HashtNasht
23/04/2005, 06:32
لا أدري لماذا تصيبني الدهشة والاستغراب عندما اسمع أو أقرأ أو أشاهد ما يقال في الشأن السياسي الشرق اوسطي؟
هناك من يتحدث عن ضرورة التغيير ..و هناك من يتحدث عن ثورة قادمة و عن نصر قريب و عن امكانية الاصلاح من الداخل , و البعض الآخر عن ضرورة الاستقواء بالخارج .....مفاهيم متضاربة و عناوين متشابهة لقضايا متضادة في الجوهر.
فوضى فكرية يعيشها السياسيون و المحللون معاً ....من يستطيع أن يفهم اللعبة ؟
عندما نقول أن السياسة هي الجغرافيا+ التاريخ يخيل لنا أن المعادلة بسيطة جداً , لكن مهلاً اذا كنا نتحدث عن السياسة السورية أو سياسات المنطقة عامةً فعن أي جغرافيا و أي تاريخ يجب أن نتحدث ؟
هل نحن نملك جغرافيا و تاريخ فقط أم اننا نملك جغرافيات و تواريخ متحاربة , و و الأسوأ من ذلك أن حروب الجغرافيا و التاريخ على أرضنا حروب مقدسة !!
إن مخيلة الشيوعي و أفكاره لا تستطيع ان تتفهم مدى أهمية مقتل الحسين و أثره على الديالكتيك المادي , و لا يستطيع القومي أن يرسم حدود دولته القومية أبداً اذا اراد أن يضع بعين الاعتبار الحقائق التي تدل عليها الحفريات المكتشفة بالتنقيب الأثري و التي تأكدها بقايا أقليات متناثرة بين الجبال و الوديان .
و لا يستطيع الاسلامي أن يحمل نفسه ذنب الخروج عن خط الأصول بأن يساير ما لا يمكن الا مسايرته .
أي نظرية فكرية سياسية اقتصادية يمكن اعتبارها صالحة للتطبيق على كامل مساحة دولة واحدة من هذه الدول المصطنعة على هذه الأرض ؟؟؟
أي نظام دولة ونظام حكم يمكن ان يكون مستقراً و متعايشاً مع رعيته في داخل حدود دولته و مع جيرانه الأشقاء منهم و الأعداء في أي دولة من هذه الدول المصطنعة على هذه الأرض ؟؟
بعد الغزو الامريكي الاخير للعراق صار من العبث الحديث عن مستقبل مختلف عما كان في الماضي لهذه الأرض ....الأرض التي هي لحد الحضارات جميعاً و مهبط الأديان السماوية و طائرات الاباتشي.
هل كان سقوط بغداد خلال ساعات أقل من ان يذكرها التاريخ صدفة ؟ هل كانت الادارة الامريكية غبية و غير مهيئة للغزو أم أن خطاها في أنها اتت لتغزو بلاد العجائب ؟ عاصمة تسقط في لحظة و من ثم عشرات الالاف من الشبان يتزنرون بالموت لقتل الامريكان و الروافض معاً ؟
هل كان على المستعمر الامريكي أن يدرس و يحلل خطب المنابر في عهد يزيد لكي ينجح في حربه ؟ أم اننا نحن من يستخرج من تاريخه ما يريد حين يريد لكي يفعل ما يريد ؟
أي أرض هذه التي عليها أن تحمل و تتحمل فوق وجهها العجوز ثقل الاسلام و المسيحية و اليهودية و مشتقاتها من دروز و مجوس و بهائيين و علويين و موارنة و يزيديين و شهود يهوه...الخ؟
اي أرض هذه التي عليها أن تتحمل فوق وجهها العجوز ثقل العرب العاربة و المستعربة و الأكراد و الاشوريين و السريان و التركمان و الشركس و الأرمن و يهود اوكرانيا و الحبشة و....الخ؟
أي أرض هذه التي عليها أن تتحمل فوق وجهها العجوز ثقل الماركسيين اللينين و القوميين الناصريين و الاسلاميين الوهابيين و القوميين السوريين و حراس الأرز و القوميين الأكراد و القوميين الاشوريين و القوميين اللبنانيين و الاشتراكيين الجدد و الصهاينة و الفاشيين و النازيين و المعتزلة واللاادريين و المعتزين بنسبهم من قحطان و الهاربين من داغستان ؟؟
عندما يدور الحوار من حولي حول مستقبل هذه الأرض ينتقل الدوار الى رأسي فأدور حول الأرض . فأنظر إلى التسونامي و ماو تسي تونغ يجتاحان شرق آسيا و أرى بعض قبائل افريقيا يأكل بعضها لحم يعضهم الآخر إرضاءاً لالهتهم و أرى أوروبا تغرق يوماً بعد يوم في الحلم الأمريكي الذي أدرك الأمريكيون فجأة أنه كان كابوساً بعد أن شاهدوا رؤيا تحكي عن طائرات تصطدم بناطحات سحاب فيغرق العالم في بحر من دم !!
عندما استيقظ من دوار الشرق الأوسط أتذكر أن هناك ثقباً في الأوزون فوق القطب الجنوبي و رغم أن الثقوب عادةً تقوم بعملية التسريب إلا ان هذا الثقب يزيد من الاحتباس الحراري على سطح الكوكب الأزرق ..و أنه يوماً ما سيكون البحر أكبر بكثير مما هو الآن و أنه يوماً ما ستكون حياة البشر على أطراف النفايات لا العكس. و أنه في يوم قريب سأموت ..و عندها لن يسألني أحد إن كنت مسيحي أو مسلم أو ان كنت أؤمن بقضايا الثورة أو أعاديها ...عندما أموت سأعطي الحرية لهذه الأرض لكي ترتاح من ثقل ما يدور في رأسي و أنام في حضنها و تغمرني حتى الثمالة .
هناك من يتحدث عن ضرورة التغيير ..و هناك من يتحدث عن ثورة قادمة و عن نصر قريب و عن امكانية الاصلاح من الداخل , و البعض الآخر عن ضرورة الاستقواء بالخارج .....مفاهيم متضاربة و عناوين متشابهة لقضايا متضادة في الجوهر.
فوضى فكرية يعيشها السياسيون و المحللون معاً ....من يستطيع أن يفهم اللعبة ؟
عندما نقول أن السياسة هي الجغرافيا+ التاريخ يخيل لنا أن المعادلة بسيطة جداً , لكن مهلاً اذا كنا نتحدث عن السياسة السورية أو سياسات المنطقة عامةً فعن أي جغرافيا و أي تاريخ يجب أن نتحدث ؟
هل نحن نملك جغرافيا و تاريخ فقط أم اننا نملك جغرافيات و تواريخ متحاربة , و و الأسوأ من ذلك أن حروب الجغرافيا و التاريخ على أرضنا حروب مقدسة !!
إن مخيلة الشيوعي و أفكاره لا تستطيع ان تتفهم مدى أهمية مقتل الحسين و أثره على الديالكتيك المادي , و لا يستطيع القومي أن يرسم حدود دولته القومية أبداً اذا اراد أن يضع بعين الاعتبار الحقائق التي تدل عليها الحفريات المكتشفة بالتنقيب الأثري و التي تأكدها بقايا أقليات متناثرة بين الجبال و الوديان .
و لا يستطيع الاسلامي أن يحمل نفسه ذنب الخروج عن خط الأصول بأن يساير ما لا يمكن الا مسايرته .
أي نظرية فكرية سياسية اقتصادية يمكن اعتبارها صالحة للتطبيق على كامل مساحة دولة واحدة من هذه الدول المصطنعة على هذه الأرض ؟؟؟
أي نظام دولة ونظام حكم يمكن ان يكون مستقراً و متعايشاً مع رعيته في داخل حدود دولته و مع جيرانه الأشقاء منهم و الأعداء في أي دولة من هذه الدول المصطنعة على هذه الأرض ؟؟
بعد الغزو الامريكي الاخير للعراق صار من العبث الحديث عن مستقبل مختلف عما كان في الماضي لهذه الأرض ....الأرض التي هي لحد الحضارات جميعاً و مهبط الأديان السماوية و طائرات الاباتشي.
هل كان سقوط بغداد خلال ساعات أقل من ان يذكرها التاريخ صدفة ؟ هل كانت الادارة الامريكية غبية و غير مهيئة للغزو أم أن خطاها في أنها اتت لتغزو بلاد العجائب ؟ عاصمة تسقط في لحظة و من ثم عشرات الالاف من الشبان يتزنرون بالموت لقتل الامريكان و الروافض معاً ؟
هل كان على المستعمر الامريكي أن يدرس و يحلل خطب المنابر في عهد يزيد لكي ينجح في حربه ؟ أم اننا نحن من يستخرج من تاريخه ما يريد حين يريد لكي يفعل ما يريد ؟
أي أرض هذه التي عليها أن تحمل و تتحمل فوق وجهها العجوز ثقل الاسلام و المسيحية و اليهودية و مشتقاتها من دروز و مجوس و بهائيين و علويين و موارنة و يزيديين و شهود يهوه...الخ؟
اي أرض هذه التي عليها أن تتحمل فوق وجهها العجوز ثقل العرب العاربة و المستعربة و الأكراد و الاشوريين و السريان و التركمان و الشركس و الأرمن و يهود اوكرانيا و الحبشة و....الخ؟
أي أرض هذه التي عليها أن تتحمل فوق وجهها العجوز ثقل الماركسيين اللينين و القوميين الناصريين و الاسلاميين الوهابيين و القوميين السوريين و حراس الأرز و القوميين الأكراد و القوميين الاشوريين و القوميين اللبنانيين و الاشتراكيين الجدد و الصهاينة و الفاشيين و النازيين و المعتزلة واللاادريين و المعتزين بنسبهم من قحطان و الهاربين من داغستان ؟؟
عندما يدور الحوار من حولي حول مستقبل هذه الأرض ينتقل الدوار الى رأسي فأدور حول الأرض . فأنظر إلى التسونامي و ماو تسي تونغ يجتاحان شرق آسيا و أرى بعض قبائل افريقيا يأكل بعضها لحم يعضهم الآخر إرضاءاً لالهتهم و أرى أوروبا تغرق يوماً بعد يوم في الحلم الأمريكي الذي أدرك الأمريكيون فجأة أنه كان كابوساً بعد أن شاهدوا رؤيا تحكي عن طائرات تصطدم بناطحات سحاب فيغرق العالم في بحر من دم !!
عندما استيقظ من دوار الشرق الأوسط أتذكر أن هناك ثقباً في الأوزون فوق القطب الجنوبي و رغم أن الثقوب عادةً تقوم بعملية التسريب إلا ان هذا الثقب يزيد من الاحتباس الحراري على سطح الكوكب الأزرق ..و أنه يوماً ما سيكون البحر أكبر بكثير مما هو الآن و أنه يوماً ما ستكون حياة البشر على أطراف النفايات لا العكس. و أنه في يوم قريب سأموت ..و عندها لن يسألني أحد إن كنت مسيحي أو مسلم أو ان كنت أؤمن بقضايا الثورة أو أعاديها ...عندما أموت سأعطي الحرية لهذه الأرض لكي ترتاح من ثقل ما يدور في رأسي و أنام في حضنها و تغمرني حتى الثمالة .