-
دخول

عرض كامل الموضوع : ليبرالي أكثر---وطني أكثر


الإصلاحي
12/10/2006, 18:02
د. الياس حلياني
من الذي صنف الليبرالي عدوا لوطنه؟ ولماذا اعتبار الليبرالي غير وطني، ؟ ومن هو أحق من الليبرالي في وطنه؟ الفرد الشمولي القومي؟ أم الفرد الأصولي المتطرف.
ومالذي يمنع من تبني الليبرالية أساسا للمواطنة الحق؟ وما لذي يمنع أن تكون الليبرالية هدفا لكل وطنيا. ومن الذي وضع الليبرالية في خانة أمريكا أو في خانة أوروبا؟
في سعينا للحاق بالركب العالمي، والتحديث والتطوير، والرفاهية، وجدنا في الغسالة والبراد والسيارة والموبايل، وسائل تُحقق لنا قدر أكبر من الراحة والسعادة والرفاهية والتطور. وإذا حصلنا على أفكار ورؤى تُحقق لنا نفس المقدار من السعادة والراحة والتطور، فلماذا لا ننتهجها ونعتنقها.نُطالب دوما بإصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي، وعندما نحصل على مبتغانا بواسطة أفكار ليبرالية وعلمانية، نرفضها لأن منشأها من الغرب. مع العلم أن الغرب لم يكن المؤسس الأول لها، إنما وصلته أيضا من تجارب الذين سبقوه في المضمار الكوني. ووجد فيها ضالته، فهي تُحقق لأفراده المساواة السياسية والقانونية . وطور فيها ما وجده يتوافق مع إنسانية أكثر وراحة أكثر لفرده وشعبه.
الليبرالية ونعني بها ذلك التيار، أو مجموعة من تيارات فكرية، والتي تُطالب بحق جميع أفراد الشعب باستعمال الانتخاب وسيلة للتعبير عن رغبتهم في هذا الشخص أو تلك الفكرة، بشكل متساوي، لا فرق فيه بين طائفة وأخرى، ولا بين قومية وأخرى، فجميع المواطنين متساويين في هذا الحق. وعندما تنادي الليبرالية بحق المساواة في الانتخاب، أكيد هي لا تكون ضد الوطنية ولا الدين.وتُطالب الليبرالية بحق وحرية الجميع، في خلق تنظيمات تجمعهم وتُدافع عن قضاياهم، وهي في كل هذا، تُجذر الوطنية الحق، من خلال تبنيها هذه الحقوق الاجتماعية الأساسية للمواطنين. وتُدافع الليبرالية بشراسة عن حق المرأة في دخول المعترك السياسي، فهي مواطنة، وحقها الطبيعي أن تُمارس مواطنتها وتُشارك في العمل السياسي، وتشعر بدورها الكبير في إدارة دفة البلاد والدفاع عن مصالحها بكونها مواطن يملك نفس الحقوق التي يملكها الرجل. وهنا أيضا تعمل الليبرالية على تفعيل هذه النظرة الوطنية للمرأة وتجعلها أكثر التصاقا ومحبة بوطنها، كيف لا وقد أصبح لهادورا كبيرا في رسم سياسة الوطن.حق التعبير عن الرأي، حق النشر، حق الإعلام.----كل هذا مهد للوصول إلى العمل الصحفي الحقيقي الشفاف والذي يخدم الوطن، عن طرق طرحه الصادق لكل ما يحصل عليه من أخبار، وما يكشفه من أسرار.بعيدا عن تأثير الفكر الديني والقمع السلطوي. وما يسببانه من ضغط وقمع من أجل لوي عنق الحقيقة وتوجيه الخبر بما يخدم هاتين المؤسستين.المشاكل التي نعاني منها اليوم، أكثر من أن تُعد، فمن الفقر إلى التخلف إلى الجهل، ولم نجد لها حتى اليوم حلا مقنعا، فالخيانة اليوم وقلة الوطنية، تكون في استمرار هذا المشاكل والآفات التي نُحمل الغرب دائما تبعاتها، لأننا حتى الآن لم نجد لها الحلول الناجعة. فلو أننا استطعنا اليوم أن نحصل على فلسفة سياسية معينة، قادرة على المساهمة في إصلاح هذه الآفات والمشاكل المعاصرة، فان من الخيانة رفضها، ومن الوطنية أن نقبل بها ونمارسها.
هذه الفلسفة السياسية، ونقصد بها طبعا، الليبرالية، بكل ما تحمله من حرية وتنافس وصراع وحركة وفكر على كافة المستويات، الصناعية والخدمية والفكرية والاجتماعية والسياسية، وهو ما يدفعها إلى التطور المستمر والتقدم الكبير، لأنه من رحم المنافسة يخرج الإبداع. على عكس مجتمعاتنا المغلقة والمحكومة بثقافة مغلقة قمعية استبدادية، تضغط عليها الأصولية من جهة، والسلطة الحاكمة منجهة أخرى، مانعة تطورها، مجمدة إياها في مجمدات التاريخ. هل تعني الوطنية الاستهتار بمصالح الوطن والناس؟(عدم الإحساس بالمسؤولية)هل تعني الوطنية التفريط بالحقوق ؟(عدم الالتزام بالواجب)هل تعني الوطنية قبض الراتب من دون تقديم أي مقابل؟هل تعني الوطنية الاستسلام لواقع الحال ، وعدم التفكير بالتقدم وتحسين الحال؟
في المجتمع الليبرالي، نجد سوية عالية من الإحساس بالمسؤولية سواء كانت مسؤولية مهنية أو مسؤولية وطنية أو مسؤولية إنسانية فالليبرالي لا يفرَّط بحقوقهلكنه بالمقابل ملتـزمٌ بواجباته.. على المستوى المهني يبذل بالحقيقية. من خلال المنافسة الجادة والمطلوبة، أقصى ما يستطيع لتحصيل المعرفة وتكوين المهارة المهنية وهو يحرص على أن يؤدي واجباته المهنية وغيرها بمنتهى الدقة التي يستطيعها وبأقصى درجات الالتزام والولاء كما أنه يلتزم بالمواعيد بدقة ولا يهدر الوقت ويسعى جاهداً لتحسين الأداء وقد تربى على أن يكون منصفاً ويحترم الآخرين كما أنـهم يحترمونه فهو منضبطٌ في سلوكه وملتزم بالقوانين وهذه هي الجوانب الأخلاقية الأساسية التي تُشيَّد بـها الفلسفة الليبرالية. والأكيد أنها معايير وطنية حقيقية.ما لشعب إلا مجموعة من المواطنين، والاعتراف بفردية المواطن، تعني الاعتراف بوطنيته، والالتزام بحقه في الاختيار الحر والتفكير المستقل وحقه في التعبير عن نفسه وأفكاره وآرائه ومواقفه دون قمع أو رهبة من اعتقال أو قطع رأس. وكل هذا، من الاختيار الحر إلى التفكير المستقل إلى حق وحرية التعبير، كلها أمور تُساعد في بناء وطن متماسك قوي، مواطنوه أحرار مستقلين.يتمتعون بحريات كبيرة، تكفل للجميع ، مجالات واسعة، تضيق بها كل الأنظمة السابقة من شمولية إلى دينية. وكل ذلك ضمن فرص متكافئة للجميع ، لا غلبة لطائفة ولا لعرق، ولا لمذهب على الآخر. مجتمعنا محكوم بالتخلف، وكيف لا، ونحن نعيش تحت نير سلطتين، هدفيهما وناتج هما واحد، آلا وهو إبقاء الحال على ما عليه. نحن محكومين للأسف بقانون القصور الذاتي فلا شيء يعلو على ذاته وإنما لا بد أن يأتيه دافع من خارجه فالليبراليون في مجتمعنا هم من داخله لكنهم يفحصون أوضاعه وكأنـهم من خارجه إنـهم يتمكَّنون من رؤية نقائصه السائدة وهم بداخله وبذلك فإنـهم محبو وطن، ومنقذين.

الإصلاحي
12/10/2006, 18:04
إذا استجاب لهم الناس أما إذا رفضهم المجتمع ولم يستجب لهم بضغط من الأصولية الدينية، المتحالفة سرا مع الأصولية الحاكمة. فإن التخلف ،بشتَّى أبعاده يبقى مهيمنا فتستمر الثقافات تعيد إنتاج ذاتـها وتجترُّ مكوَّناتـها دون تطوُّر ثقافي ولا حراك اجتماعي فشرط التطوير والتحديث اليوم هو انتهاج الفلسفة الليبرالية، والتي تستطيع وحدها، نقل المجتمع المتخلف إلى مجتمع الأكثر تحضرا ورقيا وإنسانيا.نعم نعترف ، أننا اليوم أقلية، وهذا هو ما يحصل دائما كما يُقال (الخيار قليلون) .إضافة إلى عدم وجود تأثير سياسي قوي. وكيف لهذا التأثير أن يحدث؟ ونحن نواجه قوى متجذرة في الأرض، لا يهمها إلا نفسها، (وبعدي الطوفان) وللأسف الشديد، مع كل هذا الظلام، وهذا القمع، وهذا التخلف. وتهمة اللاوطنية توجه إلى الليبراليين- أما هؤلاء، من حولوا الوطن إلى مزرعة ومعبد وشعارا، وأعادوا عقارب الساعة إلى الزمن الحجري، يُطلق عليهم وطنيون!!!-تواجه الليبرالية العربية الوطنية اليوم:السلطة الحاكمة، عبر رفضها القبول بالآخر، والتداول السلمي للسلطة، وحرية الفكر والتعبير والرأي، والمساواة، ومبدأ تكافؤ الفرص، والاحتكام إلى صناديق الاقتراع بكل شفافية وأمانة. وبالتالي من أجل كل هذا تُحارب الليبرالية والليبراليين.السلطة الدينية، وعبر رفضها أي حقيقة غير المعلنة من قبلها، واعتبار نفسها المرجع الأول والأخير في كل الأمور الثقافية والدينية والاجتماعية والسياسية، ورفضها قبول الآخر، وبالتالي تعمل جاهدة على وصف الليبرالية بالإلحاد، وتجييش دُعاتها، من أجل مهاجمة الليبراليين والليبرالية أينما (ثقفوهم). الدين هو الوتر الغليظ الذي لعبت عليه السلطة الدينية، ولكن الليبرالية لم تناد أبدا بالإلحاد على العكس من ذلك تقول الليبرالية بما يخص الدين:بأن القيمة الحقيقية للأديان ليس بما تمارسه من طقوس شعائرية قد تكون شكلية، ولكن بما تقدمه للبشرية من خير وفضل، وبما تزرعه في أفئدتهم من تسامح، والشر ليس في تعدد الأديان، وإنما في تفشي روح عدم التسامح، كما رفضت الليبرالية مبدأ أحادية المعتقد، انطلاقا من إيمانها بأهمية التأمل قبل إصدار الأحكام المطلقة، مع مقتها لذلك.
الأنظمة الشمولية ،--والتي فقدت مكانتها وحظوتها، نتيجة معاركها الدونكيشوتية ومواقفها، التي أدت إلى نكبات ونكسات وانكسارات، وشعاراتها العنترية، والتي تحولت في الزمن الحاضر إلى (زهرتي يا زهرتي). تُقدم هذه الأنظمة ، الليبرالية برؤية معادية للمصالح الوطنية العليا ومفهوم الأمن القومي العربي. ويكفي هذه الشهادة التي يرويها الحائز على جائزة نوبل لآداب لعام 1987، الشاعر الروسي (جوزيف برودسكي)ماذا يقول عن نموذج الدولة الشمولية القمعية الإرهابية:كأنها دولة رهيبة إلى حد ما، ولأجل ذلك فهي ممتعة بسبب رهبتها، فان روسيا مثال متواضع، مما يمكن للإنسان أن يفعله بأخيه الإنسان. في هذا القرن أكملت درجة خاصة من المقدرة السلبية في الخلق البشري، كانت روسيا درسا حول قدرات الإنسان، تم هناك القضاء على عدد ضخم من الكائنات الإنسانية، وأبيد الملايين من أجل ابادة الملايين، فهذه الملايين المبادة ضرورية --أليس كذلك؟ (في الحسابات النهائية إن روسيا تتألف من الضحايا والجلادين، والأدوار كانت موزعة كثيرا أو قليلا. تستخدم الدولة الشمولية ثلاثة وسائل لروادها:اقبة المخالفين في الرأي، مكافأة الأزلام، الإكراه العقائدي للجماهير.)مفهوم الحرية والوطنية كما يشرحه أحد روادها :--- الحرية هي سلطة القانون لا سلطة الشعب، وأن سلطة القوانين هي حرية الشعب، وبالتالي فالحرية في نظره هي " الحق في فعل كل ما تسمح به القوانين "، وفي حال التعدي على ذلك فلا حرية مكفولة، ولا حقوق مصانة، إذ " لن يبقى بذلك ثمة حرية (قانون) يمكن الالتجاء إليها، لأن الآخرين سيكون لهم ذلك الحق أيضا"وفي سبيل تحقيق مبدأ المساواة والعدالة المستندة على الحرية في الرأي، والعقيدة، والتملك، فقد دعا منتسكيو إلى حتمية الفصل النسبي بين السلطات الثلاث التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، حتى لا يتحقق الإفراط في السلطة، إذ لا بد حسب رأيه "أن تضع السلطة حدا للسلطة "، وبالتالي فإنه يرى أن من الخطورة أن تجتمع سلطة سن القوانين، ومن ثم تنفيذها، والحكم فيها، في يد سلطة واحدة أيا كانت تلك السلطة وشكلها، كما يرى أن الحرية السياسية لا يمكن أن تتأتى إلا في نطاق حكم معتدل، محدد الصلاحيات، وحتى يكون الحكم معتدل، فلابد من توزيع عقلي عادل لمختلف القوى الاجتماعية بحسب المقدرات الطبيعية والمادية. وبالرغم من أنه لم يكن البادئ بهذه النظرية حيث سبقه كل من: أرسطو (384 – 322ق.م)، وجان يودان في القرن السادس عشر الميلادي، ولوك، إلا أنها قد ارتبطت به لعدة اعتبارات أساسية منها: أنه أول من تعمق في دراسة هذه المسائل وركز على تفاصيلها، وهو أول من بيّن الأهمية العلمية لذلك، كما أنه أول من ركز على أدلة التاريخ السياسي الفعلي المدعمة لرأيه ولم يقتصر على ذلك فحسب، بل دعا إلى إقامة النظام الفدرالي الاتحادي الذي ـ وحسب رأيه ـ تتمتع فيه الدولة باستقلالية كل منطقة عن الأخرى في أحكامها وقوانينها وسلطتها، لكنها تجتمع على النطاق الخارجي في قوة مركزية واحدة فيكون لها كل مزايا الملكيات الكبيرة، وهو الأمر الذي وجد فيه مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية الشكل المناسب لإقامة دولتهم الفدرالية علاوة على إيمانهم العميق بفكرته القاضية بفصل السلطات الثلاث عن بعضها البعض.

مسطول على طول
12/10/2006, 23:44
[quote=الأصلاحي;491568]د. الياس حلياني
من الذي صنف الليبرالي عدوا لوطنه؟ ولماذا اعتبار الليبرالي غير وطني، ؟ ومن هو أحق من الليبرالي في وطنه؟ الفرد الشمولي القومي؟ أم الفرد الأصولي المتطرف.
ومالذي يمنع من تبني الليبرالية أساسا للمواطنة الحق؟ وما لذي يمنع أن تكون الليبرالية هدفا لكل وطنيا. ومن الذي وضع الليبرالية في خانة أمريكا أو في خانة أوروبا؟

مافي مجال انه يكون ديموقراطي الا ان كان ليبرالي حليف لامريكا ؟؟

ومافي تيارات اخرى بين اليبرالي والاصولي وهي تيارات وطنيه ؟؟

اما ان تقول لي اما اليبرالي الامريكي او الاصولي (القاعده ) هذا كلام يتجاهل كل التيارات السياسه الوطنيه المعتدله

بس الظاهر اصبح الاعتدال في العالم العربي هو في المحور الامريكي

والمتطرف او محور الشر هو من لايتنازل للأمريكي عن مطالب شعبه ولهذا تصنف القوى الوطنيه انها اصوليه او ارهابيه متطرفه الخ.......

مثلاً حماس ارهابيه ... فتح معتدله :lol:

حزب الله ارهابي ... تيار المستقبل وجنبلاط وطني ;-)

المقاومه العراقيه ارهابيه ..... الجعفري والحكيم ومعتدلين :pos:

الإصلاحي
13/10/2006, 15:49
[quote=الأصلاحي;491568]د. الياس حلياني
من الذي صنف الليبرالي عدوا لوطنه؟ ولماذا اعتبار الليبرالي غير وطني، ؟ ومن هو أحق من الليبرالي في وطنه؟ الفرد الشمولي القومي؟ أم الفرد الأصولي المتطرف.
ومالذي يمنع من تبني الليبرالية أساسا للمواطنة الحق؟ وما لذي يمنع أن تكون الليبرالية هدفا لكل وطنيا. ومن الذي وضع الليبرالية في خانة أمريكا أو في خانة أوروبا؟

مافي مجال انه يكون ديموقراطي الا ان كان ليبرالي حليف لامريكا ؟؟

ومافي تيارات اخرى بين اليبرالي والاصولي وهي تيارات وطنيه ؟؟

اما ان تقول لي اما اليبرالي الامريكي او الاصولي (القاعده ) هذا كلام يتجاهل كل التيارات السياسه الوطنيه المعتدله

بس الظاهر اصبح الاعتدال في العالم العربي هو في المحور الامريكي

والمتطرف او محور الشر هو من لايتنازل للأمريكي عن مطالب شعبه ولهذا تصنف القوى الوطنيه انها اصوليه او ارهابيه متطرفه الخ.......

مثلاً حماس ارهابيه ... فتح معتدله :lol:

حزب الله ارهابي ... تيار المستقبل وجنبلاط وطني ;-)

المقاومه العراقيه ارهابيه ..... الجعفري والحكيم ومعتدلين :pos:


كثيرا ما يجري الخلط بين الديمقراطية والليبرالية من حيث المعنى والمدلول، وهذا شيء مختلف عن الربط بينهما كمفهومين متميزين، واحد يعتبر (الليبرالية) بمثابة فلسفة وموقف من الحياة وطريقة في التفكير وتنظيم للوعي ووضع للأولويات، وآخر يعتبر (الديمقراطية) كتوصيف لنظام حكم محدد و ذو مواصفات محددة، نحن قلنا أن الليبرالية فلسفة، وأن الديمقراطية نظام حكم، وهما مفهومان مختلفان منفصلان في الدلالة، لكننا قلنا أن الديمقراطية هي النتيجة الطبيعية لليبرالية، وأن المجتمع الصناعي الذي حمل فكرة الليبرالية وأنضجها، هو الذي أنتج الديمقراطية ليس فقط برغبة البرجوازية بل أيضاً وعلى درجة أكبر بنضال العمال والفقراء ضد استغلال رأس المال، ومحاولة احتكاره للسلطة والثروة بحيث صارت هذه الديمقراطية ضمانتهم ضد الاستلاب والتهميش والاستغلال. مع الحفاظ على مبدأ الحرية وفلسفة الحرية، لذلك قلنا أن الليبرالية بنظرنا تقوم على قدمين هما حرية السوق وضمان كرامة الانسان.
فالذي يربط بين الليبرالية والديمقراطية هو ضرورة عملهما معاً، فالليبرالية من دون ديمقراطية ستفتح المجال واسعاً أمام الجشع والاستغلال، كما أنه من الصعب أن نقيم الديمقراطية على فلسفات شمولية.
وبعد هذا لا بد من العودة لموضوعة الديموقرطية التي يبدو أنها هي أيضاً عرضة للتشويش المؤدلج الذي يهدف لاحتكار حق الفهم والتحليل والتنظير بنمط أيديولوجي محدد (يساروي ماركسوي) لا يستطيع أن ينتج سوى العبث والاحباط والديماغوجيا.
كثيراً ما نسمع عبارات من نوع (الديمقراطية لا تستورد ولا تفرض، لنا ديمقراطيتنا الخاصة، ديمقراطية ننتجها من الداخل.. ديمقراطية تناسب واقعنا الاقتصادي، وتناسب هويتنا وديننا، وخصوصيتنا..) والسؤال المطروح هل هناك ديمقراطية أم ديمقراطيات، وهل المقصود بالتنوع هو شكل الدستور أو نظام الحكم, أم مبادئ الحكم ومرجعياته الأساسية.. وهل الديمقراطية مجرد نظام حكم أم هي شيء ثقافي واجتماعي، ومن ثم سياسي. ولماذا تطرح الخصوصية أليست وسيلة للتهرب، فالأنظمة ترى أن الديمقراطية لا تناسب واقعنا (تقصد واقعها الاستبدادي).
بداية علينا أن نجيب على سؤال ماهي الديمقراطية؟ و لن ندعي أننا نملك الحقيقة لكننا نتبنى الرأي الذي يقول بأنها نظام حكم محدد الصفات والمبادئ، التي قد تختلف في الأشكال والتفاصيل المتعلقة بنوع الحكم رئاسي أم وزاري أم ملكي رمزي، ونوع وعدد المجالس التشريعية وأنظمة الانتخاب ـ والتصويت.. الخ لكنها كلها يجب أن تضمن مجموعة مبادئ وشروط لا بد من توفرها معاً وجميعاً لكي تبقى الديمقراطية حية، حيث يفترض أنها تموت لوخسرت عضواً مكوناً من أعضائها وأركانها.
الديمقراطية كنظام حكم له مبادئ محددة هي: أن السيادة العليا ملك للشعب وهو مصدر كل سلطة، وأن الشعب ينتخب بحرية من ينوب عنه ويمثله ضمن مناخ من الحريات السياسية تشمل حرية التعبير وتشكيل الأحزاب، ووفق نظام انتخابي وعمليات انتخابية تعددية لها معايير محددة. ومراقبة بشكل محايد، وأن هذه المجالس التمثيلية هي الوحيدة ذات الحق في سن القوانين وتشكيل الحكومات وحلها.
يقوم نظام الحكم الديمقراطي على سيادة القانون الواحد المطبق على الجميع والذي تسهر السلطة التنفيذية على تطبيقه، والمحروس والمراقب من قبل سلطة قضائية ومن قبل عموم الشعب ووسائل الاعلام الحرة، ويعتمد على مبدأ فصل السلطات واستقلال القضاء وحياديته، وتكافؤ الفرص واحترام حقوق الانسان وضمان حقوق الأقليات وعدم طغيان الأغلبية والاعتراف بشرعية وجود معارضة وبتداول سلطة دوري.
بعد هذا هل توجد فروقات بين أنظمة الحكم الديمقراطية؟ نعم... لكنها لا تطال الجوهر، فروقات في نظام الانتخاب نظام المجالس وظيفة الرئيس وظيفة رئيس الوزراء.. إلخ وهذه أمور لا خلاف كبير عليها بعد توفر الشروط الأولية للحكم الديمقراطي. ومن هنا فكل حديث عن خصوصية لا معنى له، بل هو تهرب من مواجهة الحقيقة ورغبة في تزييف الجوهر وانكاره.
السؤال الثاني كيف نحقق الديمقراطية؟ بالرجاء والتوسل؟؟؟؟ وهل يوماً أعطت السلطات المستبدة الحرية بدون ضغوطات حقيقية وجدية قهرتها، ماهي هذه الضغوطات، بكل تأكيد الجماهير الناس أصحاب الحق والسيادة الذين يريدون تقرير مصيرهم بحرية وبالتوافق، لكن شكل هذا النضال يختلف من النضال السلمي المطلبي والنشاط الثقافي إلى التظاهر والاحتجاج وذلك يتبع نوع ردود فعل السلطة ومقدار الحريات المتوفرة، وفي النهاية النضال السلبي ثم العصيان المدني، كل هذه الوسائل هي وسائل مشروعة وتحقق الديمقراطية وأمينة للهدف، لكن هناك وسائل قد تخون هدفها وتحرف النتيجة نحو نتيجة أخرى، وهي العنف والعمل السري والقتال والتآمر، كل ذلك باعتقادنا لن يحقق الديمقراطية بل سينجب سلطة مستبدة أخرى، لذلك نرى أن الوسيلة ليست بريئة، وأنها هي بذات تحتاج لتمعن وامتحان وافادة من الخبرات،
أما أنها تستورد وتفرض من الخارج؟ تستورد نعم، فكل القيم والمثل والأفكار والأنظمة وكل شيء ذهني من نتاج الماضي أو الآخر يمكن استيرادة وتشغيله في أي مكان وتبعاً للظروف، من يستورد نظرية نيوتن يستورد مبادئ مونتيسكيو، لا ضير في ذلك، والافادة من خبرات الآخرين هي سنة الحياة.
أما أنها تفرض فهذا غير متوقع لأن الكل يريد أن يأخذ، ولم يسبق أن فرضت الحرية على أحد يعتبر نفسه عبداً، أما اذا كان المقصود هو الضغوط الخارجية؟ فهي بكل أسف ضرورة ملحة لكسر شوكة أنظمة فاشية مستبدة ولغت في قوت ودماء شعوبها. فنحن نرحب بكل ضغط خارجي يهدف لكسر شوكة الاستبداد ويدعو للحريات واحترام حقوق الانسان، ونشجع الجميع على تحمل مسؤولياتهم الانسانية تجاه الشعوب الأخرى التي تعاني بسبب أنظمة حظيت ولفترة طويلة برعاية وحماية الغرب، الغرب الذي غير اليوم مواقفه بعد أن وقف وجهاً لوجه مع نتائج سياساته أقصد ظاهرة الارهاب، فالارهاب ليس سوى نتيجة وردة فعل على سياسات الغرب في منطقتنا، ولا نقبل أن يتهم ديننا ولا مجتمعنا ولا تاريخنا بأنه ارهابي، الارهاب هو ظاهرة سياسية محدود بظرف سياسي هم مسؤولين مباشرة عنه، فإذا غيروا رأيهم وسياساتهم فهذا جيد، ونحن سنتعاون مع السياسات الجديدة التي لا تدعم الاستبداد وانتهاك حقوق الانسان وحرية المجتمعات، ولا تستبيح البشر وتستعبدهم، لأننا بشر نحب أن نعيش بحرية وكرامة، ونحب بقية أخواننا في الانسانية، ونحن طلاب حق وحرية، ونكره العدوان والظلم وسفك الدماء.
لتأت الديمقراطية من المريخ، لكنها لن تأت إلا من الداخل، ولن ينتجها إلا حركة شعبية، ولن يحرسها سوى وعي الناس وايمانهم. يمكن للخارج أن يضعف النظام ويمكنه اسقاطه، لكنه لا يمكنه بناء نظام ديمقراطي بدون أصحابه، أي بدون مشاركة فاعلة وحقيقية من الناس، وما يبنيه بغياب ذلك هو نظام عسكري فاسد جديد.
فالديمقراطية هي نظام يمكن استيراده وتصديره، ككل قانون وككل مفهوم، وأن تفرض لا بأس فالذي يعيق الديمقراطية هو التعسف والاستبداد، وازالة التعسف والاستبداد قد يحدث بفعل داخلي أو خارجي أو بتعاونهما. لكن في النهاية لا بد من الوصول للحريات ولا بد من الاحتكام لارادة الناس الحرة.. لكي نقول أننا أنجزنا الديمقراطية.

د. كمال اللبواني

مسطول على طول
13/10/2006, 15:59
اليبرالي العربي كان ومازل ... واخاف ان يبقى في المحور الامريكي

اليبرالي العربي لايستمد شرعيته من الشعب العربي ولا ينظر لرآي الشارع

شرعيته من الدولار الامريكي :p

الإصلاحي
14/10/2006, 09:09
اليبرالي العربي كان ومازل ... واخاف ان يبقى في المحور الامريكي

اليبرالي العربي لايستمد شرعيته من الشعب العربي ولا ينظر لرآي الشارع

شرعيته من الدولار الامريكي :p


هذا الكلام غير موضوعي أولاً انت تعمم وثانياً يبدو ان خانة العمالة والخيانة
جاهزة عندك لكل من يخالفك الرئ . هل المطلوب ان يكون الشعب كله منتمي
لتيار واحد . يا سيد مسطول على طول العملأ وعبدة الدولار موجودين في كل التيارات
بدون استثناء .

دانا
14/10/2006, 10:25
اولا ...بحب اشكرك يا اخ مسطول على طول على هالتوقيع الحلو
سلمت يداك:lol: :lol:
ثانيا وهو الاهم ....من الافضل انو يكون الشعب متعدد الانتماءات والتيارات
بس بدك نصيحة او معلومة من وحدة عايشة الوضع ومندمجة فيو
لا تنخدع كتير بحماس لانها مو زي ما انت مفكر مع احترامي اكيد لانتمائك وارائك ...بالنسبة لحزب الله فما في نقاش:clap: :gem: :clap:

مسطول على طول
14/10/2006, 16:24
هذا الكلام غير موضوعي أولاً انت تعمم وثانياً يبدو ان خانة العمالة والخيانة
جاهزة عندك لكل من يخالفك الرئ . هل المطلوب ان يكون الشعب كله منتمي
لتيار واحد . يا سيد مسطول على طول العملأ وعبدة الدولار موجودين في كل التيارات
بدون استثناء .


الله يسامحك لك خيو

ليش لخون ... بس للأسف اغلب اليبراليين يلي عم ينظروا في وسائل الاعلام العربي عم ينظروا للتطبيع مع اسرائيل ؟

طبعاً في ليبراليين رافضين لفكرة التطبيع من جذورها .. وتجد منهم من يبرر ماتفعله القاعده ؟

اذا بتعرف حزب القومي الاجتماعي انا هل حزب بلاقيه اكثر الاحزاب واقعيه ومنطقيه وافكاره رائعه

لو بعرف انه في ديموقراطيه بهل بلد كان بجوز ... بس انا :shock: :?

خيوا لاتزعل مني ;-)

تحياتي :D

مسطول على طول
14/10/2006, 16:53
اولا ...بحب اشكرك يا اخ مسطول على طول على هالتوقيع الحلو
سلمت يداك:lol: :lol:
ثانيا وهو الاهم ....من الافضل انو يكون الشعب متعدد الانتماءات والتيارات
بس بدك نصيحة او معلومة من وحدة عايشة الوضع ومندمجة فيو
لا تنخدع كتير بحماس لانها مو زي ما انت مفكر مع احترامي اكيد لانتمائك وارائك ...بالنسبة لحزب الله فما في نقاش:clap: :gem: :clap:


هاد من زوئك دانا

اكيد لازم يكون الشعب متعدد الانتمائات والافكار لو في شي اسمو ديموقراطيه بس ؟

لو في مثلاً الحزب الي بيفشل بتحقيق مطالب الشعب والفشل منه طبعاً لازم نركله وناتي بغيره الي اجا جديد على السلطه بيكون تربى من يلي صار بالحزب يلي قبلوه

والحزب يلي طار بعيد النظر بطرحهه ... بس لو في :cry:

على فكره انا بعرف حماس في دمشق وبشهدلهم انهم يعملون بكل طاقتهم لصالح قضيتهم والشباب في مكتب الشتات او المكتب الاعلامي بدمشق هنن رائعين :sosweet:

اما حماس انا برائيي ما اخذت فرصتها الحقيقه ابداً والعالم كله اعلن عليها الحصار الاحتلال ومصر والاردن والخليج وكل العرب والاوربيين والغرب والعالم بشكل عام

بس ياخدوا فرصتهم الحقيقيه 100% ويفشلوا لازم نحاسبهم اما بهيك ظروف صعب نحكم عليهم

وتيار الاسلامي مو لازم نحاربه لازم نحاوره وهنن من فجر التاريخ اقوى من دافع عن قضايا الامه

وعن الوطن وهنن شريحه من المجتمع اقصائهم يعني التصادم معهم بالنهايه

وهاد خراب للوطن

تحياتي :D

قهوة دايمي
14/10/2006, 17:04
صديقنا العزيز "مسطول" مشكور ..
ولكن نلاحظ دوماً أنه في الحديث عن الديمقراطية والليبرالية ( عربياً ) .. نجد ربط مسبق بعمليات الاصلاح داخل مجتمعاتنا و أنظمتنا ..
فالحديث عن تكتل ليبرالي بغض النظر عن صوابه او خطأه .. يسبقه مراحل للأسف نفتقدها في مجتمعاتنا العربية .. أولا نحن بحاجة ماسة لخلق حالة من التربية على الديمقراطية .. ومفاهيم المساواة .. وتقبّل الآخر .. واحترام الرأي والرأي الآخر ..
نحن نفتقد لشيء مهم هو التربية على الحوار ..
منذ نعومة أظفارنا تربينا على سلطة الذكر الحاكم الواح الأحد .. اللي ما بيموت
سلطة الحزب الحاكم الواحد اللي للأبد ... ..
نحن على مدى نصف قرن أصبنا بعقم فكري اجتماعي ..

وعلى موضوع رأيك بالحزب القومي الاجتماعي السوري .. فهون بدك تطول بالك ..
أنا معجب كمان بمواقف الحزب المشهود لها .. ورجالات هذا الحزب بدأً من المؤسس أنطوان سعادة
لكن يا صديقي من الأفضل تراجع تأسيس الحزب .. وبرنامجو السياسي قبل الحكم على واقعيته ومنطقه .. لأنه هناك شيء من الشوفينية


وشكراً جداً جزيلاً

دانا
18/10/2006, 02:00
انا بحترم وجهة نظرك بس صدقني انو الوضع عنا بفلسطين غير
انا كنت متلك مبسوطة بحماس بس طلعت زيها زي غيرها
يعني حماس مو انظم من فتح ولا اي حزب تاني
انا عايشة الوضع وشايفة شو عم بصير
بس طبعا انت الك رأيك وانا بحترمو
وصحيح انو البلد الي فيو تعدد احزاب بكون فيو ديمقراطية مو هيك