-
دخول

عرض كامل الموضوع : الرجل ذو الساعات تأليف آرثر كانون دويل


Kakabouda
04/05/2005, 19:11
سيبقى عالقا في أذهان الكثيرين تلك الظروف الفريدة التي ملأت أعمدة كثيرة في الصحافة اليومية في ربيع عام 1892 تحت عنوان "لغز راغبي " . يأتي هذا الحدث ليملأ فترة من الخمول ذات طا بع استثنائي ربما جذب الانتباه بشكل أكثر مما استحق لكنه قدم للعامة مزيجا من الأطوار الغريبة والمأساوية التي كانت أكثر إثارة للخيال العام .
علي كلٍٍٍ فإن الاهتمام المنصب كان بعد أسابيع من التحقيق الغير المثمر ،حيث أتضح انه لا تفسير نهائي وشيك للحقائق ،والمأساة بدأت منذ ذلك الوقت إلي الوقت الراهن تقع في القائمة المظلمة للجرائم المتعذر تفسيرها والتي لا تغتفر . قراءة حديثة (وهي الأصل الذي يظهر علي هيئة سؤال ) ألقت ضوءاً جديداً وواضح على الأمر قبل إلقاء السؤال من قبل العامة .
ربما وجب علي أن أجدد تذكيرهم بالحقائق المنفردة التي يقوم عليها هذا التفسير ، بشكل مختصر كالآتي :-
- عند الخامسة تماما من مساء الثامن عشر من شهر مارس في السنة السالفة الذكر ، غادر قطار محطة "أيستون " متجها إلي "مانشستر " كان ذلك اليوم يوما عاصفا ً ممطرا ، والذي أصبح أكثر وحشية كما ذكر سالفاً . لذلك كان من الغير المنطقي أن يسافر شخص في مثل هذا الطقس إلا إذا كان مضطرا لفعل ذلك بالضرورة .
على كل ٍ، فان هذا القطار كان المفضل في مانشستر لرجال الأعمال الذين يعودون من البلدة لأنه كان يقوم بالرحلة في أربع ساعات وعشرون دقيقة مع فقط ثلاث توقفات في الطريق ،وعلى الرغم من ذلك فإن ذلك المساء كان عاصفا ، لأنه كان ممتلأ بطريقة مؤاتية للمناسبة التي أتحدث عنها .
حارس القطار كان عاملا متمرساً بالشركة ، وهو رجل عمل لمدة اثنان وعشرون عاماً دون أي عيب أو شكوى.واسمه "جون بالمر ".
- ساعة المحطة كانت تدق مشيرة إلي الخامسة والحارس كان يتأهب لإعطاء الإشارة المعتادة إلي سائق العربة ، عندما لاحظ مسافران متأخران يهرولان أسفل الرصيف ، احدهما كان طويلا بشكل استثنائي يرتدي معطفا اسوداً طويلا ً،ذو ياقة وثنية يد من الفراء. و كما قلت سلفا أن ذلك المساء كان عاصفا ، فالمسافر الطويل ذو الياقة الدافئة التي ثناها إلى أعلى ليحمي رقبته من رياح مارس الضاربة ،ظهر كأنه في حالة عاجلة ،مما جعل الحارس يفتشه بشكل سريع ودون تمهل ، ذلك الرجل بدا في سن مابين الخمسين إلى الستين من العمر ، لكنه ما يزال يحتفظ بنشاط وحيوية الشباب ،وفي يده كان يحمل حقيبته الجلدية البنية اللون من طراز "جلاد ستون" . المسافر الآخر
كان سيدة طويلة منتصبة القامة ،تمشي بخطوات قوية متسارعة تتجاوز خطى الرجل المحترم الذي بجانبها ،كانت ترتدي عباءة غبار بلون الظبي طويلة ،وقبعة ضيقة سوداء ، و وشاحا مظلماً ، والذي أخفى الجزء الأعظم من وجهها ، ظهرا الاثنان في مشهد أبٌ وابنته ، يمشيان بسرعة شديدة أسفل خط العربات ، ويحملقان في النوافذ حتى اجتازا جون بالمر .