HashtNasht
16/09/2006, 08:13
بقلم سليم البيك
نقلا عن الحوار المتمدن
بيسارك ...على يسارك
باختصار, أنا أكتب بيساري و هذا كل ما في الأمر. و لكني سأكتب ما عندي, و بها. استطاع أبي إجباري على الأكل بيميني أثناء صغري, و لكنه عبثاً كان يحاول أن يلصق القلم بها, و أنا الآن آكل باليدين, أقصد أستطيع الأكل بكليهما, فأنا لا آكل كثيراً.
رآني خالي مرة أتأهب للكتابة, فابتسم و قال بأني تلقائياً تأدلجت فور إمساكي بالقلم, و حتى قبل رمي أياً من كلماتي على الورقة, و ذلك لأني احتضنت القلم بأصابع يدي اليسرى, فأصابع اليمنى أرخيها على الطاولة أو أحك بها ذقني حين تستعصي إحدى الكلمات عن الرمي.
إذا رآني نائماً على جنبي اليسار, يصحيني و ينصحني بألا أنام نومة مؤدلجة, بأن أستعيذ بالله و أبصق على يساري و أقلب على يميني! فأنهض نهضة ثائر لُصق الغضب على وجهه, لا أستعيذ و لا أبصق و لا أقلب, فقد كفر بي النوم و هرب إلى غيري, إلى من ينام على يمينه. ينصحني بعدها- باعتباري قد صحوت إلى غير رجعة- بأن أقوم لأصلي الفجر معه, فإن سمعت صوت المؤذن لصلاة الفجر و لم أنهض للصلاة يصب الشيطان بوله في أذني- و هذا ما قاله مرة مدرس التربية الإسلامية- مما يؤثر سلباً على مسمعي, فلا أسمع أذان الفجر بعد ذلك إلا حين أكون مستيقظاً أو أن أستيقظ عليه! بكل الأحوال أنا لا أسمع أي شيء إلا حين أكون مستيقظاً أو أستيقظ عليه, و ربما سبب ذلك أن أذناي تحولت إلى حمام عمومي لكل شياطين الأرض!
لماذا ينقز الجميع من إنس و جان و حيوانات ربما, حين نميل قليلاً إلى يسارنا, حين نتجه يساراً؟ لماذا حين يقال "شيوعية" يتعوذ شخص و يستغفر ربه لأنه سمع, غدراً و عنوةً, هذه الكلمة الملحدة, نعم.. كلمة ملحدة.. كيف؟ لا أعرف. و كأن صاحبنا هذا تاب فجأة عن عام من الشرك و الزندقة. و آخر "يفز" مذعوراً حين يسمع الكلمة نفسها, يحتار أيلتفت يمنة و يسرة, لا.. ليس يسرة.. "مش ناقصو", أيلتفت يمنة و يمنة على يمنة, أم ينفد بمصيره أولاً؟ و قد لا ينام هذا الآخر ليومين لاعتقاد, و هذا الاعتقاد راسخ دائماً, بأنه سيصل لأحد فروع المخابرات, التي تزدحم بلادنا بها, تقريراً عنه كتبه أحد المارة ممن يتمتعون "بخط حلو" و الذي ربما صدف أن مر فالتقطت أذناه الاستشعارية هذه الكلمة الاستعمارية, نعم.. كلمة استعمارية.. كيف؟ "بعرفش..". و هناك آخرون, "لزيزون" يسمعون الكلمة لأول مرة فيبدؤوا برجمنا, و بلا رحمة, بأسئلتهم التي تنم عن وعي مطمئن .
صار في إحدى حصصي أن مر موضوع عن كيف أن الشيوعيين في الصين حاولوا تطويق تعاليم كونفوشيوس, الفيلسوف الصيني الذي قاربت تعاليمه الأديان. سئلت عن معنى كلمة Communism , فقلت متفائلاً و باسماً: شيوعية. فور تلفظي بالكلمة ترامى إلى مسمعي همسات كانت بسملات على ما أعتقد, و كأن فيلقاً من الشياطين كانت تبحث عن ملجأ و لقيته فجأةً في القاعة فهجمت عليه هجمة شيطان واحد, هجمة "لوسيفر", أبو الشياطين. و لكن إحداهن لم تستطع الهروب فور سماعهن الكلمة المشئومة, فالباب كان مغلقاً, و اكتفين بالالتفاتة حولهن للتأكد من خلو القاعة من أحد المارة من ذوي "الخطوط الحلوة"ً.
أغلب الطالبات بانوا بأنهن "لزيزات" حين حولت السؤال لهن, لتبدأ الإبداعات الإنسانية بالتحرر أو "بالتحزر" و كذلك الإلهامات الإلهية حين "يكمشن" مهما يعبر على بالهن من أفكار, و إن كانت عابرة سبيل.
أفحمتني أحداهن بأن الشيوعية هي القوة المسيطرة في أي مكان, كأمريكا الآن مثلاً. قالت أخرى بأنها, أي الشيوعية, شيء له علاقة بالسياسة على ما تعتقد. و أخرى قالت بأنها ضد الله, يبدو بأنهن سمعن أو قرأن شيئاً عن هذه الكلمة, و إن, كما يبدو, من جهات "مأدلجة", لا تنام إلا على يمينها, و أذناها معقمة بالديتول دوماً.
أكثرهن "لزة" كانت من قالت بأنها تظن, و أعجبتني في أنها لم تجزم, بأن "شيوعية" هي اسم لأكلة – هي لا تذكر بالضبط لأي بلد تعود- تتكون من الـ.. "أبصر شو", لم أفهم عليها. كل ما فهمته كان بأنها تشوى على الفحم و تؤكل بالشوكة و السكين!
على كلٍ, أتخيل خالي حين يراني آكل "الشيوعية" هذه و بيساري, آكلها بنكهة فلسطينية و تغميساً بخبز صاج فلسطيني.
نقلا عن الحوار المتمدن
بيسارك ...على يسارك
باختصار, أنا أكتب بيساري و هذا كل ما في الأمر. و لكني سأكتب ما عندي, و بها. استطاع أبي إجباري على الأكل بيميني أثناء صغري, و لكنه عبثاً كان يحاول أن يلصق القلم بها, و أنا الآن آكل باليدين, أقصد أستطيع الأكل بكليهما, فأنا لا آكل كثيراً.
رآني خالي مرة أتأهب للكتابة, فابتسم و قال بأني تلقائياً تأدلجت فور إمساكي بالقلم, و حتى قبل رمي أياً من كلماتي على الورقة, و ذلك لأني احتضنت القلم بأصابع يدي اليسرى, فأصابع اليمنى أرخيها على الطاولة أو أحك بها ذقني حين تستعصي إحدى الكلمات عن الرمي.
إذا رآني نائماً على جنبي اليسار, يصحيني و ينصحني بألا أنام نومة مؤدلجة, بأن أستعيذ بالله و أبصق على يساري و أقلب على يميني! فأنهض نهضة ثائر لُصق الغضب على وجهه, لا أستعيذ و لا أبصق و لا أقلب, فقد كفر بي النوم و هرب إلى غيري, إلى من ينام على يمينه. ينصحني بعدها- باعتباري قد صحوت إلى غير رجعة- بأن أقوم لأصلي الفجر معه, فإن سمعت صوت المؤذن لصلاة الفجر و لم أنهض للصلاة يصب الشيطان بوله في أذني- و هذا ما قاله مرة مدرس التربية الإسلامية- مما يؤثر سلباً على مسمعي, فلا أسمع أذان الفجر بعد ذلك إلا حين أكون مستيقظاً أو أن أستيقظ عليه! بكل الأحوال أنا لا أسمع أي شيء إلا حين أكون مستيقظاً أو أستيقظ عليه, و ربما سبب ذلك أن أذناي تحولت إلى حمام عمومي لكل شياطين الأرض!
لماذا ينقز الجميع من إنس و جان و حيوانات ربما, حين نميل قليلاً إلى يسارنا, حين نتجه يساراً؟ لماذا حين يقال "شيوعية" يتعوذ شخص و يستغفر ربه لأنه سمع, غدراً و عنوةً, هذه الكلمة الملحدة, نعم.. كلمة ملحدة.. كيف؟ لا أعرف. و كأن صاحبنا هذا تاب فجأة عن عام من الشرك و الزندقة. و آخر "يفز" مذعوراً حين يسمع الكلمة نفسها, يحتار أيلتفت يمنة و يسرة, لا.. ليس يسرة.. "مش ناقصو", أيلتفت يمنة و يمنة على يمنة, أم ينفد بمصيره أولاً؟ و قد لا ينام هذا الآخر ليومين لاعتقاد, و هذا الاعتقاد راسخ دائماً, بأنه سيصل لأحد فروع المخابرات, التي تزدحم بلادنا بها, تقريراً عنه كتبه أحد المارة ممن يتمتعون "بخط حلو" و الذي ربما صدف أن مر فالتقطت أذناه الاستشعارية هذه الكلمة الاستعمارية, نعم.. كلمة استعمارية.. كيف؟ "بعرفش..". و هناك آخرون, "لزيزون" يسمعون الكلمة لأول مرة فيبدؤوا برجمنا, و بلا رحمة, بأسئلتهم التي تنم عن وعي مطمئن .
صار في إحدى حصصي أن مر موضوع عن كيف أن الشيوعيين في الصين حاولوا تطويق تعاليم كونفوشيوس, الفيلسوف الصيني الذي قاربت تعاليمه الأديان. سئلت عن معنى كلمة Communism , فقلت متفائلاً و باسماً: شيوعية. فور تلفظي بالكلمة ترامى إلى مسمعي همسات كانت بسملات على ما أعتقد, و كأن فيلقاً من الشياطين كانت تبحث عن ملجأ و لقيته فجأةً في القاعة فهجمت عليه هجمة شيطان واحد, هجمة "لوسيفر", أبو الشياطين. و لكن إحداهن لم تستطع الهروب فور سماعهن الكلمة المشئومة, فالباب كان مغلقاً, و اكتفين بالالتفاتة حولهن للتأكد من خلو القاعة من أحد المارة من ذوي "الخطوط الحلوة"ً.
أغلب الطالبات بانوا بأنهن "لزيزات" حين حولت السؤال لهن, لتبدأ الإبداعات الإنسانية بالتحرر أو "بالتحزر" و كذلك الإلهامات الإلهية حين "يكمشن" مهما يعبر على بالهن من أفكار, و إن كانت عابرة سبيل.
أفحمتني أحداهن بأن الشيوعية هي القوة المسيطرة في أي مكان, كأمريكا الآن مثلاً. قالت أخرى بأنها, أي الشيوعية, شيء له علاقة بالسياسة على ما تعتقد. و أخرى قالت بأنها ضد الله, يبدو بأنهن سمعن أو قرأن شيئاً عن هذه الكلمة, و إن, كما يبدو, من جهات "مأدلجة", لا تنام إلا على يمينها, و أذناها معقمة بالديتول دوماً.
أكثرهن "لزة" كانت من قالت بأنها تظن, و أعجبتني في أنها لم تجزم, بأن "شيوعية" هي اسم لأكلة – هي لا تذكر بالضبط لأي بلد تعود- تتكون من الـ.. "أبصر شو", لم أفهم عليها. كل ما فهمته كان بأنها تشوى على الفحم و تؤكل بالشوكة و السكين!
على كلٍ, أتخيل خالي حين يراني آكل "الشيوعية" هذه و بيساري, آكلها بنكهة فلسطينية و تغميساً بخبز صاج فلسطيني.