-
دخول

عرض كامل الموضوع : هل نبرمج أنفسنا على الفضيلة ؟


براق
06/09/2006, 23:22
يحسن التصرف مع موظفيه، الجميع يرتاح لأخلاقه العالية وصدره الواسع في التعامل معهم، وعندما يعود إلى منزله ظهرًا ينقلب رأسا على عقب، فيعبس في وجه هذا ويغضب على هذا ويشتم هذه، وكأنه يريد أن يفرّغ تعب العمل في جو البيت البريء.
ما السر في تغير سلوكيات الفرد ومواقفه من حين لآخر، هل الخطأ مرفوض في حد ذاته، أم أن طبيعة الظرف تفرض على الإنسان تغيير سلوكياته؟
نحن بحاجة إلى التعامل مع أنفسنا والآخر بالخلق الطيب والقيم الصالحة ونمارس الفضيلة لأنها واجب علينا،ولأنها جزء أساسي من كياننا الإنساني فهي من الفطرة التي فطر الناسعليها، لا لأن العقل بُرمج عليها من جهة، والمجتمعقد تعارف على حسنها من جهةأخرى،وإلا سنخذلأنفسنا وننهار، فلن تعد ولن تكونرادعا لنا عن الخطأ أو عاصمًا عن الخطيئة لأنها ليست ملكةفينا أو خيارنا الأوحد، فالإنسان يستطيع أن يملك زمام نفسه، يصنع نفسه بنفسه فيمارسالفضيلة حباً فيها لا طلباً لرضا الناس أو سمعة عندهم.
يقول الإمام علي (ع): (ميدانكم الأول أنفسكم، إن قدرتم عليها كنتم على غيرها أقدر، وإن عجزتم عنها، كنتم عن غيرها أعجز).
إنه من السهل أن يختار الإنسان اللهو على الجد، ويلجأ إلى حياة الراحة والدعة، مفضلا إياها على حياة المسؤولية والكد والكدح، ولكن هيهات لإنسان هذا دأبه وهذه حياته أن ينشد الراحة في المستقبل وأن يقف على رجليه لاحقا، ولا ينتظر منه أن يتحمل مسؤولية نفسه، فضلا عن مسؤولية الآخرين، وكيف لهذا أن يؤسس أسرة ويساهم في بناء دولة، إن الفرد الذي عودّ نفسه وجَبَلَها على اللهو، سيجعل من نفسه إنسانا ضعيفا مهزوزا، باحثا عن هوية ما، لا يثبت على أرض صلبة، ولا يتحمل صعوبات الحياة ورياحها المتقلبة.
بعض الناس يمارس الفضيلة أمام الآخر، وإذا اختلى بنفسه فحدث ولا حرج، يضرب بالقوانين عرض الحائط لأنها ليست نابعة من الذات أو عن قناعة داخلية، فالقانون الداخلي هو الأهم والأجدى لردع الإنسان، بخلاف الإنسان الذي يمارس الفضيلة حبا فيها فهو يسعى لها دائما وأبدا، مع كل الناس وفي كل الأوقات ومع جميع الناس. فحتى مع عدم وجود القانون، نرى هذا الإنسان ملتزما، مواظبا على المبادئ والقوانين، فالابن يعفّ عن مشاهدة ما لا يليق من الصور والأفلام وإن كان وحيدا، والمعلم يخلص في درسه بدون مُوجه ورقيب، والتاجر لا يغش في تجارته، والزوجة صائنة لنفسها في حال غياب زوجها، والزوج لا يخون زوجته.
إن الإنسان الصانع لنفسه هو إنسان لا يعتمد في حياته على الآخرين، بل يحاول أن يتعلم كل يوم من الحياة، ومن تجاربها المتعددة، لا يمر عليه موقف من غير أن يتأمله ويتعظ منه، وبذلك يضيف إلى رصيده كل يوم رصيدا جديدا، لأنه يعتبر هذه التجارب صيدا ثمينا وذخيرة كبيرة ويتعاطى مع هذه المشاكل والمواقف التي تمر به تعاطيا ايجابيا، ومن ثم يتمكن من التعرف على الحالات المختلفة ويصبح مرجعا للآخرين.
قد يستأنس الفرد بالكثرة ويرى أنها على حق وصواب، فيتنازل عن مبادئه، والإعلام قد يشكل ضغطا كبيرا على أفراده، ولكن ليس له سبيل على هذا الصنف من الناس لأنه صاحب مبدأ وكلمة، وكلمة الإنسان هي قيمته، وقيمته في كلمته، فلا يتأثر بالمجتمع وضغوطه وما يفرضه عليه من أخلاق والتزامات، إن أساس بناء الأمم هي الأخلاق وعلى رأسها ممارسة الفضيلة، إن هذا الصنف من الناس لا يتنازل عن رأيه ومبادئه حتى وان عاش ظروفا صعبة كظروف الحصار والقهر والحروب، يظل ملتزما بمبادئ الفضيلة وقيم النزاهة وشرف الوظيفة العاملة، لا ينثني صاحب القيم عن مبادئه فهو لا يهادن ولا يتنازل، ويكافح من أجل أن يحقق أحلامه وهي خدمة الله والإنسانية.

منقول : أ.جليلة السيد- جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية

attarco
06/09/2006, 23:30
شي حلو اكتيير ....... يا ريت نقدر انعلم حالنا انكون هيك

شكرا براق حلوة كتيير

عيون الحب
07/09/2006, 08:18
والله الله يعطيك العافي
وانشا الله نكون هيك يارب
والطريق لسا ادامنا اللي ما بيعرف بيتعلم
تحياتي