mick75
05/09/2006, 19:54
أقفلوا كليّة الشريعة في جامعة دمشق
نبيل فياض، 24 مارس 2004
معروف للقاصي والداني أن سوريّا، بعكس ما ادّعى البعثيّون، بلد تعدّدي دينيّاً وقوميّاً وفكريّاً: فسوريّا التي كانت على الدوام سرّة العالم القديم هي الوطن الأكثر غنى بالتعدّدية غير الطارئة في الشرق الأوسط كلّه؛ وهذه التعدّدية، التي تحاول دول الغرب المتحضّر استحضارها وإن بشكل غير تأصيلي، أكثر ما يميّز سوريا ـ ولبنان ـ عن غيرها من المحيط حضاريّاً. من هنا، فإن حماية هذه التعدّدية والدفاع عنها في وجه الأخطار الداخليّة والخارجيّة مسألة أساسيّة إذا ما أردنا لهذا الوطن الحضاري الإقلاع نحو عوالم الغد.
ومعروف للقاصي والداني أيضاً أن كليّة الشريعة في جامعة دمشق، التي هي كمؤسّسة رسميّة، تدار بنقود دافعي الضرائب من الشعب، كل الشعب، مقصورة على مساحة محدّدة من الطيف الديني الفكري العقائدي السوري: أهل السنّة والجماعة من المسلمين. إذن، إن المسيحي والعلماني واللاديني والملحد واليزيدي والمسلم من غير أهل السنة والجماعة يدفعون من قوت أولادهم، في ظرف اقتصادي مريع، ضرائب يذهب قسم منها إلى كليّة مقفلة في وجههم. وليت الأمر وقف عند حدود الإقفال: فهذه الكليّة، التي احتجّ كثيرون حين أسميناها وكر الإرهاب الأصولي، تشتم بأسلوب طائفي وقح كلّ أبناء الشعب عدا الطائفيين من أهل السنّة والجماعة؛ بمعنى أننا ندفع نقوداً لهؤلاء المهووسين الصغار كي يشتمونا، خاصّة الكردي المدعو سعيد البوطي، الذي أكل القط لسانه في الأزمة الكرديّة التي استعرت نارها قبل أيام.
لن نفسّر المسألة على أنها مؤامرة، كما جرت العادة عند العرب: لكن أرجو من المسؤولين الأمنيين الذين خلقوا أسطورة البوطي قبل سنوات تفسير هذا التزامن بين العمالة الكرديّة للخارج المعادي، ورغبة البوطي الكردي الجامحة في خلق توتّرات داخلية طائفيّة نحن بغنى عنها: حتى وإن ورثها هو شخصيّاً من شيوخ الإجرام من أمثال ابن تيميّة وابن قيم الجوزيّة. وحين تدمّر عناصر كرديّة البنى التحتيّة الماديّة في دمشق وحلب والقامشلي والحسكة ويدمّر البوطي ـ ومن على شاكلته ـ البنى التحتيّة الروحيّة للشعب السوري، فالأمر ليس أقل من مؤامرة.
نحن لا نمتلك قرار إعادة البوطي إلى متحف العناكب الذي أخرجه أحدهم منه ذات يوم، فنحن لسنا من أصحاب الحلّ والربط في بلد ضاع فيه الحلّ والربط؛ نحن نمتلك بالمقابل إمكانية مخاطبة الناس من خلال هذا الموقع البسيط كي يعرفوا قيمة هذا الكائن الفعليّة ويتساءلوا بالتالي عن عبقريّة القوى الأمنيّة التي وقفت معه وساندته وصدّقته وسوّقته من التلفزيون الرسمي [لا أحد يراه الآن] كما تسّوق الأغاني الهابطة والأفكار الهابطة وأدوية الغسيل الهابطة.
نحن نعرف تماماً أن المسؤولين الذين يتناولون "لكسوتان" من نوعيّة فاخرة لن يستجيبوا لنا: خاصّة الجهابذة أولياء أمور وزارة التعليم العالي. فقد سبق وأن تمزّقت أفواهنا من على منبر تلفزيون الجزيرة في لقاء صاخب ونحن نقرأ مقاطع من كتب تدرّس في وكر الإرهاب هذا ولم يستجب لنا أحد: ربما لأن الوزير وقتها كان مسيحيّاً [اسمه حسّان "ريشة" وأحمد كلّ الآلهة أنه "طار"]، وأي نقد لكليّة الشريعة من مسيحي يمكن أن يخلق متاعب لسنا بصددها الآن؛ وليذهب البلد إلى الجحيم مقابل كرسي الوزارة الحريري الجميل. بل لقد قيل مؤخراً إن المسؤول عن الإيفيهات الدينيّة الإسلاميّة على موقع وزارة التعليم "العالي" على الانترنت هو نفسه الوزير الذي طار، والذي يبدو أنه يعطي دروساً للسادة الطبرسي والكليني والمجالسي في التقيّة. وزير تعليمنا العالي اليوم إثنا عشري، يدير أيضاً مقاماً يقال إنه للسيدة زينب [ذكر لي الصديق المؤرّخ حسن الأمين إن علاقة المقام بالسيّدة زينب مثل علاقتي بالأخت جين مانسفيلد]، ولا أعتقد أنه مستعد لأي تغيير في الوزارة لا تحسب عقباه، خاصّة إذا ما عرفنا أن الشعار الرسمي السوري هو: أجّل المشكلة.. تحلّها.
حتى لا يكون كلامنا اعتباطيّاً، سنقدّم هنا نماذج مختارة من كتاب العقيدة الإسلاميّة والفكر المعاصر، للدكتور محمّد سعيد رمضان البوطي، طبعة عام 1988 ـ 1989، الذي يدرّس في كليّة الشريعة، جامعة دمشق الحضاريّة:
أولاً: الحديث عن الزرادشتيّة:
رغم أن القرآن لا يذكر زرادشت بحرف واحد، ورغم أن الحديث النبوي لا يورد هذه الشخصيّة في أي من سياقاته، ورغم إعجابنا الثقافي الذي لا حدود له بالديانة الزرادشتيّة، فنحن نعتبر أن إطناب البوطي في مدح زرادشت لا يعدو كونه تعصّباً لنبي يحسب قوميّاً على الأكراد: وفي الصفحة 7 من الكتاب، ترد الفقرة التالية:
"وأهم الموروثات الفكريّة لدى الفرس، بل وأقدمها أيضاً، الزرادشتيّة، نسبة إلى زرادشت، وأصح ما قيل في عصره إنه كان في القرن السابع أو السادس قبل الميلاد؛ ولا نستبعد أن يكون الحقّ في سيرته ما قاله كثير من الباحثين إنه كان من الرسل الذين أوحي إليهم، وإن دعوته كانت إلى التوحيد وعبادة الله وحده ونبذ العادات والأديان الباطلة..".
ثانياً: الإسفاف بحق المسيحيين السوريين والكنيسة:
بالمقابل، فهجوم علاّمتنا الكردي المستورد على الكنيسة المسيحيّة، أصل سوريّا وفصلها ["وفي أنطاكية ـ لا بوطان ـ دعي التلاميذ للمرّة الأولي مسيحيين"] لا توفيه حقه ألفاظ ولا توصيفات: خاصّة وأن أكثر من مناسبة أظهرت للعميان أن شيخنا الجليل أردح من عوالم شارع الهرم وأكذب من أبي هريرة: ألم يدع أكثر من مرّة أن أمي اسماعيليّة ـ وكأن الأمر معيب ـ وأن أهلي من أصول يهوديّة؟؟
في الصفحة ذاتها من الكتاب التحفة ذاته، يبهج البوطي أنظارنا وعقولنا باكتشافاته اللاهوتيّة الهامّة حول التاريخ الكنسي، حيث يقول:
"أمّا في بلاد الشام وما وراءها، حيث امتدّت إليها سلطة الامبراطوريّة الرومانيّة، فقد تمثّلت أهم النزعات الفكريّة والمذهبيّة فيها، بذلك المزيج الذي ابتدعه أباطرة الرومان بدءاً من عهد بولس، والذين كان مركّباً من الوثنيّة القديمة التي عرف بها الرومان والنصرانيّة التي كان أصلها الإسلام الحقّ الذي بعث به سيّدنا عيسى عليه الصلاة والسلام، ثم تشعّبت من جراء الابتداعات التي أقحمت فيها إلى فروع ومذاهب شتّى، كالغنوصيّة والصابئة والركوسيّة..".
نلاحظ هنا أن المقصود بالهراء السابق مسيحيي بلاد الشام حصراً، الذين عمل البوطي ومايزال يعمل على استبدالهم بأكراد من نوعيّة سيئة: ومن لا يصدّق فليسأل عن الفرق بين أحوال الجزيرة السوريّة قبل خمسين عاماً وأحوالها اليوم؟؟
من ناحية أخرى، فقبيل نهاية هذا الكتاب (ص 24 الذي يدرّس لطلبة يفترض أنهم الطليعة التي تقود إيمانيّاً على الأقل [هل يمكن أن نفهم بالتالي سبب التفشّي المخيف لفيروس الطائفيّة في وطن الصمود والتصدّي؟]، يعود البوطاني لإتحافنا بآراء عن الكنيسة تخجل بن لادن في وقاحتها:
"العقائد الكنسيّة لا تكاد تتفق في أي من جزئياتها وبنودها مع أصول المنطق وموازين العلم، بينما العقائد الإسلاميّة تأبى على المسلم أن يقيم وجودها في فكره إلا على بصيرة العلم والمنطق".
والحقيقة أننا نحسد هذا البوطاني المسوّق أمنيّاً على موازين العلم والمنطق في عقائد يؤمن قداسته بها مثل الإسراء والمعراج حيث يذهب النبي إلى مكان بني بعده بعشرات السنين ثم يغادرنا إلى السماء للقاء عمّنا موسى وبقيّة أنبياء بني إسرائيل الذين لا دليل على وجودهم غير العته الحاخامي؛ وعلى أحاديث من نمط الديك الذي رجلاه في الأرض ورأسه في السماء، أو جهنم التي يضع الله رجله فيها بعد أن تمتلىء بالكفّار؛ فتقول له: قط؟ قط؟ أو الشيطان الذي يضرط [آسف على اللفظ التراثي الهام] عند سماعه الأذان.. إلخ.
في الصفحة التي تليها نطالع آراء في الكنيسة لا تختلف كثيراً عن مجمل الهراء الوارد في هذه التحفة:
نبيل فياض، 24 مارس 2004
معروف للقاصي والداني أن سوريّا، بعكس ما ادّعى البعثيّون، بلد تعدّدي دينيّاً وقوميّاً وفكريّاً: فسوريّا التي كانت على الدوام سرّة العالم القديم هي الوطن الأكثر غنى بالتعدّدية غير الطارئة في الشرق الأوسط كلّه؛ وهذه التعدّدية، التي تحاول دول الغرب المتحضّر استحضارها وإن بشكل غير تأصيلي، أكثر ما يميّز سوريا ـ ولبنان ـ عن غيرها من المحيط حضاريّاً. من هنا، فإن حماية هذه التعدّدية والدفاع عنها في وجه الأخطار الداخليّة والخارجيّة مسألة أساسيّة إذا ما أردنا لهذا الوطن الحضاري الإقلاع نحو عوالم الغد.
ومعروف للقاصي والداني أيضاً أن كليّة الشريعة في جامعة دمشق، التي هي كمؤسّسة رسميّة، تدار بنقود دافعي الضرائب من الشعب، كل الشعب، مقصورة على مساحة محدّدة من الطيف الديني الفكري العقائدي السوري: أهل السنّة والجماعة من المسلمين. إذن، إن المسيحي والعلماني واللاديني والملحد واليزيدي والمسلم من غير أهل السنة والجماعة يدفعون من قوت أولادهم، في ظرف اقتصادي مريع، ضرائب يذهب قسم منها إلى كليّة مقفلة في وجههم. وليت الأمر وقف عند حدود الإقفال: فهذه الكليّة، التي احتجّ كثيرون حين أسميناها وكر الإرهاب الأصولي، تشتم بأسلوب طائفي وقح كلّ أبناء الشعب عدا الطائفيين من أهل السنّة والجماعة؛ بمعنى أننا ندفع نقوداً لهؤلاء المهووسين الصغار كي يشتمونا، خاصّة الكردي المدعو سعيد البوطي، الذي أكل القط لسانه في الأزمة الكرديّة التي استعرت نارها قبل أيام.
لن نفسّر المسألة على أنها مؤامرة، كما جرت العادة عند العرب: لكن أرجو من المسؤولين الأمنيين الذين خلقوا أسطورة البوطي قبل سنوات تفسير هذا التزامن بين العمالة الكرديّة للخارج المعادي، ورغبة البوطي الكردي الجامحة في خلق توتّرات داخلية طائفيّة نحن بغنى عنها: حتى وإن ورثها هو شخصيّاً من شيوخ الإجرام من أمثال ابن تيميّة وابن قيم الجوزيّة. وحين تدمّر عناصر كرديّة البنى التحتيّة الماديّة في دمشق وحلب والقامشلي والحسكة ويدمّر البوطي ـ ومن على شاكلته ـ البنى التحتيّة الروحيّة للشعب السوري، فالأمر ليس أقل من مؤامرة.
نحن لا نمتلك قرار إعادة البوطي إلى متحف العناكب الذي أخرجه أحدهم منه ذات يوم، فنحن لسنا من أصحاب الحلّ والربط في بلد ضاع فيه الحلّ والربط؛ نحن نمتلك بالمقابل إمكانية مخاطبة الناس من خلال هذا الموقع البسيط كي يعرفوا قيمة هذا الكائن الفعليّة ويتساءلوا بالتالي عن عبقريّة القوى الأمنيّة التي وقفت معه وساندته وصدّقته وسوّقته من التلفزيون الرسمي [لا أحد يراه الآن] كما تسّوق الأغاني الهابطة والأفكار الهابطة وأدوية الغسيل الهابطة.
نحن نعرف تماماً أن المسؤولين الذين يتناولون "لكسوتان" من نوعيّة فاخرة لن يستجيبوا لنا: خاصّة الجهابذة أولياء أمور وزارة التعليم العالي. فقد سبق وأن تمزّقت أفواهنا من على منبر تلفزيون الجزيرة في لقاء صاخب ونحن نقرأ مقاطع من كتب تدرّس في وكر الإرهاب هذا ولم يستجب لنا أحد: ربما لأن الوزير وقتها كان مسيحيّاً [اسمه حسّان "ريشة" وأحمد كلّ الآلهة أنه "طار"]، وأي نقد لكليّة الشريعة من مسيحي يمكن أن يخلق متاعب لسنا بصددها الآن؛ وليذهب البلد إلى الجحيم مقابل كرسي الوزارة الحريري الجميل. بل لقد قيل مؤخراً إن المسؤول عن الإيفيهات الدينيّة الإسلاميّة على موقع وزارة التعليم "العالي" على الانترنت هو نفسه الوزير الذي طار، والذي يبدو أنه يعطي دروساً للسادة الطبرسي والكليني والمجالسي في التقيّة. وزير تعليمنا العالي اليوم إثنا عشري، يدير أيضاً مقاماً يقال إنه للسيدة زينب [ذكر لي الصديق المؤرّخ حسن الأمين إن علاقة المقام بالسيّدة زينب مثل علاقتي بالأخت جين مانسفيلد]، ولا أعتقد أنه مستعد لأي تغيير في الوزارة لا تحسب عقباه، خاصّة إذا ما عرفنا أن الشعار الرسمي السوري هو: أجّل المشكلة.. تحلّها.
حتى لا يكون كلامنا اعتباطيّاً، سنقدّم هنا نماذج مختارة من كتاب العقيدة الإسلاميّة والفكر المعاصر، للدكتور محمّد سعيد رمضان البوطي، طبعة عام 1988 ـ 1989، الذي يدرّس في كليّة الشريعة، جامعة دمشق الحضاريّة:
أولاً: الحديث عن الزرادشتيّة:
رغم أن القرآن لا يذكر زرادشت بحرف واحد، ورغم أن الحديث النبوي لا يورد هذه الشخصيّة في أي من سياقاته، ورغم إعجابنا الثقافي الذي لا حدود له بالديانة الزرادشتيّة، فنحن نعتبر أن إطناب البوطي في مدح زرادشت لا يعدو كونه تعصّباً لنبي يحسب قوميّاً على الأكراد: وفي الصفحة 7 من الكتاب، ترد الفقرة التالية:
"وأهم الموروثات الفكريّة لدى الفرس، بل وأقدمها أيضاً، الزرادشتيّة، نسبة إلى زرادشت، وأصح ما قيل في عصره إنه كان في القرن السابع أو السادس قبل الميلاد؛ ولا نستبعد أن يكون الحقّ في سيرته ما قاله كثير من الباحثين إنه كان من الرسل الذين أوحي إليهم، وإن دعوته كانت إلى التوحيد وعبادة الله وحده ونبذ العادات والأديان الباطلة..".
ثانياً: الإسفاف بحق المسيحيين السوريين والكنيسة:
بالمقابل، فهجوم علاّمتنا الكردي المستورد على الكنيسة المسيحيّة، أصل سوريّا وفصلها ["وفي أنطاكية ـ لا بوطان ـ دعي التلاميذ للمرّة الأولي مسيحيين"] لا توفيه حقه ألفاظ ولا توصيفات: خاصّة وأن أكثر من مناسبة أظهرت للعميان أن شيخنا الجليل أردح من عوالم شارع الهرم وأكذب من أبي هريرة: ألم يدع أكثر من مرّة أن أمي اسماعيليّة ـ وكأن الأمر معيب ـ وأن أهلي من أصول يهوديّة؟؟
في الصفحة ذاتها من الكتاب التحفة ذاته، يبهج البوطي أنظارنا وعقولنا باكتشافاته اللاهوتيّة الهامّة حول التاريخ الكنسي، حيث يقول:
"أمّا في بلاد الشام وما وراءها، حيث امتدّت إليها سلطة الامبراطوريّة الرومانيّة، فقد تمثّلت أهم النزعات الفكريّة والمذهبيّة فيها، بذلك المزيج الذي ابتدعه أباطرة الرومان بدءاً من عهد بولس، والذين كان مركّباً من الوثنيّة القديمة التي عرف بها الرومان والنصرانيّة التي كان أصلها الإسلام الحقّ الذي بعث به سيّدنا عيسى عليه الصلاة والسلام، ثم تشعّبت من جراء الابتداعات التي أقحمت فيها إلى فروع ومذاهب شتّى، كالغنوصيّة والصابئة والركوسيّة..".
نلاحظ هنا أن المقصود بالهراء السابق مسيحيي بلاد الشام حصراً، الذين عمل البوطي ومايزال يعمل على استبدالهم بأكراد من نوعيّة سيئة: ومن لا يصدّق فليسأل عن الفرق بين أحوال الجزيرة السوريّة قبل خمسين عاماً وأحوالها اليوم؟؟
من ناحية أخرى، فقبيل نهاية هذا الكتاب (ص 24 الذي يدرّس لطلبة يفترض أنهم الطليعة التي تقود إيمانيّاً على الأقل [هل يمكن أن نفهم بالتالي سبب التفشّي المخيف لفيروس الطائفيّة في وطن الصمود والتصدّي؟]، يعود البوطاني لإتحافنا بآراء عن الكنيسة تخجل بن لادن في وقاحتها:
"العقائد الكنسيّة لا تكاد تتفق في أي من جزئياتها وبنودها مع أصول المنطق وموازين العلم، بينما العقائد الإسلاميّة تأبى على المسلم أن يقيم وجودها في فكره إلا على بصيرة العلم والمنطق".
والحقيقة أننا نحسد هذا البوطاني المسوّق أمنيّاً على موازين العلم والمنطق في عقائد يؤمن قداسته بها مثل الإسراء والمعراج حيث يذهب النبي إلى مكان بني بعده بعشرات السنين ثم يغادرنا إلى السماء للقاء عمّنا موسى وبقيّة أنبياء بني إسرائيل الذين لا دليل على وجودهم غير العته الحاخامي؛ وعلى أحاديث من نمط الديك الذي رجلاه في الأرض ورأسه في السماء، أو جهنم التي يضع الله رجله فيها بعد أن تمتلىء بالكفّار؛ فتقول له: قط؟ قط؟ أو الشيطان الذي يضرط [آسف على اللفظ التراثي الهام] عند سماعه الأذان.. إلخ.
في الصفحة التي تليها نطالع آراء في الكنيسة لا تختلف كثيراً عن مجمل الهراء الوارد في هذه التحفة: