Alshami
15/10/2006, 00:00
الحمامه
الشاعر:تميم صائب
يا زوجتي الحمامهْ!
تخنقُني أصابعُ الدموعِ في مدينة الضياع والضجرْ
تخنقُني أصابع الندامهْ
تعضّني أنيابُ هذا الشوق.. ساعةَ السَّحَرْ
أهيم..
ليس لي من المَدى
سوى خيال وجهِكِ الصَّبوحْ
أجيء مُتعَباً بآخر النهارْ
ومثْخَناً بألفِ ألفِ انكسارْ
أودّ لو أبوحْ
لكلّ من أراه عن مرارة التجوال في المدائنْ
أودّ لو أصيح بالطيورْ:
لا تتركي الأعشاشَ يا طيورُ في الشتاءْ
مهما قسا الشتاءْ
أو سوّدتْ أرياشَكِ المداخنْ
أوّاه يا حمامتي الحَنونْ!
من جمرةِ الأشواقِ..
لسعةِ الفراقِ..
حرقةِ الأنين في السكونْ
أوّاه من بنفسج الصباح حين يذرف الندى
كم يُشبه الغريبَ إذ ينوشُه البكاءْ
في آخر المساءْ
لمّا تزور سمعَهُ أغنيّةٌ من الوطنْ
يبثُّها المذياعُ في شجَنْ!
*
يا زوجتي الحمامهْ!
"دِلْهي" حزينةٌ
لأنّ نهرَنا الفراتَ لا يزورُها
لكنّها تشمُّه في دمِنا
تراه في عيونِنا رفيفَ أجنحهْ
وتلتقيه في أكفِّنا الملوِّحهْ
من غير أن يسقي قلوبَ زهرِها الظمي
"دِلْهي" حزينةٌ
كأنّ في شِرْيانِها.. دم
*
حمامتي
يمامتي
ملاكيَ الجميلْ
الحَرُّ باردٌ هنا
والضحكُ دامعٌ هنا
والوقتُ صرّةُ البخيلْ
كم أشتهي لو واحدٌ يقول ما يقولْ!
باللهجة التي شربتُها من مائنا الفراتْ
باللغةِ التي
رضعتُها من لثغةِ الأصواتْ
لو قال لي:
"يا وغْدُ"..
لن أضايقَهْ
بل أرفع الجناحَ من فؤادي الكسيرِ كي أعانقَهْ
لا يعرف الإنسانُ معنى الأمِّ
إلا حينما لا أمْ
لا يعرف الإنسان معنى الخِصْبِ
إلا حينما لا غيمْ
وهاأنا
قعيدُ غرفةٍ غريبةِ الأثاث والسريرْ
غريبةِ المياهِ..
حتّى النورُ ليس النّورْ
وكل شيءٍ ليس كلَّ شيءْ
فمَنْ هنا
يقبِّلُ الجبينَ
قبل أن ينامَ صاحب الجبينْ؟
ومَن هنا
يعدِّل اللحافَ حينما يميل
لليسار واليمينْ؟
ومَن هنا
يقول لي "يا أنتَ"
مثلما يقول "يا أنا"؟
يا زوجتي الحمامهْ!
"دلهي" غداً ستطرد الغريبْ
لأنّها تخاف أن تُعدى
بما لديه من نحيبْ
فاستقبليه أنتِ بالفرَحْ....
الهند –نيودلهي
11 /11/ 1988
الشاعر:تميم صائب
يا زوجتي الحمامهْ!
تخنقُني أصابعُ الدموعِ في مدينة الضياع والضجرْ
تخنقُني أصابع الندامهْ
تعضّني أنيابُ هذا الشوق.. ساعةَ السَّحَرْ
أهيم..
ليس لي من المَدى
سوى خيال وجهِكِ الصَّبوحْ
أجيء مُتعَباً بآخر النهارْ
ومثْخَناً بألفِ ألفِ انكسارْ
أودّ لو أبوحْ
لكلّ من أراه عن مرارة التجوال في المدائنْ
أودّ لو أصيح بالطيورْ:
لا تتركي الأعشاشَ يا طيورُ في الشتاءْ
مهما قسا الشتاءْ
أو سوّدتْ أرياشَكِ المداخنْ
أوّاه يا حمامتي الحَنونْ!
من جمرةِ الأشواقِ..
لسعةِ الفراقِ..
حرقةِ الأنين في السكونْ
أوّاه من بنفسج الصباح حين يذرف الندى
كم يُشبه الغريبَ إذ ينوشُه البكاءْ
في آخر المساءْ
لمّا تزور سمعَهُ أغنيّةٌ من الوطنْ
يبثُّها المذياعُ في شجَنْ!
*
يا زوجتي الحمامهْ!
"دِلْهي" حزينةٌ
لأنّ نهرَنا الفراتَ لا يزورُها
لكنّها تشمُّه في دمِنا
تراه في عيونِنا رفيفَ أجنحهْ
وتلتقيه في أكفِّنا الملوِّحهْ
من غير أن يسقي قلوبَ زهرِها الظمي
"دِلْهي" حزينةٌ
كأنّ في شِرْيانِها.. دم
*
حمامتي
يمامتي
ملاكيَ الجميلْ
الحَرُّ باردٌ هنا
والضحكُ دامعٌ هنا
والوقتُ صرّةُ البخيلْ
كم أشتهي لو واحدٌ يقول ما يقولْ!
باللهجة التي شربتُها من مائنا الفراتْ
باللغةِ التي
رضعتُها من لثغةِ الأصواتْ
لو قال لي:
"يا وغْدُ"..
لن أضايقَهْ
بل أرفع الجناحَ من فؤادي الكسيرِ كي أعانقَهْ
لا يعرف الإنسانُ معنى الأمِّ
إلا حينما لا أمْ
لا يعرف الإنسان معنى الخِصْبِ
إلا حينما لا غيمْ
وهاأنا
قعيدُ غرفةٍ غريبةِ الأثاث والسريرْ
غريبةِ المياهِ..
حتّى النورُ ليس النّورْ
وكل شيءٍ ليس كلَّ شيءْ
فمَنْ هنا
يقبِّلُ الجبينَ
قبل أن ينامَ صاحب الجبينْ؟
ومَن هنا
يعدِّل اللحافَ حينما يميل
لليسار واليمينْ؟
ومَن هنا
يقول لي "يا أنتَ"
مثلما يقول "يا أنا"؟
يا زوجتي الحمامهْ!
"دلهي" غداً ستطرد الغريبْ
لأنّها تخاف أن تُعدى
بما لديه من نحيبْ
فاستقبليه أنتِ بالفرَحْ....
الهند –نيودلهي
11 /11/ 1988