-
دخول

عرض كامل الموضوع : الهجوم على سوريا! لماذا؟؟


dot
31/08/2006, 13:15
بقلم:محمد بدر الدين

لا أدرى سبباً لكل هذا الهجوم العنيف، غير المبرر، على الدولة السورية حتى فى بعض جرائد المعارضة المصرية!... يكفى سوريا أنها أتاحت وصول السلاح الى حزب الله عبر حدودها.
إن كل هذا الانجاز للمقاومة اللبنانية والذى صفقتم وانتعشتم له قد تم بهذا السلاح. إن مد المقاومة بهذا السلاح، ووصوله اليها، هو ببساطة دور ايران وسوريا فى المعركة وهو دور كبير جداً وأساسى وليس له بديل!.
وليت الدولة المصرية اليوم كانت تقوم ولو بمثل هذا الدور فحسب.. وتكتفي!.
ليتها كانت تمد المقاومة الفلسطينية بالسلاح، أو حتى تسمح بمجرد وصوله اليها عبر الحدود المصرية الفلسطينية.. لكنها لاتفعل، بل عادة ماتتباهى السلطات المصرية، كما تتفاخر السلطات الأردنية تماماً، بأنها:ضبطت سلاحاً كان سيدخل الى حوزة الفلسطينيين!!...
دمشق تفتح أرضها وتتحمل تبعات ذلك للوطنيين الحقيقيين المطاردين من طراز القائد السياسى ل حماس خالد مشعل.. بينما مصر لاتستطيع أن تحمى أو تساعد غزة التى كانت مستأمنة عليها منذ حرب فلسطين عام 48 مع أن ذلك دور وواجب وطنى وأخلاقى ايضاً وهى لاتحمى او تساعد حتى رفح على حدودها، بل ولا الجنود المصريين أنفسهم عند تلك الحدود ولا يهتز للحاكم المصرى جفن اذا رآهم صرعى شهداء نيران الجيش الاسرائيلى كما حدث أخيراً ومراراً!.
الحكم المصرى لايعرف واجباً أخلاقياً ولاموجبات وضرورات الأمن القومى العربى بل ولا حتى الأمن القومى المصرى وحده ولايعرف له مفهوماً!!..
أفهم أن ينتقد الحكم السورى فى قضية الحريات الديمقراطية على سبيل المثال.. لكن فى القضية الوطنية العربية فإنه هو البقية الباقية حتى الآن مما كان يوصف بدول الطوق... والتى أصبحت باستثاء سوريا هي: دول الخنق!.. والتطويق..
والحصار، بل والمشاركة فى التجويع أيضاً للشعب الفلسطيني!!.
أما ماقاله بشار الأسد فى خطابه الذى أثار ضجة كبيرة قبل أسبوع قاصداً وليد جنبلاط الأرعن وسعد الحريرى السعودى وأمثالهما.. من أنهم منتج اسرائيلي، فالصحيح المؤكد أنهم جزء من المشروع الغربى الأمريكى ومن ثم الصهيونى فى لبنان. وماقاله أصحاب أنصاف مواقف وأنصاف رجال... فهذا هو رأى كل الشارع المصرى والعربى اليوم.
ومن الطبيعى ان تهاجم هذه الأقوال صحف وأبواق أولئك الحكام لكن الغريب أن تشارك بعض صحف المعارضة المصرية فى الهجوم!
وسوريا اليوم تحتاج بالفعل الى اصلاح سياسى ودستورى شامل وجذري.
وسوريا اليوم تحتاج الى التخلص من مراكز قوى ونفوذ عتيقة مستغلة وفاشلة وفاسدة... والى فتح كل الآفاق والأبواب للمشاركة والابداع أمام مختلف القوى الحية الديمقراطية والوطنية والتقدمية والوحدوية.
سوريا اليوم تحتاج الى النقد العميق من موقع وطنى بحق، يدعم الموقف السورى الوطنى الواضح الحالى ويقويه... وليس أبداً الى دعاوى النقض والهدم من موقع الثورة المضادة ومشاريع الشرق الأوسط الكبير والجديد الأمريكية، وليس أبداً مايزكم الأنوف، ونراه كثيراً من حولنا الآن، ويعبر عنه جانب ملحوظ كريه من اعلام عربى على امتداد المحيط: الخليج، من مواقع وخنادق العمالة، او مايلتقى بقصد أو بغير قصد معها فى النهاية!



المصدر : العربي المصرية