لستُ سوى تائهٍ بين مراوغين يدَّعون العبقرية فيما يخططون ويفعلون
لستُ سوى صرخاتٍ مبحوحة
تخترق لحظات هدوء الضجة والصخب والجلبة
لستُ سوى ريشةٍ وبرية
تسبح في أضعف التيارات لستُ في الأدبِ نابغة ..
ولستُ في الرسم فنان ..
ولستُ في الحبِ فالنتين ...
ولا في السرير كازينوفا
لستُ إلا كائنٌ ... قُدِّر أن يحيى حياته كما إرتأت الأقدار وشاءت..
. لستُ إلا رجل .. في الوقت الذي لا أدري ماذا يقصدون بالرجل .. !
ربما قصدوا به الجنس الذكر ..
أو الشجاع ..
أو ربما قصدوا به صاحب الموقف والقول الفصل ...؟!
على كلِ حال لستُ سوى واحدٌ من العامة ...
أفقدتهُ الوحدة لعبة السوق والتجارة والمال ...
لستُ سوى إنسانٌ خلقتْ الوحدة في نفسهِ رغباتُ تأملِ الكون والخليقة ...
خلقتْ في ذاته الثورة على مفهوم الإنسان والإنسانية ...
فلسفةٌ هي حياتي ...
ووحدتي
أراقتْ لي سقراط وأرسطو وفرنسيس بيكون وكانْتْ وسبينوزا
وأفلاطون رغم سخطي على جمهوريته المملة ....
لستُ سوى إنسان يكره إستنشاق الغبار....
وتلويث حذائه بالوحل.. ولكنني رغم الكره ...
أنغمسُ فيما أكره حتى أنفي ..
ليس لأنني اكره ذلك تراني أنغمس فيه ...
وإنما الجميعُ مثلي ...
ولكنهم لايعرفون الكره بطريقتي ...

! 23 / 1 / 2002 محمود