-
دخول

عرض كامل الموضوع : كائنات انترنتية


امرأة من ورق
04/10/2006, 06:47
الرفاق حائرون.

يتجادلون. يتشاتمون. يتقاتلون.

هناك في دوامة السكون.

هناك حيث لا بشر.

هناك حيث لا خطر.

هناك حيث لا مباحث, أو مخبرون,

وحيث لا مطـاردة,

لكل من يتجرؤون,

على انتقاد صاحب البلد,

أو الذين في حماه ينهبون.

هناك حيث لا سجون.

الرفاق قابعون. متقوقعون.

متربصون. متشرذمون. يتساءلون.

عن كـل شيء في جنون.

عن الرضوخ والمقاومة.

عن العدو والمساومة.

عن محنة السواد الأعظم الفقير.

عن الحكومة التي بلا ضمير.

ويصرخون.

بأعلى صوتهم هم يصرخون.

ويهتفون.

هناك في جوف الظلام يهتفون:

ـالمجد للأطفال والزيتون.

ـالمجد للأحرار والتحرير.

لكن فقط, على الأثير.

لكن فقط, على الأثير.

أنا في الحقيقة لا أعرف ما الذي دفعني لكتابة ما سبق. لماذا بالشعر؟ هل هو الغضب من الرفاق الذين أصبحوا يعيشون في الترلملم؟ أم أن السبب يرجع إلى تعاطفي الشديد مع مأساتهم, خاصة أنهم لا يشعرون بها؟ هم على وجه التحديد, فالآخرون يهمني أمرهـم بدرجةٍ أقل.

ذات يوم, تخيلوا ـوأنا منهمـ أن الكرة الأرضية في انتظار أن يطهروها من الاستغلال, وأن يدخـلوا المـدن المقهورة على رأس الجماهير في مواكب النصر. لكن الحلم استحال كابوساً, فملؤوا الحقائب بالتصاوير الملونة كألعاب الأطفال. ملؤوها بذكريات الزمن الذي مضى, لينقذوها ـهناك ـبعيداًـ من الطوفان. أسقطوا من حقائب الذاكرة كـل مـا يبعث على الإحساس بضياع العمر هباءً. أسقطوا من حقائب الذاكرة كـل مـا يقلل من لذة الشعور بالرضا عن النفس أو يعكر صفو الضمير. تخلصوا من الوزن الزائد, فكانت النتيجة أن اختفى كل ما قد يحتاج إلى التعديل أو المراجعة. حالوا بذلك دون إمكانية التعلم من الخطأ.

استوطنوا الإنترنت. ولم أكن هذه المرة معهم. لاذوا بالفرار إلى الواقع البديل. أصبحوا نوعاً من الـكائنات الإنترنتية. يتجادلون ويتشاتمون ويتقاتلون هناك داخل الشبكة. لا أحد سواهم يسمع ما يقولونه. يتجاذبون ـبتلك الأظافر الحـادة غير المقلمة من سنينـ أطراف المبادئ القديمة حتى تمزقت بين أيديهم. يتقاذفون بالمصطلحات الزجاجية المشطوفة إلى أن تطمس الجراح تقاطيع الوجوه, ويندفع الدم من الفم والعينين. لحاهم تسكنها العتة. وعلى جباههم غبار المخازن المختومة بالشمع الأحمر.

كالأشباح التي لا تستريح إلا في خرائب المدن, أصبحوا يظهرون على فترات متباعدة. صاروا يتخيلون دون أن يغادروا المنفى السحيق أن الكرة الأرضية ما زالت في انتظار أن يطهروها من الاستغلال, وأنهم سيدخلون المـدن المقهورة على رأس الجماهير في مواكب النصر. اعتادوا على استنشاق الهواء الفاسد الذي يختلط بالعفن في الأماكن المغلقة لأزمنةٍ طويلة. البعض يطلون ـأحياناً على ما يجري في الحياة, ليعودوا مرةً أخرى إلى العالم الافتراضي الأجمل. هناك, يتكومون إلى جوار الحوائط الوهمية متخذين وضع الأجـنة في بطـون الأمـهات.

الإنترنت, ما هو إلا طريقةٌ في التواصل. ليس كهفاً نأوي إليه بأحلامنا المهزومة. يا أخوتي الذين هاجروا إلى مغارات الحنين! أوحشني كثيراً أن أراكم هنا تحت شمس الألم الحقيقي الذي بلا نهاية. لا شيء في الدنيا ينوب عن المصافحة...!


منقول

COSTA
11/10/2006, 03:23
عن الحكومة التي بلا ضمير.

هي الجملة عجبتني كتير

مع انو كل المقال حلو

شكرا امرأة من ورق:D

امرأة من ورق
11/10/2006, 06:28
هي الجملة عجبتني كتير

مع انو كل المقال حلو

شكرا امرأة من ورق:D

اهلين كوستا :D

Greenland
12/10/2006, 00:30
الرفاق حائرون.

يتجادلون. يتشاتمون. يتقاتلون.

هناك في دوامة السكون.

هناك حيث لا بشر.

هناك حيث لا خطر.

هناك حيث لا مباحث, أو مخبرون,

وحيث لا مطـاردة,

لكل من يتجرؤون,

على انتقاد صاحب البلد,

أو الذين في حماه ينهبون.

هناك حيث لا سجون.

الرفاق قابعون. متقوقعون.

متربصون. متشرذمون. يتساءلون.

عن كـل شيء في جنون.

عن الرضوخ والمقاومة.

عن العدو والمساومة.

عن محنة السواد الأعظم الفقير.

عن الحكومة التي بلا ضمير.

ويصرخون.

بأعلى صوتهم هم يصرخون.

ويهتفون.

هناك في جوف الظلام يهتفون:

ـالمجد للأطفال والزيتون.

ـالمجد للأحرار والتحرير.

لكن فقط, على الأثير.

لكن فقط, على الأثير.



الإنترنت, ما هو إلا طريقةٌ في التواصل. ليس كهفاً نأوي إليه بأحلامنا المهزومة. يا أخوتي الذين هاجروا إلى مغارات الحنين! أوحشني كثيراً أن أراكم هنا تحت شمس الألم الحقيقي الذي بلا نهاية. لا شيء في الدنيا ينوب عن المصافحة...!




الانترنت مساحة جديدة لنتفق قبل أن نخرج تحت الشمس ......
الطوفان يخرب
و التبعثر يقتل صاحبه
فلما لا نواجه الشمس بعيون ثاقبة

suryoyo
12/10/2006, 00:47
الإنترنت, ما هو إلا طريقةٌ في التواصل. ليس كهفاً نأوي إليه بأحلامنا المهزومة. يا أخوتي الذين هاجروا إلى مغارات الحنين! أوحشني كثيراً أن أراكم هنا تحت شمس الألم الحقيقي الذي بلا نهاية. لا شيء في الدنيا ينوب عن المصافحة...!



هذه الكلمات اثرت كثيرا في نفسي و تعبر عن الواقع المرير الذي لجأنا اليه

ليس الخوف فقط من السلطات او المخابرات

لكن هناك افراد نصبوا انفسهم قضاة للبشرية تحت كثير من المسميات

اتمنى ان يأتي اليوم الحقيقي الذي نعيش به حرية الراي و تبا للتعدي على الاخرين كلاميا بالتحريض على الطائفية و العنف و تحت اسم الحرية الذي هي نعمة و اصبحت نقمة في عالمنا العربي بالذات.

شكرا

abosleman
12/10/2006, 01:00
الرفاق حائرون.

يتجادلون. يتشاتمون. يتقاتلون.

هناك في دوامة السكون.

هناك حيث لا بشر.

هناك حيث لا خطر.

هناك حيث لا مباحث, أو مخبرون,

وحيث لا مطـاردة,

لكل من يتجرؤون,

على انتقاد صاحب البلد,

أو الذين في حماه ينهبون.

هناك حيث لا سجون.

الرفاق قابعون. متقوقعون.

متربصون. متشرذمون. يتساءلون.

عن كـل شيء في جنون.

عن الرضوخ والمقاومة.

عن العدو والمساومة.

عن محنة السواد الأعظم الفقير.

عن الحكومة التي بلا ضمير.

ويصرخون.

بأعلى صوتهم هم يصرخون.

ويهتفون.

هناك في جوف الظلام يهتفون:

ـالمجد للأطفال والزيتون.

ـالمجد للأحرار والتحرير.

لكن فقط, على الأثير.

لكن فقط, على الأثير.

أنا في الحقيقة لا أعرف ما الذي دفعني لكتابة ما سبق. لماذا بالشعر؟ هل هو الغضب من الرفاق الذين أصبحوا يعيشون في الترلملم؟ أم أن السبب يرجع إلى تعاطفي الشديد مع مأساتهم, خاصة أنهم لا يشعرون بها؟ هم على وجه التحديد, فالآخرون يهمني أمرهـم بدرجةٍ أقل.

ذات يوم, تخيلوا ـوأنا منهمـ أن الكرة الأرضية في انتظار أن يطهروها من الاستغلال, وأن يدخـلوا المـدن المقهورة على رأس الجماهير في مواكب النصر. لكن الحلم استحال كابوساً, فملؤوا الحقائب بالتصاوير الملونة كألعاب الأطفال. ملؤوها بذكريات الزمن الذي مضى, لينقذوها ـهناك ـبعيداًـ من الطوفان. أسقطوا من حقائب الذاكرة كـل مـا يبعث على الإحساس بضياع العمر هباءً. أسقطوا من حقائب الذاكرة كـل مـا يقلل من لذة الشعور بالرضا عن النفس أو يعكر صفو الضمير. تخلصوا من الوزن الزائد, فكانت النتيجة أن اختفى كل ما قد يحتاج إلى التعديل أو المراجعة. حالوا بذلك دون إمكانية التعلم من الخطأ.

استوطنوا الإنترنت. ولم أكن هذه المرة معهم. لاذوا بالفرار إلى الواقع البديل. أصبحوا نوعاً من الـكائنات الإنترنتية. يتجادلون ويتشاتمون ويتقاتلون هناك داخل الشبكة. لا أحد سواهم يسمع ما يقولونه. يتجاذبون ـبتلك الأظافر الحـادة غير المقلمة من سنينـ أطراف المبادئ القديمة حتى تمزقت بين أيديهم. يتقاذفون بالمصطلحات الزجاجية المشطوفة إلى أن تطمس الجراح تقاطيع الوجوه, ويندفع الدم من الفم والعينين. لحاهم تسكنها العتة. وعلى جباههم غبار المخازن المختومة بالشمع الأحمر.

كالأشباح التي لا تستريح إلا في خرائب المدن, أصبحوا يظهرون على فترات متباعدة. صاروا يتخيلون دون أن يغادروا المنفى السحيق أن الكرة الأرضية ما زالت في انتظار أن يطهروها من الاستغلال, وأنهم سيدخلون المـدن المقهورة على رأس الجماهير في مواكب النصر. اعتادوا على استنشاق الهواء الفاسد الذي يختلط بالعفن في الأماكن المغلقة لأزمنةٍ طويلة. البعض يطلون ـأحياناً على ما يجري في الحياة, ليعودوا مرةً أخرى إلى العالم الافتراضي الأجمل. هناك, يتكومون إلى جوار الحوائط الوهمية متخذين وضع الأجـنة في بطـون الأمـهات.

الإنترنت, ما هو إلا طريقةٌ في التواصل. ليس كهفاً نأوي إليه بأحلامنا المهزومة. يا أخوتي الذين هاجروا إلى مغارات الحنين! أوحشني كثيراً أن أراكم هنا تحت شمس الألم الحقيقي الذي بلا نهاية. لا شيء في الدنيا ينوب عن المصافحة...!






:? :? :? :? :?

طلعو عالشمس مين كامشكن
عادي اذا زرتو فرع السياسيه شي 20 مرة
وعملتو صحبه مع فر المخابرات الجويه
وين المشكله اذا شربتو فنجان قهوه
بفرع المنطقه وين ؟؟؟

بس بالاذن منك امرأة من ورق
بس بدي اسئل الشباب اذا عم يتفرجو على مرايا ؟؟؟

امرأة من ورق
12/10/2006, 06:12
الانترنت مساحة جديدة لنتفق قبل أن نخرج تحت الشمس ......
الطوفان يخرب
و التبعثر يقتل صاحبه
فلما لا نواجه الشمس بعيون ثاقبة

حكيك صحيح افتراضيا..... بس للاسف عند كتير ناس صار الانترنت هدف ومانو مرحلة ماقبل الخروج الى الشمس

:D

امرأة من ورق
12/10/2006, 06:21
هذه الكلمات اثرت كثيرا في نفسي و تعبر عن الواقع المرير الذي لجأنا اليه

ليس الخوف فقط من السلطات او المخابرات

لكن هناك افراد نصبوا انفسهم قضاة للبشرية تحت كثير من المسميات

اتمنى ان يأتي اليوم الحقيقي الذي نعيش به حرية الراي و تبا للتعدي على الاخرين كلاميا بالتحريض على الطائفية و العنف و تحت اسم الحرية الذي هي نعمة و اصبحت نقمة في عالمنا العربي بالذات.

شكرا

شكرا كتير على مرورك ورأيك:D

امرأة من ورق
12/10/2006, 06:24
:? :? :? :? :?

طلعو عالشمس مين كامشكن
عادي اذا زرتو فرع السياسيه شي 20 مرة
وعملتو صحبه مع فر المخابرات الجويه
وين المشكله اذا شربتو فنجان قهوه
بفرع المنطقه وين ؟؟؟


صحة القهوة
انا من ناحيتي مبطلة شرب قهوة :cry:


بس بالاذن منك امرأة من ورق
بس بدي اسئل الشباب اذا عم يتفرجو على مرايا ؟؟؟


انا من زمان ماشفت مرايا
بس مابعرف اذا الشباب عم يشوفوها

شكرا عالمرور :D

Greenland
13/10/2006, 01:16
حكيك صحيح افتراضيا..... بس للاسف عند كتير ناس صار الانترنت هدف ومانو مرحلة ماقبل الخروج الى الشمس

:D

أنا بتصور أنو حتى هي القصة هي مرحلة لازم يمروا فيها كتييييير من الناس ليبلشوا يشوفوا ....ما هو حتى أيام الصمت (قبل الانترنت )كانت مرحلة ضرورية برأية هلأ بتخيل أنو لازم بشكل أو تاني نمر بهالحيطان بس يللي بيفرق هو الوقت بس يعني ياأما منسرع هالعملية ياأما منيمها لحتى تنفرج على حدا تاني يتبنى هالقصة......
برجع و بأووووووول خلونا نحكيييييييي اذا فعلاً فييييينا
أما الشمس فهي عم تستنى يللي يكون أدها
(نحن الناس أدها ..بس لما فعلا نصير نااااااس (انسان))

dot
13/10/2006, 13:10
ا

الإنترنت, ما هو إلا طريقةٌ في التواصل. ليس كهفاً نأوي إليه بأحلامنا المهزومة.



موضوع كتير حلو..مشكورة..:D

tiger
13/10/2006, 13:52
أنا صار عندي قناعة إنو لا حرية إلا في القبر ......
وهم زرعوه الناس في رؤوسهم للتعويض عن الفردوس المفقود ......
يعني حتى في الدول (الديموقراطية و المتحررة) ترى إنك مقيد بألف ألف قيد ......
مسيّر و لست مخيّر ......
محكوم بقوانين وضعها الكبار و تنفيذها مفروض على الصغار ......
تحكم بقبضة حديدية مغلفة بالحرير ......
وهذا هو الفرق لأن في بعض البلدان هذه القبضة تكون عارية .....
فبتحس ببرودتها .....


وشكرا على الموضوع المميز .....

امرأة من ورق
13/10/2006, 14:13
أنا بتصور أنو حتى هي القصة هي مرحلة لازم يمروا فيها كتييييير من الناس ليبلشوا يشوفوا ....ما هو حتى أيام الصمت (قبل الانترنت )كانت مرحلة ضرورية برأية هلأ بتخيل أنو لازم بشكل أو تاني نمر بهالحيطان بس يللي بيفرق هو الوقت بس يعني ياأما منسرع هالعملية ياأما منيمها لحتى تنفرج على حدا تاني يتبنى هالقصة......
برجع و بأووووووول خلونا نحكيييييييي اذا فعلاً فييييينا
أما الشمس فهي عم تستنى يللي يكون أدها
(نحن الناس أدها ..بس لما فعلا نصير نااااااس (انسان))

شكرا كتير :D
وهي النقطة المهمة بتتلخص باخر سطر من كلامك :D

امرأة من ورق
13/10/2006, 14:15
موضوع كتير حلو..مشكورة..:D



اهلين dot84
:D

امرأة من ورق
13/10/2006, 14:18
أنا صار عندي قناعة إنو لا حرية إلا في القبر ......
وهم زرعوه الناس في رؤوسهم للتعويض عن الفردوس المفقود ......
يعني حتى في الدول (الديموقراطية و المتحررة) ترى إنك مقيد بألف ألف قيد ......
مسيّر و لست مخيّر ......
محكوم بقوانين وضعها الكبار و تنفيذها مفروض على الصغار ......
تحكم بقبضة حديدية مغلفة بالحرير ......
وهذا هو الفرق لأن في بعض البلدان هذه القبضة تكون عارية .....
فبتحس ببرودتها .....


وشكرا على الموضوع المميز .....

اهلين تايغر:D