butterfly
27/09/2006, 13:25
أفروديت على مر العصور!!
معتصم زكي السنوي
ربة الحب والجمال والأخصاب مثال الفتنة والسحر في المرأة، وتعد أحياناً حامية البحارة وراعية المحاربين في " أسبرطة " بنوع خاص. ويبدو أنها كانت في الأصل معبودة شرقية تماثل " عشتار " أما في بلدان اليونان فقد لقبت بـ"أفروديت أوراينا" وأصبحت ترادف آلهة السماء "عشتروت" عند الساميين والآلهة "اناهيتا" عند الفرس. والراجح أنها أنتقلت إلى اليونان من قبرص، ملتقى الشرق والغرب، وأنها أستوعبت بعض ملامح آلهة ما قبل الهلينية. أما في روما القديمة فقد كانت "أفروديت" ترادف "فينوس" ربه الحب والجمال. وروت "الألياذة" أن أفروديت أبنة "زيوس وديونة" وصورت لأول مرة في النشيد الرابع عشر من الألياذة على أنها الآلهة التي " تقهر جميع الرجال وجميع الآلهة بالشهوة " وكانت النموذج أو المثال الذي تغني به الشعر اليوناني القديم. ولقد نسب أليها "هزيود" أن من صفاتها" دلال الغيداء وسحر الفتاة ومكر الأنثى إلى جانب ما تشيعه من البهجة والحب والوداعة" وجعل "هوميروس" سلطان أفروديت يمتد حتى يشمل جميع الأحياء ما عدا ثلاثاً من الربات العذارى. وكانت عند الشعراء الغنائيين القدامى مثلاً أعلى للشباب والجمال والحب. فأن الشاعرة "سافو" التي أشتهرت بعاطفتها المتأججة قد أكبرت من شأن أفروديت وجعلتها في مرتبة لا تصل إليها ربة أخرى. وتساءل" ممنوموس" ما قيمة الحياة بدون أفروديت.. ؟ ". ويقول "أخيل" في النشيد التاسع من الألياذة أنه لن يتزوج أبنة أجاممنون " حتى لو تفوقت على أفروديت في الجمال " وتذهب أسطورة أفروديت في بعض مراحلها إلى أنها تكونت من زبد البحر الذي كانت له علاقة بالأخصاب. ولقد سجل هزبود أن أفروديت ما أن وضعت أقدامها لأول مرة على أرض جزيرة قبرص حتى نبت العشب الأخضر وهو دليل ينطبق بقوة تأثيرها على النماء مذ ظهرت إلى الوجود وكانت أفروديت زوجة " هيفايستون " ولكنها لم تكن وفية له وأحبت " أرس " أله الحرب كما أحبت الآلهة ديونيزوس وهرمس وبوسيدون وهامت بالفتى الجميل أدونيس. وتفوقت أفروديت على قريناتها في الجمال وتسلمت من باريس الجائزة الخاصة بالجمال وكانت لها القدرة على أن تهب الآخرين الجمال والفتنة ويقال أن كل فتاة أو أمرأة تضع المنطقة أو الحزام السحري المنسوب لافروديت تصبح موضع الحب والأشتهاء. وهناك عدد من الطير الذي قدس لها لأنها كانت تجر عربتها أو تحمل رسائلها مثل العصفور والحمام والبجع والخطاف. ولقد صورها الفنانون مع أبنها أيروس وأشهر تماثيلها في الأزمنة القديمة التمثال الذي نحته براكسسيتيليس وتمثال ميلوس المحفوظ وأختلفت الشعائر المرتبطة بعبادة أفروديت باختلاف الأقاليم والعصور. ولقد كان بالقرب من أحد معابدها، عين جارية تشرب النساء من مائها ويغتسلن التماسا للحمل أو اليسر في الولادة وكانت النساء هرميون يقدمن القرابين لافروديت من أجل المحبة والسعادة الزوجية والانجاب. وخلطت الأمهات في أسبرطة بين أفروديت وربة الزواج وكن يقدمن القرابين أليها عند خطبة بناتهن حتى يوفقن في حياتهن الزوجية إلى الرفاه والبنين. وقد عثر على بعض الرموز الجنسية التي أهديت إلى أفروديت بعدّها ربة الخصب، واقترنت عبادتها في كورنثه وقبرص وصقلية ببعض ظواهر البغاء وليست الفجوة كبيرة بين الشهوة الجنسية من ناحية والأنجاب من ناحية أخرى. وإذا كانت القرابين قد قدمت لافروديت من أجل الأنجاب فأنها قدمت لها أيضاً من أجل الخصب والنماء. ومن الشعائر الخاصة بأفروديت أن يتنكر شاب في زي أمرأة وأن يقلد صيحاتها أثناء المخاض، ولا يعرف أصل هذه الشعيرة على التحقيق ولكنها تشير إلى الطقوس الخاصة بالأخصاب. ولقد سجلت الأخبار والروايات الأدبية الدور العظيم الذي قامت به النسوة الكورنثيات اللواتي وهبن أجسادهن لافروديت، أثناء الغزو الفارسي. مهما يكن من شيء فأن أختلاف الشعائر والطقوس الخاصة بأفروديت لن يغير من صورتها كرمز الحب والجمال والأقدام وهي التي ظلت أمداً طويلاً تشخص حفظ النوع عند الإنسان وعند غيره من الكائنات. ولا تزال إلى الآن تلهم قرائح الفنانين والشعراء بروائع الصور والتماثيل وقصائد الشعر.
معتصم زكي السنوي
ربة الحب والجمال والأخصاب مثال الفتنة والسحر في المرأة، وتعد أحياناً حامية البحارة وراعية المحاربين في " أسبرطة " بنوع خاص. ويبدو أنها كانت في الأصل معبودة شرقية تماثل " عشتار " أما في بلدان اليونان فقد لقبت بـ"أفروديت أوراينا" وأصبحت ترادف آلهة السماء "عشتروت" عند الساميين والآلهة "اناهيتا" عند الفرس. والراجح أنها أنتقلت إلى اليونان من قبرص، ملتقى الشرق والغرب، وأنها أستوعبت بعض ملامح آلهة ما قبل الهلينية. أما في روما القديمة فقد كانت "أفروديت" ترادف "فينوس" ربه الحب والجمال. وروت "الألياذة" أن أفروديت أبنة "زيوس وديونة" وصورت لأول مرة في النشيد الرابع عشر من الألياذة على أنها الآلهة التي " تقهر جميع الرجال وجميع الآلهة بالشهوة " وكانت النموذج أو المثال الذي تغني به الشعر اليوناني القديم. ولقد نسب أليها "هزيود" أن من صفاتها" دلال الغيداء وسحر الفتاة ومكر الأنثى إلى جانب ما تشيعه من البهجة والحب والوداعة" وجعل "هوميروس" سلطان أفروديت يمتد حتى يشمل جميع الأحياء ما عدا ثلاثاً من الربات العذارى. وكانت عند الشعراء الغنائيين القدامى مثلاً أعلى للشباب والجمال والحب. فأن الشاعرة "سافو" التي أشتهرت بعاطفتها المتأججة قد أكبرت من شأن أفروديت وجعلتها في مرتبة لا تصل إليها ربة أخرى. وتساءل" ممنوموس" ما قيمة الحياة بدون أفروديت.. ؟ ". ويقول "أخيل" في النشيد التاسع من الألياذة أنه لن يتزوج أبنة أجاممنون " حتى لو تفوقت على أفروديت في الجمال " وتذهب أسطورة أفروديت في بعض مراحلها إلى أنها تكونت من زبد البحر الذي كانت له علاقة بالأخصاب. ولقد سجل هزبود أن أفروديت ما أن وضعت أقدامها لأول مرة على أرض جزيرة قبرص حتى نبت العشب الأخضر وهو دليل ينطبق بقوة تأثيرها على النماء مذ ظهرت إلى الوجود وكانت أفروديت زوجة " هيفايستون " ولكنها لم تكن وفية له وأحبت " أرس " أله الحرب كما أحبت الآلهة ديونيزوس وهرمس وبوسيدون وهامت بالفتى الجميل أدونيس. وتفوقت أفروديت على قريناتها في الجمال وتسلمت من باريس الجائزة الخاصة بالجمال وكانت لها القدرة على أن تهب الآخرين الجمال والفتنة ويقال أن كل فتاة أو أمرأة تضع المنطقة أو الحزام السحري المنسوب لافروديت تصبح موضع الحب والأشتهاء. وهناك عدد من الطير الذي قدس لها لأنها كانت تجر عربتها أو تحمل رسائلها مثل العصفور والحمام والبجع والخطاف. ولقد صورها الفنانون مع أبنها أيروس وأشهر تماثيلها في الأزمنة القديمة التمثال الذي نحته براكسسيتيليس وتمثال ميلوس المحفوظ وأختلفت الشعائر المرتبطة بعبادة أفروديت باختلاف الأقاليم والعصور. ولقد كان بالقرب من أحد معابدها، عين جارية تشرب النساء من مائها ويغتسلن التماسا للحمل أو اليسر في الولادة وكانت النساء هرميون يقدمن القرابين لافروديت من أجل المحبة والسعادة الزوجية والانجاب. وخلطت الأمهات في أسبرطة بين أفروديت وربة الزواج وكن يقدمن القرابين أليها عند خطبة بناتهن حتى يوفقن في حياتهن الزوجية إلى الرفاه والبنين. وقد عثر على بعض الرموز الجنسية التي أهديت إلى أفروديت بعدّها ربة الخصب، واقترنت عبادتها في كورنثه وقبرص وصقلية ببعض ظواهر البغاء وليست الفجوة كبيرة بين الشهوة الجنسية من ناحية والأنجاب من ناحية أخرى. وإذا كانت القرابين قد قدمت لافروديت من أجل الأنجاب فأنها قدمت لها أيضاً من أجل الخصب والنماء. ومن الشعائر الخاصة بأفروديت أن يتنكر شاب في زي أمرأة وأن يقلد صيحاتها أثناء المخاض، ولا يعرف أصل هذه الشعيرة على التحقيق ولكنها تشير إلى الطقوس الخاصة بالأخصاب. ولقد سجلت الأخبار والروايات الأدبية الدور العظيم الذي قامت به النسوة الكورنثيات اللواتي وهبن أجسادهن لافروديت، أثناء الغزو الفارسي. مهما يكن من شيء فأن أختلاف الشعائر والطقوس الخاصة بأفروديت لن يغير من صورتها كرمز الحب والجمال والأقدام وهي التي ظلت أمداً طويلاً تشخص حفظ النوع عند الإنسان وعند غيره من الكائنات. ولا تزال إلى الآن تلهم قرائح الفنانين والشعراء بروائع الصور والتماثيل وقصائد الشعر.