dot
01/10/2006, 16:03
بقلم:د. محمد السعيد ادريس
دعوة الفيدرالية في العراق التي فرضت في قلب الدستور العراقي وتشكل أهم هواجس الأحزاب والقوى السياسية الكردية والشيعية في العراق يبدو أنها ليست مجرد دعوة تقسيمية للعراق، حسب ما كشف جلال الطالباني رئيس الجمهورية العراقية في أحاديثه الصحافية على هامش زيارته للولايات المتحدة الأمريكية.
الطالباني الذي شدد على أهمية تأمين بقاء طويل الأمد للقوات الأمريكية في العراق، بهدف مواجهة أية تهديدات خارجية وبالذات التهديدات الإيرانية، أوضح ان اقليم كردستان العراق هو اكثر المناطق او الاقاليم العراقية المهيأة لإقامة قواعد عسكرية أمريكية.
هذا يعني أن الاصرار والدعم الأمريكي للنص على مبدأ الفيدرالية في الدستور العراقي، والتشدد الكردي سواء من جانب مسعود البرزاني، ومن بعده جلال الطالباني، على ضرورة تثبيت قاعدة الفيدرالية في العراق والإسراع بتطويرها لتصبح تقسيماً حقيقياً، وانجرار عبدالعزيز الحكيم لدعوة اقامة فيدرالية شيعية في جنوب ووسط العراق يهدف، من ضمن ما يهدف الى تأمين استمرار الوجود العسكري الأمريكي في العراق لأمد طويل. ويبدو ان هذه المسألة أي الوجود العسكري الأمريكي طويل الأمد في العراق، كان ضمن شروط التفاهم الأمريكي مع الحلفاء من العراقيين، وهو التفاهم الذي تم على اساسه غزو العراق واحتلاله.
هذا يعني ان الاحتلال الأمريكي للعراق من أهم دوافع غزوه، اي ان هناك أهدافاً استراتيجية عسكرية امريكية بالتمركز في العراق الى جانب القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في مناطق متفرقة من المنطقة في افغانستان وبعض دول آسيا الوسطى وتركيا والخليج، بما يؤمن وقوع الشرق الأوسط بمفهومه الكبير أو الموسع تحت السيطرة العسكرية الأمريكية الكاملة، وبما يؤمن فرض المشروع الامبراطوري الأمريكي.
التمسك الأمريكي بقاعدة الفيدرالية في العراق يخدم هذا الغرض فهي من باب التحسب لرفض السنة، الذين كانوا خارج دائرة التحالف مع واشنطن، لمطلب البقاء طويل المدى للوجود العسكري الأمريكي في العراق، فمن خلال فرض الفيدرالية، ومن خلال توسيع سلطات هذه الفيدراليات على حساب السلطة الاتحادية في عقد المعاهدات والاتفاقيات مع الدول الاجنبية ليصبح في مقدور الأمريكيين اقامة قواعدهم العسكرية في الفيدراليات الحليفة.
لكن ما هو اخطر هو التخطيط الاستراتيجي الأمريكي الجديد في العراق، ففي مواجهة النفوذ الايراني المتصاعد في العراق، يسعى الأمريكيون الى تحويل ايران الى “عدو” بالنسبة للعراقيين السنة مستغلين مناخ الفتنة الذي يجري تعميقه بين السنة والشيعة، بهدف اقناع العراقيين السنة بقبول وجود عسكري أمريكي طويل الأمد في المناطق السنية إن أمكن.
مصدر الخطر في ذلك ليس فقط مسألة فرض وجود عسكري امريكي في كل العراق، ولكن فرض خلط في الأولويات والأهداف العراقية، بحيث تصبح ايران هي مصدر التهديد، وتصبح امريكا هي مصدر الأمن والاستقرار، وهذا هو المعنى الحقيقي للاحتلال الذي يريده الأمريكيون في العراق ان يصبح العدو صديقاً وأن يصبح الصديق عدواً، ليس فقط بالنسبة للعراق ولكن لكل الدول العربية وهذا هو جوهر مشروع الشرق الأوسط الجديد.
دعوة الفيدرالية في العراق التي فرضت في قلب الدستور العراقي وتشكل أهم هواجس الأحزاب والقوى السياسية الكردية والشيعية في العراق يبدو أنها ليست مجرد دعوة تقسيمية للعراق، حسب ما كشف جلال الطالباني رئيس الجمهورية العراقية في أحاديثه الصحافية على هامش زيارته للولايات المتحدة الأمريكية.
الطالباني الذي شدد على أهمية تأمين بقاء طويل الأمد للقوات الأمريكية في العراق، بهدف مواجهة أية تهديدات خارجية وبالذات التهديدات الإيرانية، أوضح ان اقليم كردستان العراق هو اكثر المناطق او الاقاليم العراقية المهيأة لإقامة قواعد عسكرية أمريكية.
هذا يعني أن الاصرار والدعم الأمريكي للنص على مبدأ الفيدرالية في الدستور العراقي، والتشدد الكردي سواء من جانب مسعود البرزاني، ومن بعده جلال الطالباني، على ضرورة تثبيت قاعدة الفيدرالية في العراق والإسراع بتطويرها لتصبح تقسيماً حقيقياً، وانجرار عبدالعزيز الحكيم لدعوة اقامة فيدرالية شيعية في جنوب ووسط العراق يهدف، من ضمن ما يهدف الى تأمين استمرار الوجود العسكري الأمريكي في العراق لأمد طويل. ويبدو ان هذه المسألة أي الوجود العسكري الأمريكي طويل الأمد في العراق، كان ضمن شروط التفاهم الأمريكي مع الحلفاء من العراقيين، وهو التفاهم الذي تم على اساسه غزو العراق واحتلاله.
هذا يعني ان الاحتلال الأمريكي للعراق من أهم دوافع غزوه، اي ان هناك أهدافاً استراتيجية عسكرية امريكية بالتمركز في العراق الى جانب القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في مناطق متفرقة من المنطقة في افغانستان وبعض دول آسيا الوسطى وتركيا والخليج، بما يؤمن وقوع الشرق الأوسط بمفهومه الكبير أو الموسع تحت السيطرة العسكرية الأمريكية الكاملة، وبما يؤمن فرض المشروع الامبراطوري الأمريكي.
التمسك الأمريكي بقاعدة الفيدرالية في العراق يخدم هذا الغرض فهي من باب التحسب لرفض السنة، الذين كانوا خارج دائرة التحالف مع واشنطن، لمطلب البقاء طويل المدى للوجود العسكري الأمريكي في العراق، فمن خلال فرض الفيدرالية، ومن خلال توسيع سلطات هذه الفيدراليات على حساب السلطة الاتحادية في عقد المعاهدات والاتفاقيات مع الدول الاجنبية ليصبح في مقدور الأمريكيين اقامة قواعدهم العسكرية في الفيدراليات الحليفة.
لكن ما هو اخطر هو التخطيط الاستراتيجي الأمريكي الجديد في العراق، ففي مواجهة النفوذ الايراني المتصاعد في العراق، يسعى الأمريكيون الى تحويل ايران الى “عدو” بالنسبة للعراقيين السنة مستغلين مناخ الفتنة الذي يجري تعميقه بين السنة والشيعة، بهدف اقناع العراقيين السنة بقبول وجود عسكري أمريكي طويل الأمد في المناطق السنية إن أمكن.
مصدر الخطر في ذلك ليس فقط مسألة فرض وجود عسكري امريكي في كل العراق، ولكن فرض خلط في الأولويات والأهداف العراقية، بحيث تصبح ايران هي مصدر التهديد، وتصبح امريكا هي مصدر الأمن والاستقرار، وهذا هو المعنى الحقيقي للاحتلال الذي يريده الأمريكيون في العراق ان يصبح العدو صديقاً وأن يصبح الصديق عدواً، ليس فقط بالنسبة للعراق ولكن لكل الدول العربية وهذا هو جوهر مشروع الشرق الأوسط الجديد.