megar
03/10/2006, 09:33
مواطن سوري " بق " البحصة .. فماذا قال ؟
ولدت هكذا مثل كل ابناء جيلي وهي في حلقي ، تعايشت معها وباتت جزءاً مني ، تسكن مكان الحنجرة ، معلول بالعلامة الظاهرة في عينيّ تقديرها الكسر ومنع من خروجهاضرورات السلامة العامة.
في يوم من الايام حاولت التخلص منها ، وكان شعورا غريبا يشبه شعور عمليات انفصال التوائم الملتحمة من جهة الرأس ، خيل لي فجأة بان الحياة معها محال وعلي ان اخرجها من حنجرتي.
ركبت أول تكسي متوفر وقلت له امضي بي في شوارع العاصمة ، حيث ان الركوب في سيارة على طرقات العاصمة مثل الركوب في " الجيب واظ " على طريق غير معبد ، واذا نظرت الى الركاب داخل السيارات على طرقات بلدي المعبدة من مكان ثابت ( بحسب نظرية النسبية ) ، ستراهم وكأنهم جالسين على كرسي الاعدام الكهربائي يهتزون جماعة بحركة متماثلة متسقة مع حفر الطريق ..
ومضت بي السيارة من امام تمثال يوسف العظمة مرورا بالصروح السياحية وصولا الى مبنى القيادة القطرية طلوعا الى " فوق " .. " فوق " باتجاه المهاجرين .. كله محفر ، حيث ان اكبر مسؤول " بهل البلد " يمكنه ان يزج بنصف الشعب بالسجون لكنه لا يستطيع ان يجبر متعهد على ان " يزفت " شارعا وفق المعايير المتبعة حتى في زمبابوي ..
لم تخرج البحصة ..
فتحت الاشارة وتوهج اللون الاخضر ( الذي يسمح حصرا في اشارات المرور) .. وسار صاحبنا سائق التكسي ، في طريقه يصطاد الحفر وينزل فيها ليساعدني دون فائدة ..
صافرة .. شرطي قفز الى نصف الطريق .. وشاح بأربعته ( يديه ورجليه ) يشير للسائق ان يقف الى يمين الطريق .. توقف السائق .. وبدأت العاب الخفة .. مضى السائق .. وفتح لي يده لم اجد شيئا .. نظرت الى الشرطي كان يضع الـ 25 ليرة في جيبه .. ( يا سبحان الله ) .. يلعبون هذه اللعبة دائما عندنا .. فشر " كوبر فيلد " الذي اخترق سور الصين العظيم .. عندنا هناك الكثيرون الذين اخترقوا جدار الضوء في رحلتهم بين الفقر و كوكب الثراء الفاحش ( على الاغلب المريخ ) ..
توقف السير فجأة .. وانحشرنا في ازدحام كبير .. وانا عينيّ على العداد .. يزداد " تمريك " الليرات وانا واقف والبحصة في حلقي .. ترجلت وتركت سائق السيارة لمصيره المظلم .. وسرت مع الجموع اهتف كما يهتفون وارفع ما يرفعون واحمل فوق كتفي من يحملون ..
وجاء الفرج .. عندما انفرجت امامي الصورة وبانت ساحة الدبكة .. وساقتني الغريزة وكأني القى حبيباً بعد طول فراق .. وبت اطلع وانزل وادبك .. ادبك واحجل واصيح ويزداد صياحي ونشاطي كلما اقتربت من الكاميرا او من منصة التشريف ..
حب قديم .. ثلاثون عاما ،ذات المسؤولين والكراسي والستائر الخمرية والشعر الاسود المصبوغ والشوارب الغليظة والوجوه المتجهمة والعيون " الزاورة " والرؤوس المشرئبة بفعل الانجازات .. ذات الاناشيد ومكبرات الصوت المبحوحة ..
والورقة تطوى وتفرد .. وتنتقل من يد الى يد .. مرة يقرؤونها علينا على اساس انها بيان وزاري ومرة على انها برنامج اصلاح واخرى على انها خطة خمسية ، مرة بيان حرب واخرى ورقة سلم .. في الاعياد الوطنية والمناسبات القسرية ..
ونحن فرحون نصفق ونهلل و يسحب الاب ابنه والجد حفيده الى الساحة وندبك .. وادبك . وبت انط مثل الكنغر .. ولم " ابق " البحصة بعد ..
سرت مع الارتال التي انفضت من الرقص في الساحات .. سقطت اللافتات واتكأت السواري على الاكتاف المتعبة ، وصمتت الجموع وطأطأت الرؤوس وترجل الهتّافون من على الاكتاف لتمتطيها الهموم من جديد ..
وانحشرت مع الجموع في " سرافيس " الجحيم .. الى منازلنا في السكن العشوائي .. انتظرت عند باب البناء .. حوالي الساعة .. مر بائع المياه .. اشتريت بـ 25 ماءا للشرب ..وصعدت الى البيت ..
على ظهري .. اثر من " قفا " المسؤول في ساحات الدبكة .. واحمرار طفيف من اثر العصا الغليظة التي اسندت فيها " بيدون الماء " وانا احملها على كتفي الى الطابق الثالث ، وتشنج مزمن بعمر همومي التي ولدت قبلي . .
خرجت البحصة .. اول ما نطقت زوجتي تسرد علي قائمة الطلبات اليومية ..
وقضيت باقي الليل ابحث عنها في زوايا البيت .. قبل ان يأتي الصباح .. فانا لا استطيع ان اخطي خارج المنزل بدونها ..
ولدت هكذا مثل كل ابناء جيلي وهي في حلقي ، تعايشت معها وباتت جزءاً مني ، تسكن مكان الحنجرة ، معلول بالعلامة الظاهرة في عينيّ تقديرها الكسر ومنع من خروجهاضرورات السلامة العامة.
في يوم من الايام حاولت التخلص منها ، وكان شعورا غريبا يشبه شعور عمليات انفصال التوائم الملتحمة من جهة الرأس ، خيل لي فجأة بان الحياة معها محال وعلي ان اخرجها من حنجرتي.
ركبت أول تكسي متوفر وقلت له امضي بي في شوارع العاصمة ، حيث ان الركوب في سيارة على طرقات العاصمة مثل الركوب في " الجيب واظ " على طريق غير معبد ، واذا نظرت الى الركاب داخل السيارات على طرقات بلدي المعبدة من مكان ثابت ( بحسب نظرية النسبية ) ، ستراهم وكأنهم جالسين على كرسي الاعدام الكهربائي يهتزون جماعة بحركة متماثلة متسقة مع حفر الطريق ..
ومضت بي السيارة من امام تمثال يوسف العظمة مرورا بالصروح السياحية وصولا الى مبنى القيادة القطرية طلوعا الى " فوق " .. " فوق " باتجاه المهاجرين .. كله محفر ، حيث ان اكبر مسؤول " بهل البلد " يمكنه ان يزج بنصف الشعب بالسجون لكنه لا يستطيع ان يجبر متعهد على ان " يزفت " شارعا وفق المعايير المتبعة حتى في زمبابوي ..
لم تخرج البحصة ..
فتحت الاشارة وتوهج اللون الاخضر ( الذي يسمح حصرا في اشارات المرور) .. وسار صاحبنا سائق التكسي ، في طريقه يصطاد الحفر وينزل فيها ليساعدني دون فائدة ..
صافرة .. شرطي قفز الى نصف الطريق .. وشاح بأربعته ( يديه ورجليه ) يشير للسائق ان يقف الى يمين الطريق .. توقف السائق .. وبدأت العاب الخفة .. مضى السائق .. وفتح لي يده لم اجد شيئا .. نظرت الى الشرطي كان يضع الـ 25 ليرة في جيبه .. ( يا سبحان الله ) .. يلعبون هذه اللعبة دائما عندنا .. فشر " كوبر فيلد " الذي اخترق سور الصين العظيم .. عندنا هناك الكثيرون الذين اخترقوا جدار الضوء في رحلتهم بين الفقر و كوكب الثراء الفاحش ( على الاغلب المريخ ) ..
توقف السير فجأة .. وانحشرنا في ازدحام كبير .. وانا عينيّ على العداد .. يزداد " تمريك " الليرات وانا واقف والبحصة في حلقي .. ترجلت وتركت سائق السيارة لمصيره المظلم .. وسرت مع الجموع اهتف كما يهتفون وارفع ما يرفعون واحمل فوق كتفي من يحملون ..
وجاء الفرج .. عندما انفرجت امامي الصورة وبانت ساحة الدبكة .. وساقتني الغريزة وكأني القى حبيباً بعد طول فراق .. وبت اطلع وانزل وادبك .. ادبك واحجل واصيح ويزداد صياحي ونشاطي كلما اقتربت من الكاميرا او من منصة التشريف ..
حب قديم .. ثلاثون عاما ،ذات المسؤولين والكراسي والستائر الخمرية والشعر الاسود المصبوغ والشوارب الغليظة والوجوه المتجهمة والعيون " الزاورة " والرؤوس المشرئبة بفعل الانجازات .. ذات الاناشيد ومكبرات الصوت المبحوحة ..
والورقة تطوى وتفرد .. وتنتقل من يد الى يد .. مرة يقرؤونها علينا على اساس انها بيان وزاري ومرة على انها برنامج اصلاح واخرى على انها خطة خمسية ، مرة بيان حرب واخرى ورقة سلم .. في الاعياد الوطنية والمناسبات القسرية ..
ونحن فرحون نصفق ونهلل و يسحب الاب ابنه والجد حفيده الى الساحة وندبك .. وادبك . وبت انط مثل الكنغر .. ولم " ابق " البحصة بعد ..
سرت مع الارتال التي انفضت من الرقص في الساحات .. سقطت اللافتات واتكأت السواري على الاكتاف المتعبة ، وصمتت الجموع وطأطأت الرؤوس وترجل الهتّافون من على الاكتاف لتمتطيها الهموم من جديد ..
وانحشرت مع الجموع في " سرافيس " الجحيم .. الى منازلنا في السكن العشوائي .. انتظرت عند باب البناء .. حوالي الساعة .. مر بائع المياه .. اشتريت بـ 25 ماءا للشرب ..وصعدت الى البيت ..
على ظهري .. اثر من " قفا " المسؤول في ساحات الدبكة .. واحمرار طفيف من اثر العصا الغليظة التي اسندت فيها " بيدون الماء " وانا احملها على كتفي الى الطابق الثالث ، وتشنج مزمن بعمر همومي التي ولدت قبلي . .
خرجت البحصة .. اول ما نطقت زوجتي تسرد علي قائمة الطلبات اليومية ..
وقضيت باقي الليل ابحث عنها في زوايا البيت .. قبل ان يأتي الصباح .. فانا لا استطيع ان اخطي خارج المنزل بدونها ..