Lady in Red
09/09/2006, 22:56
الجنس عزف حضارى على وترين
وقصيدة يكتبها جسدان
ولكنه يفشل فى بلادنا
لأنه يحدث بين فراشة ربيعية
وبين بولدوزر"
هكذا لخص نزار قبانى حال الجنس فى بلادنا ذلك الحاضر الغائب،ولكنه نسى فى غمار البلاغة الشعرية أن يفسر لنا كيف تحولنا إلى بولدوزرات وكيف تحولت العلاقة الجنسية عندنا إلى عزف منفرد صولو وهى فى الأصل سيمفونية متناغمة ؟،ولماذا تحول الديالوج إلى مونولوج ؟،ومتى يعود الجنس إلى معناه الحقيقى ويتخلص من كونه إغتصاب مقنن بورقة إسمها عقد الزواج؟!!،هذه المعانى وغيرها ظلت تلح على تفكيرى أثناء حضورى تسجيل برنامج تليفزيونى كان يناقش أهمية تدريس التربية الجنسية فى المدارس ،وتحولت هذه المعانى إلى شبح مخيف حين قوبل حديثى فى البرنامج بهجوم كاسح لاحظته بعد إذاعة الحلقة وللأسف كانت أغلب ردود الفعل السلبية الرافضة والخائفة والمرعوبة أغلبها ممن نطلق عليهم لقب "مثقفين" ،وقد إمتد الهلع والفزع من داخل ماسبيرو الذى أحاط المسئولون فيه بجسم الجريمة وهو البرنامج الغلبان والذين حاولوا بمنتهى الكفاح والتصميم كشف الألغام والديناميت المزروع فيه لدرجة التهديد بمنع الحلقة ،إلى الخارج حيث بعض الصحف التى إستنكرت الخوض فى مثل هذا الموضوع القبيح !،مروراً بالبواب الذى قرر مقاطعتى لأنه كان فاكرنى مؤدب ومابتطلعش من بقى العيبه !،ولأننى قررت أن أخوض فى العيبه وأثبت للبواب ولكم أننى مازلت مؤدباً ،سأتحدث عن أهمية تدريس الجنس فى المدارس وكيف أن تعليمه هو قمة الأدب ورفض دراسته هو العكس.
[ عندما كنت فى المرحلة الإعدادية وأتى اليوم المشهود يوم حصة العلوم التى سيشرح فيها المدرس الجهاز التناسلى ،دخل علينا الأستاذ الجهبذ راضى والعرق يبلل نظارته السميكة برغم الشتاء القارس وزف إلينا البشرى السعيدة وهى أن هذا الجزء من المنهج محذوف ولن يأتى ذكره ضمن أسئلة الإمتحان ،كان المدرس يتحدث وكأنه يتخلص من عار وذنب وحمل ثقيل، وتنفس بعدها الأستاذ راضى الصعداء ،وكنا نستمع وكأننا مشتركون فى إثم وحمدنا الله على أننا تخلصنا من ساعات مذاكرة زياده وسؤال سخيف فى الإمتحان ، ولم نكن نعرف وقتها أن موقف الأستاذ راضى هو تلخيص وإمتداد لموقف المجتمع ككل ،وأن حذف النصف الأسفل من الجسم ليس قرار وزارة التربية والتعليم وحدها بل قرار ثقافة عربية خائفة ومرعوبة تعانى من الشيزوفرينيا تجاه الجنس والجسد ،تتحدث ليل نهار عن الجنس ولكنها فى العلن وأمام الشاشات تحتقره ،وتتخيل أنها بقدر إدانتها له بقدر إقترابها أكثر من معانى الشرف والسمو ،ثقافة تخلق من الجسد مشكلة وهو فى الأصل حل ،وتحوله إلى عورة شاملة وهو فى البدء طاقة فعالة ،ومجتمع أخرس يجهل التحدث بأقدم لغات الدنيا وأصرحها وهى لغة الجنس ،أصدر المجتمع فرمانه بأن يحفظ الطفل والشاب خريطة الوطن العربى ويجهل خريطة جسده ،ويعرف كيف دخل الإنجليز إلى مصر ولايعرف كيف يدخل هو إلى مرحلة المراهقة، وأوكل المجتمع مستريح الضمير هذه المهمة المعقدة لآباء وأمهات هم فى حاجة أصلاً للتعليم وفك العقد المتوارثة نتيجة تربية خاطئة ومناخ مسمم ومجتمع يرتاب فى كل مايخص رغبات الجسد فهو مدان إلى أن تثبت براءته ،وملوث حتى يتم تعميده بالحصار والخنق والتغطية والكلفته 000الخ .
[ضمت حلقة النقاش فى البرنامج رجل دين فاضل ،وإحتد النقاش بيننا وكان أفضل مافيه أنه لخص وجهة النظر السائدة عن الجنس وهى للأسف نظرة متخلفة ،قال الرجل ولم يوارب وفتح النار على كل مايسمى ثقافة جنسية وقال تكفينا كتب الدين فقط ،وسخر من العلم وهو يقول أنه فى إعدادى أزهر عرف من خلال كتب الفقه عن الجنس مالم يعرفه أطباء النساء والولادة وتناسى المعلومات العلمية المغلوطة التى تضمها كتب الفقه التى يدرسونها فى مدارس الأزهر مثل أن دم الحيض هو لتغذية الجنين وأن مدة حمل من الممكن أن تستمر بالسنتين وأكثر !!،وبالطبع كانت أهمية حديثه ليست فى قوة حجته ولكن فى مقدار تعبيرها عن فكر ونبض تيار رئيسى ومسيطر على عقل الشارع المصرى ومن هنا كانت أهمية طرح الأفكار وكشف المغالطات حتى يتسنى لنا معرفة ماهى ضرورة تدريس الجنس فى المدارس.
[بداية لايعنى تدريس الجنس تدريس الجماع ،ولكنه تدريس ومعرفة تضاريس هذا الجسد وتغيراته الحادة العاصفة من مرحلة الطفولة وحتى الشباب مروراً بالمراهقة ،وأظن أن هذا حق إنسانى مشروع جداً ،وماننادى به ليس عرض أفلام البورنو على الطلبة ولكنه تقديم علم الجنس لهم ،وهو بالفعل علم إستقر وإتضحت ملامحه ،ولسنا مسئولين عن الهواجس الجنسية المرضية التى تتشبث بعقل وجسد البعض نتيجة الكبت فالحل لهذه الهواجس ليس فى أيدينا بل فى أيديهم ،ولذلك نطلب منهم أن ينحوا جانباً عقدهم الجنسية لنستطيع النقاش بحرية وموضوعية .
[أولى النقاط التى طرحت ويتبناها الكثيرون ويرددونها فى مناقشاتهم وكتاباتهم هى أن الجنس غريزة حيوانية وبالطبع كل ماهو حيوانى لايصح أن يدنس محراب العلم ؟،وأنا على العكس أرى أن الجنس هو أرقى الغرائز البشرية وأهمها وهو يمثل أسمى وأعلى أنواع التواصل الإنسانى ،وليس صحيحاً أن يقال أنه مادامت الحيوانات تتناسل وتمارس الجنس بدون تعليم فلماذا ندرسه نحن بنى البشر؟!،فالجنس عند الإنسان يختلف بالطبع عنه عند الحيوان ،فالإنسان ليس لديه موسم تزاوج محددفهو يمارس الجنس فى أى وقت وهذا يثبت أن وظيفة الجنس الإنجابية وظيفة هامشية فالأساس هو المتعة ثم الأهم التواصل ،ولذلك فالإنسان هو الحيوان الوحيد الذى يواجه أليفه ورفيقه وجهاً لوجه عند اللقاء الجنسى حتى يحس ويألف ويحتضن ويمنح الدفء ويكتسبه عكس جميع الحيوانات التى تمارسه بلامواجهة مباشرة وبطريقة ميكانيكية بحتة،إذن الجنس تفاعل نفسى قبل أن يكون تفاعل جسدى ،وتسميته الغربية MAKING LOVE هى تسمية معبرة تماماً عما أعنيه عن أن الجنس مصنع للحب وليس للعيال!،وبهذا يثبت أن الجنس هو أعلى الغرائز إنسانية وأن إدانته على أنه شئ حيوانى لاتتم إلا عندما يعم الفساد الأخلاقى فيدعى الجميع الشرف على جثة الجنس .
[النقطة الثانية التى يرفعها البعض فى مواجهة المنادين بتدريس الجنس فى المدارس هى لماذا ندرس الجنس وجدودنا لم يدرسوه وكانوا فى منتهى الفحولة؟،وهو منطق خاطئ يختزل الجنس فى وظيفته الإنجابية ويربطه بالفحولة والرجولة ويتناسى أن التواصل قبل التناسل ،ويتناسى أيضاً أن السلوك الإنسانى كائن حى يتطور وينمو وكذلك الغرائز ،وإلا فلماذا نأكل بالشوكة والسكين والملعقة وتضع المطاعم زهوراً على الموائد؟، ونحن نستطيع أن نلتهم الطعام بالأيدى بدون الحاجة لتلك الطقوس المعطلة للغريزة ،أعتقد أن الإجابة هى فى كلمة التحضر الذى يفرض علينا معانٍ جديدة حتى فى الجنس أهمها أن تعبير المرأة أو مشاركتها الفعالة فى الجنس عيب وحرام ،وأيضاً أن الجنس ليس لقاء أجساد فى غرف نوم مغلقة بل قبل ذلك لقاء ثقافات وعقول سابقة التجهيز تحمل أفكاراً مسبقة !!!،ومهم جداً أن نعرف إنطلاقاً من هذا المفهوم أنه لايوجد رجل مريض جنسياً أو إمرأة مريضة جنسياً بل توجد علاقة هى المريضة وهى المدانة .
[وبتغيير مفاهيمنا السابقة أولاً عن الجسد ثم الجنس نستطيع ببساطة بعدها أن نتحدث عن أهمية تدريسه ،وأنا لاأطالب بتدريس الجنس كمنهج مستقل وإنما يجب أن يتخلل المناخ التربوى والتعليمى نفسه ،ولايصبح مدرس العلوم بذلك هو المسئول الأول والأخير ،فتدريس قصائد الغزل فى درس اللغة العربية جزء من التربية الجنسية ،ومشاهدة حظيرة المدرسة جزء من التربية الجنسية ،ومدرس الألعاب حين يمنع طالبة من أداء تمارين الجمباز بحجة الخوف على غشاء البكارة فهو يرتكب خطأ فاحش فى التربية الجنسية ،والمدرسة التى تتعامل مع الذكر على أنه سوبرمان والأنثى على أنها بهانه فهى ترتكب جريمة جنسية ،وكذلك مدرسة الحضانة التى تعنف الأطفال وتفصل الذكور عن الإناث فهى أيضاً ترتكب نفس الخطأ ،أما مدرس الدين والذى عادة مايعترض على تدريس الجنس فى المدارس ويعتبره فسقاً وفجوراً فكيف بالله عليك سيواجه التلاميذ الذين سيسألونه عن المحيض والزنا وقصة سيدنا يوسف وفيها همت به وهم بها ومعنى الأرحام والفرج وآتوا حرثكم أنى شئتم 000الخ .
يتبع...
الدكتور خالد منتصر
وقصيدة يكتبها جسدان
ولكنه يفشل فى بلادنا
لأنه يحدث بين فراشة ربيعية
وبين بولدوزر"
هكذا لخص نزار قبانى حال الجنس فى بلادنا ذلك الحاضر الغائب،ولكنه نسى فى غمار البلاغة الشعرية أن يفسر لنا كيف تحولنا إلى بولدوزرات وكيف تحولت العلاقة الجنسية عندنا إلى عزف منفرد صولو وهى فى الأصل سيمفونية متناغمة ؟،ولماذا تحول الديالوج إلى مونولوج ؟،ومتى يعود الجنس إلى معناه الحقيقى ويتخلص من كونه إغتصاب مقنن بورقة إسمها عقد الزواج؟!!،هذه المعانى وغيرها ظلت تلح على تفكيرى أثناء حضورى تسجيل برنامج تليفزيونى كان يناقش أهمية تدريس التربية الجنسية فى المدارس ،وتحولت هذه المعانى إلى شبح مخيف حين قوبل حديثى فى البرنامج بهجوم كاسح لاحظته بعد إذاعة الحلقة وللأسف كانت أغلب ردود الفعل السلبية الرافضة والخائفة والمرعوبة أغلبها ممن نطلق عليهم لقب "مثقفين" ،وقد إمتد الهلع والفزع من داخل ماسبيرو الذى أحاط المسئولون فيه بجسم الجريمة وهو البرنامج الغلبان والذين حاولوا بمنتهى الكفاح والتصميم كشف الألغام والديناميت المزروع فيه لدرجة التهديد بمنع الحلقة ،إلى الخارج حيث بعض الصحف التى إستنكرت الخوض فى مثل هذا الموضوع القبيح !،مروراً بالبواب الذى قرر مقاطعتى لأنه كان فاكرنى مؤدب ومابتطلعش من بقى العيبه !،ولأننى قررت أن أخوض فى العيبه وأثبت للبواب ولكم أننى مازلت مؤدباً ،سأتحدث عن أهمية تدريس الجنس فى المدارس وكيف أن تعليمه هو قمة الأدب ورفض دراسته هو العكس.
[ عندما كنت فى المرحلة الإعدادية وأتى اليوم المشهود يوم حصة العلوم التى سيشرح فيها المدرس الجهاز التناسلى ،دخل علينا الأستاذ الجهبذ راضى والعرق يبلل نظارته السميكة برغم الشتاء القارس وزف إلينا البشرى السعيدة وهى أن هذا الجزء من المنهج محذوف ولن يأتى ذكره ضمن أسئلة الإمتحان ،كان المدرس يتحدث وكأنه يتخلص من عار وذنب وحمل ثقيل، وتنفس بعدها الأستاذ راضى الصعداء ،وكنا نستمع وكأننا مشتركون فى إثم وحمدنا الله على أننا تخلصنا من ساعات مذاكرة زياده وسؤال سخيف فى الإمتحان ، ولم نكن نعرف وقتها أن موقف الأستاذ راضى هو تلخيص وإمتداد لموقف المجتمع ككل ،وأن حذف النصف الأسفل من الجسم ليس قرار وزارة التربية والتعليم وحدها بل قرار ثقافة عربية خائفة ومرعوبة تعانى من الشيزوفرينيا تجاه الجنس والجسد ،تتحدث ليل نهار عن الجنس ولكنها فى العلن وأمام الشاشات تحتقره ،وتتخيل أنها بقدر إدانتها له بقدر إقترابها أكثر من معانى الشرف والسمو ،ثقافة تخلق من الجسد مشكلة وهو فى الأصل حل ،وتحوله إلى عورة شاملة وهو فى البدء طاقة فعالة ،ومجتمع أخرس يجهل التحدث بأقدم لغات الدنيا وأصرحها وهى لغة الجنس ،أصدر المجتمع فرمانه بأن يحفظ الطفل والشاب خريطة الوطن العربى ويجهل خريطة جسده ،ويعرف كيف دخل الإنجليز إلى مصر ولايعرف كيف يدخل هو إلى مرحلة المراهقة، وأوكل المجتمع مستريح الضمير هذه المهمة المعقدة لآباء وأمهات هم فى حاجة أصلاً للتعليم وفك العقد المتوارثة نتيجة تربية خاطئة ومناخ مسمم ومجتمع يرتاب فى كل مايخص رغبات الجسد فهو مدان إلى أن تثبت براءته ،وملوث حتى يتم تعميده بالحصار والخنق والتغطية والكلفته 000الخ .
[ضمت حلقة النقاش فى البرنامج رجل دين فاضل ،وإحتد النقاش بيننا وكان أفضل مافيه أنه لخص وجهة النظر السائدة عن الجنس وهى للأسف نظرة متخلفة ،قال الرجل ولم يوارب وفتح النار على كل مايسمى ثقافة جنسية وقال تكفينا كتب الدين فقط ،وسخر من العلم وهو يقول أنه فى إعدادى أزهر عرف من خلال كتب الفقه عن الجنس مالم يعرفه أطباء النساء والولادة وتناسى المعلومات العلمية المغلوطة التى تضمها كتب الفقه التى يدرسونها فى مدارس الأزهر مثل أن دم الحيض هو لتغذية الجنين وأن مدة حمل من الممكن أن تستمر بالسنتين وأكثر !!،وبالطبع كانت أهمية حديثه ليست فى قوة حجته ولكن فى مقدار تعبيرها عن فكر ونبض تيار رئيسى ومسيطر على عقل الشارع المصرى ومن هنا كانت أهمية طرح الأفكار وكشف المغالطات حتى يتسنى لنا معرفة ماهى ضرورة تدريس الجنس فى المدارس.
[بداية لايعنى تدريس الجنس تدريس الجماع ،ولكنه تدريس ومعرفة تضاريس هذا الجسد وتغيراته الحادة العاصفة من مرحلة الطفولة وحتى الشباب مروراً بالمراهقة ،وأظن أن هذا حق إنسانى مشروع جداً ،وماننادى به ليس عرض أفلام البورنو على الطلبة ولكنه تقديم علم الجنس لهم ،وهو بالفعل علم إستقر وإتضحت ملامحه ،ولسنا مسئولين عن الهواجس الجنسية المرضية التى تتشبث بعقل وجسد البعض نتيجة الكبت فالحل لهذه الهواجس ليس فى أيدينا بل فى أيديهم ،ولذلك نطلب منهم أن ينحوا جانباً عقدهم الجنسية لنستطيع النقاش بحرية وموضوعية .
[أولى النقاط التى طرحت ويتبناها الكثيرون ويرددونها فى مناقشاتهم وكتاباتهم هى أن الجنس غريزة حيوانية وبالطبع كل ماهو حيوانى لايصح أن يدنس محراب العلم ؟،وأنا على العكس أرى أن الجنس هو أرقى الغرائز البشرية وأهمها وهو يمثل أسمى وأعلى أنواع التواصل الإنسانى ،وليس صحيحاً أن يقال أنه مادامت الحيوانات تتناسل وتمارس الجنس بدون تعليم فلماذا ندرسه نحن بنى البشر؟!،فالجنس عند الإنسان يختلف بالطبع عنه عند الحيوان ،فالإنسان ليس لديه موسم تزاوج محددفهو يمارس الجنس فى أى وقت وهذا يثبت أن وظيفة الجنس الإنجابية وظيفة هامشية فالأساس هو المتعة ثم الأهم التواصل ،ولذلك فالإنسان هو الحيوان الوحيد الذى يواجه أليفه ورفيقه وجهاً لوجه عند اللقاء الجنسى حتى يحس ويألف ويحتضن ويمنح الدفء ويكتسبه عكس جميع الحيوانات التى تمارسه بلامواجهة مباشرة وبطريقة ميكانيكية بحتة،إذن الجنس تفاعل نفسى قبل أن يكون تفاعل جسدى ،وتسميته الغربية MAKING LOVE هى تسمية معبرة تماماً عما أعنيه عن أن الجنس مصنع للحب وليس للعيال!،وبهذا يثبت أن الجنس هو أعلى الغرائز إنسانية وأن إدانته على أنه شئ حيوانى لاتتم إلا عندما يعم الفساد الأخلاقى فيدعى الجميع الشرف على جثة الجنس .
[النقطة الثانية التى يرفعها البعض فى مواجهة المنادين بتدريس الجنس فى المدارس هى لماذا ندرس الجنس وجدودنا لم يدرسوه وكانوا فى منتهى الفحولة؟،وهو منطق خاطئ يختزل الجنس فى وظيفته الإنجابية ويربطه بالفحولة والرجولة ويتناسى أن التواصل قبل التناسل ،ويتناسى أيضاً أن السلوك الإنسانى كائن حى يتطور وينمو وكذلك الغرائز ،وإلا فلماذا نأكل بالشوكة والسكين والملعقة وتضع المطاعم زهوراً على الموائد؟، ونحن نستطيع أن نلتهم الطعام بالأيدى بدون الحاجة لتلك الطقوس المعطلة للغريزة ،أعتقد أن الإجابة هى فى كلمة التحضر الذى يفرض علينا معانٍ جديدة حتى فى الجنس أهمها أن تعبير المرأة أو مشاركتها الفعالة فى الجنس عيب وحرام ،وأيضاً أن الجنس ليس لقاء أجساد فى غرف نوم مغلقة بل قبل ذلك لقاء ثقافات وعقول سابقة التجهيز تحمل أفكاراً مسبقة !!!،ومهم جداً أن نعرف إنطلاقاً من هذا المفهوم أنه لايوجد رجل مريض جنسياً أو إمرأة مريضة جنسياً بل توجد علاقة هى المريضة وهى المدانة .
[وبتغيير مفاهيمنا السابقة أولاً عن الجسد ثم الجنس نستطيع ببساطة بعدها أن نتحدث عن أهمية تدريسه ،وأنا لاأطالب بتدريس الجنس كمنهج مستقل وإنما يجب أن يتخلل المناخ التربوى والتعليمى نفسه ،ولايصبح مدرس العلوم بذلك هو المسئول الأول والأخير ،فتدريس قصائد الغزل فى درس اللغة العربية جزء من التربية الجنسية ،ومشاهدة حظيرة المدرسة جزء من التربية الجنسية ،ومدرس الألعاب حين يمنع طالبة من أداء تمارين الجمباز بحجة الخوف على غشاء البكارة فهو يرتكب خطأ فاحش فى التربية الجنسية ،والمدرسة التى تتعامل مع الذكر على أنه سوبرمان والأنثى على أنها بهانه فهى ترتكب جريمة جنسية ،وكذلك مدرسة الحضانة التى تعنف الأطفال وتفصل الذكور عن الإناث فهى أيضاً ترتكب نفس الخطأ ،أما مدرس الدين والذى عادة مايعترض على تدريس الجنس فى المدارس ويعتبره فسقاً وفجوراً فكيف بالله عليك سيواجه التلاميذ الذين سيسألونه عن المحيض والزنا وقصة سيدنا يوسف وفيها همت به وهم بها ومعنى الأرحام والفرج وآتوا حرثكم أنى شئتم 000الخ .
يتبع...
الدكتور خالد منتصر