وائل 76
12/10/2006, 04:52
لحظة تاريخية ..إقامة مئذنة الملك عبد الله الثاني فـي الاقصى !!
ستقرأ الاجيال القادمة في وصف المسجد الاقصى ما هو ممتد في التاريخ منذ قيامه غير المحدد في القدم وسيتوقف عند اسماء تركت اعمالها وبصماتها على الأقصى اعمارا وترميما ورعاية..
نعم ستقرأ الاجيال القادمة أسماء المآذن الاربعة مئذنة «باب المغاربة» ومئذنة «باب السلسلة» ومئذنة «باب الغوانمة» ومئذنة «باب الاسباط» ومئذنة «الملك عبد الله الثاني»..
نعم هي المئذنة الخامسة التي امر الملك عبد الله الثاني في عام 1427 للهجرة الموافق 2006 للميلاد
وذلك في شهر رمضان المبارك بإقامتها ..كمعلم جديد متميز له طابع النشوء والاعمار وليس الترميم والعناية فقط..
المسجد الاقصى ظل دائما في قلوب الهاشميين الذين ورثوا سدانته والاهتمام به وحافظوا عليه ليظل صنو وتوأم المسجد الحرام كما في النص القرآني وكما في السنة النبوية حيث الرحال لا تشد الا لثلاث هو واحد منها وهو اولى القبلتين !!!
يسند' الملك عبد الله الثاني' بانشائه المئذنة الخامسة كمعلم متميز العهدة العمرية وفاء لما جاء في نصها لصفرنيوس بطرك القدس
واستكمالا واضافة لما ابدعه الخليفة عبد الملك بن مروان الذي أقام في ساحة الاقصى بناء الصخرة المشرفة في سبع سنين على يد المهندس (رجاء بن حيوة)
والذي اشرف على البناء ومعه يزيد بن سلام (رئيس تشريفات بلاط) عبد الملك بن مروان وقد انتقلت الرعاية الى الخليفة العباسي ابي جعفر المنصور
الذي قام بتعمير المسجد الاقصى بعد زلزال عام 747 م ليعيده الى ماكان عليه .
وحين استباحت الغزوات الفرنجية الاقصى واحتلته لـ(88) عاما وتحولت الصخرة الى مذبح وضعت التماثيل عليه والاقصى الى اسطبل للخيول
مازالت شواهد ماثلة في الجزء المسمى منه بالمسجد المرواني جاء من الفاطميين من يطهره ويعمره ويرمم ما وقع عليه
ثم جاء المماليك الذي صدوا الغزاة عنه وانقذوه بخوضهم معركة عين جالوت 1260م (658)هـ
واليهم تعود العمارة المتعلقة بالنقوش المحفورة على جدران المسجد الاقصى وكتابة اسماء الخلفاء والامراء والملوك الذين تطوعوا في كل مناسبة للحفاظ عليه..
ولعل المعلم الابرز قبل مئذنة 'الملك عبد الله الثاني' التي ستقوم بإذن الله هو منبر نور الدين زنكي الذي بناه صلاح الدين في حلب
على يد امهر المهندسين والمهرة ووعد ان ينقله الى القدس بعد تحريرها وقد صدق وعده ونقل المنبر واقام 'صلاح الدين 'عليه خطبة تحرير القدس في '27 'رجب عام '583هـ'.
وهو المنبر الذي احرقه حاقدين صهاينة في '21' آب عام '1969' ليطمسوا هذا المعلم العظيم والذي وعد الملك الحسين الراحل طيب الله ثراه ان يعيد بناءه ..
لقد آلت الرسالة الى الملك عبد الله الثاني الذي جلب لهذا المنبر امهر الاخصائيين ليكون على نفس الروعة التي كان عليها قبل حرقه وقد رأينا ثمرة الانجاز في جامعة البلقاء التي تولت احتضانه
والاعلان عن الانتهاء من اعداده وبنائه في شهر تموز الماضي بانتظار ان يحمل حيث يجب ان يكون..
اليوم والملك 'عبد الله الثاني' يضيف لاعمار المسجد الاقصى المئذنة الخامسة الجديدة شاهدا على رعاية الهاشميين للمقدسات الاسلامية في القدس
فإن هذه اللفتة التاريخية لن تنمحي وستظل تربط بين اعلاء اسم الله من فوق هذه المئذنة وبين اسم منشئتها كما اعلت المآذن والقباب والجدران في القدس اسماء من انشؤوها وتبرعوا لها..
نعم كان وسيظل الوهج الذهبي الخلاب في قبة الصخرة يجلب شآبيب الرحمة للحسين الراحل ولذريته من بعده
فقد تبرع كي تطلى بالذهب الخالص من جيبه ومن ثمن بيعه لبيته وقد كانت كلفة ذلك اكثر من (11) مليون دينار ومازالت روعتها شاهدا على كرمه ووفائه ..
كنت زرت الاقصى عام '1995' وقرأت الفاتحة صباح عيد الاضحى على ضريح منقذ العرب وقائد ثورتهم في وجه التتريك والطمس
وتذكرت ذلك الذي عاش النفي حتى استشهد وهو يكابد الاطماع الاجنبية في القدس ليعود من منفاه في قبرص وتفيض روحه ويوصي بنقل رفاته الى المسجد الاقصى حيث يرقد هناك..
إنه الحسين بن علي الهاشمي ..والهاشميون تتوزع رفاتهم عبر التاريخ على تراب فلسطين المقدسة ..من غزة التي تضم رفات جد الرسول (ص) هاشم بن عبد مناف اكرم العرب وصاحب (الثريد)
الذي كان يهشم اللحم لضيوفه ووصولا الى 'الحسين بن علي' نزيل المسجد الاقصى ..
وإلى الدم الزكي الذي سال في صحن المسجد يوم استشهد عبد الله الاول المؤسس وهو يحتضن الاقصى ليمنع عنه الضياع ..
إنها المسيرة المستمرة .. والتضحية التي لا تعرف حدودا ..إنه الولع والشغف بالاقصى وما يمثله..
ومازلت اذكر قول الراحل الحسين الذي سمعته منه مباشرة حين سألته ماذا تعني لك القدس؟..فقال: « القدس عندي اغلى من اي شيء عرفته واتمنى ان تعود في عهدي «ولو ليوم واحد واموت»..
إنها وديعة الامة عند الهاشميين الذين مازالوا يمسكون بحق الامة فيها ويبشرون بعودتها
ويعمرونها لتظل قبلة المسلمين الاولى وحرمهم الثالث الذي هو صلب العقيدة بعد ان بارك الله هذا المسرى النبوي المتمثل في الاقصى رمزا ومساحة وما حوله من ديار فلسطين ..
حين زرت الاقصى قبل سنوات وصليت فيه واستغربت ان يكون سجاد المسجد قديم وقد كتبت عن ذلك..وحين سألت قيل ان السجاد الذي وصل ليفرش به الاقصى لم يسمح بفرشه كونه يحمل صورا لنجمة سداسية لقد جاء السجاد من بلد عربي يعتبر هذه النجمة اثرا اسلاميا ..
وحين علم الملك الراحل الحسين ارسل من يفرش الاقصى بالسجاد عام 1995 واليوم يعود الملك عبد الله فيأمر بإنشاء المئذنة الخامسة ..
ليكون ما يقوم به من ابرز المعالم الجديدة منذ اقامة قبة الصخرة زمن الامويين عبد الملك والوليد بن عبد الملك ..
نعم ستحفظ الاجيال القادمة للاقصى خمس مآذن وليس اربعة وستظل المئذنة الخامسة معلما تاريخيا يشير الى دور الهاشميين الذي لم ينقطع عبر التاريخ الاسلامي ..
ومنذ كانت البشرى في كتب السماء ان الارض ستشهد مولد الرسول (ص) والى يومنا هذا حيث مازال عبد الله الثاني يتابع هذه المهمة بوفاء وإيمان ..
المصدر الرأي_سلطان الحطاب
ستقرأ الاجيال القادمة في وصف المسجد الاقصى ما هو ممتد في التاريخ منذ قيامه غير المحدد في القدم وسيتوقف عند اسماء تركت اعمالها وبصماتها على الأقصى اعمارا وترميما ورعاية..
نعم ستقرأ الاجيال القادمة أسماء المآذن الاربعة مئذنة «باب المغاربة» ومئذنة «باب السلسلة» ومئذنة «باب الغوانمة» ومئذنة «باب الاسباط» ومئذنة «الملك عبد الله الثاني»..
نعم هي المئذنة الخامسة التي امر الملك عبد الله الثاني في عام 1427 للهجرة الموافق 2006 للميلاد
وذلك في شهر رمضان المبارك بإقامتها ..كمعلم جديد متميز له طابع النشوء والاعمار وليس الترميم والعناية فقط..
المسجد الاقصى ظل دائما في قلوب الهاشميين الذين ورثوا سدانته والاهتمام به وحافظوا عليه ليظل صنو وتوأم المسجد الحرام كما في النص القرآني وكما في السنة النبوية حيث الرحال لا تشد الا لثلاث هو واحد منها وهو اولى القبلتين !!!
يسند' الملك عبد الله الثاني' بانشائه المئذنة الخامسة كمعلم متميز العهدة العمرية وفاء لما جاء في نصها لصفرنيوس بطرك القدس
واستكمالا واضافة لما ابدعه الخليفة عبد الملك بن مروان الذي أقام في ساحة الاقصى بناء الصخرة المشرفة في سبع سنين على يد المهندس (رجاء بن حيوة)
والذي اشرف على البناء ومعه يزيد بن سلام (رئيس تشريفات بلاط) عبد الملك بن مروان وقد انتقلت الرعاية الى الخليفة العباسي ابي جعفر المنصور
الذي قام بتعمير المسجد الاقصى بعد زلزال عام 747 م ليعيده الى ماكان عليه .
وحين استباحت الغزوات الفرنجية الاقصى واحتلته لـ(88) عاما وتحولت الصخرة الى مذبح وضعت التماثيل عليه والاقصى الى اسطبل للخيول
مازالت شواهد ماثلة في الجزء المسمى منه بالمسجد المرواني جاء من الفاطميين من يطهره ويعمره ويرمم ما وقع عليه
ثم جاء المماليك الذي صدوا الغزاة عنه وانقذوه بخوضهم معركة عين جالوت 1260م (658)هـ
واليهم تعود العمارة المتعلقة بالنقوش المحفورة على جدران المسجد الاقصى وكتابة اسماء الخلفاء والامراء والملوك الذين تطوعوا في كل مناسبة للحفاظ عليه..
ولعل المعلم الابرز قبل مئذنة 'الملك عبد الله الثاني' التي ستقوم بإذن الله هو منبر نور الدين زنكي الذي بناه صلاح الدين في حلب
على يد امهر المهندسين والمهرة ووعد ان ينقله الى القدس بعد تحريرها وقد صدق وعده ونقل المنبر واقام 'صلاح الدين 'عليه خطبة تحرير القدس في '27 'رجب عام '583هـ'.
وهو المنبر الذي احرقه حاقدين صهاينة في '21' آب عام '1969' ليطمسوا هذا المعلم العظيم والذي وعد الملك الحسين الراحل طيب الله ثراه ان يعيد بناءه ..
لقد آلت الرسالة الى الملك عبد الله الثاني الذي جلب لهذا المنبر امهر الاخصائيين ليكون على نفس الروعة التي كان عليها قبل حرقه وقد رأينا ثمرة الانجاز في جامعة البلقاء التي تولت احتضانه
والاعلان عن الانتهاء من اعداده وبنائه في شهر تموز الماضي بانتظار ان يحمل حيث يجب ان يكون..
اليوم والملك 'عبد الله الثاني' يضيف لاعمار المسجد الاقصى المئذنة الخامسة الجديدة شاهدا على رعاية الهاشميين للمقدسات الاسلامية في القدس
فإن هذه اللفتة التاريخية لن تنمحي وستظل تربط بين اعلاء اسم الله من فوق هذه المئذنة وبين اسم منشئتها كما اعلت المآذن والقباب والجدران في القدس اسماء من انشؤوها وتبرعوا لها..
نعم كان وسيظل الوهج الذهبي الخلاب في قبة الصخرة يجلب شآبيب الرحمة للحسين الراحل ولذريته من بعده
فقد تبرع كي تطلى بالذهب الخالص من جيبه ومن ثمن بيعه لبيته وقد كانت كلفة ذلك اكثر من (11) مليون دينار ومازالت روعتها شاهدا على كرمه ووفائه ..
كنت زرت الاقصى عام '1995' وقرأت الفاتحة صباح عيد الاضحى على ضريح منقذ العرب وقائد ثورتهم في وجه التتريك والطمس
وتذكرت ذلك الذي عاش النفي حتى استشهد وهو يكابد الاطماع الاجنبية في القدس ليعود من منفاه في قبرص وتفيض روحه ويوصي بنقل رفاته الى المسجد الاقصى حيث يرقد هناك..
إنه الحسين بن علي الهاشمي ..والهاشميون تتوزع رفاتهم عبر التاريخ على تراب فلسطين المقدسة ..من غزة التي تضم رفات جد الرسول (ص) هاشم بن عبد مناف اكرم العرب وصاحب (الثريد)
الذي كان يهشم اللحم لضيوفه ووصولا الى 'الحسين بن علي' نزيل المسجد الاقصى ..
وإلى الدم الزكي الذي سال في صحن المسجد يوم استشهد عبد الله الاول المؤسس وهو يحتضن الاقصى ليمنع عنه الضياع ..
إنها المسيرة المستمرة .. والتضحية التي لا تعرف حدودا ..إنه الولع والشغف بالاقصى وما يمثله..
ومازلت اذكر قول الراحل الحسين الذي سمعته منه مباشرة حين سألته ماذا تعني لك القدس؟..فقال: « القدس عندي اغلى من اي شيء عرفته واتمنى ان تعود في عهدي «ولو ليوم واحد واموت»..
إنها وديعة الامة عند الهاشميين الذين مازالوا يمسكون بحق الامة فيها ويبشرون بعودتها
ويعمرونها لتظل قبلة المسلمين الاولى وحرمهم الثالث الذي هو صلب العقيدة بعد ان بارك الله هذا المسرى النبوي المتمثل في الاقصى رمزا ومساحة وما حوله من ديار فلسطين ..
حين زرت الاقصى قبل سنوات وصليت فيه واستغربت ان يكون سجاد المسجد قديم وقد كتبت عن ذلك..وحين سألت قيل ان السجاد الذي وصل ليفرش به الاقصى لم يسمح بفرشه كونه يحمل صورا لنجمة سداسية لقد جاء السجاد من بلد عربي يعتبر هذه النجمة اثرا اسلاميا ..
وحين علم الملك الراحل الحسين ارسل من يفرش الاقصى بالسجاد عام 1995 واليوم يعود الملك عبد الله فيأمر بإنشاء المئذنة الخامسة ..
ليكون ما يقوم به من ابرز المعالم الجديدة منذ اقامة قبة الصخرة زمن الامويين عبد الملك والوليد بن عبد الملك ..
نعم ستحفظ الاجيال القادمة للاقصى خمس مآذن وليس اربعة وستظل المئذنة الخامسة معلما تاريخيا يشير الى دور الهاشميين الذي لم ينقطع عبر التاريخ الاسلامي ..
ومنذ كانت البشرى في كتب السماء ان الارض ستشهد مولد الرسول (ص) والى يومنا هذا حيث مازال عبد الله الثاني يتابع هذه المهمة بوفاء وإيمان ..
المصدر الرأي_سلطان الحطاب