فلسطينية الشتات
04/10/2006, 11:36
ما زالت جموع الشهداء تتقدم نحو النصر، هم أكرم منا جميعا وكل منا يبحث عن شرف الصلاة على أرواحهم الطاهرة أو قراءة الفاتحة عليها. بدون هذه التضحيات الجسيمة لا يمكن أن نصل إلى حل مرضِ لقضيتنا.
مئات منهم رحلوا، ولم يعد في فلسطين بيت إلا وفقد عزيزا أو قريبا أو صديقا… هم ثوابهم عند ربهم في جناته خالدين. أما نحن فندعو الله أن لا نكون قد خسرناهم (وكل منهم له مكانته الخاصة) من أجل أن نحظى بلقاء سري أو علنيّ مع قتلتهم هنا أو هناك.
في بداية الانتفاضة فشلت هذه اللقاءات وهذه القمم في إحراز أي تقدم في المسيرة السياسية (وتأخر في القضية الفلسطينية) فلماذا نحاول أن نكرر هذا التجربة بعد كل هذه التضحيات؟ لماذا نرفض أن نتعلم من أخطائنا؟
الدولة العبرية لن تعود إلى المفاوضات بدون إيقاف الانتفاضة، وأنا أعتقد أنها ستحظى في النهاية بوعود ممن يقال عنهم المسؤولين بإيقافها، لأن من هؤلاء (ونحن جميعا نعرف من هؤلاء) مَنْ تُعد المفاوضات بالنسبة له نبع مالي لا ينضب .
لا زالت بعض من تسمي نفسها قياداتنا تحبّ وتسعى بكل قوة لأن تستجيب للإرادة الإسرائيلية، فأصحاب المؤسسة الرئاسية كما يحب عباس أن يسميها يبذلوا الآن كل ما في وسعهم لإعلان حكومة وحدة وطنية جديدة قائمة على أساسات أوسلو الخيانة، مقوضين بذلك كل ما نزف من دماء شهدائنا وجرحانا وآلام أسرانا من أجل نيل رضى "اسرائيل"، إلا أنه ما زال في شعبنا من يرفض ويستمرّ مخلصاً لدماء الشهداء. هذا المثال يدلّ على أن حجم التضحيات العظيم التي قدمها شعبنا الجبار لا يساوي شيئاُ عند بعض الذين لا يعرفون من الانتفاضة غير اسمها وعدد شهدائها.
المطلوب هو الإبقاء على هذه الروح الثورية العالية التي أظهرها حتى الأطفال من أبناء فلسطين، وإسكات كل الألسنة التي تنادي بإخماد نار الانتفاضة، غير معترفةٍ بالصراع التاريخي المتأجج بين فلسطين ومحتليها.
ولنفترض أننا سنستيقظ صباح الغد على نهاية انتفاضة الأقصى، فما الذي سيكون عليه الحال وقتئذٍ؟ أولاً، سنكون قد خسرنا دماءَ شهدائنا دون إنجازٍ يليق بأرواحهم الطاهرة وحجم تضحياتهم، وثانياً سنصبح في نظر عدونا من الوهن بحيث لا يخشى أي قائمة مستقبليةٍ لنا، كما ستفقد القيادة الحالية للشعب الفلسطيني شرعيتها التي منحت لها بالنضال، ثم أننا سنعود للدوران في حلقة مفرغة من المفاوضات حول بضعة أمتار من هنا… وبعض التسهيلات من هناك.
الكرامة والعزة التي يعيشها أبناء فلسطين بأشكال صمودهم ونضالهم الحالية، لا يمكن أن تُعوض، فلقد أصبحت روحهم المعنوية شامخة تشق عنان السماء، والمقاومة الفلسطينية أظهرت في عدة معارك تفوقها على جيش العدو، وذلك من جراء دعم الشارع الفلسطيني لها، واستبسال أفرادها في المواجهة. هنا استطعنا أن نقرن الانتصار بالطرف الأقل عدة، أما في زمن المفاوضات الرديء، فسينتصر علينا هذا العدو في غياب المقاومة والاستبسال.
وأخيراً نقول ونحن متأكدين من فشل المساعي لإيقاف الانتفاضة بعدما أصبحت تملك من الزخم اليومي ما يجعل من المستحيل السيطرة عليها، لم يبقَ أمامنا الآن سوى أن نركز جهودنا، ونرتب بيتنا الداخلي للوصول بانتفاضتنا المباركة إلى بر الأمان، والنصر آتٍ لا محالة. وهنا يكون التركيز من جديد على وحدة الشعب الفلسطيني في المواجهة، فما يحدث على الساحة من تردي الأوضاع وتقهقرها نحو الهاوية، ما هو إلا منفعة ومكاسب تقدم على طبق من ذهب لخدمة الاحتلال وشرعية كيانه.
لتبقى انتفاضة شعبنا موجهة وجهتها الصحيحة، وليبقى شعبنا في المواجهة، قضية الرواتب والجوع قضية مرحلية ستنتهي قريبا، ولكن مع انتهائها ستسقط معها الكثيرين ممن فضلوا تصفية القضية مقابل تسوية الرواتب، ولا بد من الإشارة إلى أنه، إن كانت ستنتهي هذه القضية بكل الأحوال، فلنحاول أن ننهيها ونحن صامدون مزروعون في أرضنا الحبيبة نقارع الصعاب لنعلن البقاء، فهذا خير من أن نسقط ونذل ونقبع تحت أقدام بني صهيون نتلفى الفتات من تحت أقدامهم.
عاش أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد، عاشت انتفاضتنا الباسلة، نحن على أعتاب المواجهة الحتمية مع الغد الأفضل، فلنعمل على إعلاء علم فلسطين أو لنمت ونحن نحاول.
مئات منهم رحلوا، ولم يعد في فلسطين بيت إلا وفقد عزيزا أو قريبا أو صديقا… هم ثوابهم عند ربهم في جناته خالدين. أما نحن فندعو الله أن لا نكون قد خسرناهم (وكل منهم له مكانته الخاصة) من أجل أن نحظى بلقاء سري أو علنيّ مع قتلتهم هنا أو هناك.
في بداية الانتفاضة فشلت هذه اللقاءات وهذه القمم في إحراز أي تقدم في المسيرة السياسية (وتأخر في القضية الفلسطينية) فلماذا نحاول أن نكرر هذا التجربة بعد كل هذه التضحيات؟ لماذا نرفض أن نتعلم من أخطائنا؟
الدولة العبرية لن تعود إلى المفاوضات بدون إيقاف الانتفاضة، وأنا أعتقد أنها ستحظى في النهاية بوعود ممن يقال عنهم المسؤولين بإيقافها، لأن من هؤلاء (ونحن جميعا نعرف من هؤلاء) مَنْ تُعد المفاوضات بالنسبة له نبع مالي لا ينضب .
لا زالت بعض من تسمي نفسها قياداتنا تحبّ وتسعى بكل قوة لأن تستجيب للإرادة الإسرائيلية، فأصحاب المؤسسة الرئاسية كما يحب عباس أن يسميها يبذلوا الآن كل ما في وسعهم لإعلان حكومة وحدة وطنية جديدة قائمة على أساسات أوسلو الخيانة، مقوضين بذلك كل ما نزف من دماء شهدائنا وجرحانا وآلام أسرانا من أجل نيل رضى "اسرائيل"، إلا أنه ما زال في شعبنا من يرفض ويستمرّ مخلصاً لدماء الشهداء. هذا المثال يدلّ على أن حجم التضحيات العظيم التي قدمها شعبنا الجبار لا يساوي شيئاُ عند بعض الذين لا يعرفون من الانتفاضة غير اسمها وعدد شهدائها.
المطلوب هو الإبقاء على هذه الروح الثورية العالية التي أظهرها حتى الأطفال من أبناء فلسطين، وإسكات كل الألسنة التي تنادي بإخماد نار الانتفاضة، غير معترفةٍ بالصراع التاريخي المتأجج بين فلسطين ومحتليها.
ولنفترض أننا سنستيقظ صباح الغد على نهاية انتفاضة الأقصى، فما الذي سيكون عليه الحال وقتئذٍ؟ أولاً، سنكون قد خسرنا دماءَ شهدائنا دون إنجازٍ يليق بأرواحهم الطاهرة وحجم تضحياتهم، وثانياً سنصبح في نظر عدونا من الوهن بحيث لا يخشى أي قائمة مستقبليةٍ لنا، كما ستفقد القيادة الحالية للشعب الفلسطيني شرعيتها التي منحت لها بالنضال، ثم أننا سنعود للدوران في حلقة مفرغة من المفاوضات حول بضعة أمتار من هنا… وبعض التسهيلات من هناك.
الكرامة والعزة التي يعيشها أبناء فلسطين بأشكال صمودهم ونضالهم الحالية، لا يمكن أن تُعوض، فلقد أصبحت روحهم المعنوية شامخة تشق عنان السماء، والمقاومة الفلسطينية أظهرت في عدة معارك تفوقها على جيش العدو، وذلك من جراء دعم الشارع الفلسطيني لها، واستبسال أفرادها في المواجهة. هنا استطعنا أن نقرن الانتصار بالطرف الأقل عدة، أما في زمن المفاوضات الرديء، فسينتصر علينا هذا العدو في غياب المقاومة والاستبسال.
وأخيراً نقول ونحن متأكدين من فشل المساعي لإيقاف الانتفاضة بعدما أصبحت تملك من الزخم اليومي ما يجعل من المستحيل السيطرة عليها، لم يبقَ أمامنا الآن سوى أن نركز جهودنا، ونرتب بيتنا الداخلي للوصول بانتفاضتنا المباركة إلى بر الأمان، والنصر آتٍ لا محالة. وهنا يكون التركيز من جديد على وحدة الشعب الفلسطيني في المواجهة، فما يحدث على الساحة من تردي الأوضاع وتقهقرها نحو الهاوية، ما هو إلا منفعة ومكاسب تقدم على طبق من ذهب لخدمة الاحتلال وشرعية كيانه.
لتبقى انتفاضة شعبنا موجهة وجهتها الصحيحة، وليبقى شعبنا في المواجهة، قضية الرواتب والجوع قضية مرحلية ستنتهي قريبا، ولكن مع انتهائها ستسقط معها الكثيرين ممن فضلوا تصفية القضية مقابل تسوية الرواتب، ولا بد من الإشارة إلى أنه، إن كانت ستنتهي هذه القضية بكل الأحوال، فلنحاول أن ننهيها ونحن صامدون مزروعون في أرضنا الحبيبة نقارع الصعاب لنعلن البقاء، فهذا خير من أن نسقط ونذل ونقبع تحت أقدام بني صهيون نتلفى الفتات من تحت أقدامهم.
عاش أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد، عاشت انتفاضتنا الباسلة، نحن على أعتاب المواجهة الحتمية مع الغد الأفضل، فلنعمل على إعلاء علم فلسطين أو لنمت ونحن نحاول.