dot
29/08/2006, 21:21
بقلم: بسام طالب
مبروك! وأخيراً سجلت واحدة لصالح الفقراء ضد الأغنياء، فقد نشر المركز القومي للبحوث الاجتماعية في القاهرة دراسة إحصائية دقيقة بين فيها زيادة معدلات ضرب الزوجات لأزواجهن في مصر (انتبهوا، ليس هناك خطأ: ضرب الزوجات لأزواجهن)، فقد قفزت النسبة من 23 في المئة عام 2003 لتصبح 28 بالمئة أوائل هذا العام، وبلغت 35% بعد انتصار رجال المقاومة في لبنان على العدو الإسرائيلي، وفهمكم كفاية..
أما فرح الفقراء فلا يعود لأن النسوان أصبحن يضربن الرجال، فالفقراء متعودون على الضرب (عمّال على بطّال، نسوان على رجال)، بل لأن الدراسة أوضحت أن الضرب النسواني للرجال بلغت نسبته في الأحياء الراقية عند الأكابر 18% بينما نسبة ضرب النسوان لأزواجهن في أحياء التعتير والفقر والمخالفات بلغت 12%. وبما أن مصر أكبر دولة عربية فلا بد أن ما يحدث من ضرب للأزواج هناك يعطي مؤشراً عما يحدث في باقي الدول العربية، وأنا أتوقع والله أعلم أن تكون نسبة ضرب الزوجات لأزواجهن في بلدنا أكبر مما هي في مصر لا لسبب أن رجالنا «خروق»، أو «خرنق» أو لأن نساءنا، لا سمح الله، مسترجلات ويدهن طويلة، بل لأن نساءنا صبرن طويلاً، وناضلن طويلاً (وسجلات الاتحاد العام النسائي منذ أربعين سنة حتى الآن تشهد على هذا النضال)، ولم يصلن إلى حقوقهن المرتجاة. فلما أعيتهن الحيلة ولم ينصفهن قانون ولا تشريع وجدن أن لا خيار آخر أمامهن سوى تحصيل حقوقهن بأيديهن، فبلّش الضرب، وبما أن (الأقربون أولى بالمعروف). ومن غير المعقول أن تخرج إحداهن إلى الشارع وتناول أحدهم (بوكساً) فوجدن أن من الأستر والأقل فضيحة وجرجرة في أقسام الشرطة أن يكون زوجها هو الضحية.
أما مسألة أن الضرب عند الأكابر أكثر منه عند الأصاغر فهذه حقيقة ليست بحاجة إلى إثبات. فالرجل الفقير في بلادنا إما أنه يكدح طوال ليله ونهاره حتى يؤمن قوت عياله فلا وقت ولا حيل عنده للملاكمة ولا للمنازلة. يأتي إلى بيته مهدوداً مكدوداً وكل ما يريده أن يأكل لقمته وينام، وهذا حال زوجته التي غالباً ما تكون للسوق وللصندوق وتعمل داخل وخارج البيت.
أو أن يكون الفقير شريراً سكيراً عاطلاً عن العمل ينتظر عودة زوجته متعبة منهمكة من عملها (ليتفشش) بها ويضربها بدلاً من أن تضربه.
أما حال الأكابر فمختلف، فحين تكون الزوجة مصدر المال والثراء يكون موقع الزوج هو الأضعف، ويكون مؤهلاً أكثر كي ينضرب لا أن يضرب. وحين يكون المال هو الهدف الأسمى ويقوم الزوج المخملي بعرض وتسويق زوجته المخملية، عندئذ لا تكنّ له هذه الزوجة أي احترام ضمني وحين يطفح الكيل تصفعه وتؤدبه وتقول له على سبيل المثال: « بالأول كن رجلاً، تغار على زوجتك، أيها الحقير!». والأمر الثالث الذي يرجح أن يكون ضرب الزوجات لأزواجهن عند الأكابر أكثر أن الرجال الأكابر غالباً لا يعملون، وينامون إلى ما بعد الظهر ومتعطلون بالوراثة ومحرومون من متعة العمل، لذا لا يحظون باحترام حقيقي من زوجاتهم، إضافة إلى أن عيونهم زائغة من كثرة البطر والتبطر وشخصياتهم ضعيفة وهم على الأغلب منقادون لزوجاتهم، وهذا ما يهيئ مناخات أكبر لكي يُضربوا ويسكتوا ويداروا فضائحهم.
وبالمناسبة لا يتوقع أحدكم أن يكون ضرب النواعم نواعم بل على العكس، والله أعلم، فالمرأة رغم كونها جنساً لطيفاً لكنها حين تثأر لكرامتها أو تريد أن تؤدب زوجها لمنكر فعله أو احتقاراً له ومنه فهي تضرب، وتضرب بلا وعي محاولة أن تفجر في ضربها كل دوافعها وانفعالاتها وصراعاتها المكبوتة وكل العوامل النفسية والاقتصادية والاجتماعية التاريخية التي مرت نتيجة اضطهاد الرجل لها في مجتمع كان ومايزال ذكورياً.
لذا ننصح الأزواج المضروبين أو المهيئين للضرب أن ينتبهوا لأنفسهم، وأن يعدوا العدة لذلك .. وقد أعذر من أنذر!
مبروك! وأخيراً سجلت واحدة لصالح الفقراء ضد الأغنياء، فقد نشر المركز القومي للبحوث الاجتماعية في القاهرة دراسة إحصائية دقيقة بين فيها زيادة معدلات ضرب الزوجات لأزواجهن في مصر (انتبهوا، ليس هناك خطأ: ضرب الزوجات لأزواجهن)، فقد قفزت النسبة من 23 في المئة عام 2003 لتصبح 28 بالمئة أوائل هذا العام، وبلغت 35% بعد انتصار رجال المقاومة في لبنان على العدو الإسرائيلي، وفهمكم كفاية..
أما فرح الفقراء فلا يعود لأن النسوان أصبحن يضربن الرجال، فالفقراء متعودون على الضرب (عمّال على بطّال، نسوان على رجال)، بل لأن الدراسة أوضحت أن الضرب النسواني للرجال بلغت نسبته في الأحياء الراقية عند الأكابر 18% بينما نسبة ضرب النسوان لأزواجهن في أحياء التعتير والفقر والمخالفات بلغت 12%. وبما أن مصر أكبر دولة عربية فلا بد أن ما يحدث من ضرب للأزواج هناك يعطي مؤشراً عما يحدث في باقي الدول العربية، وأنا أتوقع والله أعلم أن تكون نسبة ضرب الزوجات لأزواجهن في بلدنا أكبر مما هي في مصر لا لسبب أن رجالنا «خروق»، أو «خرنق» أو لأن نساءنا، لا سمح الله، مسترجلات ويدهن طويلة، بل لأن نساءنا صبرن طويلاً، وناضلن طويلاً (وسجلات الاتحاد العام النسائي منذ أربعين سنة حتى الآن تشهد على هذا النضال)، ولم يصلن إلى حقوقهن المرتجاة. فلما أعيتهن الحيلة ولم ينصفهن قانون ولا تشريع وجدن أن لا خيار آخر أمامهن سوى تحصيل حقوقهن بأيديهن، فبلّش الضرب، وبما أن (الأقربون أولى بالمعروف). ومن غير المعقول أن تخرج إحداهن إلى الشارع وتناول أحدهم (بوكساً) فوجدن أن من الأستر والأقل فضيحة وجرجرة في أقسام الشرطة أن يكون زوجها هو الضحية.
أما مسألة أن الضرب عند الأكابر أكثر منه عند الأصاغر فهذه حقيقة ليست بحاجة إلى إثبات. فالرجل الفقير في بلادنا إما أنه يكدح طوال ليله ونهاره حتى يؤمن قوت عياله فلا وقت ولا حيل عنده للملاكمة ولا للمنازلة. يأتي إلى بيته مهدوداً مكدوداً وكل ما يريده أن يأكل لقمته وينام، وهذا حال زوجته التي غالباً ما تكون للسوق وللصندوق وتعمل داخل وخارج البيت.
أو أن يكون الفقير شريراً سكيراً عاطلاً عن العمل ينتظر عودة زوجته متعبة منهمكة من عملها (ليتفشش) بها ويضربها بدلاً من أن تضربه.
أما حال الأكابر فمختلف، فحين تكون الزوجة مصدر المال والثراء يكون موقع الزوج هو الأضعف، ويكون مؤهلاً أكثر كي ينضرب لا أن يضرب. وحين يكون المال هو الهدف الأسمى ويقوم الزوج المخملي بعرض وتسويق زوجته المخملية، عندئذ لا تكنّ له هذه الزوجة أي احترام ضمني وحين يطفح الكيل تصفعه وتؤدبه وتقول له على سبيل المثال: « بالأول كن رجلاً، تغار على زوجتك، أيها الحقير!». والأمر الثالث الذي يرجح أن يكون ضرب الزوجات لأزواجهن عند الأكابر أكثر أن الرجال الأكابر غالباً لا يعملون، وينامون إلى ما بعد الظهر ومتعطلون بالوراثة ومحرومون من متعة العمل، لذا لا يحظون باحترام حقيقي من زوجاتهم، إضافة إلى أن عيونهم زائغة من كثرة البطر والتبطر وشخصياتهم ضعيفة وهم على الأغلب منقادون لزوجاتهم، وهذا ما يهيئ مناخات أكبر لكي يُضربوا ويسكتوا ويداروا فضائحهم.
وبالمناسبة لا يتوقع أحدكم أن يكون ضرب النواعم نواعم بل على العكس، والله أعلم، فالمرأة رغم كونها جنساً لطيفاً لكنها حين تثأر لكرامتها أو تريد أن تؤدب زوجها لمنكر فعله أو احتقاراً له ومنه فهي تضرب، وتضرب بلا وعي محاولة أن تفجر في ضربها كل دوافعها وانفعالاتها وصراعاتها المكبوتة وكل العوامل النفسية والاقتصادية والاجتماعية التاريخية التي مرت نتيجة اضطهاد الرجل لها في مجتمع كان ومايزال ذكورياً.
لذا ننصح الأزواج المضروبين أو المهيئين للضرب أن ينتبهوا لأنفسهم، وأن يعدوا العدة لذلك .. وقد أعذر من أنذر!