-
دخول

عرض كامل الموضوع : إلى محتكري "الوطنية" في وطننا سورية


yass
25/04/2005, 22:22
أُبيّ حسن


(حاقد , موتور, عديم الوطنية) المفردات الأكثر استخداماً لدى أجهزة الأمن السورية , يكثر استخدامها إلى درجة نكاد نعتقد

معها أن اللغة العربية رغم سعة معانيها وعمق مدلولاتها وجمال مفرداتها تنحصر في هذه الثالوث اللغوي , ولعل الذين سبق لهم أن زاروا إحدى هذه الفروع المتناثرة كالفطر في مدينة دمشق وسواها من المدن السورية (أستغرب حقاً كيف يسهل للناس حفظ أسمائها!) وعادوا وزاروها مجدداً سيكتشفون أن العزلة التي تعيشها سوريا الآن لاتقتصر على المجال السياسي سواء أكان من الخارج أم من الداخل ولا على السياسة الأمنية المنغلقة بدورها على ذاتها, بل أن الأمر يتعدى ذلك ليشمل اللغة الأمنية التي , وكما تؤكد الوقائع, استعصت على التطوير والتحديث , وسبب هذا الاستعصاء ـ والله أعلم ـ هوالرغبة الجامحة في الحفاظ على أهم وأنجح "إنجازات" البعث السوري وأعني حالة الطوارئ وموروثها الاستبدادي الذي بموجبه احُتلت سوريا من الداخل فاحتكرت خيراتها ونُهبت ثرواتها وتَحولت مؤسساتها إلى مزارع كما تحول شعبها إلى رعايا مذلين مهانين .

تحصيل حاصل يمكننا القول إن هذه اللغة ثابتة , سكونية , جامدة , نادراً ما تتبدل , وسكونيتها هذه دفعت بأحد الظرفاء لاعتبارها إحدى ثوابتنا الوطنية (؟!) , ولعلنا نضيف إنها إحدى الثوابت البعثية أيضاً.

اعتدنا نحن الذين عشنا هذه التجربة غير المشرفة من تاريخنا أن يُسأل مثقفونا وصحفيونا عقب طرحهم وكتابتهم لموضوع يعتبره أهل العصمة (من النخبة البعثية) وقفاً عليهم : "لماذا في هذا الوقت بالذات" , وهذه المعزوفة الاستفهامية تكاد تصبح هي الأخرى من الثوابت "الوطنية" في سوريا الحديثة .

شخصياً وكي أتجنب مغبة السؤال المنوّه عنه آنفاً أقول سلفاً : مناسبة حديثي هذا هو ماسبق أن ردده على مسمعي مراراً وتكراراً مسؤول أمني سابق عن أن الصحفي السوري حكم البابا حاقد وموتور وليس لديه ذرة من الوطنية , وهي المفردات ذاتها التي سبق أن "أتحف" أذني بها أحد المسؤولين الذين ينحدرون من ذات الفصيلة "المباركة" , فضلاً أنه سبق لبعض رموز النظام السوري القائم أن اتهموا ,علانية ودون شعور بالخجل أو الحياء, المثقفين السوريين الناشطين في الحقل العام بالعمالة للخارج .

السؤال الذي يفرض نفسه هنا : ماذا يقصدون بالوطنية حتى يتهموننا بالافتقار إليها دونهم ما يدفع بهم بين الحين والآخر لتلقيننا درساً فيها في أحد الأقبية؟

وإذا كانت الوطنية هي مسلكية وظيفية وأخلاقية سياسية ومجتمعية إزاء الفرد الكائن في الوطن أوالشريك به أو الجار له, يحق لنا عندئذ التساؤل عما إذا كانت الوطنية في عرفهم هي العبث بمقدرات بلد كلبنان سواء أكان العبث نهباً أوتهريباً (بما فيه تهريب الحشيشة؟!) أوالمساهمة "البنّاءة" في تخريب اقتصاده وسياسته والعمل على إذلال شعبه بغية مساواته بالشعب السوري حتى تتحقق مقولة "شعب واحد في بلدين"؟ ترى هل الوطنية هي في ذلك الإرث الكبير من الفضائح التي خلّفتموها في لبنان عقب انسحابكم المهين منه ؟

هل المطلوب من حكم البابا أو سواه من المثقفين السوريين أن يشتموا رجال الثورة السورية الذين قدموا الغالي والرخيص في سبيل الوطن ويشبهونهم بالعصابة , كما فعل بعضكم وهو في موقع المسؤولية , كي يثبتوا صدق وطنيتهم ؟ أم المطلوب منهم أن يكونوا قطاعي طرق على غرار الشباب "الواعد" الذي تربى في كنفكم ممن سبق أن سمّاهم الشعب السوري بالشبيحة ؟ أم تراكم تريدون من المثقف السوري أن ينافس أبناءكم في ما اختصوا به من أعمال "وطنية" نبيلة فتارة يجلبون النفايات النووية إلى وطننا وتارة أخرى يُطعمون أبناء هذا الوطن معلبات فاسدة وفوق هذا وذاك اعتزازهم الدائم بالتهرب من دفع الضرائب ! اللهم لا لشيء فقط لأنهم "وطنيون" أكثر منا !؟

وإذا تمكن المثقف السوري , مثلاً , من أن يحتكر الخليوي (لاسمح الله) أو الأسواق الحرة (لاقدّر الله) هل يستحق عندئذ شرف منحه وطنيتكم ؟

ماذا نفعل في حال كان هذا المثقف "العميل" و"الخائن" و"الحاقد" و"الموتور" أعجز من أن يكون على صورتكم ومثالكم فما بالكم في مجاراتكم في "وطنيتكم" ؟ فسوء حظه "الوطني" لايسمح له بأن يكون من أصحاب العقارات والقصور والأرصدة في البنوك الأوربية مثلكم ؟

من ثمّ لماذا تصرون على أن يمتلك جميع المثقفين السوريين الموهبة ذاتها التي يمتلكها الدكتور ع ف ش أثناء تسويقه لسياساتكم "الوطنية" وأنتم من أدرى الناس أن الموهبة هي هبة من الله سبحانه وتعالى وليست هبة من هبات مراكز إعادة التأهيل "الوطني"؟ هل ستتدخلون وتسألون الله في خلقه أيضاً؟!

لايزال يرن في مسمعي ذلك التصريح الناري المليء بالثقة الذي أطلقه الأمين القطري المساعد سليمان قداح عقب تسلم الدكتور بشار الأسد السلطة في سورية , ذلك التصريح الذي أفاد فيه أن لاخيمة ولا مظلة فوق أحد في عملية محاربة الفساد , لكن مع تتالي الأيام وتقادم السنين تبين لنا أن لاغطاء في سوريا سوى للفاسدين والمفسدين وبعض الوثائق التي بحوزتي تثبت أن للقيادة القطرية ذاتها دوراً رئيساً (هل يسمح لي ضميري الوطني الحرأن أستثني منها أحداً؟) بالتعاون مع الأجهزة الأمنية والتفتيشية في التغطية على الفساد ورعايته , هذا على الأقل مايتبين من الوثائق التي (اطلعت عليها) وقُدّم بعضها إلى تلك الأجهزة التي على مايبدوأخفتها تماشياً مع دورها "الوطني" , كما هو الحال في طرطوس (بافتراض أنها مدينتي) وهو حديث المقربين من تلك الأجهزة وبعض العاملين البارزين فيها فما بالكم بحديث الناس في الشارع ؟.. وعلى سيرة طرطوس , ستكون إعجوبة وطنية حقاً أن تجد مؤسسة رسمية أو منشأة حكومية فيها تخلو من الفضائح فمن المرفأ إلى معمل الإسمنت إلى المحطة الحرارية في بانياس وكذلك مصفاتها إلى مديرية الري إلى المكتب التنفيذي الذي هو بشهادة السيد سليم كبول محافظ المدينة وعلى مرأى ومسمع غالبية مديري مؤسسات المحافظة وصحفييها بأنه أسوأ مكتب تنفيذي ,ورغم معرفته هذه لم يفعل شيء حيال هذا (الأسوأ)!؟... أما فضائح المؤسسات التابعة لوزارة الإنشاء والتعميرفإننا نسأل الله العفو! (مع لفت الانتباه أن وزير الإنشاء والتعمير الحالي على علم كاف بفضائح المؤسسات التابعة له وبالوثائق , لكن ماأجهله شخصياً إن كانت تتم بمباركته أم لا؟ ) .

ماذا سنعد حتى نعد عن "وطنياتكم" التي صرعتمونا بها التي أقل مايمكن أن يقال فيها أن الفساد ذاته بات يخجل من أن ينسب إليكم! ولو سأل أحدنا عن سبب إصرار القيادة القطرية(بافتراض أنها المسؤولة عن تعيين كبار الموظفين) على تعيين الفاسدين من المديرين لما استطعت أن تجد جواباً وطنياً يشفي غليلك الوطني سوى "وطنية" من يعين هؤلاء الفاسدين. ولم العجب؟ أصولاً إذا مادققنا النظر في الأشخاص الذين تسلموا مواقع المسؤولية في السنوات الثلاثين الأخيرة من عمر سوريا الحديثة(سواء من الحلقات العليا أم الدنيا) نجد أن مواقع المسؤولية وحجمها كانت تتناسب طرداً مع من رصيده من الفساد أكبر من سواه, وكلما كان يوغل "المسؤول"في الفساد أكثر كان يترقى وظيفياً وبالتالي يكون"وطنياً" أكثر . والآن وليس البارحة , ثمة الكثير من المسؤولين يستغلون ظروف سوريا الخارجية الحالية ليتفرغوا إلى نهب ما استطاعوا نهبه غير آبهين بشيء , وكأن حدسهم وحسهم "الوطني" يبئاهم بشيء .

الحديث عن مثل هذه"الوطنية" التي يريدوننا أن نتشبه بها كي نشبههم لاينتهي إذ "محاسنها" من حيث العدد كنعم الله لاتعد ولاتحصى , لكن هذا لايمنعنا من القول إذا كان كل ما سبق ذكره ومالم أذكره قصداً هو الوطنية فاللهم أشهد أننا نتبرأ إليك منها .

وبعد كل هذا النفاق باسم الوطن الذي يسرقونه ويعيثون فيه فساداً على مرآى من أنظارنا يريدون لأحدنا ألا يكون موتوراً ؟! ياللتواضع ؟

قد نكون حاقدين , كما تتفضلوا وتقولوا لنا كلما رأيناكم , لكننا لسنا حاقدين عليكم كأشخاص بل على ماتمثلونه من فساد وكذب ورياء ونفاق .. حاقدون على إفسادكم وتخريبكم المجتمع بهذه الطريقة البغيضة والمقيتة , لقد لوثتم كل شيء من حولنا حتى البيئة .. البيئة التي كنا نهرب إلى أحضانها من رائحة فسادكم التي تزكم الأنوف لم تكن بمنأى عن "وطنيتكم" !!

سبق أن طالب الراحل حافظ الأسد بعقد مؤتمر دولي لتعريف معنى الإرهاب , ماأحوجنا اليوم في سوريا لعقد مؤتمر وطني نتفق فيه ليس فقط على اتخاذ السبل التي ستنجينا من كل ماورطتمونا به بفضل من سياساتكم "الحكيمة" , بل أيضاً لنتفق فيه على تعريف جامع مانع للوطنية , وليس لديّ أدنى شك بأنه مطلب منطقي ومشروع لاسيما بعد أن خبرنا "وطنيتكم" التي حرمتنا دفء الوطن .

مرة أخرى نعم قد نكون حاقدين وسواء كنا حاقدين بالمعنى المجازي للكلمة أم اللفظي سيان فثمة مايطهرنا من حقدنا ألا وهو صدق الكلمة التي نرويها بفيض محبتنا لوطننا وخوفنا عليهم من أعداء الداخل والخارج , أما أنتم فمالذي سيطهركم من كل هذا التاريخ الحافل بكل هذه المظالم والمفاسد و "الوطنية" ؟ أعاذنا الله(وإياكم) من وطنيتكم ومن شرّ مابليتمونا به .. آمين .
------------------------------------------------------------------------------------
////////////// الروابط الي بيحطوها الأعضاء بيقدر فقط الأعضاء يشوفوها ، اذا مصرّ تشوف الرابط بك تسجل يعني تصير عضو بأخوية سوريا بالأول -///////////////

minime1967
25/04/2005, 22:35
المزمبيق "برأيي" تعاني من المتخلين عن وطنيتهم , لا محتكريها ...

عاشق من فلسطين
28/04/2005, 15:14
المزمبيق "برأيي" تعاني من المتخلين عن وطنيتهم , لا محتكريها ...

وهي المشكلة الأكبر .. لأنو فيك كتير عالم .. بسوريا وصلت لدرجة .. أنو بس حدا يقلها عن أنو الوطن النا .. وهادا وطنا .. وهدول محتكرينوا .. بيقولولك .. يا أخي خلي السياسة لصحابها نحنا شو بيفهمنا .. يعني العالم تخلت .. بس لسا في كم نقطة بيضاء متشرذمة بين الداخل والغربة .. لازم نجمعها .. لحتى نعمل ثقب أبيض يخرق هالسواد اللي صرلو .. 40 سنة .. :D

minime1967
28/04/2005, 15:18
المزمبيق "برأيي" تعاني من المتخلين عن وطنيتهم , لا محتكريها ...

وهي المشكلة الأكبر .. لأنو فيك كتير عالم .. بسوريا وصلت لدرجة .. أنو بس حدا يقلها عن أنو الوطن النا .. وهادا وطنا .. وهدول محتكرينوا .. بيقولولك .. يا أخي خلي السياسة لصحابها نحنا شو بيفهمنا .. يعني العالم تخلت .. بس لسا في كم نقطة بيضاء متشرذمة بين الداخل والغربة .. لازم نجمعها .. لحتى نعمل ثقب أبيض يخرق هالسواد اللي صرلو .. 40 سنة .. :D

ثقب ؟؟؟؟ يازلمة بتحركشو الواحد ليحكي حكي وسخ وبعدين بتزعلو منو ...