skipy
08/10/2006, 16:49
الانباء الكويتية تحاور الرئيس بشار الاسد ... النص الكامل
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////بعيداً عن البروتوكول وخارج إطار التقليدية الصحافية، كان اللقاء مع الرئيس السوري د.بشار الأسد في دمشق صباح أمس الأول.
وإن كانت هناك عناوين فهي واضحة، وإن كان هناك حديث فتصوغه الكلمات، لكن ما كان بعيداً عن البروتوكول وخارج إطار التقليدية، العفوية الصادقة التي كانت السمة الرئيسية في أجوبة الرئيس السوري د.بشار الأسد قبل أن تكون في أسئلة «الأنباء».
وعلى مدى الساعتين، كان هناك أكثر من الحديث الصحافي التقليدي ليتقبل الرئيس السوري د.بشار الأسد بكل رحابة صدر مدى السؤال، وإن حمل «الجرح» العربي قبل «همه» في بعض الأحيان، لكن التفاؤل كان سمة حديث الرئيس السوري د.بشار الأسد.
البداية كانت بالمحيط العربي المطلق، ثم تتوجه بوصلة الأسئلة إلى حيث نقاط الجذب و«التجاذب»، أما الإجابات فكانت ملامسة لـ «واقع يجرح» في أغلب الأحيان، وأيضاً معالجة للخروج من أطر ذلك الواقع، بدلاً من الانكفاء في تلك الأطر.
ولا يتحرج الرئيس السوري د.بشار الأسد من قول «لا أعلم»، أو حتى أن يبادرنا بالسؤال إن كنا نرصد ـ كصحافة ـ الأمور بصورة مغايرة، مثل هذا الأمر يحسب له لأنه كرئيس سورية لا يكتفي بهموم بلاده وشعبه، والنطاق المباشر لها، بل يتخطى الإطار الجغرافي المباشر وانعكاسه على بلاده إلى مدى أكبر وأعمق، ويعبر ذلك الإطار ليدخل في الإطار الأهم وهو «الهم العربي».
وفيما يلي نص الحوار مع الرئيس السوري:
بداية نتحدث عن الهم العربي. تطورات كثيرة حدثت منذ آخر لقاء بكم، وإذا قسمنا الهم العربي إلى ثلاثة أقسام، فما هي الأولويات الثلاث في الهم العربي لديكم؟
أولا أعتقد هي وجود رؤية موحدة لدى العرب لمستقبل المنطقة، وخاصة بعد التطورات الأخيرة التي حدثت في منطقتنا، وهي طبعاً بالنسبة لمستقبلها بالمعنى الشامل وخاصة السياسي، ولكن أعتقد بأن الأولويات في الدرجة الأولى الآن بعد موضوع العراق وموضوع انتشار الإرهاب، هي موضوع الاستقرار، لأننا كلنا أصبحنا معرضين، حتى بعد اللقاء الأخير بيننا، بدأت سورية تشهد بعض العمليات الإرهابية التي كانت قد نسيتها لأكثر من عقد ونصف من الزمن، أو ربما عقدين، إذن الأولوية هي بالدرجة الأولى للاستقرار وهذا مرتبط بالجانب السياسي وبالجانب الأمني.
الأولوية الأخرى هي الوضع الاقتصادي، الذي يتأثر أيضاً بالوضع الأمني والسياسي، ولكن الاقتصاد أيضاً يتعلق بموضوع العلاقة العربية ككل، أي على سبيل المثال تجارتنا مع كل العالم أكثر من تجارتنا البينية كدول عربية، أعتقد ان هذه الأولويات هي أولويات أساسية، طبعاً يمكن أن نقول التطور بالمعنى العام الذي هو التطور الاجتماعي، لا شك أن الظروف التي مرت بها المنطقة العربية على مدى عقود من الزمن أثرت على تطور المجتمع العربي بشكل عام، فتطور المجتمع أيضاً ينعكس على اقتصاد أفضل وأداء سياسي أفضل، وعلى استقرار أفضل.
فأعتقد أن الأولويات هي مرتبطة ببعضها، ولكن تتغير ربما بحسب الظرف، نستطيع أن نسير بالتوازي، لا أقصد بالأولوية أولاً ثم ثانياً ثم ثالثاً، بل أقصد كل هذه الأولويات يجب أن نسير بها في نفس الوقت، لكن علينا أن نركز على شيء قبل الآخر، لكن أعود وأقول إن الشيء الشامل هو الرؤية التي تنطلق أساساً من التضامن العربي، فأنا أعطيتك أكثر من ثلاث أولويات ولكن أعتقد أنها كلها مهمة.
رفض المعسكرات
سيادة الرئيس، التضامن العربي اليوم، وأنا أتحدث هنا بصفتي كويتية، عام 1990، احتُلت بلدي، سقط التضامن العربي، لم يكن هناك إجماع على رفض الاحتلال العراقي من قبل الدول العربية، سواء أكانت ضمن إطار جامعة الدول العربية، أم ضمن إطار اتفاقية الدفاع المشترك، الرئيس الراحل حافظ الأسد كان موقفه واضحاً، حيث قال في اجتماع مؤتمر القمة الطارئ بالقاهرة إن الكويت يجب أن تُحرر، وأصبح هو الميزان الذي رجح كفة الإطار العربي لتحرير الكويت.
طبعاً إضافة إلى مصر والسعودية. أنتم اليوم تشعرون بأن هناك فريقين، الفريق الأول ما يقوله المعتدلون كما تقول وزيرة الخارجية الأميركية رايس، والمتشددون المتطرفون، أين موقع سورية اليوم؟
الحقيقة، وكما قلت أنت، من وضع هذا التقسيم هم الأميركيون، أنا لا أضع نفسي في معسكرات. عندما كنّا نتحدث في السؤال السابق عن موضوع التضامن العربي أنا أضع نفسي مع العرب، لأن البعض حاول أن يصور سورية من خلال هذه المعسكرات بأنها خارج المعسكر العربي، ولكن علينا أن نحدد ما هي مصالحنا كعرب، أنا أعتقد أن مصلحتنا أولاً أن نرى من هي الدول التي تحيط بنا، التي تعيش معنا منذ آلاف السنين، وأن نبني معها علاقة جيدة.
هذا أولاً. ثانياً، أن نعزز الحوار لا أن نكون وقوداً كما حصل في القرن الماضي، في بدايته، لنأخذ مثالاً العلاقة العربية ـ التركية التي كانت سيئة تقريباً لثلاثة أرباع العقد الماضي، أو ربما أكثر، وقمت أنا بزيارتها، والآن العلاقة السورية ـ التركية هي علاقة أكثر من ممتازة، تتسم بالصدق قبل كل شيء، وانعكس إيجاباً علينا وعليهم اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وفي كل المجالات، فإذن لن نكون في معسكر من المعسكرات، أي معسكر هو سيئ، وأي معسكر هو مرفوض، لذلك أتمنى ألا نقسم كعرب إلى معسكرات، وأن نكون عرباً، أما إذا كان لدينا كعرب وجهات نظر، فهذا شيء جيد، وهذا يجب أن نحترمه، نحن كعرب لماذا لا نتفق على كل شيء؟ نحن بشر. يبقى بيننا نقاط اختلاف، وبالحوار نردم هذا الخلاف، ويظهر موضوع آخر ويظهر خلاف ونردمه.
فإذن أنا أرفض فكرة أن نكون من المعسكر الأول أو من المعسكر الثاني، أنا من المعسكر العربي.
موقف الكويت
إذا سمحت لي سيادة الرئيس، اليوم في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر مع وزيرة الخارجية الأميركية بالقاهرة، سبق هذا الاجتماع تصريح لوزير الخارجية الكويتي، حيث رفض أن تكون الكويت ضمن محور موجه ضد أي جانب من العرب، وكذلك تكلم عن سورية وقال هي المعادلة الصعبة في عملية السلام، ونسمح دائماً لأنفسنا نحن في الكويت، أن نمثلكم إذا سمحتم لنا، وكان واضحاً من تصريح وزير الخارجية الكويتي حين قال نحن نمثل سورية في هذه المباحثات، هذا التنسيق هل هو تنسيق مسبق أم انطلق من قاعدة عامة؟
هو ينطلق من قاعدة عامة، وأعتقد بأن ما قاله وزير الخارجية الكويتي ينطبق مع ما قلته أنا، علينا أن نرفض فكرة المعسكرات، لأننا سنتحول إلى وقود في الصراع الدولي، سواء عرب ضد عرب أو عرب ضد آخرين، هذا الكلام ينطلق من مبدأ عام ويجب أن نحافظ عليه. نحن لا نعتبر أن الاجتماع موجه ضد سورية، لا يمكن لأحد أن يقنعني بأن هذه الدول العربية اجتمعت لكي تقف في وجه سورية أو للتآمر على سورية، ولا يوجد لدينا قلق من هذا الموضوع، بل بالعكس نتمنى من كل العرب أن يجتمعوا مع أي شخص في هذا العالم، لأننا نتوقع أن يقولوا ما يحقق مصلحة المنطقة، هذا بشكل طبيعي، لذلك أعتقد أن ما قاله وزير الخارجية الكويتي ينطلق من قاعدة عامة ولم يكن هناك أي تنسيق، وتستطيعين أن تستنتجي من جوابي الأول أنه يتحدث فعلاً باسم سورية في هذه النقطة.
سيادة الرئيس، اسمح لي إن كان لدينا قناعة بشيء ما، أو ننطلق من قاعدة ما، فعلينا أن نكون شيئاً مؤسساً له، وليست مصادفة أن تكلم وزير الخارجية الكويتي أو وزير الخارجية السعودي في مصلحة سورية أو دفاعاً عن سورية، فهذا واجب علينا، كما هو واجب عليكم. إذن أنتم لا تقبلون على السعودية في أمر، ولا تقبلون على الكويت بأمر، هذا كمثال، ولكن هناك فعلاً فجوة في الاتصالات، ليس بالضرورة أن تكون معلنة، وليس بالضرورة أن يكون لها أجندة مسبقة، ولكن يجب أن يكون لها هدف واضح، نحن اليوم بعد احتلال الكويت، بعد العراق، بعد ما حدث في لبنان، وما حدث بإلصاق تهمة الإرهاب بأي إنسان يخالف الآخر، إما معي أو ضدي، أين نحن؟ أين الهدف كعرب؟
هذا هو جوهر الموضوع، القسم الأخير من السؤال، هل نقبل الاختلاف بين بعضنا كعرب؟ يجب أن نقبل الاختلاف، إذا قبلنا الاختلاف لا توجد مشكلة، فنحن لماذا نلتقي؟ نلتقي لكي نتحاور، إذا كنا متطابقين فلماذا نلتقي؟ نلتقي كجلسة عائلية؟ هي ليست جلسة عائلية، هي جلسة عمل الهدف منها البحث في نقاط الاختلاف والفجوات التي تظهر كل يوم في العمل السياسي في البلد الواحد فكيف بين بلدان مختلفة؟ يبقى أن تكون لدينا مبادرة نحن كعرب ونبتعد عن الرسميات في العلاقة بيننا، المفروض أن لدينا طبيعة اجتماعية واحدة، وعقلية متشابهة، يبقى أن نبادر بمستويات مختلفة.
طبعاً إحدى نقاط الضعف أننا نربط العلاقة فقط على المستوى الأعلى، لا يمكن للمستوى الأعلى أن يحيط بكل العلاقة، هو يعطي غطاء لها ودفعاً لها، لكن المستويات الأخرى بالنسبة للعمل العربي فيها ضعف على مستوى العلاقة المؤسساتية والشخصية بين المسؤولين، هذا يضعف العمل العربي، لذلك نرى أحياناً أن فكرة رفض الرأي الآخر ليس بالضرورة أن تنطلق من المستوى الأعلى أي من رئيس الدولة أو من رئاسة الدولة، تنطلق من مستويات أخرى، ولكنها تنعكس على العلاقة.
وكيف يعالج هذا الأمر؟////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////(1).jpg
هناك طريقتان، الطريقة التي تتبع في العالم العربي، وهي فقط إطفاء الحرائق، لذلك تُطفأ حريقة وتندلع حريقة أخرى. يجب أن يكون هناك حل آخر بحوار أكثر شمولية ومن نفس المبدأ، أي أقبل الاختلاف، هناك نماذج، أنا علاقتي مع أمير الكويت على سبيل المثال، علاقتي مع الرئيس مبارك، علاقتي مع الملك عبدالله، علاقتي بأكثر من زعيم عربي، نحن لا نتفق حول كل شيء، نحن نتحاور، ربما نختلف ثم نتفق ونختلف، لا توجد مشكلة، ولكن يجب أن نعمم هذه الحالة أي ألا يعتبر أي طرف عربي أن عدم قبولي برأيه هو رفض له أو رفض لدوره أو لأهميته، هذا رأيي، وهذا بالحوار يُحل، لذلك أعتقد أنه يجب أن يكون هناك حوار مستمر، على سبيل المثال بما أن السؤال مهم جداً، فقد طرحته أنا، بأننا أحياناً نستند إما إلى لقاءات قمة ثنائية أو لقاءات قمة عربية دورية لكي نحل مشاكل الوطن العربي، بين هذه اللقاءات لا يوجد عمل عربي، الحل هو أن يكون هناك عمل عربي مستمر، حوار مستمر، لقاءات مستمرة بعيدة عن البيانات، قمم عربية بعيدة عن البيانات، أن تكون هناك أسس لهذه العلاقة، طبعاً الأسس كثيرة ولا أذكرها الآن جميعها، سواء القمة العربية أو القمم الاستثنائية أو لأي موضوع يطرح، عندما أريد أن أطرح مبادرة تجاه دولة ما، فالحد الأدنى أن أتحاور حول هذه المبادرة، عندما ندعو إلى قمة، فالدعوة عادة تسبقها استشارات، أحياناً أشياء من هذا القبيل بسيطة ليست معقدة تستطيع أن توصلنا لحل، الحل ليس مستحيلاً ولا حتى صعباً.
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////بعيداً عن البروتوكول وخارج إطار التقليدية الصحافية، كان اللقاء مع الرئيس السوري د.بشار الأسد في دمشق صباح أمس الأول.
وإن كانت هناك عناوين فهي واضحة، وإن كان هناك حديث فتصوغه الكلمات، لكن ما كان بعيداً عن البروتوكول وخارج إطار التقليدية، العفوية الصادقة التي كانت السمة الرئيسية في أجوبة الرئيس السوري د.بشار الأسد قبل أن تكون في أسئلة «الأنباء».
وعلى مدى الساعتين، كان هناك أكثر من الحديث الصحافي التقليدي ليتقبل الرئيس السوري د.بشار الأسد بكل رحابة صدر مدى السؤال، وإن حمل «الجرح» العربي قبل «همه» في بعض الأحيان، لكن التفاؤل كان سمة حديث الرئيس السوري د.بشار الأسد.
البداية كانت بالمحيط العربي المطلق، ثم تتوجه بوصلة الأسئلة إلى حيث نقاط الجذب و«التجاذب»، أما الإجابات فكانت ملامسة لـ «واقع يجرح» في أغلب الأحيان، وأيضاً معالجة للخروج من أطر ذلك الواقع، بدلاً من الانكفاء في تلك الأطر.
ولا يتحرج الرئيس السوري د.بشار الأسد من قول «لا أعلم»، أو حتى أن يبادرنا بالسؤال إن كنا نرصد ـ كصحافة ـ الأمور بصورة مغايرة، مثل هذا الأمر يحسب له لأنه كرئيس سورية لا يكتفي بهموم بلاده وشعبه، والنطاق المباشر لها، بل يتخطى الإطار الجغرافي المباشر وانعكاسه على بلاده إلى مدى أكبر وأعمق، ويعبر ذلك الإطار ليدخل في الإطار الأهم وهو «الهم العربي».
وفيما يلي نص الحوار مع الرئيس السوري:
بداية نتحدث عن الهم العربي. تطورات كثيرة حدثت منذ آخر لقاء بكم، وإذا قسمنا الهم العربي إلى ثلاثة أقسام، فما هي الأولويات الثلاث في الهم العربي لديكم؟
أولا أعتقد هي وجود رؤية موحدة لدى العرب لمستقبل المنطقة، وخاصة بعد التطورات الأخيرة التي حدثت في منطقتنا، وهي طبعاً بالنسبة لمستقبلها بالمعنى الشامل وخاصة السياسي، ولكن أعتقد بأن الأولويات في الدرجة الأولى الآن بعد موضوع العراق وموضوع انتشار الإرهاب، هي موضوع الاستقرار، لأننا كلنا أصبحنا معرضين، حتى بعد اللقاء الأخير بيننا، بدأت سورية تشهد بعض العمليات الإرهابية التي كانت قد نسيتها لأكثر من عقد ونصف من الزمن، أو ربما عقدين، إذن الأولوية هي بالدرجة الأولى للاستقرار وهذا مرتبط بالجانب السياسي وبالجانب الأمني.
الأولوية الأخرى هي الوضع الاقتصادي، الذي يتأثر أيضاً بالوضع الأمني والسياسي، ولكن الاقتصاد أيضاً يتعلق بموضوع العلاقة العربية ككل، أي على سبيل المثال تجارتنا مع كل العالم أكثر من تجارتنا البينية كدول عربية، أعتقد ان هذه الأولويات هي أولويات أساسية، طبعاً يمكن أن نقول التطور بالمعنى العام الذي هو التطور الاجتماعي، لا شك أن الظروف التي مرت بها المنطقة العربية على مدى عقود من الزمن أثرت على تطور المجتمع العربي بشكل عام، فتطور المجتمع أيضاً ينعكس على اقتصاد أفضل وأداء سياسي أفضل، وعلى استقرار أفضل.
فأعتقد أن الأولويات هي مرتبطة ببعضها، ولكن تتغير ربما بحسب الظرف، نستطيع أن نسير بالتوازي، لا أقصد بالأولوية أولاً ثم ثانياً ثم ثالثاً، بل أقصد كل هذه الأولويات يجب أن نسير بها في نفس الوقت، لكن علينا أن نركز على شيء قبل الآخر، لكن أعود وأقول إن الشيء الشامل هو الرؤية التي تنطلق أساساً من التضامن العربي، فأنا أعطيتك أكثر من ثلاث أولويات ولكن أعتقد أنها كلها مهمة.
رفض المعسكرات
سيادة الرئيس، التضامن العربي اليوم، وأنا أتحدث هنا بصفتي كويتية، عام 1990، احتُلت بلدي، سقط التضامن العربي، لم يكن هناك إجماع على رفض الاحتلال العراقي من قبل الدول العربية، سواء أكانت ضمن إطار جامعة الدول العربية، أم ضمن إطار اتفاقية الدفاع المشترك، الرئيس الراحل حافظ الأسد كان موقفه واضحاً، حيث قال في اجتماع مؤتمر القمة الطارئ بالقاهرة إن الكويت يجب أن تُحرر، وأصبح هو الميزان الذي رجح كفة الإطار العربي لتحرير الكويت.
طبعاً إضافة إلى مصر والسعودية. أنتم اليوم تشعرون بأن هناك فريقين، الفريق الأول ما يقوله المعتدلون كما تقول وزيرة الخارجية الأميركية رايس، والمتشددون المتطرفون، أين موقع سورية اليوم؟
الحقيقة، وكما قلت أنت، من وضع هذا التقسيم هم الأميركيون، أنا لا أضع نفسي في معسكرات. عندما كنّا نتحدث في السؤال السابق عن موضوع التضامن العربي أنا أضع نفسي مع العرب، لأن البعض حاول أن يصور سورية من خلال هذه المعسكرات بأنها خارج المعسكر العربي، ولكن علينا أن نحدد ما هي مصالحنا كعرب، أنا أعتقد أن مصلحتنا أولاً أن نرى من هي الدول التي تحيط بنا، التي تعيش معنا منذ آلاف السنين، وأن نبني معها علاقة جيدة.
هذا أولاً. ثانياً، أن نعزز الحوار لا أن نكون وقوداً كما حصل في القرن الماضي، في بدايته، لنأخذ مثالاً العلاقة العربية ـ التركية التي كانت سيئة تقريباً لثلاثة أرباع العقد الماضي، أو ربما أكثر، وقمت أنا بزيارتها، والآن العلاقة السورية ـ التركية هي علاقة أكثر من ممتازة، تتسم بالصدق قبل كل شيء، وانعكس إيجاباً علينا وعليهم اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وفي كل المجالات، فإذن لن نكون في معسكر من المعسكرات، أي معسكر هو سيئ، وأي معسكر هو مرفوض، لذلك أتمنى ألا نقسم كعرب إلى معسكرات، وأن نكون عرباً، أما إذا كان لدينا كعرب وجهات نظر، فهذا شيء جيد، وهذا يجب أن نحترمه، نحن كعرب لماذا لا نتفق على كل شيء؟ نحن بشر. يبقى بيننا نقاط اختلاف، وبالحوار نردم هذا الخلاف، ويظهر موضوع آخر ويظهر خلاف ونردمه.
فإذن أنا أرفض فكرة أن نكون من المعسكر الأول أو من المعسكر الثاني، أنا من المعسكر العربي.
موقف الكويت
إذا سمحت لي سيادة الرئيس، اليوم في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر مع وزيرة الخارجية الأميركية بالقاهرة، سبق هذا الاجتماع تصريح لوزير الخارجية الكويتي، حيث رفض أن تكون الكويت ضمن محور موجه ضد أي جانب من العرب، وكذلك تكلم عن سورية وقال هي المعادلة الصعبة في عملية السلام، ونسمح دائماً لأنفسنا نحن في الكويت، أن نمثلكم إذا سمحتم لنا، وكان واضحاً من تصريح وزير الخارجية الكويتي حين قال نحن نمثل سورية في هذه المباحثات، هذا التنسيق هل هو تنسيق مسبق أم انطلق من قاعدة عامة؟
هو ينطلق من قاعدة عامة، وأعتقد بأن ما قاله وزير الخارجية الكويتي ينطبق مع ما قلته أنا، علينا أن نرفض فكرة المعسكرات، لأننا سنتحول إلى وقود في الصراع الدولي، سواء عرب ضد عرب أو عرب ضد آخرين، هذا الكلام ينطلق من مبدأ عام ويجب أن نحافظ عليه. نحن لا نعتبر أن الاجتماع موجه ضد سورية، لا يمكن لأحد أن يقنعني بأن هذه الدول العربية اجتمعت لكي تقف في وجه سورية أو للتآمر على سورية، ولا يوجد لدينا قلق من هذا الموضوع، بل بالعكس نتمنى من كل العرب أن يجتمعوا مع أي شخص في هذا العالم، لأننا نتوقع أن يقولوا ما يحقق مصلحة المنطقة، هذا بشكل طبيعي، لذلك أعتقد أن ما قاله وزير الخارجية الكويتي ينطلق من قاعدة عامة ولم يكن هناك أي تنسيق، وتستطيعين أن تستنتجي من جوابي الأول أنه يتحدث فعلاً باسم سورية في هذه النقطة.
سيادة الرئيس، اسمح لي إن كان لدينا قناعة بشيء ما، أو ننطلق من قاعدة ما، فعلينا أن نكون شيئاً مؤسساً له، وليست مصادفة أن تكلم وزير الخارجية الكويتي أو وزير الخارجية السعودي في مصلحة سورية أو دفاعاً عن سورية، فهذا واجب علينا، كما هو واجب عليكم. إذن أنتم لا تقبلون على السعودية في أمر، ولا تقبلون على الكويت بأمر، هذا كمثال، ولكن هناك فعلاً فجوة في الاتصالات، ليس بالضرورة أن تكون معلنة، وليس بالضرورة أن يكون لها أجندة مسبقة، ولكن يجب أن يكون لها هدف واضح، نحن اليوم بعد احتلال الكويت، بعد العراق، بعد ما حدث في لبنان، وما حدث بإلصاق تهمة الإرهاب بأي إنسان يخالف الآخر، إما معي أو ضدي، أين نحن؟ أين الهدف كعرب؟
هذا هو جوهر الموضوع، القسم الأخير من السؤال، هل نقبل الاختلاف بين بعضنا كعرب؟ يجب أن نقبل الاختلاف، إذا قبلنا الاختلاف لا توجد مشكلة، فنحن لماذا نلتقي؟ نلتقي لكي نتحاور، إذا كنا متطابقين فلماذا نلتقي؟ نلتقي كجلسة عائلية؟ هي ليست جلسة عائلية، هي جلسة عمل الهدف منها البحث في نقاط الاختلاف والفجوات التي تظهر كل يوم في العمل السياسي في البلد الواحد فكيف بين بلدان مختلفة؟ يبقى أن تكون لدينا مبادرة نحن كعرب ونبتعد عن الرسميات في العلاقة بيننا، المفروض أن لدينا طبيعة اجتماعية واحدة، وعقلية متشابهة، يبقى أن نبادر بمستويات مختلفة.
طبعاً إحدى نقاط الضعف أننا نربط العلاقة فقط على المستوى الأعلى، لا يمكن للمستوى الأعلى أن يحيط بكل العلاقة، هو يعطي غطاء لها ودفعاً لها، لكن المستويات الأخرى بالنسبة للعمل العربي فيها ضعف على مستوى العلاقة المؤسساتية والشخصية بين المسؤولين، هذا يضعف العمل العربي، لذلك نرى أحياناً أن فكرة رفض الرأي الآخر ليس بالضرورة أن تنطلق من المستوى الأعلى أي من رئيس الدولة أو من رئاسة الدولة، تنطلق من مستويات أخرى، ولكنها تنعكس على العلاقة.
وكيف يعالج هذا الأمر؟////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////(1).jpg
هناك طريقتان، الطريقة التي تتبع في العالم العربي، وهي فقط إطفاء الحرائق، لذلك تُطفأ حريقة وتندلع حريقة أخرى. يجب أن يكون هناك حل آخر بحوار أكثر شمولية ومن نفس المبدأ، أي أقبل الاختلاف، هناك نماذج، أنا علاقتي مع أمير الكويت على سبيل المثال، علاقتي مع الرئيس مبارك، علاقتي مع الملك عبدالله، علاقتي بأكثر من زعيم عربي، نحن لا نتفق حول كل شيء، نحن نتحاور، ربما نختلف ثم نتفق ونختلف، لا توجد مشكلة، ولكن يجب أن نعمم هذه الحالة أي ألا يعتبر أي طرف عربي أن عدم قبولي برأيه هو رفض له أو رفض لدوره أو لأهميته، هذا رأيي، وهذا بالحوار يُحل، لذلك أعتقد أنه يجب أن يكون هناك حوار مستمر، على سبيل المثال بما أن السؤال مهم جداً، فقد طرحته أنا، بأننا أحياناً نستند إما إلى لقاءات قمة ثنائية أو لقاءات قمة عربية دورية لكي نحل مشاكل الوطن العربي، بين هذه اللقاءات لا يوجد عمل عربي، الحل هو أن يكون هناك عمل عربي مستمر، حوار مستمر، لقاءات مستمرة بعيدة عن البيانات، قمم عربية بعيدة عن البيانات، أن تكون هناك أسس لهذه العلاقة، طبعاً الأسس كثيرة ولا أذكرها الآن جميعها، سواء القمة العربية أو القمم الاستثنائية أو لأي موضوع يطرح، عندما أريد أن أطرح مبادرة تجاه دولة ما، فالحد الأدنى أن أتحاور حول هذه المبادرة، عندما ندعو إلى قمة، فالدعوة عادة تسبقها استشارات، أحياناً أشياء من هذا القبيل بسيطة ليست معقدة تستطيع أن توصلنا لحل، الحل ليس مستحيلاً ولا حتى صعباً.