George Fahmy
14/10/2006, 20:19
"وتعرفون الحق والحق يحرركم"
“You will know the truth, and the truth will set you free”
Jon. 8:32
هل مازال يذكرك الاله؟
ذات يوم جاءني زائر علي غير موعد سابق أو دعوة ضيافة صريحة مني بذلك، ولم أنتبه لقدومه ومجالسته لي الا بعد وقت ليس بقليل، وكان الموقف هكذا اذ وجدتني وبدون مقدمات قد استدرجت وبالحاح الي الدخول في حوار بدأ هاديء وانتهي عاصفا، وقد أخذ فيه الضيف دور المحاور الذي لا تعييه حجة أو منطق في كلامه، وكانت اطروحاته في ظاهرها تعني بأحوالي.
قال لي وقد أمطرني تساؤلا: أي حال أنت فيه الأن؟!.. كم من الوقت والجهد بذلت لتصل الي ما أنت فيه؟!.. ما الذي أدركته من سعيك؟!.. كيف حال بيئتك التي تعيش فيها، وأهل بيتك، وعملك، وبلدك؟!.. كم هي أرباحك وسعة أملاكك؟!.. أين مجدك وكرامتك؟!.. أنظر كم أنت ضئيل يرسي لحالك بين البشر، ألم تري نفسك والأخرين؟!!..
هنا التفت في فزع وقلت له: من أنت؟!!.. لماذا تنظر الي هكذا؟!.. كأنك بحوارك هذا تحيط نفسي بسياج من نار، ألا تعلم أنك بكلامك هذا تدفعني الي صغر النفس والرثاء لأحوالي.. ليست حياتي كلها سقطات بل يوجد بصيص من نور.. لي الله محب هو معيني وعليه رجائي في حياة أفضل.. لم ولن يتركني ما حييت؟
ومرة أخري وامتدادا لجولة الحوار التي لم تنتهي قال لي: هل تتناسي الاماتك وما تعانيه الأن؟.. أين هو معينك؟.. هل لا يعتبر لحالك؟.. هل مازال يتذكرك كما في القديم؟.. وان كان كذلك!! فلماذا لم ينصفك مدافعا عنك؟!.. ألم يكن في مقدوره أن يجعلك الأن تنعم في رغد الحياة دون كل هذا الضيق الذي تكابده؟.. ألعلك أخطأت كثيرا فلفذك الاله ويئس من اصلاحك؟.. وختم محاوري بل مصارعي قوله لي بالقاضية: لقد فات الأوان.. أترك ما تفكر فيه الأن منتظرا من نحو الهك وتعالي اسعي من أجل نفسك.
وعند هذه المرحلة الحاسمة من الحوار صرخت من أعماقي متألما.. الهي الهي لماذا تركتني؟.. أين أنت مني وأنا في هذا الحوار الذي هو بحق وادي الموت وأنا أسير فيه؟
لم أنتهي من سماع كلمات فمي التي من ذعري والظلام الذي أحاط بعقلي معذبا قلبي حتي أشرق داخلي نور تعاظم في اشراقه حتي استحوذ علي كياني.. بتسليم حر وتجواب مني له، ومعه فارقتني ضيقة نفسي، اذ ذهب عني ذلك الظلام العقلي الذي أحاط بي، ولم يوجد بعد محاوري ليكمل معي، فعرفت من هو ولكني لم أنشغل كثيرا بذلك، فقد كنت مسبيا سريعا بالنور الذي شرع يحاورني ولكنه بعطف متمهلا علي ومقنعا لي من كل جانب، ومع اقناعه تذوقت سلاما عجيبا وبداية جديدة.. قال لي أنظر ما هو مكتوب عني وعنك وأنت تعرف حقيقة مشاعري والتزام شخصي من نحوك.. " قد تركني الرب و سيدي نسيني!!.. هل تنسى المراة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟.. حتى هؤلاء ينسين و انا لا انساك.. هوذا على كفي نقشتك اسوارك امامي دائما" اشعياء: 49
واسترسل سيدي مخاطبا عقلي وروحي قائلا: ألا تعلم كم يكون من القوة رباط الحب الذي يجمع الأم بصغيرها؟.. ليس بين الخلائق أعظم من ذلك.. الا أن محبتي لك أعظم وأقوي.. فأنا كلي القدرة.. غني في العطاء.. لا تعوزني حكمة في الرعاية، أيضا كالنقش علي الحجر والحفر بالخشب صنعتك ثابتا بل غائرا في يميني.. ليس صورة لك أو اسم.. بل أنت الذي نقشتك علي كفي.. ابحث ويعينك روحي وستعلم كم كلفني حبي لك لتطمئن وتستريح روحك في ويتحرر ذهنك بي.. ثق لن يخزي ايمانك وعلي اتكالك..
وكان مساء وكان صباح حياة جديدة ملؤها الحرية التي لأولاد الذي لا ينعس ولا ينام.. القادر علي كل شيء.. العامل كل حين والي الأبد أمين.
“You will know the truth, and the truth will set you free”
Jon. 8:32
هل مازال يذكرك الاله؟
ذات يوم جاءني زائر علي غير موعد سابق أو دعوة ضيافة صريحة مني بذلك، ولم أنتبه لقدومه ومجالسته لي الا بعد وقت ليس بقليل، وكان الموقف هكذا اذ وجدتني وبدون مقدمات قد استدرجت وبالحاح الي الدخول في حوار بدأ هاديء وانتهي عاصفا، وقد أخذ فيه الضيف دور المحاور الذي لا تعييه حجة أو منطق في كلامه، وكانت اطروحاته في ظاهرها تعني بأحوالي.
قال لي وقد أمطرني تساؤلا: أي حال أنت فيه الأن؟!.. كم من الوقت والجهد بذلت لتصل الي ما أنت فيه؟!.. ما الذي أدركته من سعيك؟!.. كيف حال بيئتك التي تعيش فيها، وأهل بيتك، وعملك، وبلدك؟!.. كم هي أرباحك وسعة أملاكك؟!.. أين مجدك وكرامتك؟!.. أنظر كم أنت ضئيل يرسي لحالك بين البشر، ألم تري نفسك والأخرين؟!!..
هنا التفت في فزع وقلت له: من أنت؟!!.. لماذا تنظر الي هكذا؟!.. كأنك بحوارك هذا تحيط نفسي بسياج من نار، ألا تعلم أنك بكلامك هذا تدفعني الي صغر النفس والرثاء لأحوالي.. ليست حياتي كلها سقطات بل يوجد بصيص من نور.. لي الله محب هو معيني وعليه رجائي في حياة أفضل.. لم ولن يتركني ما حييت؟
ومرة أخري وامتدادا لجولة الحوار التي لم تنتهي قال لي: هل تتناسي الاماتك وما تعانيه الأن؟.. أين هو معينك؟.. هل لا يعتبر لحالك؟.. هل مازال يتذكرك كما في القديم؟.. وان كان كذلك!! فلماذا لم ينصفك مدافعا عنك؟!.. ألم يكن في مقدوره أن يجعلك الأن تنعم في رغد الحياة دون كل هذا الضيق الذي تكابده؟.. ألعلك أخطأت كثيرا فلفذك الاله ويئس من اصلاحك؟.. وختم محاوري بل مصارعي قوله لي بالقاضية: لقد فات الأوان.. أترك ما تفكر فيه الأن منتظرا من نحو الهك وتعالي اسعي من أجل نفسك.
وعند هذه المرحلة الحاسمة من الحوار صرخت من أعماقي متألما.. الهي الهي لماذا تركتني؟.. أين أنت مني وأنا في هذا الحوار الذي هو بحق وادي الموت وأنا أسير فيه؟
لم أنتهي من سماع كلمات فمي التي من ذعري والظلام الذي أحاط بعقلي معذبا قلبي حتي أشرق داخلي نور تعاظم في اشراقه حتي استحوذ علي كياني.. بتسليم حر وتجواب مني له، ومعه فارقتني ضيقة نفسي، اذ ذهب عني ذلك الظلام العقلي الذي أحاط بي، ولم يوجد بعد محاوري ليكمل معي، فعرفت من هو ولكني لم أنشغل كثيرا بذلك، فقد كنت مسبيا سريعا بالنور الذي شرع يحاورني ولكنه بعطف متمهلا علي ومقنعا لي من كل جانب، ومع اقناعه تذوقت سلاما عجيبا وبداية جديدة.. قال لي أنظر ما هو مكتوب عني وعنك وأنت تعرف حقيقة مشاعري والتزام شخصي من نحوك.. " قد تركني الرب و سيدي نسيني!!.. هل تنسى المراة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟.. حتى هؤلاء ينسين و انا لا انساك.. هوذا على كفي نقشتك اسوارك امامي دائما" اشعياء: 49
واسترسل سيدي مخاطبا عقلي وروحي قائلا: ألا تعلم كم يكون من القوة رباط الحب الذي يجمع الأم بصغيرها؟.. ليس بين الخلائق أعظم من ذلك.. الا أن محبتي لك أعظم وأقوي.. فأنا كلي القدرة.. غني في العطاء.. لا تعوزني حكمة في الرعاية، أيضا كالنقش علي الحجر والحفر بالخشب صنعتك ثابتا بل غائرا في يميني.. ليس صورة لك أو اسم.. بل أنت الذي نقشتك علي كفي.. ابحث ويعينك روحي وستعلم كم كلفني حبي لك لتطمئن وتستريح روحك في ويتحرر ذهنك بي.. ثق لن يخزي ايمانك وعلي اتكالك..
وكان مساء وكان صباح حياة جديدة ملؤها الحرية التي لأولاد الذي لا ينعس ولا ينام.. القادر علي كل شيء.. العامل كل حين والي الأبد أمين.