والله العظيم لست من أولئك الصحفيين المشاغبين الذين يرون النصف الفارغ من الكأس , ومرت علي مرحلة أمضيتها غزلا" بالنصف الممتلئ ,وحين دخلت الى المدينة الجامعية بدمشق صباح الخميس 5-10-2006-لم أكن أقصد المرور على أطلال قصة الحب التي عشتها في هذا المكان في ثمانينات القرن الماضي<مع العلم أني مررت أمام الوحدة السكنية التي سكنت بها الحبيبة ,انما كان قصدي من هذا الدخول محاولة حل مشكلة اعترضت طالبا جامعيا لجأ لي للمساعدة .

بداية حاولت عدم تصديق قصة تمزيق وصل هذا الطالب وأمثاله والوصل صار بحوزتنا,من قبل المهندس بدر ثم شلف الوصل بوجه الطالب المذكور وذلك بسبب تأخر الطالب يومين عن استلام الغرفة ,بعد أن حددت ادارة المدينة مدة أربعة أيام لاستلام الغرف بعد نشر القوائم.

ولأن نيتي صافية أبا" عن جد حاولت الوصول للمهندس بدر عن طريق باب غرفته فلم أعثر على الطريق لأن الباب الخارجي المؤدي لمكتبه مغلق من قبله شخصيا" والمفتاح معه والطريق الوحيد اليه هو النافذة الحديدية المشابهة لنوافذ سجن عدرا المركزي,مع العلم أن الرجل يكمل دراسته العليا حسب ما أفادنا معاون مدير المدينة مدافعا" عنه ورافضا" أن يكون السيد بدر قد مزق وصل الطالب ,مع أن السيد المعاون ذاته قام أمامنا بطرد طالب من مكتبه بعد تهديده بفصله من المدينة والجامعة أذا لم يمتثل لأوامر السيد المعاون ,وقام بوضع اشارة اكس على الطلب , وحين طلبت من هذا المعاون أرقام المدينة أجابني بأن المقسم معطل ,بينما قام سكرتير المدير باعطائنا أرقام المدير الأرضية والخلوية , وقد وعدنا السيد المدير بحل لمشكلة الطالب وذلك بعد اتصال هاتفي.

خرجت من المدينة تاركا" ورائي كل الضجيج المنبعث من الوحدة الثالثة وهي قيد الصيانة حتى الان ,وبقيت الحسرة بقلبي لأني لم أتمكن من مشاهدة الضوء المنبعث من وجه المهندس بدر وهو يمزق أوراق الطلبة المتأخرين(صناع المستقبل),وتاركا" ورائي كل الخوف الذي رأيته في وجوه الطلبة وهم يقفون باستعداد أمام معاون المدير وهو يمنحهم بروحه الاشتراكية توقيعه التاريخي بالموافقة على سكنهم في غرف لم تعد صالحة للنوم فكيف للدراسة ؟لا سيما بعد حشر كل سبعة طلاب معا .

دمتم ودام نضالكم الاشتراكي

مصطفى علوش - الجمل