dot
05/09/2006, 17:43
تحقيق:صبحي منذر ياغي
الإعلان عن بـثّ شريط فيه صور له أعـاد طرح الموضوع
رون أراد اللغـز المحيّـر منذ عـام 1986:
هل يشكّـــــل نقطــــة البدايـــــة لحـــــلّ قضيـــــة الأســــرى والمعتقلـين؟
اعلان "المؤسسة اللبنانية للارسال" (LBCI) عزمها على بث شريط وثائقي عن الطيار الاسرائيلي رون اراد، الذي فقد في لبنان عام 1986، هل يشكل مدخلاً لعودة هذا الملف الى الواجهة، وخطوة نحو تحقيق المرحلة الثانية من عملية تبادل الاسرى بين "حزب الله" واسرائيل، والتي كانت توقفت بعد اتمام المرحلة الاولى عام 2004. الاعلان عن بث الشريط اثار ايضاً سلسلة من التساؤلات عن مصدره؟ وما الغاية والهدف من بثه في هذه المرحلة تحديداً؟ وما اذا كان مقدمة لفتح ملف الاسرى والمعتقلين لدى اسرائيل و"حزب الله"، وخصوصاً انه يتناول لغزاً عنوانه الطيار رون اراد.
بدأ مسلسل رون اراد الذي اتصف بالاثارة والغموض عام 1986، عندما سقط اراد اسيراً في ايدي مقاتلي "أمل" في منطقة شرق صيدا، بعدما تمكنوا من اسقاط طائرته التي كانت تصب حممها على المنطقة، ونقله الحاج مصطفى الديراني "ابو علي"، الذي كان انذاك مسؤولاً امنياً في حركة "أمل"، الى جهة مجهولة.
وتركز اهتمام الاجهزة الاستخباراتية العسكرية الاسرائيلية، على معرفة مصير اراد ومكان احتجازه، الا ان موضوع اراد ازداد تعقيداً بعد قيام قيادة حركة "أمل"، ولاسباب تنظيمية، بطرد الديراني ومجموعة من رفاقه من التنظيم، ليشكلوا بدعم ايراني ما عرف بـ "المقاومة المؤمنة"، واعلن الديراني في الوقت نفسه، اختفاء رون اراد في خضم المواجهات، التي جرت في بلدة ميدون في البقاع الغربي بين المقاومة والاسرائيليين عام 1988.
وبات السؤال الابرز: في يد من اصبح اراد، ومن هي الجهة التي اختطفته مجدداً؟
لغز محيّر
وباشرت اسرائيل الى جانب نشاطها الاستخباراتي في هذا الموضوع، القيام بمهام امنية وعسكرية للتوصل الى معرفة مكان اراد ومصيره، فعمد الاسرائيليون الى اختطاف الشيخ عبد الكريم عبيد من منزله في بلدة جبشيت الجنوبية، مع اثنين من مرافقيه. ثم وفي عملية عسكرية دقيقة، تمكنت فرقة من الكوماندوس الاسرائيلي ليلة عيد الاضحى في ايار 1994، من خطف الحاج مصطفى الديراني من منزله في بلدة قصرنبا البقاعية، لتنقله الى احد السجون العسكرية في اسرائيل. رغم التحقيقات المتواصلة مع عبيد والديراني، وما رافق هذه التحقيقات من تعذيب وحشي، لم يصل الاسرائيليون الى نتائج تذكر، وبدا فعلاً ان الديراني يجهل مصير اراد ومكان وجوده!
وفي لقاء اجريته مع الشيخ اديب حيدر احد مسؤولي "المقاومة المؤمنة" (نشرته النهار في 25/1/2000 )، قال في هذا المجال: "... نحن في المقاومة المؤمنة نعتبر قضية رون اراد لغزاً محيراً، ولا نعلم اذا كان حياً ام ميتاً، وكل ما نعرفه ان اراد كان محتجزاً في احد المنازل في البقاع بعد نقله من الضاحية الجنوبية، وقد حدثت مواجهات عنيفة بين المقاومة والعدو الاسرائيلي، فانشغل حراس اراد باستطلاع ما يجري، وعندما عادوا الى المنزل لم يجدوه، واختفى بطريقة غامضة، ولكني لا اعتبر ان اراد قد هرب من مكان اعتقاله، لانه كان سيظهر في اي مكان..."
وتعددت الروايات والمعلومات حول مصير اراد ومكانه بعد ذلك. فمنها ما اكد قيام الاستخبارات الايرانية بنقله بتابوت خشبي، وهو تحت تأثير المخدر الى طهران، من طريق السفارة الايرانية في بيروت، حتى تستخدمه ايران كورقة ضغط على اسرائيل، لمعرفة مصير الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة الذين فقدوا عند حاجز "القوات اللبنانية" في منطقة البربارة عام 1982، وتردد انه جرى نقلهم الى اسرائيل.
اما مصادر اخرى فاشارت، الى ان اراد اصبح في يد الاستخبارات الجوية السورية، لتستخدمه سوريا ايضاً ورقة مساومة لتسليمها احد طياريها، الذي فر بطائرته منذ سنوات الى اسرائيل، بذريعة اللجوء السياسي. في الوقت الذي نفت فيه قيادة "حزب الله" نفياً تاماً معرفتها مكان اراد ومصيره.
وفي خضم تناقض الروايات والمعلومات، تركز اهتمام اسرائيل على معرفة مصير اراد، فاستنفرت اجهزتها الامنية المحلية والعربية والاوروبية، وجنّدت الشبكات والخلايا التي ضمت اشخاصاً من جنسيات مختلفة طالبة اي دليل حسي عن اراد ورصدت مكافآت مالية مغرية لمن يعطي معلومات دقيقة وصحيحة في هذا المجال، ولمن يأتي ولو بعينة من شعر او دماء اراد، او رقمه العسكري السري.
وحسب مصادر امنية فـ"ان اسرائيل اصيبت بالخيبة بعد وقوعها في فخ المتاجرة، فدفعت ملايين الدولارات في عمليات معلوماتية معقدة كان من بينها قيام فاديم تودور واناتي مائير باحضار عينات من بوله ودمه ولعابه الى اسرائيل تبين نتيجة فحصها انها ليست لرون اراد، ونشرت ذلك "يديعوت احرونوت"، واسهبت في عرض مجموعة روايات من وجهة نظر اسرائيلية، داعية من يحتجز اراد ليتقدم بشروطه...".
واتبعت الاستخبارات الاسرائيلية طرقاً منوعة لحل قضية اراد –اللغز. فقد فوجئ عدد من سكان الجنوب بتلقي منشورات عبر البريد تعرض عليهم عشرة ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات عن الطيار الاسرائيلي رون اراد.
وتقول المنشورات المكتوبه باللغة العربية ومدون عليها رقم هاتف في لندن "اذا كانت لديك او لدى احد اقاربك معلومات بخصوص مصير الطيار الاسرائيلي رون اراد، الرجاء الاتصال بمؤسسة "ولد" للحرية، مقابل جائزة نقدية بقيمة 10 ملايين دولار مضمونة للشخص الذي يقوم بتزويدنا معلومات موثوقا بصحتها، مع ضمان كامل لسرية المعلومات وامنها".
وقال صاحب محل في صيدا –آنذاك - رفض ذكر اسمه: "انني مندهش، ولماذا ارسلت الي نسخة من هذه المنشورات؟ ينتابني ايضاً الفزع لدرجة انني لا استطيع ان أُطلع الجيران عليها لاسألهم ما اذا كانوا قد تلقوا مثلها ايضاً".
حملة دولية
وتوسعت حملة البحث عن اراد لتصبح دولية، مع نشر لوحات اعلانية في لندن، وغيرها من العواصم الاوروبية، عليها صورة الطيار الاسرائيلي، وعرض المكافأة. واكدت مؤسسة "ولد" للحرية التي تبذل جهوداً للحصول على معلومات عن مصيره، انها تلقت مئات المكالمات من ايران ومن اماكن اخرى عن مصير الطيار الاسرائيلي.
وكان اقارب اراد، قد عرضوا مكافاة قدرها عشرة ملايين دولار في كانون الاول من العام 2005 من خلال موقع اطلقوه على الانترنت، مزود تفاصيل باللغات الانكليزية والعربية والفارسية والروسية.
وبعد سنوات، بدأت المفاوضات بين "حزب الله" واسرائيل عبر الوسيط الالماني ارنست اورلاو لتبادل الاسرى بين الطرفين، وخصوصاً ان "حزب الله" كان قد تمكن من اسر ثلاثة جنود اسرائيليين في عملية عسكرية في منطقة مزارع شبعا، واسر عقيد اسرائيلي في الاحتياط يدعى الحنان تننباوم بعد استدراجه الى لبنان. واشترطت اسرائيل قبل تنفيذ عملية التبادل الحصول على معلومات عن مصير رون اراد، فتمت صفقة المرحلة الاولى من تبادل الاسرى باعلان "حزب الله" واسرائيل بأن المرحلة الثانية ستكون في حدها الاقصى ثلاثة اشهر، وتشمل رون اراد وعدداً كبيراً من الاسرى، ووافقت الحكومة الاسرائيلية على اتمام الصفقة في مطلع كانون الثاني 2004، وهي شملت 400 اسير فلسطيني، و23 اسيرا لبنانيا وعربيا، من بينهم الشيخ عبد الكريم عبيد، وابو علي مصطفى الديراني، مقابل اطلاق "حزب الله" سراح العقيد تننباوم والجنود الاسرائيليين الثلاثة.
واكد امين عام "حزب الله" السيد نصرالله خلال كلمته في الاحتفال التكريمي للاسرى والمحررين "نحن في هذا التبادل قمنا بعملية انسانية بحتة ليس لها علاقة بالسياسة، لم نضع شروطاً لعملية التبادل ولم نقبل بأن يضع عدونا شروطاً علينا...".
وحمّل نصرالله اسرائيل مسؤولية كشف مصير الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة، وقال: "... نحن مصممون على بذل كل جهد من اجل كشف مصير الطيار الاسرائيلي رون اراد، وهو واحد من ثلاثة خيارات، والخيار الثاني الحلول الابداعية التي قد يأتي بها الوسيط الالماني، والخيار الثالث هو المقاومة، ومجاهدوها سيأتون في المرحلة المقبلة باسرى اسرائيليين احياء ونحن مستعدون للتضحية...".
وجرى الحديث عن صفقة ثانية تطلق اسرائيل بموجبها سراح سمير القنطار (اعتقل في 22 نيسان 1979 في مستوطنة نهاريا بعد قيامه بعملية عسكرية مع رفاقه في جبهة التحرير الفلسطينية) ويحيى سكاف الذي اعتقل في 21 آذار 1978 على طريق حيفا – تل ابيب (تنكر اسرائيل وجوده)، ونسيم نسر (اعتقل في نيسان 2002 بتهمة الاتصال بـ"حزب الله"، "والده لبناني، وامه يهودية ويحمل الجنسية الاسرائيلية).
الإعلان عن بـثّ شريط فيه صور له أعـاد طرح الموضوع
رون أراد اللغـز المحيّـر منذ عـام 1986:
هل يشكّـــــل نقطــــة البدايـــــة لحـــــلّ قضيـــــة الأســــرى والمعتقلـين؟
اعلان "المؤسسة اللبنانية للارسال" (LBCI) عزمها على بث شريط وثائقي عن الطيار الاسرائيلي رون اراد، الذي فقد في لبنان عام 1986، هل يشكل مدخلاً لعودة هذا الملف الى الواجهة، وخطوة نحو تحقيق المرحلة الثانية من عملية تبادل الاسرى بين "حزب الله" واسرائيل، والتي كانت توقفت بعد اتمام المرحلة الاولى عام 2004. الاعلان عن بث الشريط اثار ايضاً سلسلة من التساؤلات عن مصدره؟ وما الغاية والهدف من بثه في هذه المرحلة تحديداً؟ وما اذا كان مقدمة لفتح ملف الاسرى والمعتقلين لدى اسرائيل و"حزب الله"، وخصوصاً انه يتناول لغزاً عنوانه الطيار رون اراد.
بدأ مسلسل رون اراد الذي اتصف بالاثارة والغموض عام 1986، عندما سقط اراد اسيراً في ايدي مقاتلي "أمل" في منطقة شرق صيدا، بعدما تمكنوا من اسقاط طائرته التي كانت تصب حممها على المنطقة، ونقله الحاج مصطفى الديراني "ابو علي"، الذي كان انذاك مسؤولاً امنياً في حركة "أمل"، الى جهة مجهولة.
وتركز اهتمام الاجهزة الاستخباراتية العسكرية الاسرائيلية، على معرفة مصير اراد ومكان احتجازه، الا ان موضوع اراد ازداد تعقيداً بعد قيام قيادة حركة "أمل"، ولاسباب تنظيمية، بطرد الديراني ومجموعة من رفاقه من التنظيم، ليشكلوا بدعم ايراني ما عرف بـ "المقاومة المؤمنة"، واعلن الديراني في الوقت نفسه، اختفاء رون اراد في خضم المواجهات، التي جرت في بلدة ميدون في البقاع الغربي بين المقاومة والاسرائيليين عام 1988.
وبات السؤال الابرز: في يد من اصبح اراد، ومن هي الجهة التي اختطفته مجدداً؟
لغز محيّر
وباشرت اسرائيل الى جانب نشاطها الاستخباراتي في هذا الموضوع، القيام بمهام امنية وعسكرية للتوصل الى معرفة مكان اراد ومصيره، فعمد الاسرائيليون الى اختطاف الشيخ عبد الكريم عبيد من منزله في بلدة جبشيت الجنوبية، مع اثنين من مرافقيه. ثم وفي عملية عسكرية دقيقة، تمكنت فرقة من الكوماندوس الاسرائيلي ليلة عيد الاضحى في ايار 1994، من خطف الحاج مصطفى الديراني من منزله في بلدة قصرنبا البقاعية، لتنقله الى احد السجون العسكرية في اسرائيل. رغم التحقيقات المتواصلة مع عبيد والديراني، وما رافق هذه التحقيقات من تعذيب وحشي، لم يصل الاسرائيليون الى نتائج تذكر، وبدا فعلاً ان الديراني يجهل مصير اراد ومكان وجوده!
وفي لقاء اجريته مع الشيخ اديب حيدر احد مسؤولي "المقاومة المؤمنة" (نشرته النهار في 25/1/2000 )، قال في هذا المجال: "... نحن في المقاومة المؤمنة نعتبر قضية رون اراد لغزاً محيراً، ولا نعلم اذا كان حياً ام ميتاً، وكل ما نعرفه ان اراد كان محتجزاً في احد المنازل في البقاع بعد نقله من الضاحية الجنوبية، وقد حدثت مواجهات عنيفة بين المقاومة والعدو الاسرائيلي، فانشغل حراس اراد باستطلاع ما يجري، وعندما عادوا الى المنزل لم يجدوه، واختفى بطريقة غامضة، ولكني لا اعتبر ان اراد قد هرب من مكان اعتقاله، لانه كان سيظهر في اي مكان..."
وتعددت الروايات والمعلومات حول مصير اراد ومكانه بعد ذلك. فمنها ما اكد قيام الاستخبارات الايرانية بنقله بتابوت خشبي، وهو تحت تأثير المخدر الى طهران، من طريق السفارة الايرانية في بيروت، حتى تستخدمه ايران كورقة ضغط على اسرائيل، لمعرفة مصير الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة الذين فقدوا عند حاجز "القوات اللبنانية" في منطقة البربارة عام 1982، وتردد انه جرى نقلهم الى اسرائيل.
اما مصادر اخرى فاشارت، الى ان اراد اصبح في يد الاستخبارات الجوية السورية، لتستخدمه سوريا ايضاً ورقة مساومة لتسليمها احد طياريها، الذي فر بطائرته منذ سنوات الى اسرائيل، بذريعة اللجوء السياسي. في الوقت الذي نفت فيه قيادة "حزب الله" نفياً تاماً معرفتها مكان اراد ومصيره.
وفي خضم تناقض الروايات والمعلومات، تركز اهتمام اسرائيل على معرفة مصير اراد، فاستنفرت اجهزتها الامنية المحلية والعربية والاوروبية، وجنّدت الشبكات والخلايا التي ضمت اشخاصاً من جنسيات مختلفة طالبة اي دليل حسي عن اراد ورصدت مكافآت مالية مغرية لمن يعطي معلومات دقيقة وصحيحة في هذا المجال، ولمن يأتي ولو بعينة من شعر او دماء اراد، او رقمه العسكري السري.
وحسب مصادر امنية فـ"ان اسرائيل اصيبت بالخيبة بعد وقوعها في فخ المتاجرة، فدفعت ملايين الدولارات في عمليات معلوماتية معقدة كان من بينها قيام فاديم تودور واناتي مائير باحضار عينات من بوله ودمه ولعابه الى اسرائيل تبين نتيجة فحصها انها ليست لرون اراد، ونشرت ذلك "يديعوت احرونوت"، واسهبت في عرض مجموعة روايات من وجهة نظر اسرائيلية، داعية من يحتجز اراد ليتقدم بشروطه...".
واتبعت الاستخبارات الاسرائيلية طرقاً منوعة لحل قضية اراد –اللغز. فقد فوجئ عدد من سكان الجنوب بتلقي منشورات عبر البريد تعرض عليهم عشرة ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات عن الطيار الاسرائيلي رون اراد.
وتقول المنشورات المكتوبه باللغة العربية ومدون عليها رقم هاتف في لندن "اذا كانت لديك او لدى احد اقاربك معلومات بخصوص مصير الطيار الاسرائيلي رون اراد، الرجاء الاتصال بمؤسسة "ولد" للحرية، مقابل جائزة نقدية بقيمة 10 ملايين دولار مضمونة للشخص الذي يقوم بتزويدنا معلومات موثوقا بصحتها، مع ضمان كامل لسرية المعلومات وامنها".
وقال صاحب محل في صيدا –آنذاك - رفض ذكر اسمه: "انني مندهش، ولماذا ارسلت الي نسخة من هذه المنشورات؟ ينتابني ايضاً الفزع لدرجة انني لا استطيع ان أُطلع الجيران عليها لاسألهم ما اذا كانوا قد تلقوا مثلها ايضاً".
حملة دولية
وتوسعت حملة البحث عن اراد لتصبح دولية، مع نشر لوحات اعلانية في لندن، وغيرها من العواصم الاوروبية، عليها صورة الطيار الاسرائيلي، وعرض المكافأة. واكدت مؤسسة "ولد" للحرية التي تبذل جهوداً للحصول على معلومات عن مصيره، انها تلقت مئات المكالمات من ايران ومن اماكن اخرى عن مصير الطيار الاسرائيلي.
وكان اقارب اراد، قد عرضوا مكافاة قدرها عشرة ملايين دولار في كانون الاول من العام 2005 من خلال موقع اطلقوه على الانترنت، مزود تفاصيل باللغات الانكليزية والعربية والفارسية والروسية.
وبعد سنوات، بدأت المفاوضات بين "حزب الله" واسرائيل عبر الوسيط الالماني ارنست اورلاو لتبادل الاسرى بين الطرفين، وخصوصاً ان "حزب الله" كان قد تمكن من اسر ثلاثة جنود اسرائيليين في عملية عسكرية في منطقة مزارع شبعا، واسر عقيد اسرائيلي في الاحتياط يدعى الحنان تننباوم بعد استدراجه الى لبنان. واشترطت اسرائيل قبل تنفيذ عملية التبادل الحصول على معلومات عن مصير رون اراد، فتمت صفقة المرحلة الاولى من تبادل الاسرى باعلان "حزب الله" واسرائيل بأن المرحلة الثانية ستكون في حدها الاقصى ثلاثة اشهر، وتشمل رون اراد وعدداً كبيراً من الاسرى، ووافقت الحكومة الاسرائيلية على اتمام الصفقة في مطلع كانون الثاني 2004، وهي شملت 400 اسير فلسطيني، و23 اسيرا لبنانيا وعربيا، من بينهم الشيخ عبد الكريم عبيد، وابو علي مصطفى الديراني، مقابل اطلاق "حزب الله" سراح العقيد تننباوم والجنود الاسرائيليين الثلاثة.
واكد امين عام "حزب الله" السيد نصرالله خلال كلمته في الاحتفال التكريمي للاسرى والمحررين "نحن في هذا التبادل قمنا بعملية انسانية بحتة ليس لها علاقة بالسياسة، لم نضع شروطاً لعملية التبادل ولم نقبل بأن يضع عدونا شروطاً علينا...".
وحمّل نصرالله اسرائيل مسؤولية كشف مصير الديبلوماسيين الايرانيين الاربعة، وقال: "... نحن مصممون على بذل كل جهد من اجل كشف مصير الطيار الاسرائيلي رون اراد، وهو واحد من ثلاثة خيارات، والخيار الثاني الحلول الابداعية التي قد يأتي بها الوسيط الالماني، والخيار الثالث هو المقاومة، ومجاهدوها سيأتون في المرحلة المقبلة باسرى اسرائيليين احياء ونحن مستعدون للتضحية...".
وجرى الحديث عن صفقة ثانية تطلق اسرائيل بموجبها سراح سمير القنطار (اعتقل في 22 نيسان 1979 في مستوطنة نهاريا بعد قيامه بعملية عسكرية مع رفاقه في جبهة التحرير الفلسطينية) ويحيى سكاف الذي اعتقل في 21 آذار 1978 على طريق حيفا – تل ابيب (تنكر اسرائيل وجوده)، ونسيم نسر (اعتقل في نيسان 2002 بتهمة الاتصال بـ"حزب الله"، "والده لبناني، وامه يهودية ويحمل الجنسية الاسرائيلية).