nassar4
02/09/2006, 00:03
قبل فوات الأوان:hart:
قصة واقعية كاد بطلها أن يفقد أجمل شيء في الحياة الدنيا ألا وهي الأم، وكاد يفقد أغلى شيء في الآخرة ألا وهي الجنة، ولكن الله منّ عليه وانتبه بعد غفلة واستيقظ بعد سبات وأدرك الأجر والثواب إن شاء الله تعالى. وفي قصته عظة وعبرة لكل من تسول له نفسه أن يعق والديه أحدهما أو كليهما، فلنقرأ قصته. يقول ح.ح.م:
مات والدي وأنا صغير فأشرفت أمي على رعايتي، عملت خادمة في البيوت حتى تستطيع ان تصرف عليّ، فقد كنت وحيدها أدخلتني المدرسة وتعلمت حتى أنهيت الدراسة الجامعية، كنت بارا بها، وجاءت بعثتي إلى الخارج فودعتني بالدموع وهي تقول لي: انتبه يا ولدي على نفسك ولا تقطعني من أخبارك، أرسل لي رسائل حتى أطمئن على صحتك.
أكملت تعليمي بعد مضي زمن طويل ورجعت شخصا آخر قد أثرت فيه الحضارة الغربية، رأيت في الدين تخلفا ورجعية!! وأصبحت لا أؤمن إلا بالحياة المادية والعياذ بالله.
حصلت على وظيفة عالية وبدأت أبحث عن الزوجة حتى حصلت عليها، وكانت والدتي قد اختارت لي فتاة متدينة محافظة ولكني أبيت إلا تلك الفتاة الغنية الجميلة لأني كنت أحلم بالحياة "الأرستقراطية"!!!
وخلال ستة أشهر من زواجي كانت زوجتي تكيد لأمي حتى كرهت والدتي، وفي يوم من الأيام دخلت البيت وإذا بزوجتي تبكي فسألتها عن السبب فقالت: شوف يا أنا يا أمك في هذا البيت لا أستطيع أن أصبر عليها أكثر من ذلك.
جن جنوني وطردت أمي من البيت في لحظة غضب فخرجت وهي تبكي وتقول: أسعدك الله يا ولدي.
انظروا كم هو قلب الأم كبير وحنون وعطوف فرغم أن ولدها وحيدها طردها من البيت ظلما وعدوانا إلا أنها تدعو له بالسعادة في الحياة.
يكمل صاحب القصة قائلا: وبعد ذلك بساعات خرجت أبحث عنها ولكن لا فائدة، رجعت إلى البيت واستطاعت زوجتي بمكرها وجهلي أن تنسيني تلك الأم الغالية الفاضلة!!
انقطعت أخبار أمي عني فترة من الزمن أصبت خلالها بمرض خبيث دخلت على إثره المستشفى، وعلمت أمي بالخبر فجاءت تزورني، وكانت زوجتي عندي، وقبل أن تدخل عليَّ طردتها زوجتي وقالت لها:
- ابنك ليس هنا.. ماذا تريدين منا.. اذهبي عنا.
رجعت أمي من حيث أتت، وخرجت من المستشفى بعد وقت طويل انتكست فيه حالتي النفسية وفقدت الوظيفة والبيت وتراكمت عليّ الديون وكل ذلك بسبب زوجتي فقد كانت ترهقني بطلباتها الكثيرة. وفي آخر المطاف ردت زوجتي الجميل وقالت: ما دمت قد فقت وظيفتك ومالك ولم يعد لك مكان في المجتمع فإني أعلنها لك صريحة: أنا لا أريديك.. لا أريدك.. طلقني.
كان هذا الكلام الذي سمعته بمثابة صاعقة وقعت على رأسي وطلقتها بالفعل.. وعندها استيقظت من السبات الذي كنت فيه وخرجت أهيم على وجهي أبحث عن أمي، وفي النهاية وجدتها.. ولكن أين وجدتها؟!
كانت تقبع في أحد (الأربطة) – الرباط مكان يجتمع فيه الذين لا مأوى لهم وليس لهم من يعولهم ويأكلون ويشربون من الصدقات – دخلت عليها.. وجدتها وقد أثر عليها البكاء فبدت شاحبة، وما أن رأيتها حتى ألقيت بنفسي عند رجليها وبكيت بكاء مرا، وما كان منها إلا أن شاركتني البكاء، بقينا على هذه الحالة حوالي ساعة كاملة بعدها أخذتها إلى البيت وآليت على نفسي أن أكون طائعا لها وقبل ذلك أكون متبعا لأوامر الله مجتنبا لنواهيه(1).
إن عقوق الوالدين إثم عظيم ومن كبائر الذنوب وخاصة عقوق الأم لذلك عندما عق هذا الولد أمه أصبحت حياته تعيسة وعاش في ويلات ومصائب، ولولا فضل الله عليه أن جعله ينتبه من غفلته ويدرك خطأه وعاد إلى رشده لعاش طوال عمره في تعاسة وبؤس ولكن الله تعالى منّ عليه بفضله وكرمه وعاش مع أمه أجمل أيامه.
قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ(2).
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك".
قال: ثم من؟
قال: "أمك".
قال: ثم من؟
قال: "أمك".
قال: ثم من؟
قال: "أبوك"(3).
(1) جريدة البلاد السعودية.
(2) سورة لقمان: الآية 14.
(3) متفق عليه.
قصة واقعية كاد بطلها أن يفقد أجمل شيء في الحياة الدنيا ألا وهي الأم، وكاد يفقد أغلى شيء في الآخرة ألا وهي الجنة، ولكن الله منّ عليه وانتبه بعد غفلة واستيقظ بعد سبات وأدرك الأجر والثواب إن شاء الله تعالى. وفي قصته عظة وعبرة لكل من تسول له نفسه أن يعق والديه أحدهما أو كليهما، فلنقرأ قصته. يقول ح.ح.م:
مات والدي وأنا صغير فأشرفت أمي على رعايتي، عملت خادمة في البيوت حتى تستطيع ان تصرف عليّ، فقد كنت وحيدها أدخلتني المدرسة وتعلمت حتى أنهيت الدراسة الجامعية، كنت بارا بها، وجاءت بعثتي إلى الخارج فودعتني بالدموع وهي تقول لي: انتبه يا ولدي على نفسك ولا تقطعني من أخبارك، أرسل لي رسائل حتى أطمئن على صحتك.
أكملت تعليمي بعد مضي زمن طويل ورجعت شخصا آخر قد أثرت فيه الحضارة الغربية، رأيت في الدين تخلفا ورجعية!! وأصبحت لا أؤمن إلا بالحياة المادية والعياذ بالله.
حصلت على وظيفة عالية وبدأت أبحث عن الزوجة حتى حصلت عليها، وكانت والدتي قد اختارت لي فتاة متدينة محافظة ولكني أبيت إلا تلك الفتاة الغنية الجميلة لأني كنت أحلم بالحياة "الأرستقراطية"!!!
وخلال ستة أشهر من زواجي كانت زوجتي تكيد لأمي حتى كرهت والدتي، وفي يوم من الأيام دخلت البيت وإذا بزوجتي تبكي فسألتها عن السبب فقالت: شوف يا أنا يا أمك في هذا البيت لا أستطيع أن أصبر عليها أكثر من ذلك.
جن جنوني وطردت أمي من البيت في لحظة غضب فخرجت وهي تبكي وتقول: أسعدك الله يا ولدي.
انظروا كم هو قلب الأم كبير وحنون وعطوف فرغم أن ولدها وحيدها طردها من البيت ظلما وعدوانا إلا أنها تدعو له بالسعادة في الحياة.
يكمل صاحب القصة قائلا: وبعد ذلك بساعات خرجت أبحث عنها ولكن لا فائدة، رجعت إلى البيت واستطاعت زوجتي بمكرها وجهلي أن تنسيني تلك الأم الغالية الفاضلة!!
انقطعت أخبار أمي عني فترة من الزمن أصبت خلالها بمرض خبيث دخلت على إثره المستشفى، وعلمت أمي بالخبر فجاءت تزورني، وكانت زوجتي عندي، وقبل أن تدخل عليَّ طردتها زوجتي وقالت لها:
- ابنك ليس هنا.. ماذا تريدين منا.. اذهبي عنا.
رجعت أمي من حيث أتت، وخرجت من المستشفى بعد وقت طويل انتكست فيه حالتي النفسية وفقدت الوظيفة والبيت وتراكمت عليّ الديون وكل ذلك بسبب زوجتي فقد كانت ترهقني بطلباتها الكثيرة. وفي آخر المطاف ردت زوجتي الجميل وقالت: ما دمت قد فقت وظيفتك ومالك ولم يعد لك مكان في المجتمع فإني أعلنها لك صريحة: أنا لا أريديك.. لا أريدك.. طلقني.
كان هذا الكلام الذي سمعته بمثابة صاعقة وقعت على رأسي وطلقتها بالفعل.. وعندها استيقظت من السبات الذي كنت فيه وخرجت أهيم على وجهي أبحث عن أمي، وفي النهاية وجدتها.. ولكن أين وجدتها؟!
كانت تقبع في أحد (الأربطة) – الرباط مكان يجتمع فيه الذين لا مأوى لهم وليس لهم من يعولهم ويأكلون ويشربون من الصدقات – دخلت عليها.. وجدتها وقد أثر عليها البكاء فبدت شاحبة، وما أن رأيتها حتى ألقيت بنفسي عند رجليها وبكيت بكاء مرا، وما كان منها إلا أن شاركتني البكاء، بقينا على هذه الحالة حوالي ساعة كاملة بعدها أخذتها إلى البيت وآليت على نفسي أن أكون طائعا لها وقبل ذلك أكون متبعا لأوامر الله مجتنبا لنواهيه(1).
إن عقوق الوالدين إثم عظيم ومن كبائر الذنوب وخاصة عقوق الأم لذلك عندما عق هذا الولد أمه أصبحت حياته تعيسة وعاش في ويلات ومصائب، ولولا فضل الله عليه أن جعله ينتبه من غفلته ويدرك خطأه وعاد إلى رشده لعاش طوال عمره في تعاسة وبؤس ولكن الله تعالى منّ عليه بفضله وكرمه وعاش مع أمه أجمل أيامه.
قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ(2).
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك".
قال: ثم من؟
قال: "أمك".
قال: ثم من؟
قال: "أمك".
قال: ثم من؟
قال: "أبوك"(3).
(1) جريدة البلاد السعودية.
(2) سورة لقمان: الآية 14.
(3) متفق عليه.