع : دروس في الديبلوماسية للأمين العام الجديد للأمم المتحدة.


dot
17/10/2006, 01:16
بقلم: محمود المبارك *

في عام 1962 حظي تلميذ ثانوي من كوريا الجنوبية بلقاء الرئيس الأميركي جون كنيدي في البيت الأبيض، إثر فوزه في مسابقة في اللغة الإنكليزية نظمها الصليب الأحمر الأميركي في بلاده. وعند سؤاله من أحد الصحافيين الأميركيين عن هدفه في الحياة، أجاب الشاب الذي يتوقد ذكاءً بأنه يريد أن يكون «ديبلوماسياً» لكي يجوب أنحاء العالم.
اليوم وقد أوصلت أفكار المراهقة بصاحبها إلى أعلى منصب ديبلوماسي في العالم، ربما تبين للشيخ الذي دخل العقد السابع من عمره، أنه قد يكون وصل إلى بداية الطريق الذي اختاره وليس نهايته.
بان كي - مون الكوري الجنوبي، الذي أعاد لآسيا المنصب الذي افتقدته منذ 35 سنة، تم انتخابه من قبل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ليكون ثامن أمين عام للمنظمة الدولية العالمية الأم، مع بداية عام 2007.
خلال كلمة ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام، وبكلمات ديبلوماسية تتناسب مع تفكير الرجل الذي شغل منصب وزير خارجية بلاده، ومنصب مستشار لرئيس الدولة، رسم الأمين العام المنتخب خطته في إدارة ما يعلم أنها أزمات جادة بين الدول، في منصبه الجديد بقوله: «سوف تكون فترتي معلَّمة بمحاولات غير منقطعة لبناء الجسور وسد الفجوات، وسوف تكون قيادتي مبنية على التسامح لا على الانقسام، وسوف أكون - كما كنت من قبل - قدوة بالفعل لا بالقول».
ولكن، يبدو أن المواطن الكوري السابق سوف يتعلم من منصبه الجديد دروساً في الديبلوماسية مختلفة عن تلك التي درسها في جامعة سيول (1966 – 1970)، حين حاز شهادةً في العلاقات الدولية، أو تلك التي استكملها في معهد كينيدي التابع لجامعة هارفارد ما بين عامي 2001 و2003. ولعل أول هذه الدروس هو أن يعرف معالي «الأمين» أنه ربما اقتضت «الديبلوماسية» منه ألا يكون أميناً في كل عمله. وأن يراعي «بديبلوماسية واقعية» ما تقتضيه «المصالح المشتركة» لقضايا الأمن والسلم في العالم.
فعلى سبيل المثال، إذا اضطربت الأمور في تقدير الأمين العام حول القضية الفلسطينية، التي جعلها ضمن أهم ثلاثة محاور يريد أن ينال شرف حل أزماتها، ورأى أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والقصف الإسرائيلي المتكرر للشعب الفلسطيني والحصار المستمر، كل ذلك مخالف للأسس التي قامت عليها المنظمة الدولية التي عين أميناً لها، فإنه ربما كان من «الديبلوماسية» المطلوبة ألا يستعجل حل هذه الأزمة القديمة قدم المنظمة ذاتها، وأن عليه أن يتحلى بصبر جميل مهما كبرت المأساة، ولكن عليه ألا ينسى أن يبادر الى شجب واستنكار أية عملية «إرهابية» فلسطينية ترتكب ضد الإسرائيليين.
وكذلك، قد يكون من المفيد للأمين الديبلوماسي الجديد أن يصرف نظره عن مقتل أكثر من نصف مليون عراقي بسبب الاحتلال الأميركي - البريطاني، وليس عليه من بأس لو شكك في صدقية هذا الرقم، ولكن عليه أن يركز جهوده على الآلاف الذين قتلوا في دارفور من غير ذنب، حيث إن هذه جريمة مسؤولة عنها منظمته التي «اؤتمن» على سمعتها كحامية للقانون الدولي في العالم.
وفي السياق نفسه، فلعله من الحكمة المطلوبة عند المخضرمين من الديبلوماسيين، ألا يعير الأمين العام للأمم المتحدة انتباهاً لانتهاكات القانون الدولي الإنساني في العراق وأفغانستان، كاستخدام الأسلحة العنقودية واليورانيوم المنضب المحرَمين دولياً، وأن يعتبر أحداث أبي غريب وغوانتانامو، ووجود المعتقلات السرية لدى بعض أعضاء مجلس الأمن الدائمين حالات شاذة، لا تستحق أن تشقى المنظمة الدولية من أجلها.
وأما عن التعامل مع المقاومة في العراق وأفغانستان فهو أمر مختلف للغاية، ويجب أن يؤخذ بكل الجدية. ولا يجوز للأمين العام للأمم المتحدة أن يسكت على تجاوزات «الإرهابيين» في العراق أو أفغانستان أو غيرهما، إذ أن على الأمين العام أن يعلن بقوة أنه مع الحرب ضد الإرهاب، لأنه لا يريد أن يصنف مع المحور الذي هو ضدها، بناءً على قاعدة «من ليس معنا فهو ضدنا».
كما أن عليه أن يعمق العلاقات مع سفير الولايات المتحدة لدى منظمته، ولا بأس بأن يتخذه مستشاراً سرياً خاصاً له، من باب أن مشورة العقلاء مطلوبة! وعليه أن يستشرف موافقته المبدئية في أية قضية قبل أن يبدي رأيه فيها، حيث هو الرئيس العام الفخري غير الرسمي للمنظمة الدولية، ومن غير الحسن الإقدام على أمر قبل أخذ موافقته المسبقة.
كما أن على الأمين العام الجديد أن يتعلم متى تكون حكمة الصمت مطلوبة، وقد ضرب له الأمين المغادر أمثلة يُحتذى بها. فإذا ما سمع الأمين العام الجديد بحوادث لتدنيس القرآن الكريم، أو نطق البابا أو غيره بكلام ضد الإسلام، ربما كان أولى به ألا يقحم نفسه في مثل هذه الأمور، خاصة أنه لم يطلب منه. وأما إذا تكلم الرئيس الإيراني عن إسرائيل وشكك في صدقية ثبوت المحرقة اليهودية، فإن عليه أن يسارع بالتنديد بهذه العبارات التي لا تخدم الأمن والسلم العالميين، وعليه أن يرفع هذا الشأن إلى مجلس الأمن ليتخذ حوله إجراءً معيناً.
وفي السياق نفسه، فإن عليه أن يصرف نظره عن أي قصف إسرائيلي على لبنان أو غيره، وإن كان من نتيجته تدمير البنية التحتية لبلد بكامله، أو قتل الآلاف وتشريد عشرات الآلاف، لكن إذا ما كان الأمر يتعلق باغتيال رئيس حكومة سابق، فإن عليه أن يشكل لجنة تحقيق خاصة، وأن تعطى هذه اللجنة كل الصلاحيات والمساعدات المطلوبة، لأن الأمر يهم أمن وسلام المنطقة بأسرها!
كما أن على الأمين العام الجديد أن يتعلم كيف يترك الخوض في الفتن التي لا طائل من ورائها، وألا يستمع لمن ينادي بالتحقيق في التقارير التي قدمتها «بعض الدول» لمجلس الأمن حول حيازة العراق أسلحة دمار شامل، والتي تبين كذبها في ما بعد، لأن بعث هذا من جديد لا يفيد شيئاً! وكما يقولون في الأمثال العامية «الكلام في الفايت نقص في العقل»!
وواضح أن معالي الأمين الجديد قد أدرك بحكمته الثاقبة حاجته إلى «الديبلوماسية المرنة» في تعامله مع أعضاء مجلس الأمن الدائمين، قبل وصوله إلى مكتبه في البناية الزجاجية في نيويورك. حيث قام بان كي - مون بزيارات متعددة للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن منذ ترشيحه لهذا المنصب في شباط (فبراير) الماضي، تخللتها حملة منظمة لنجاح ترشيحه للمنصب الجديد. فقد نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية تحقيقاً في عددها الصادر في 29 أيلول (سبتمبر) الماضي، جاء فيه أن وزير خارجية كوريا الجنوبية زار عدداً من الدول أعضاء مجلس الأمن الدائمين، ووقّع معها عقوداً بملايين الدولارات لضمان ترشيحه لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة. ولعل هذا السجل الحافل يكون معيناً له في التعامل مع بعض الأزمات التي تعترض عمل الأمين العام، كأزمة «النفط مقابل الغذاء» إذا ما حدثت مرة أخرى في المستقبل... لا سمح الله!
في الوقت ذاته، قد يجد الأمين خلال تجربته الديبلوماسية الكبرى، أن رغبته - التي عبر عنها في خطابه أمام الجمعية العامة يوم ترشيحه - في إصلاح ذات البين بين الدول الأعضاء، قد تكون أعسر من ولادة الشرق الأوسط الجديد!
وإذا ما تبين له ذلك، فلعله يعتذر عن فشله في عدم مقدرة منظمته على «بناء الجسور وسد الفجوات» بين الدول الأعضاء، بأسلوب ديبلوماسي يبرئ به نفسه، إذ لا أحد يستطيع أن يجعل من الأشرار (أعداء الولايات المتحدة كما يصفهم بوش) والشيطان (بوش في نظر أعدائه كشافيز) صناع سلام!
وإذا ما جاء ذلك اليوم الموعود، فإنه ربما تمنى معالي الأمين العام للأمم المتحدة لو رده الزمان شاباً يافعاً، ليعيد النظر في أمنيته الأولى، ليغيرها!


* حقوقي دولي

aman
17/10/2006, 03:13
بقلم: محمود المبارك *

في عام 1962 حظي تلميذ ثانوي من كوريا الجنوبية بلقاء الرئيس الأميركي جون كنيدي في البيت الأبيض، إثر فوزه في مسابقة في اللغة الإنكليزية نظمها الصليب الأحمر الأميركي في بلاده. وعند سؤاله من أحد الصحافيين الأميركيين عن هدفه في الحياة، أجاب الشاب الذي يتوقد ذكاءً بأنه يريد أن يكون «ديبلوماسياً» لكي يجوب أنحاء العالم.
اليوم وقد أوصلت أفكار المراهقة بصاحبها إلى أعلى منصب ديبلوماسي في العالم، ربما تبين للشيخ الذي دخل العقد السابع من عمره، أنه قد يكون وصل إلى بداية الطريق الذي اختاره وليس نهايته.
بان كي - مون الكوري الجنوبي، الذي أعاد لآسيا المنصب الذي افتقدته منذ 35 سنة، تم انتخابه من قبل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ليكون ثامن أمين عام للمنظمة الدولية العالمية الأم، مع بداية عام 2007.
فعلا العملاء يصبحون اثرياء
ويصبحون روساء
هذا هو العالم اليوم
اختير هذا العميل اليوم كما كوريا الجنوبية عميلة برئيسها الحالة ومن سبقة لكى تكون كوريا الجنوبية وبطريقة غير مباشرة اكبر عميل لامريكا والامم المتحدة لكى يواصلون الضغوط على كوريا الشمالية لاخضاعها وجعلها مثل اليبان وكوريا الجنوبية اقتصاد بلا من يضمن استمرارة
وضغوطات اخرى اقتصادية لانها باقى عمالقة الصناعة فى اسيا ليصبحوا كما من اسلفت واكثر تحت رحمة المارد الامريكى

aman
17/10/2006, 03:16
نتمنى ان يكون امين عام الامم المتحدة دائما من امريكا لنعرف ونتاكد من انة سياسة الامم المتحدة هى امريكية
بدل ان يوم عميل افريقى ويوم مصرى ويوم اسيوى والواقع امريكى
من وضعة ومن صنعة