dot
14/10/2006, 20:30
بقلم: جورج علم
وعدت إيطاليا بتكثيف اتصالاتها مع دمشق. الوعد لرئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي، والمتلقي هو الرئيس فؤاد السنيورة، وحكومته. وبين الواعد والموعود، هدف واحد تنفيذ مندرجات القرار .1701
يؤكد برودي لمحدثيه اللبنانيين، أن اتصالاته المباشرة مع الرئيس بشار الاسد كانت مشجعة، وانه على استعداد لتطوير الحوار، دون إعطاء المزيد من الايضاحات.
فهم الجانب اللبناني، أن الايطالي يريد أن يحصّن القرار السياسي الذي اتخذته حكومة برودي، والهادف الى المشاركة في قوات (اليونيفيل) في جنوب لبنان، ويريد أن يزيل الالغام من طريق انتشارها، وتوفير كامل مستلزمات النجاح لمهمتها، حتى لا تتعرض لأي انتكاسة يمكن ان تسبب متاعب سياسية، ومعنوية لحكومة برودي في الداخل الايطالي.
بدوره، فهم رئيس الحكومة الايطالية، أن مثل هذه الاتصالات جيدة، ولا بأس بها، لكن ما ينتظره لبنان، هو أن تتطوّر وتتمحور حول الوضع اللبناني الداخلي، وإمكانية التوصل الى تفاهمات جديّة، ونهائية بشأن كل الملفات الخلافية، أو المطروحة عبر وسائل الاعلام، من ترسيم الحدود، الى إقامة العلاقات الدبلوماسية، الى لبنانية مزارع شبعا، الى وقف تهريب السلاح والمسلحين... الى...
لا يمكن الوصول الى هذه المرحلة من المعالجات عن طريق الهاتف، ومن خلال الخط المباشر بين الرئيسين برودي والاسد، ولا بدّ من زيارات، ومن طاولة حوار، ومن ملفات جاهزة، تأخذ بعين الاعتبار مطالب سوريا، وهواجسها من جهة، ومطالب الاتحاد الاوروبي، وأولوياته في لبنان والمنطقة، من جهة أخرى.
وتأتي زيارة وزير خارجية إسبانيا ميغيل آنخل موراتينوس، المرتقبة الى دمشق غدا، لتعطي ثقلا للتحرك الاوروبي باتجاه سوريا.
إسبانيا مشاركة في (اليونيفيل)، ويهمها أن تسعى الى ضمان ظروف النجاح لعناصرها، وللدور الذي تضطلع به، كما يهمها أن يستكمل موراتينوس ما بدأه في العاصمة السورية، إبان الحرب الاسرائيلية على لبنان، يومها زار دمشق، وخرج من مقابلته مع الرئيس الاسد ليعلن استعداده لممارسة ضغوط على <حزب الله>، الامر الذي استوجب صدور توضيح سوري رسمي، ينفي ذلك، وكانت النتيجة تدخل الرئيس الفرنسي جاك شيراك على الخط، وقد أسهم تدخله يومها في توتير الاجواء.
لم تتوافر معلومات مدققة حول <أجندة> الوزير الاسباني في العاصمة السورية، وإن كان في بيروت من يؤكد بأن لبنان، والجنوب، و(اليونيفيل)، والقرار ,1701 ستكون مجرد عناوين قابلة للبحث. والأدهى أن في بيروت من يراهن على وجود دور أوروبي قد يتقدم على الدور العربي تجاه سوريا للدخول في حوار معها. والحجة هنا أن الاوروبيين أصبحوا متورطين في المعادلة الجنوبية اللبنانية الشرق أوسطية، إن من خلال مشاركتهم في (اليونيفيل)، أو من خلال الالتزامات السياسيّة والمعنوية في وضع القرار 1701 موضع التنفيذ، أو أن بعض <أدبياتهم> تقضي بذلك، بعدما أغدقوا الوعود على الرئيس السنيورة، بدعم لبنان، ومساهمتهم في مسيرة إعادة إعماره، وايضا استعدادهم للمشاركة الفعالة في المؤتمر الدولي لدعم لبنان؟!
هل يتقدم الدور الاوروبي على الدور العربي؟
الجواب عند المسؤولين، كناية عن <لا> كبيرة، لأن الدور الاوروبي منسّق بشكل جيد مع كل من المملكة العربية السعودية، ومصر، والجامعة العربية، وليس هناك من <اختراق> مستقل، ثم إن الدور العربي، وخصوصا السعودي والمصري، هو الاكثر عمقا وشمولية في خصوصيّة العلاقات اللبنانية السورية، وكيفية مقاربتها، فضلا عن ذلك هناك الامين العام للجامعة عمرو موسى في طريقه الى بيروت يوم الاثنين المقبل، وربما بعدها الى دمشق، ليرى ما يمكن فعله لتقريب وجهات النظر بين <البلدين التوأمين؟!>.
المصدر : السفير
وعدت إيطاليا بتكثيف اتصالاتها مع دمشق. الوعد لرئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي، والمتلقي هو الرئيس فؤاد السنيورة، وحكومته. وبين الواعد والموعود، هدف واحد تنفيذ مندرجات القرار .1701
يؤكد برودي لمحدثيه اللبنانيين، أن اتصالاته المباشرة مع الرئيس بشار الاسد كانت مشجعة، وانه على استعداد لتطوير الحوار، دون إعطاء المزيد من الايضاحات.
فهم الجانب اللبناني، أن الايطالي يريد أن يحصّن القرار السياسي الذي اتخذته حكومة برودي، والهادف الى المشاركة في قوات (اليونيفيل) في جنوب لبنان، ويريد أن يزيل الالغام من طريق انتشارها، وتوفير كامل مستلزمات النجاح لمهمتها، حتى لا تتعرض لأي انتكاسة يمكن ان تسبب متاعب سياسية، ومعنوية لحكومة برودي في الداخل الايطالي.
بدوره، فهم رئيس الحكومة الايطالية، أن مثل هذه الاتصالات جيدة، ولا بأس بها، لكن ما ينتظره لبنان، هو أن تتطوّر وتتمحور حول الوضع اللبناني الداخلي، وإمكانية التوصل الى تفاهمات جديّة، ونهائية بشأن كل الملفات الخلافية، أو المطروحة عبر وسائل الاعلام، من ترسيم الحدود، الى إقامة العلاقات الدبلوماسية، الى لبنانية مزارع شبعا، الى وقف تهريب السلاح والمسلحين... الى...
لا يمكن الوصول الى هذه المرحلة من المعالجات عن طريق الهاتف، ومن خلال الخط المباشر بين الرئيسين برودي والاسد، ولا بدّ من زيارات، ومن طاولة حوار، ومن ملفات جاهزة، تأخذ بعين الاعتبار مطالب سوريا، وهواجسها من جهة، ومطالب الاتحاد الاوروبي، وأولوياته في لبنان والمنطقة، من جهة أخرى.
وتأتي زيارة وزير خارجية إسبانيا ميغيل آنخل موراتينوس، المرتقبة الى دمشق غدا، لتعطي ثقلا للتحرك الاوروبي باتجاه سوريا.
إسبانيا مشاركة في (اليونيفيل)، ويهمها أن تسعى الى ضمان ظروف النجاح لعناصرها، وللدور الذي تضطلع به، كما يهمها أن يستكمل موراتينوس ما بدأه في العاصمة السورية، إبان الحرب الاسرائيلية على لبنان، يومها زار دمشق، وخرج من مقابلته مع الرئيس الاسد ليعلن استعداده لممارسة ضغوط على <حزب الله>، الامر الذي استوجب صدور توضيح سوري رسمي، ينفي ذلك، وكانت النتيجة تدخل الرئيس الفرنسي جاك شيراك على الخط، وقد أسهم تدخله يومها في توتير الاجواء.
لم تتوافر معلومات مدققة حول <أجندة> الوزير الاسباني في العاصمة السورية، وإن كان في بيروت من يؤكد بأن لبنان، والجنوب، و(اليونيفيل)، والقرار ,1701 ستكون مجرد عناوين قابلة للبحث. والأدهى أن في بيروت من يراهن على وجود دور أوروبي قد يتقدم على الدور العربي تجاه سوريا للدخول في حوار معها. والحجة هنا أن الاوروبيين أصبحوا متورطين في المعادلة الجنوبية اللبنانية الشرق أوسطية، إن من خلال مشاركتهم في (اليونيفيل)، أو من خلال الالتزامات السياسيّة والمعنوية في وضع القرار 1701 موضع التنفيذ، أو أن بعض <أدبياتهم> تقضي بذلك، بعدما أغدقوا الوعود على الرئيس السنيورة، بدعم لبنان، ومساهمتهم في مسيرة إعادة إعماره، وايضا استعدادهم للمشاركة الفعالة في المؤتمر الدولي لدعم لبنان؟!
هل يتقدم الدور الاوروبي على الدور العربي؟
الجواب عند المسؤولين، كناية عن <لا> كبيرة، لأن الدور الاوروبي منسّق بشكل جيد مع كل من المملكة العربية السعودية، ومصر، والجامعة العربية، وليس هناك من <اختراق> مستقل، ثم إن الدور العربي، وخصوصا السعودي والمصري، هو الاكثر عمقا وشمولية في خصوصيّة العلاقات اللبنانية السورية، وكيفية مقاربتها، فضلا عن ذلك هناك الامين العام للجامعة عمرو موسى في طريقه الى بيروت يوم الاثنين المقبل، وربما بعدها الى دمشق، ليرى ما يمكن فعله لتقريب وجهات النظر بين <البلدين التوأمين؟!>.
المصدر : السفير