-
دخول

عرض كامل الموضوع : من أجل حوار بين المسلمين أولاً!


tiger
01/10/2006, 00:17
كفى إساءة للإسلام، فنحن لا نحتاج إلى مزيد من التوتر في العلاقة بين الحضارات.

لكن ذلك لا يعني أنه على البابا أن يعتذر لأحد، فهو لم يفعل أكثر من التعبير عن موقفه كإنسان يمكن تحديه ومناقشة آرائه دون خوف أو وجل. في المقابل ما أعتبره مسيئاً للإسلام حقاً، هو ذلك الموقف اتجاه الإسلام والمسلمين الذي يسعى إلى تبنيه اليوم بعض الناس في الغرب، وكأن لسان حالهم يقول: "صه! لا تتفوهوا بشيء عن الإسلام، ألا تدركون أنكم إذا انتقدتم الإسلام، أو طرحتهم أسئلة حول المسلمين فسيضرمون النار في بيوتكم.

لذا اتركوهم وحالهم وإياكم أن تثيروا غضبهم، ذلك أنهم عاجزون عن الدخول في نقاش حضاري وعقلاني بشأن المشاكل التي يواجهونها"! هذا الموقف الأخير هو ما أعتبره محقراً للإسلام والمسلمين، بما أنه يفرض الرقابة على النقاش ويحظر تبادل الآراء. ومع الأسف صار ذلك الموقف جزءاً من النظرة الغربية اتجاه الإسلام، والتي تمنع الحوار وتكرس، من دون وعي، صراع الحضارات الذي تنبأ به صومويل هنتينغتون.

غير أن الجمهور الغربي لا يقتنع بمنطق الحظر والرقابة، فهو يراقب بقلق بالغ العنف المتفجر بين المسلمين أنفسهم ولا يفهم ما يجري. والأهم أن الجمهور الغربي يعتقد أن نخبه السياسية تتفادى الحديث بصراحة عما يجري داخل عالم الإسلام، ما يدفعهم إلى إقامة جدار عازل يقيهم من العنف الناشئ عنه. وبالطبع سيكون الأمر سيئاً للغاية إذا حال هذا المنطق دون انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، لاسيما وأن الأمر ليس مستبعداً في ظل ما يجري حالياً.

ولا أرى حلاً لجدار العزل بين الإسلام والغرب إلا بمزيد من الحوار الصريح والشفاف، لكنه ليس من نوع الحوار الذي أشار إليه البابا بين الإسلام والمسيحية. إذ يحتاج المسلمون اليوم إلى إجراء حوار صريح مع أنفسهم وبين بعضهم بعضاً. وعليَّ أن أعترف في هذا السياق بأني كشخص عاش لفترة في العالم الإسلامي ونسج صداقات مع العديد من المسلمين وتسنى له الاطلاع على الجانب المشرق للإسلام، مازلت غير قادر على فهم بعض ما يحدث هناك.

إنني لم أفهم مثلاً لماذا قام مسلم سُني، السنة الماضية، بتنفيذ هجوم انتحاري استهدف مسجداً شيعياً في الحلة بالعراق، موقعاً 25 قتيلاً في حفل ديني للشيعة! وهو الأمر الذي تكرر هذه السنة، حيث قام مسلم سُني آخر بتفجير نفسه، مخلفاً 35 قتيلاً في بغداد كانوا يصطفون في حي شيعي لشراء الوقود.

وفي اليوم ذاته تم العثور شمال بغداد على تسعة رؤوس مفصولة عن أجسادها تعود لرجال شرطة عراقيين.
إنني لا أفهم كيف يمكن للمسلمين أن يُمعنوا في قتل مسلمين آخرين، ولا أحد في عموم العالم الإسلامي يحرك ساكناً أو يحتج علانية على ما يجري؟ بينما تسببت الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة دانمركية، أو التصريحات الأخيرة للبابا، في إثارة موجة عارمة من الاحتجاجات العنيفة.

وإذا كان قتل المسلمين بعضهم لبعض في السودان والعراق ومصر وباكستان والأردن... لا يثير أي رد فعل يذكر في العالم الإسلامي، فلماذا أدت رسوم كاريكاتورية، أو تصريحات بابوية إلى احتجاجات عنيفة في عموم العالم الإسلامي؟ وكيف لا يحق لنا أن نتساءل عن المعنى الحقيقي للإسلام في ظل هذا العنف الداخلي، وكيف لا نطالب بألا يفهم ذلك على أنه إساءة؟

قد يرد المسلمون بالقول: "لكن ماذا عما ترتكبونه أنتهم في أبوغريب، وجوانتانامو وفلسطين؟ دعونا نتكلم عن العنف الذي تمارسونه أنتهم ضد الآخرين".

وفي هذا الحالة سأجيب: "حسناً، لكننا على الأقل نتحدث عن ذلك ونتحاور بشأنه دون مواربة أو رقابة".
وأنا أعترف بأن الغرب أيضاً لا يستطيع فتح حوار جاد مع نفسه يطال تصرفاته العنيفة دون فتح المجال لممارسة النقد الذاتي، وهو ما ينطبق على المسلمين، إذ بدون القدرة على مواجهة الذات ونقدها لن يتم هناك حوار وسيستمر العنف في أكل الأخضر واليابس دون هوادة.

ولعل جزءاً من مشكلة الحصول على أجوبة مُقنعة لتلك الأسئلة هو عدم وجود هرمية في الإسلام، إذ لا توجد مؤسسة شبيهة بالبابا تعرِّف الإسلام وتحدد ماهيته.
ورغم مراكز التعليم الديني المنتشرة في البلدان الإسلامية، فإنها تبدو في أعين الجماهير أداة في أيدي الأنظمة.

وفي ظل هذا الوضع يبقى المجال مفتوحاً لدعاة متشددين يكتسبون الشرعية عبر خطاب العنف والكراهية الذي يروجون له ويحرضون عليه، سواء كان ضد أنظمة الحكم في بلدانهم، أو ضد الدول الغربية التي تدعم تلك الأنظمة. والنتيجة وجود عدد كبير من المسلمين اللذين يصعب تصنيفهم، فهم من جهة يظلون بمنأى عن المتطرفين المروجين للعنف، لكنهم ليسوا علمانيين كما يريد الغرب.

ورغم رغبتهم الدفينة في التوفيق بين الإسلام والحداثة، فإن لا يكاد يوجد مجال اليوم في العالم الإسلامي لتحقيق ذلك، وسط الاستقطاب السائد بين الدعاة الإسلاميين، وبين أتباع نظم الحكم. وشخصياً تمنيت أن يكون العراق ذلك الفضاء الذي يلتقي فيه الإسلام والحداثة ليثمر خطاباً حضارياً بعيداً عن العنف والقتل. وكلما سألني أحدهم: كيف سننتصر في العراق؟ أجيبه: عندما يتمكن سلمان رشدي من إلقاء محاضرة في بغداد!

وإذ ألحُّ على ضرورة فتح قنوات الحوار بين الإسلام والغرب، فإنني أركز أكثر على الحاجة الماسة لإجراء حوار داخل العالم الإسلامي وبين المسلمين أنفسهم.

NewYork Times

جورج الأول
03/10/2006, 22:26
تحياتي لكل شخص قرا المقال . كنت حابب اطرح الموضوع مشابه و لكن تايغر سبقني بس ملحوقة.ببداية المقال الكلام منطقي و أكثر ما يزيد الموقف غرابة في أن منفذ العملية الاستشهادية مقتنع بأنه ذاهب إلى الجنة لأنه يجاهد في سبيل الله و كذلك الأمر بالنسبة للقتلى فهم ذاهبين إلى الجنة وذلك أنهم ماتوا شهداء؟؟؟هنالك جزاء دائم مقابل قتل الآخرين باسم الله؟؟لم أسمع حتى الآن بفتوى تمنع قتل المسلمين في العراق بالرغم من أني سمعت في المنتدى عدة فتاوى فقهية تعارك من أجلها الأخوة و أهانوا بعضهم .نعم وللأسف الشارع الإسلامي بدون قيادة واضحة, نرى العاطفة والمحبة و الاندفاع و لكن نحن نحتاج إلى من ينير العقول بكلام الله و ليس من يوجه الجماهير باتجاه مصالحه مدعيا بأنه يعمل لصالح الإسلام .أما ما طرح في منتصف المقال و كان كأنه موجها إلى المسيحيين باعتبار أن غالبية الغرب مسيحي ( قد يرد المسلمون بالقول: "لكن ماذا عما ترتكبونه أنتهم في أبو غريب، وجوانتانامو وفلسطين؟ دعونا نتكلم عن العنف الذي تمارسونه أنتهم ضد الآخرين ".) .وهنا لا أتوافق مع هذه الفكرة و خاصة أنها تضع كل من يعتنق المسيحية بمواجه مع الإسلام وهذا خطأ كبير يروج له كل من يريد أن يضع الإسلام في الزاوية الضيقة و يدفع الجماهير إلى القيام بأعمال تهين الإسلام وتقلل من شأنه مثال ما فعله بعض الفلسطينيين إبان تصريحات البابا من حرق كنائس و التهجم على بعض المسيحيين و كذلك قتل الراهبة في الصومال و ردود أفعال بعض المسلمين في الدول العربية. إن التعايش بين الإسلام والمسيحيين لمدة 1400سنة هو دليل أنه بالرغم من كل الصراعات ما زال هناك تعايش وليس تفكيرا سليما أن يبدأ بعض المغرضين باستخدام مثل تلك المواقف لزرع الفتنة بين المسيحيين و الإسلام لأن تلك تصرفات سوف تحول الدول العربية التي تحوي مواطنين مسيحيين إلى لبنان كبير و حرب أهلية كبيرة.لذلك أرى أنه من الأخطاء الكبيرة التصرف الارتجالي الذي يدفع إليه بعض رجال الدين عن جهل أو عن قصد. و أرى أنه علينا نحن العرب و أعني العرب فقط وليس مجتمعا معهم بقية الدول الإسلامية (أقصد إيران وتركيا و باكستان..) إسلاما ومسيحيين أن نبدأبإيجاد الجسور بيننا و بين شعوب الغرب و هنا لا أقصد الأنظمة الغربية التي تعمل ضدنا ,فغالبية الشعب الأميركي غير راض عن سياسة بوش و كل الشعب الأمريكي لا يعرف العرب و لا المسلمين إلا عن طريق الإعلام الأمريكي اليهودي الموجه بالعموم ضد العرب . و هذا كله حتى لا نبقى معزولين عن العالم الخارجي بسبب بعض المغرضين منا, ولتبقى حضارتنا العربية جسرا يصل الحضارات ببعضها و ليبقى تعايشنا مثال للمحبة و رمز لقوتنا. سلام.

tiger
04/10/2006, 00:51
أخي جورج شكرا على ردك الجميل ......
أنا برأي المشكلة تتلخص بأمرين أولهما :

كما ذكر في المقال أن لا قيادة موحدة للمسلمين و هناك فعلا من يلعب على هذا الحبل و يستعمل سواد الشعب لمصلحته الخاصة تحت رايات النضال و الجهاد في سبيل الله .....

الثاني هي مشكلة حوار ......
فأي مفكر من حقه أن يعتقد ما يشاء و يكتب ما يشاء ( دون الخروج عن أصول الكتابة ) وللطرف الثاني حق الإختلاف مع هذه الإعتقادات أو الآراء و له أيضا حق الرد بكل الطرق المتاحة( مع إحترام أصول الحوار ) ـ كالمناظرات العلنية و الحوارات المباشرة و المقالات المنشورة ـ و طبعا ليس من حق أي طرف إستعمال الطرق الهمجية و الأذى الجسدي ....

فذلك إن كان يؤدي إلى أذية أحد فهو أصحاب هذه الطريقة أنفسهم فسلاح الكلمة دائما هو الأقوى عندما نتكلم في مجال الأيديولوجيات.....

والرد الفيزيائي هو رد الطرف الضعيف دائما لآنه الأسهل !!!!!

و هنا يكمن أصل المشكلة فالردود الإنفعالية الهمجية ( كقتل الأبرياء و إحراق كنائس لطوائف مسيحية لا علاقة لها بالبابا لا من بعيد و لا من قريب ) لم تترك مجال لعقلاء الأسلام و مفكريه للرد بطريقة مقنعة على كلام البابا .....


و هذه التصرفات أعطت إنطباع جدا سيء عن المسلمين في كل العالم .......
و أصبحت صورة المسلم في الغرب مدموغة بختم شخص القاتل العديم الشفقة كالزرقاوي مثلا ـ بدلا من أن تكون صورة حضارية ( و هذا هو المفروض!!! ) لشخص متفتح العقل و الذهن أقام حضارة أمتدت لمئات السنين و ساهمت في إغناء التراث البشري بكنوزها حتى الآن !!!!!

و أنا معك في موضوع التواصل مع الغرب ولكن لا يوجد هناك إلا الحوار لمد جسور هذا التواصل لأن الطرق الأخرى فاشلة بالتأكيد .....

و المشكلة أنه هناك الكثيرين (حتى الآن) لا يفهمون هذه النقطة ......

فهل نتبع طريقة الحوار للوصول لما نريد أم نستمر في مهازلنا ؟؟؟!!!!

هنا يكمن السؤال الصعب ......