توت توت توت
16/09/2006, 02:42
هذا الخطاب الذي ألقي يوم 23 آذار/ عام 1775، اي في السنة التي سبقت اعلان الاستقلال وبدء الثورة الامريكية، اصبح من اشهر الخطابات في التاريخ الامريكي، ويمكن اعتباره واحداً من بضعة خطابات في التاريخ كان لها تأثير فعال ومباشر في تغيير الواقع، واشعال فتيل الثورة.
قال باتريك هنري، خاطباً رئيس مجلس النواب:
سيدي الرئيس، ليس ثمة احد اقوى مني اعتقاداً بوطنية السادة المندوبين وقدراتهم الذين خاطبوا المجلس للتو، بيد ان الرجال المختلفين يرون الاشياء ذاتها في الغالب من زوايا مختلفة. لذلك آمل الا يظن هؤلاء السادة انني اقلل من شأنهم اذا ما طرحت أراء مختلفة عن آرائهم، واذا ما عبرت عن مشاعري بحرية وبلا تحفظ، فهذا الوقت ليس وقت الرسميات، لان المسألة المطروحة امام المجلس شديدة الخطورة على هذا البلد. اما بالنسبة الي فهي ليست الا مسألة «الحرية او العبودية»، ومن ثم يجب ان تتناسب حرية التناظر مع اهمية الموضوع. وانه لمن غير الممكن، الا بهذه الطريقة فقط، ان نأمل بالوصول الى الحقيقة، والقيام بمسؤوليتنا الكبيرة تجاه الله وبلادنا.
وإني اذا ما احتفظت بآرائي لنفسي في مثل هذا الوقت خوفاً مما قد يُفهم انه اساءة، فسأعتبر نفسي مذنباً بالخيانة لبلدي، ومذنباً بعصيان ذي الجلالة في السماء، اللذين اجلهما فوق كل ملوك الارض.
سيدي الرئيس انه لمن الطبيعي للانسان ان يغرق في الامل الخلب. فنحن نميل الى اغماض عيوننا ازاء الحقائق المؤلمة، وان تنقاد خلف اغنية الوهم، الى ان نتحول الى بهائم لا تدرك. فهل هذا هو دور الرجال العقلاء المنخرطين في النضال العظيم والشاق من اجل الحرية؟ وهل نجنح الي ان نكون في عداد اولئك الذين لهم عيون لا ترى، وآذان لا تسمع، ما له كل هذه الصلة بخلاصهم في هذه الدنيا؟! اما بالنسبة الي، فمهما يكن مقدار الكرب الذي ستتسببه الحقيقة لي، فسأبقى مستعداً لاعرف كل الحقيقة، ولاعرف اسوأ ما فيها لكي استعد له.
ان لدي مصباحاً واحداً يهدي سيري، وذلكم هو مصباح التجربة، فانا لا اعرف طريقة احكم بها على المستقبل الا من خلال الماضي. واستناداً الى هذا الماضي اتمنى لو اعرف ما الذي جد في تصرف الادارة البريطانية في السنوات العشر الماضية مما يسوغ ان يتعلل اولئك السادة بالآمال التي راحوا يعزون انفسهم والمجلس بها! هل هي تلك البسمة الخبيثة التي تم تلقي عريضتنا بها مؤخراً؟!.
سيدي، لا تثقوا بها، وسيثبت لكم انها ليست الا شركاً لاقدامكم. لا تتركوا انفسكم تخدع بقبلة كاذبة.
اسألوا انفسكم كيف ينسجم هذا الاستقبال الكريم لعريضتنا مع الاستعدادات الحربية التي تغمر مياهنا، وتسود يابستنا؟ هل الاساطيل والجيوش ضرورية لهذه الدرجة من اجل القيام بالمصالحة وواجب المحبة؟! وهل بدا منا اننا غير راغبين في ان نصالح مما يستوجب ان تستخدم القوة من اجل اعادة كسب مودتنا؟!، سيدي دعونا لا نخدع انفسنا، فهذه ادوات الحرب والاخضاع، وهي آخر الحجج التي يلجأ اليها الملوك.
هل لي ان اسأل السادة الزملاء يا سيدي، ما الذي تعنيه هذه الحشود الحربية؟ او ليس هدفها اجبارنا على الاستسلام؟ هل باستطاعة السادة ان يحددوا لها أي هدف آخر؟ هل هناك اي عدو آخر لبريطانيا العظمى في هذا الجزء من العالم مما يستدعي مراكمة كل هذه الجيوش والاساطيل ها هنا؟ كلا سيدي، ليس لها اي عدو آخر غيرنا، هذه الحشود تعد لنا، وليس لاحد غيرنا، لقد ارسلت لكي تلوي عزمنا وتصفد ايدينا بالقيود التي ما برحت تعدها لنا الادارة البريطانية منذ أمد بعيد.
اما نحن فما الذي لدينا نواجههم به؟ هل نحاول اقناعهم؟ سيدي ما برحنا نحاول ذلك منذ عشر سنوات، فهل لدينا اي جديد نضيفه حول الموضوع؟ لا شيء.. لقد طرحنا المسألة معهم بكل طريقة يمكن ان تطرح بها من دون جدوى، فهل نلجأ الآن الى التوسل والتضرع الذليل؟ وأية عبارات يمكن ان نجدها غير تلك التي استهلكناها؟! دعونا سيدي نكف عن خداع انفسنا.
سيدي لقد فعلنا كل ما بوسعنا لتجنب قدر العاصفة القادمة علينا. لقد ارسلنا الاحتجاجات ووقعنا العرائض وتوسلنا وسجدنا بين يدي الطغيان، امام الادارة ومجلس العموم البريطانيين، لكن عرائضنا اهملت، وتضرعنا قوبل بالتجاهل، اما احتجاجاتنا فأدت الى المزيد من العنف والاذلال، وركلتنا اقدام العرش بازدراء، عبثاً نستطيع بعد هذا كله الا ان نعلل انفسنا بأمل السلام والمصالحة، لم يعد هنالك فسحة للامل، فاذا اردنا ان نكون احراراً، واذا قصدنا المحافظة على حرمة الحقوق الغالية التي نناضل في سبيلها منذ امد طويل، واذا قصدنا الا نتخلى بخسة عن النضال النبيل الذي هممنا به، والذي تعاهدنا على الا نتخلى عنه حتى نصل الى الهدف المجيد الذي نسعى لتحقيقه، فان علينا ان نقاتل؟.
اكرر سيدي، علينا ان نقاتل، فان الدعوة الى السلاح ودعوة اله الناس هما كل ما تبقى لنا.
يقولون لنا سيدي اننا ضعفاء، ولا قبل لنا بمناطحة خصم مهيب مثل هذا الخصم. ولكنهم لم يقولوا لنا متى سنصبح اقوياء؟ هل يكون ذلك الاسبوع المقبل ام في العام القادم؟ ام هل سيكون ذلك عندما نصبح عزلاً من السلاح تماماً، وعندها يكون هنالك حارس بريطاني داخل كل منزل؟! فهؤلاء لم يقولوا لنا ان كان علينا ان نشد ازرنا بالتردد والتقاعس، او اذا ما كنا سنحصل على وسائل المقاومة الفعالية بالاستلقاء مسترخين على ظهورنا لمعانقة شبح الامل الزائف الى ان يكبلنا الاعداء بالكامل؟! سيدي نحن لسنا ضعفاء، فاذا ما استخدمنا بشكل مناسب الوسائل التي سخرها الله لنا، فان ثلاثة ملايين من البشر مسلحين بقضية الحرية المقدسة في بلاد مثل بلادنا، لا يمكن ان تقهرهم اية قوة يحملها عدونا الينا. كما اننا يا سيدي لا نقاتل وحدنا. لان العادل الذي يتحكم بمصائر الامم، سوف يوفر حلفاء يقاتلون معنا، والنصر في المعركة يا سيدي، ليس للقوي فحسب، بل هو لليقظ والمناضل والشجاع أيضاً. اما من الجهة الاخرى يا سيدي، فليس لدينا من خيار. فلو كنا انذالاً بما فيه الكفاية لكي نرجو التقهقر، فسنجد السيف قد سبق العذل، وان ليس ثمة من مجال للتراجع الآن الى غير الخضوع والعبودية. فان قيودنا قد سبكت. وها هو ذا صوت صليلها يدوي من على سهول بوسطن، فاذا كانت الحرب حتمية اذن، فدعوها تأتي؟ اكرر يا سيدي، دعوها تأتي!.
فانه لمن العبث يا سيدي ان نقلل من خطورة الموقف. وقد يصيح السادة الزملاء: نعم للسلام! نعم للسلام! ولكن ليس ثمة سلام. لان الحرب قد بدأت بالفعل. وهبوب الريح الجديدة التي ستندفع من الشمال نحونا سوف تحمل الى آذاننا دوي قعقعة السلاح، اخواننا ذهبوا اليوم الى الميدان كي يقاتلوا، فلماذا نقف نحن هنا بلا فعل؟ ما الذي يرومه السادة الزملاء وما الذي يتمنون الحصول عليه؟ وهل
اصبحت الحياة غالية الى هذه الدرجة والسلام حلو المذاق الى هذا الحد الذي يجعلنا نشتريهما بالعبودية والقيود؟! لا سمح الله، فأنا اعرف اي درب للسلام سيسلكه الآخرون، اما انا، فاعطني الحرية او اعطني الموت.
أعطني الحرية او أعطني الموت ..!!!
قال باتريك هنري، خاطباً رئيس مجلس النواب:
سيدي الرئيس، ليس ثمة احد اقوى مني اعتقاداً بوطنية السادة المندوبين وقدراتهم الذين خاطبوا المجلس للتو، بيد ان الرجال المختلفين يرون الاشياء ذاتها في الغالب من زوايا مختلفة. لذلك آمل الا يظن هؤلاء السادة انني اقلل من شأنهم اذا ما طرحت أراء مختلفة عن آرائهم، واذا ما عبرت عن مشاعري بحرية وبلا تحفظ، فهذا الوقت ليس وقت الرسميات، لان المسألة المطروحة امام المجلس شديدة الخطورة على هذا البلد. اما بالنسبة الي فهي ليست الا مسألة «الحرية او العبودية»، ومن ثم يجب ان تتناسب حرية التناظر مع اهمية الموضوع. وانه لمن غير الممكن، الا بهذه الطريقة فقط، ان نأمل بالوصول الى الحقيقة، والقيام بمسؤوليتنا الكبيرة تجاه الله وبلادنا.
وإني اذا ما احتفظت بآرائي لنفسي في مثل هذا الوقت خوفاً مما قد يُفهم انه اساءة، فسأعتبر نفسي مذنباً بالخيانة لبلدي، ومذنباً بعصيان ذي الجلالة في السماء، اللذين اجلهما فوق كل ملوك الارض.
سيدي الرئيس انه لمن الطبيعي للانسان ان يغرق في الامل الخلب. فنحن نميل الى اغماض عيوننا ازاء الحقائق المؤلمة، وان تنقاد خلف اغنية الوهم، الى ان نتحول الى بهائم لا تدرك. فهل هذا هو دور الرجال العقلاء المنخرطين في النضال العظيم والشاق من اجل الحرية؟ وهل نجنح الي ان نكون في عداد اولئك الذين لهم عيون لا ترى، وآذان لا تسمع، ما له كل هذه الصلة بخلاصهم في هذه الدنيا؟! اما بالنسبة الي، فمهما يكن مقدار الكرب الذي ستتسببه الحقيقة لي، فسأبقى مستعداً لاعرف كل الحقيقة، ولاعرف اسوأ ما فيها لكي استعد له.
ان لدي مصباحاً واحداً يهدي سيري، وذلكم هو مصباح التجربة، فانا لا اعرف طريقة احكم بها على المستقبل الا من خلال الماضي. واستناداً الى هذا الماضي اتمنى لو اعرف ما الذي جد في تصرف الادارة البريطانية في السنوات العشر الماضية مما يسوغ ان يتعلل اولئك السادة بالآمال التي راحوا يعزون انفسهم والمجلس بها! هل هي تلك البسمة الخبيثة التي تم تلقي عريضتنا بها مؤخراً؟!.
سيدي، لا تثقوا بها، وسيثبت لكم انها ليست الا شركاً لاقدامكم. لا تتركوا انفسكم تخدع بقبلة كاذبة.
اسألوا انفسكم كيف ينسجم هذا الاستقبال الكريم لعريضتنا مع الاستعدادات الحربية التي تغمر مياهنا، وتسود يابستنا؟ هل الاساطيل والجيوش ضرورية لهذه الدرجة من اجل القيام بالمصالحة وواجب المحبة؟! وهل بدا منا اننا غير راغبين في ان نصالح مما يستوجب ان تستخدم القوة من اجل اعادة كسب مودتنا؟!، سيدي دعونا لا نخدع انفسنا، فهذه ادوات الحرب والاخضاع، وهي آخر الحجج التي يلجأ اليها الملوك.
هل لي ان اسأل السادة الزملاء يا سيدي، ما الذي تعنيه هذه الحشود الحربية؟ او ليس هدفها اجبارنا على الاستسلام؟ هل باستطاعة السادة ان يحددوا لها أي هدف آخر؟ هل هناك اي عدو آخر لبريطانيا العظمى في هذا الجزء من العالم مما يستدعي مراكمة كل هذه الجيوش والاساطيل ها هنا؟ كلا سيدي، ليس لها اي عدو آخر غيرنا، هذه الحشود تعد لنا، وليس لاحد غيرنا، لقد ارسلت لكي تلوي عزمنا وتصفد ايدينا بالقيود التي ما برحت تعدها لنا الادارة البريطانية منذ أمد بعيد.
اما نحن فما الذي لدينا نواجههم به؟ هل نحاول اقناعهم؟ سيدي ما برحنا نحاول ذلك منذ عشر سنوات، فهل لدينا اي جديد نضيفه حول الموضوع؟ لا شيء.. لقد طرحنا المسألة معهم بكل طريقة يمكن ان تطرح بها من دون جدوى، فهل نلجأ الآن الى التوسل والتضرع الذليل؟ وأية عبارات يمكن ان نجدها غير تلك التي استهلكناها؟! دعونا سيدي نكف عن خداع انفسنا.
سيدي لقد فعلنا كل ما بوسعنا لتجنب قدر العاصفة القادمة علينا. لقد ارسلنا الاحتجاجات ووقعنا العرائض وتوسلنا وسجدنا بين يدي الطغيان، امام الادارة ومجلس العموم البريطانيين، لكن عرائضنا اهملت، وتضرعنا قوبل بالتجاهل، اما احتجاجاتنا فأدت الى المزيد من العنف والاذلال، وركلتنا اقدام العرش بازدراء، عبثاً نستطيع بعد هذا كله الا ان نعلل انفسنا بأمل السلام والمصالحة، لم يعد هنالك فسحة للامل، فاذا اردنا ان نكون احراراً، واذا قصدنا المحافظة على حرمة الحقوق الغالية التي نناضل في سبيلها منذ امد طويل، واذا قصدنا الا نتخلى بخسة عن النضال النبيل الذي هممنا به، والذي تعاهدنا على الا نتخلى عنه حتى نصل الى الهدف المجيد الذي نسعى لتحقيقه، فان علينا ان نقاتل؟.
اكرر سيدي، علينا ان نقاتل، فان الدعوة الى السلاح ودعوة اله الناس هما كل ما تبقى لنا.
يقولون لنا سيدي اننا ضعفاء، ولا قبل لنا بمناطحة خصم مهيب مثل هذا الخصم. ولكنهم لم يقولوا لنا متى سنصبح اقوياء؟ هل يكون ذلك الاسبوع المقبل ام في العام القادم؟ ام هل سيكون ذلك عندما نصبح عزلاً من السلاح تماماً، وعندها يكون هنالك حارس بريطاني داخل كل منزل؟! فهؤلاء لم يقولوا لنا ان كان علينا ان نشد ازرنا بالتردد والتقاعس، او اذا ما كنا سنحصل على وسائل المقاومة الفعالية بالاستلقاء مسترخين على ظهورنا لمعانقة شبح الامل الزائف الى ان يكبلنا الاعداء بالكامل؟! سيدي نحن لسنا ضعفاء، فاذا ما استخدمنا بشكل مناسب الوسائل التي سخرها الله لنا، فان ثلاثة ملايين من البشر مسلحين بقضية الحرية المقدسة في بلاد مثل بلادنا، لا يمكن ان تقهرهم اية قوة يحملها عدونا الينا. كما اننا يا سيدي لا نقاتل وحدنا. لان العادل الذي يتحكم بمصائر الامم، سوف يوفر حلفاء يقاتلون معنا، والنصر في المعركة يا سيدي، ليس للقوي فحسب، بل هو لليقظ والمناضل والشجاع أيضاً. اما من الجهة الاخرى يا سيدي، فليس لدينا من خيار. فلو كنا انذالاً بما فيه الكفاية لكي نرجو التقهقر، فسنجد السيف قد سبق العذل، وان ليس ثمة من مجال للتراجع الآن الى غير الخضوع والعبودية. فان قيودنا قد سبكت. وها هو ذا صوت صليلها يدوي من على سهول بوسطن، فاذا كانت الحرب حتمية اذن، فدعوها تأتي؟ اكرر يا سيدي، دعوها تأتي!.
فانه لمن العبث يا سيدي ان نقلل من خطورة الموقف. وقد يصيح السادة الزملاء: نعم للسلام! نعم للسلام! ولكن ليس ثمة سلام. لان الحرب قد بدأت بالفعل. وهبوب الريح الجديدة التي ستندفع من الشمال نحونا سوف تحمل الى آذاننا دوي قعقعة السلاح، اخواننا ذهبوا اليوم الى الميدان كي يقاتلوا، فلماذا نقف نحن هنا بلا فعل؟ ما الذي يرومه السادة الزملاء وما الذي يتمنون الحصول عليه؟ وهل
اصبحت الحياة غالية الى هذه الدرجة والسلام حلو المذاق الى هذا الحد الذي يجعلنا نشتريهما بالعبودية والقيود؟! لا سمح الله، فأنا اعرف اي درب للسلام سيسلكه الآخرون، اما انا، فاعطني الحرية او اعطني الموت.
أعطني الحرية او أعطني الموت ..!!!