divine_love
23/09/2006, 22:14
عمليات التجميل قد تشوه أكثر مما تجمّل ]
23 / 09 / 2006
صرعات الموضة.. صرعات متلاحقة لم تسلم منها حتى أجسادنا، ومعها انتشرت عيادات ومراكز التجميل. فأصبحت كل من تدخل هذه العيادات تخرج منها بشكل آخر عما دخلت عليه، وقد لا يخطر ببالها الأضرار لتي تسببها تلك العمليات الصحية.
وعن عمليات التجميل وانتشارها في الآونة الأخيرة انتشاراً واسعاً، وخاصة بين الشابات في المرحلة الجامعية، توجهنا الى جامعة دمشق، والتقينا مجموعة من الطلاب والطالبات الذين تحدثوا عن آرائهم ومشاكلاتهم..
ثلاث عمليات غير ناجحة
ابتسام: طالبة في السنة الثانية تقول: عندما كنت في المرحلة الثانوية كان الجميع من حولي ينظر إلي ّويقولون بصراحة، وإما من وراء ظهري، بأن حجم أنفي غير متناسب مع تقاطيع وجهي.
وظلت كلماتهم هذه محور تفكيري الى ان انتهيت من امتحان الثانوية العامة، فأجريت أول عملية تجميل لأنفي، ولكن للأسف فإن نتائجها لم تكن جيدة، وبعد ثلاثة أشهر أجريت عملية ثانية، وأيضاً، نتائجها لم تكن جيدة، وبعد ان انتهيت من امتحان السنة الدراسية الأولى، أجريت عملية تجميل ثالثة. وكما ترين الآن ليست ناجحة أيضاً، أشعر الآن أنني تسببت بأذى كبير الى نفسي، وبكل صراحة أقول انني نادمة، وأدعوجميع الفتيات الى عدم الإقدام على مثل هذه العمليات لأن نتائجها غير مضمونة.
قرض من أجل العلاج
ياسر: طالب في السنة الرابعة، أجرى عملية تجميل للشفة العليا، بعد تعرضه لحرق وهو بعد طفل صغير أثر على نطقه وعن هذه العملية حدثنا قائلاً: قبل ان أدخل الى الجامعة أجريت عملية تجميل، والحمد لله كانت ناجحة جداً، ولكنها للأسف كانت مكلفة، منذ أشهر قليلة انتهى القرض الذي سحبه والدي من المصرف لتغطية نفقات العملية.
الجمال.. والثقة بالنفس
سماح: طالبة من عائلة متوسطة الدخل ترغب بإجراء عملية تجميل لوجهها لإزالة آثار حب الشباب، إلا ان طلبها قوبل بالرفض من قبل أسرتها، لعدة أسباب منها مادية، إلا أن سماح لم تقتنع، وتقول: في أحيان كثيرة أشعر بنقص كبير عن زميلاتي وبدأت أفقد ثقتي بنفسي، أعيش في حالة من الصراع الداخلي بين رغباتي الأنثوية التي تدفعني لأجعل وجهي جميلاً ونضراً، وبين رغبات أسرتي فكرت في ان أترك الجامعة مؤقتاً، وأبحث عن فرصة عمل، استطيع من خلالها تأمين المبلغ المناسب لإجراء العملية، وبعدها أعود الى الجامعة أكثر ثقة، وأكثر إشراقاً، ولكن للأسف حتى فرصة عمل مناسبة لم استطع الحصول عليها.
بعد استقرار هذه الحالات كان لابد من زيارة إحدى المراكز التخصصية في التجميل، التقينا السيدة ريم مسؤولة التجميل في المركز، وسألناها عن نسبة الفتيات اللواتي يترددن على المركز. فقالت: قياساً للسنوات السابقة فقد ارتفعت نسبة الفتيات خاصة المراهقات للتردد على المركز، وبدأنا في الحقيقة نعاني منه، هناك فتيات يلجأن للمركز لإجراء عمليات تجميل خلقية، وهذا أمر طبيعي لا جدال فيه، وهي تخفي التشوه الخلقي الذي عانت منه الفتاة سنوات طويلة، وتابعت السيدة ريم تقول: في المقابل ازدادت نسبة الفتيات اللواتي يترددن على المركز لإجراء عمليات تجميل، قد تشوه جمالهن أ:ثر مما تخدمه، فعلى سبيل المثال:
واحدة تريد خدوداً «كخدود نانسي» وأخرى تريد شفايف «كشفايف هيفاء وهبي» والقائمة طويلة، في معظم الأحيان نحاول في المركز من باب الحرص على المصداقية في العمل، إقناع هؤلاء الفتيات بأن هذا «الستايل أو اللوك» لا يتناسب مع أعمارهن من جهة، ومع تقاطيع وجوههن من جهة ثانية، ونحاول قدر الامكان شرح السلبيات لهنّ أكثر من الإيجابيات. إلا أننا لا نجد منهم آذاناً صاغية لما نقول، ويكون إصرارهن على إجراء التجميل أكبر من أي ناحية سلبية نذكرها لهن، ومعظم الأمهات اللواتي يصطحبن بناتهن الى المركز غير راضيات تمام الرضى عن هذا الأمروذكرت إحدى الأمهات بأنها اضطرت لبيع بعض مصاغها الذهبي لإجراء عملية تجميل لابنتها.
وباختصار، يمكننا القول ان انتشار عميليات التجميل ما هو إلا انعكاس لما تعرضه المحطات الفضائية من برامج منوعات، وأغان، وتمثيليات للفيديو كليب التي لا تمت بصلة للفن فغدت هيفاء ونانسي ونوال وجيمي وغيرهن مثالاً أعلى لفتياتنا يسرن على خطاهن بشكل أو بآخر، ولم تعد أم كلثوم، وفايزة أحمد، وهدى سلطان، ونجاة الصغيرة إلا في أذهاننا نحن وأذهان من سبقونا.
عزيزة السبيني
شام برس
23 / 09 / 2006
صرعات الموضة.. صرعات متلاحقة لم تسلم منها حتى أجسادنا، ومعها انتشرت عيادات ومراكز التجميل. فأصبحت كل من تدخل هذه العيادات تخرج منها بشكل آخر عما دخلت عليه، وقد لا يخطر ببالها الأضرار لتي تسببها تلك العمليات الصحية.
وعن عمليات التجميل وانتشارها في الآونة الأخيرة انتشاراً واسعاً، وخاصة بين الشابات في المرحلة الجامعية، توجهنا الى جامعة دمشق، والتقينا مجموعة من الطلاب والطالبات الذين تحدثوا عن آرائهم ومشاكلاتهم..
ثلاث عمليات غير ناجحة
ابتسام: طالبة في السنة الثانية تقول: عندما كنت في المرحلة الثانوية كان الجميع من حولي ينظر إلي ّويقولون بصراحة، وإما من وراء ظهري، بأن حجم أنفي غير متناسب مع تقاطيع وجهي.
وظلت كلماتهم هذه محور تفكيري الى ان انتهيت من امتحان الثانوية العامة، فأجريت أول عملية تجميل لأنفي، ولكن للأسف فإن نتائجها لم تكن جيدة، وبعد ثلاثة أشهر أجريت عملية ثانية، وأيضاً، نتائجها لم تكن جيدة، وبعد ان انتهيت من امتحان السنة الدراسية الأولى، أجريت عملية تجميل ثالثة. وكما ترين الآن ليست ناجحة أيضاً، أشعر الآن أنني تسببت بأذى كبير الى نفسي، وبكل صراحة أقول انني نادمة، وأدعوجميع الفتيات الى عدم الإقدام على مثل هذه العمليات لأن نتائجها غير مضمونة.
قرض من أجل العلاج
ياسر: طالب في السنة الرابعة، أجرى عملية تجميل للشفة العليا، بعد تعرضه لحرق وهو بعد طفل صغير أثر على نطقه وعن هذه العملية حدثنا قائلاً: قبل ان أدخل الى الجامعة أجريت عملية تجميل، والحمد لله كانت ناجحة جداً، ولكنها للأسف كانت مكلفة، منذ أشهر قليلة انتهى القرض الذي سحبه والدي من المصرف لتغطية نفقات العملية.
الجمال.. والثقة بالنفس
سماح: طالبة من عائلة متوسطة الدخل ترغب بإجراء عملية تجميل لوجهها لإزالة آثار حب الشباب، إلا ان طلبها قوبل بالرفض من قبل أسرتها، لعدة أسباب منها مادية، إلا أن سماح لم تقتنع، وتقول: في أحيان كثيرة أشعر بنقص كبير عن زميلاتي وبدأت أفقد ثقتي بنفسي، أعيش في حالة من الصراع الداخلي بين رغباتي الأنثوية التي تدفعني لأجعل وجهي جميلاً ونضراً، وبين رغبات أسرتي فكرت في ان أترك الجامعة مؤقتاً، وأبحث عن فرصة عمل، استطيع من خلالها تأمين المبلغ المناسب لإجراء العملية، وبعدها أعود الى الجامعة أكثر ثقة، وأكثر إشراقاً، ولكن للأسف حتى فرصة عمل مناسبة لم استطع الحصول عليها.
بعد استقرار هذه الحالات كان لابد من زيارة إحدى المراكز التخصصية في التجميل، التقينا السيدة ريم مسؤولة التجميل في المركز، وسألناها عن نسبة الفتيات اللواتي يترددن على المركز. فقالت: قياساً للسنوات السابقة فقد ارتفعت نسبة الفتيات خاصة المراهقات للتردد على المركز، وبدأنا في الحقيقة نعاني منه، هناك فتيات يلجأن للمركز لإجراء عمليات تجميل خلقية، وهذا أمر طبيعي لا جدال فيه، وهي تخفي التشوه الخلقي الذي عانت منه الفتاة سنوات طويلة، وتابعت السيدة ريم تقول: في المقابل ازدادت نسبة الفتيات اللواتي يترددن على المركز لإجراء عمليات تجميل، قد تشوه جمالهن أ:ثر مما تخدمه، فعلى سبيل المثال:
واحدة تريد خدوداً «كخدود نانسي» وأخرى تريد شفايف «كشفايف هيفاء وهبي» والقائمة طويلة، في معظم الأحيان نحاول في المركز من باب الحرص على المصداقية في العمل، إقناع هؤلاء الفتيات بأن هذا «الستايل أو اللوك» لا يتناسب مع أعمارهن من جهة، ومع تقاطيع وجوههن من جهة ثانية، ونحاول قدر الامكان شرح السلبيات لهنّ أكثر من الإيجابيات. إلا أننا لا نجد منهم آذاناً صاغية لما نقول، ويكون إصرارهن على إجراء التجميل أكبر من أي ناحية سلبية نذكرها لهن، ومعظم الأمهات اللواتي يصطحبن بناتهن الى المركز غير راضيات تمام الرضى عن هذا الأمروذكرت إحدى الأمهات بأنها اضطرت لبيع بعض مصاغها الذهبي لإجراء عملية تجميل لابنتها.
وباختصار، يمكننا القول ان انتشار عميليات التجميل ما هو إلا انعكاس لما تعرضه المحطات الفضائية من برامج منوعات، وأغان، وتمثيليات للفيديو كليب التي لا تمت بصلة للفن فغدت هيفاء ونانسي ونوال وجيمي وغيرهن مثالاً أعلى لفتياتنا يسرن على خطاهن بشكل أو بآخر، ولم تعد أم كلثوم، وفايزة أحمد، وهدى سلطان، ونجاة الصغيرة إلا في أذهاننا نحن وأذهان من سبقونا.
عزيزة السبيني
شام برس