-
دخول

عرض كامل الموضوع : حزب الله يقاتل اليهود


شاطئ البحر
25/08/2006, 23:17
محاولة للاستنتاج .. ولا تثريب



خريطة الموضوع :
1- مختصر الأحداث.
2- ما حزب الله ؟.
3- متى يقع الكفر على المعين ؟.
4- هل نؤيد حزب الله ؟.
5- مخطط فارسي، أم صيهوني ؟.
6- تراشق !!.
7- نقد لا يوقد حربا.



* * *



1- مختصر الأحداث.
حزب الله يقاتل اليهود.
حزب شيعي يتصدى لدولة إسرائيل.
يرميها بصواريخ الكاتيوشا، ذات التأثير الضعيف؛ حيث يطلق المائة، فلا تقتل إلا واحدا أو اثنين، وأحيانا لا شيء. وقد تتلف بعض الأبنية، وهي تثير الرعب في اليهود، وتشفي بعض ما في الصدور.
أما اليهود فإنهم دمروا لبنان، كما لم تدمر من قبل، وقتلوا المئات من: الأطفال، والنساء، والشيوخ، والضعفة، وشردوا مئات الآلاف من بلدانهم. والكل شاهد هذا.
فهذا القتال حقيقي، لا شك ولا ريب. والدليل: القتل، والدمار، والنزوح الجماعي.
اليهود يدعون أن قضيتهم عادلة؛ يقاتلون من أجل استرداد أسيرين أسرهما حزب الله.. بينما الوقائع تؤكد أنها حرب مبيتة، مخطط لها، ضحيتها شعب لبنان، وأرض لبنان، والمنطقة كلها.

وقف منها العالم مواقف:
- فمنهم المراقب المتفرج، الذي لا يأبه لما يحدث، فمنها دول كبرى، ومنها صغرى.
- ومنهم المشارك المعين، الممتنع والرافض إيقاف الحرب، المفشل لكل خطة في هذا الصدد.
- ومنهم المتأسف، يدعو لوقف الحرب، لكنه مكبل، لا يقدر على شيء.
- والمسلمون منصرفون عن الأمر، حتى إنهم لم يجتمعوا لأجل هذا البلد المسلم.
ثم إن كثيرا من أهل السنة، علماء وعوام، خرجوا مؤيدين، مساندين حزب الله، فكتبوا، وتظاهروا، ونددوا بالعدوان. وثمة منهم من أبدى رأيا معارضا في هذا الحزب؛ منع من تأييده، وحث على التنبيه على مخالفاته للإسلام والسنة، لاعتبارات: عقدية. تاريخية. واقعية.
هذه خلاصة هذا الحدث. وما يعنينا هنا هو: محاولة حسم هذا الخلاف، وتوضيح المواقف.

* * *

2- ما حزب الله ؟.
حزب الله طائفة شيعية:
- اثنا عشرية؛ نسبة إلى اثني عشر إماما من آل البيت، ينتسبون إليهم.
- إمامية؛ لقولهم بأن الإمامة ركن الدين.
- جعفرية؛ نسبة إلى الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين.
أهل السنة يسمونهم: رافضة. وهم يرفضون هذه التسمية.
فهم في الاعتقاد موافقون لشيعة إيران، والمعروف السائد: أنه صنيعة إيران، وهو الممول والموجه له.

وهذه نظرة لجملة من أصول الاعتقاد عند الشيعة الاثني عشرية، التي لا يزالون يؤمنون بها:

أولا: الإمامة ركن الدين الأعظم.
الإيمان بالإمام جزء من عقيدتهم، وركن أساس من أركان الدين، ومن أصبح بلا إمام فهو ضال.
ويرون بطلان إمامة من تقدم عليا رضي الله عنه، وأنه كان الأحق بها نصا، لولا أنها سلبت بمؤامرة دبرها أبو بكر، وعمر رضي الله عنهما. كذا قالوا .!!.

ثانيا: تصورهم للإمام ووظائفه.
يعتقدون في الأئمة أنهم أشخاص غير عاديين، كانوا قبل العالم، أنوارا، ولهم ولاية تكوينية.
فالإمام مهيمن على شؤون الكون، ومجرياته، والكل خاضع له، ويعلم أمور الغيب، وهو معصوم من الخطأ، في كل أفعاله، وأقواله، ونتيجة لذلك: فإنهم يسألونه حوائجهم، ويستغيثون به في الكرب.
فاعتقادهم هذا في الأئمة أوقعهم في أعمال شركية، في الدعاء، وعند القبور، كما في النجف وكربلاء، وكما سمع الناس وشاهدوا في القنوات الفضائية، من استغاثة عوام الشيعة المهجرين في لبنان بالحسين وزينب، من إجرام اليهود الصهاينة.
والشيعة لا يخفون هذا، بل ينظرون له، ويبررون له، كما حدث وشاهد وسمع الجميع في مناظرات المستقلة، التي كانت عن التجديد، بين الشيخ عدنان العرعور وحسين الأسدي؛ الذي كان يشرعن ويحسن دعاء الحسين والاستغاثة به من دون الله تعالى.

ثالثا: قولهم بالتقية.
التقية معناها عندهم: كتمان الحق، وستر الاعتقاد، ومكاتمة المخالفين؛ أي عدم الإفصاح لهم.
هذا المبدأ أساس علاقتهم بأهل السنة بالأخص، ويروون فيه آثارا منسوبة إلى جعفر الصادق، كقوله:
- "تسعة أعشار الدين في التقية".
- "لا دين لمن لا تقية له".
- "التقية ديني ودين آبائي".
- "من صلى وراء سني تقية، فكأنما صلى وراء نبي".

رابعا: تحريف القرآن.
المعروف عنهم قولهم: أن القرآن محرف، أسقطت منه بعض السور، وكثير من الآيات في فضائل آل البيت، والأمر باتباعهم. وقد اتهموا الصحابة بفعل ذلك. وأن القرآن لم يجمعه كله إلا الأئمة، وأنه مثل هذا القرآن ثلاث مرات، ليس فيه منه حرف واحد. وقد ألف حسين بن محمد النور الطبرسي كتابا سماه: "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب".
هناك فئة نفت التحريف منذ فترة مبكرة، في القرن الرابع والخامس، وهذا ما يردده المعاصرون، إلا أنهم لا يقولون بكفر من يقول بالتحريف؛ أعني كفر الفعل لا الفاعل. وهذا ما حمل جمعا من السنة على تلقي هذا النفي بكثير من الحذر، بل وعدم الاطمئنان في أحيان عديدة.

خامسا: تكفير الصحابة، ورد السنة.
ادعوا على الصحابة: أنهم اغتصبوا الإمامة من علي رضي الله عنه. وعليه فقد نصوا على تكفيرهم إلا جماعة، منهم: علي، وأبو ذر، وسلمان.
وطائفة من المعاصرين يجتنبون تكفيرهم، لكن يضللونهم. ففي كل حال عندهم: الصحابة ضالين.
وعليه: فإنهم يردون السنة؛ كونها جاءت من طريق الصحابة رضوان الله عليهم.

سادسا: مخالفتهم لأهل السنة.
هذه المخالفة مسطرة في كتبهم، ويكفي دليلا على أن المخالفة بين السنة والشيعة عقدية، أصلية:
- اتخاذ الشيعة بيوتا للعبادة غير المساجد، سموها بالحسينيات، يضاهون بها بيوت الله تعالى.
- واتخاذهم بقعا كالنجف وكربلاء، ضاهوا بها البيت الحرام حرمة، وشرفا، بل زادت، يحجون إليها، ويتخذونها أعيادا، ومناسك.
فهذه جملة من الأصول التي يخالف فيها الشيعة - وحزب الله من هذه الطائفة - أهل السنة.
وبها يتضح أن الخلاف كبير، وفي الأصول، وعلماء السنة متفقون على:
- أن القول بتحريف القرآن، كفر مخرج من الملة.
- وأن دعاء غير الله تعالى شيئا لا يقدر عليه إلا الله تعالى، كفر مخرج من الملة.
- ونسبة تصريف الكون وتدبيره إلى مخلوق، كفر مخرج من الملة.
- وادعاء أن أحدا يعلم الغيب المطلق، كفر مخرج من الملة.

كما أنهم متفقون على:
- الترضي عن الصحابة جميعا، وتعديلهم، وأنهم خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
- وأنه لا بيوت للعبادة غير المساجد، ولا يحج ولا يعظم سوى مكة، ثم المدينة والأقصى.
فهؤلاء إذن وقعوا في أعمال تخرج من الإسلام بالكلية، لكن المسألة المهمة هنا، هو:
- هل الشيعة كلهم وقعوا في هذه الأمور ؟.
- وهل الذين وقعوا أقيمت عليهم الحجة، حتى يكفروا بأعيانهم ؟.

* * *

3- متى يقع الكفر؟.
أما عن الأول:
فمن الصعب أن يقال: كل شيعي، هو يعتقد تلك المعتقدات.
إن ذلك لا يثبت إلا بمعرفة ما لدى كل شيعي:
- فالشيعة طوائف، قد تختلف فيما بينها، وإن اشتركت في أكثر الأصول.
- وأكثر الشيعة أخذوا تشيعهم وراثة. لا يدركون كثيرا من أصوله، وتفاصيله.
- ومن الشيعة من لا يؤمن بتلك المعتقدات أصلا، أو بكثير منها، إما فطرة، وإما لاطلاعه على فسادها، ومعرفته بالحق، لكنه يكتم إيمانه، خشية وخوفا.
ولذا فلا تثبت هذه المعتقدات لأحد منهم، إلا بإثباته على نفسه؛ بتصريح منطوق، أو مكتوب.
وبما أنه لم يحصل مثل هذا الإثبات والإقرار لكل فرد شيعي، فالقول الموافق لأصول الحكم على الآخرين: عدم الحكم على كل شيعي بنسبة تلك المعتقدات إليه، بمجرد انتسابه إلى طائفة الشيعة.
والموافق للأصول أيضا: الحكم على: الأفكار، والمعتقدات، والحزب والطائفة. من خلال: المؤلفات، والتصريحات، ونحو ذلك. التي تبين المذهب والاتجاه. فيقال: هؤلاء المنتمون لهذا الحزب، أو المنضوون تحت هذا اللواء.. هذه معتقداتهم.
فيكون حكما عاما، أما الخاص فيحتاج إلى زيادة فحص ودراسة. فالحكم على الأعيان بحكم ما: كالكفر، أو البدعة، أو الفسوق. لا يكون إلا بعد إقامة الحجة؛ بإثبات الشروط وانتفاء الموانع.

أما عن الثاني:
فالذي يمكن قوله: أنه ليس كل شيعي أقيمت عليه الحجة، لأسباب، منها:
1- تقصير أهل السنة في إيصال الحق إليهم.
2- تجهيل رؤوس ومشايخ الشيعة لعوامهم، وضرب نوع من الحصار العلمي عليهم.
3- تربية العامي منهم منذ الصغر على كره أهل السنة، حتى يتطبع به، بعد أن يفهّم زورا وافتراء أن أهل السنة يكرهون أهل البيت، ويعادونهم.
4- ربط المذهب الشيعي بتكتلات قبلية، أو اجتماعية، أو أسرية؛ ليتعذر على من عرف بطلانه الخروج عنه، خشية من منافرة تلك التكلات، وهذا لا يقوى عليه كل أحد، مما يولّد أناسا يبطنون السنة، ويظهرون التشيع.
فهم في الأعذار بين: جاهل جُهّل عمدا، ومن لبّس عليه فلم يعرف الحق، ومكره يكتم إيمانه.
وفي هذا الحال من الظلم تكفير كل واحد منهم، قبل معرفة ما لديه من قول وعذر.
فهم مسلمون من حيث العموم؛ لأنهم يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويصلون إلى القبلة، ويؤمنون بأركان الإسلام، والإيمان في الجملة ابتداء. فيثبت لهم بها اسم الإسلام.
أما ما يقعون فيه من الشركيات والكفريات، فقد يعذرون للموانع الآنفة، فالله تعالى رحيم لا يؤاخذ الناس بما جهلوا، أو ضلوا فيه عن غير عمد، أو أكرهوا عليه.
ومن أوجب الواجبات على أهل السنة: تبصيرهم بالحق، ونقض الشبهات التي تزرع في عقولهم، وإزالة تشويه السنة من نفوسهم.

* * *

يتبع.....

شاطئ البحر
25/08/2006, 23:21
النوع الثالث: التأييد المثالي.
وهو أعلى أنواع التأييد. فهل هذا النوع يفضي إلى شيء من المفاسد ؟.
هذا النوع يكون: بإعلان المساندة، وبالدعم المالي، وتمني النصرة والدعاء، والقتال. وإذا تذكرنا:
- أنهم مسلمون، وهم مظلومون، يقاتلون عدوا ينكلون به.
- والأرض إسلامية خالصة، والدفاع عنها واجب، بكل ما يستطاع.
- وثمة هدف لإيقاع المنطقة في حرب أهلية، ودينية، بقصد الهيمنة.
فكل هذه أسباب مشروعة للتأييد المثالي.
وقتال السنة إلى جنب الشيعة عدوا مشتركا ليس بجديد على التاريخ الإسلامي، فقد كان سيف الدولة الحمداني يقود الجيوش الإسلامية في حرب الروم، وهو شيعي إمامي. فالقتال هنا ليس لحساب جهة ما، إنما لأجل الأرض أنها إسلامية، حصل العدوان عليها. فلنذكر هذا جيدا !!.
وأما المفاسد التي يخشى منها، وهي: التلبيس على الحق، وتشيع السنة. فذلك يمكن الاحتماء منها بالطريقة التي ذكرت سابقا، وهو البلاغ، البيان، والدعوة. فهذه لا تنقطع أبدا، ولو توقفت لوقت.

وأما عن المخطط الفارسي، فهذا إن ثبت صلته بهذا الحدث (= الحرب بين حزب الله وإسرائيل)، فكذلك يدفع بالبيان، والبلاغ، وإيضاح الأمور بحقائقها؛ أي يكون العمل على أصعدة:
- تأييد المقاومة، لأنها تحمل كثيرا من أسباب التأييد.
- فضح المخطط الفارسي، وعدم السكوت عنه، وتحذير المسلمين منه.
- العمل المضاد؛ لإفشال هذا المخطط، مثل دعوة الدول السنية الكبرى أن يكون لها دور موازٍ للدور الإيراني؛ تأثيرا، وتخطيطا، ومنعة.

* * *

5- مخطط فارسي، أم صهيوني ؟.
وجود مخطط فارسي للهيمنة في المنطقة أمر معروف لكل: مراقب، ومحلل، وسياسي.
فالإشارات والعلامات لا تخفى:
- بدءا باحتلال الجزر الإماراتية الثلاثة.
- ثم السعي لامتلاك السلاح النووي.
- إلى التدخل في العراق، ومحاولة صياغتها لتكون مقاطعة تابعة.
- واختراق سوريا ونشر التشيع فيها بشكل غير مسبوق.
- والقدرة على تحريك السلم والحرب في لبنان.
- ثم مناوراتها الاستعراضية في الخليج العربي.
كما لا يخفى على متابع، الخطة الخمسينية، التي صدرت عن الدوائر الإيرانية؛ للهيمنة والتسلط على منطقة الشرق الأوسط، وكل ما حدث بعد ذلك من تحركات إيرانية ، إنما تصب في صالح هذه الخطة وتنفيذها. فالثورة في حالة تصدير حتى هذا الوقت، لكن في صورة مغايرة للبدايات، حيث الشعارات الثورية، والحروب، والإثارة. هي اليوم تمضي في خطى أكثر تأثيرا، بعد أن تعلم قادة الثورة من الدرس، فقلبوا المعركة من نطاق الثورة إلى الفكر، والسياسة، والتخطيط البطيء الطويل.

والمخطط الصهيوني كذلك ثابت، لا يجهله أحد، فهو معلن بالقول وبالفعل:
- فدعوات الشرق الأوسط الكبير، والجديد.
- واحتلال أفغانستان والعراق تحت ذريعة الحرب على الإرهاب.
- وتهديد سوريا المستمر، ومحاولة إخضاعها بالقوة.
- وضرب المقاومة في فلسطين ولبنان.
أمور يتبين ما وراءها، فالصهيونية لها غرض الهيمنة المطلقة على المنطقة.
فالمخططان ثابتان، والسنة العرب بالأخص معنيون بهذه المخططات، التي تحاك ضدهم.
وليس المهم سرد تفاصيلهما، إنما معرفة أيهما المرتبط بهذا الحدث؛ الحرب بين حزب الله واليهود ؟.
فإذا أخذنا في الاعتبار سرعة رد إسرائيل، ودخوله الحرب مباشرة بعد أسر الجنديين، وتلقيه من الدعم التام والمساندة التامة من الولايات المتحدة الأمريكية، ودخول الأخيرة الحرب بصورة واضحة هذه المرة، بإفشالها كل المساعي لوقف إطلاق النار، كما حدث في مؤتمر روما ومجلس الأمن، بل وإصرارها العلني على مواصلة الحرب. ومهما كان من انحيازها لإسرائيل في السابق، إلا أنها لم تبلغ هذه الدرجة، فقد كانت هذه المرة في صورة الذي يقود المعركة، ويحرك الآلة العسكرية الإسرائيلية.
كل هذه دلالات على أن الحرب مبيتة، مخطط لها سابقا، اختير لها هذا التوقيت، واتخذت حادثة أسر الجنديين كذريعة مبررة.
وإذا أضيف لها الحرب التي سبقت ضد الفلسطينيين، بالذريعة ذاتها؛ تخليص الجندي الأسير، فبها يعلم أن المقصود هو: القضاء على كل أشكال المقاومة ضد إسرائيل، ووضع نهاية لها. لترتيب المنطقة من جديد، ضمن مشروع هيمنة صهيونية مطلقة.

وإذا انتقلنا إلى المقابل، فالسؤال الذي يرد هنا:
لم بادر حزب الله إلى أسر الجنديين في وقت، كانت فيه إيران تواجه معضلة إحالة ملفها النووي إلى مجلس الأمن، لتواجه عقوبات الحصار الاقتصادي، والسياسي، والعسكري..؟.
هل كان لأجل صرف الأنظار عن هذا المشروع زمنا، تستطيع فيه إيران إتمام مشروعها؛ ليصبح واقعا، تضطر الدول الكبرى للتعامل معه على هذا الأساس؛ لتعطى الوصاية على المنطقة، مقابل ضمانها مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
إن لإيران الدور الأول في بروز هذا الحزب، وبقائه. فهي الممد له بالعون والمال، والعتاد، والرجال أيضا، والحزب يرجع إليها، ويعتد بمرجعيتها.
ودخوله في هذا الحرب، مع ملكه لهذا الكم الهائل من الصواريخ، الجاهزة، فيه دلالة على استعداده لحرب قريبة، فهل كان على علم بأن إسرائيل ستبادر إلى الهجوم والقتال، ليعد عدته، أم كان يعد العدة ليجرها إلى حرب مشغلة ؟.
فالحدث قد يرتبط بهذا أو ذاك، وارتباطه بالأول أظهر، لعلانية التصريحات، ووضوح المواقف الأمريكية الإسرائيلية. وارتباطه بالثاني أخفى؛ لغموض الموقف الإيراني وحزب الله وعدم تصريحهم بطبيعة العلاقة بينهما في هذا الحرب.
وفي هذا المقام، يستحضر المعارضون الثورة الإيرانية، وما وقع فيها من نكث الشيعة بوعودهم للسنة، بعدما شاركوهم الثورة، وما تلاه من اضطهاد السنة، حتى إن طهران لا يوجد فيها مسجد واحد إلى اليوم. وقد فرح كثير من السنة بالثورة وأيدوها، قبل أن تتبين لهم أهدافها الثورية الفارسية.
وهم يخشون أن يكون هذا الحدث، وهذا التأييد تكرارا للصورة نفسها، دون اعتبار ولا اتعاظ.

يتبع...

شاطئ البحر
25/08/2006, 23:23
والذي يبدو أن الحدثين مختلفين:
- فالثورة كانت انقلابا على الحكم، وأي مساندة للانقلابيين فإنها تعني تمكينهم من الحكم والسلطة، وهذا ما حدث بعد ذلك.
- أما هذا الحدث فليس انقلابا، بل أرض إسلامية اعتدى عليها الكافر، فدمرها وقتل المسلمين فيها، وهجر مئات الآلاف.
فاختلفت الصورتان، فلا يصح قياس هذا على هذا إذن.
فالتأييد غايته: غوث المظلوم، ودفع الظلم، والنكاية بالعدو، وإفشال المخطط الصهيوني، وتحرير الأرض. وهذا الهدف واضح، والمصلحة ظاهرة. أما التسلط الفارسي، فهو وإن لم يكن خافيا على أحد، فربطه بهذا الحدث خفي غير جلي، ويمكن تلافي المفاسد بخطوات أخرى، غير منع التأييد، كما مر سابقا.
وهكذا من خلال هذا التحليل والدراسة، نجد الجواب لكل دليل معارض:
- فالتأييد الدفاعي لا يختلف عليه أحد.
- والتأييد الصامت، يمكن بالصمت المؤقت.
- والتأييد المثالي، فلأجل الأرض الإسلامية، والمسلمين الضعفاء.
وما يخاف من المفاسد، فيمكن دفعها بالعمل المضاد، ليس فقط بالامتناع عن التأييد، فهذا هو المنهج العملي في مثل هذه القضايا، وهذه هي المرونة في الحركة، والعمل، والإصلاح.

* * *

6- تراشق !!.
اختلف الناس في هذه القضية، وقال كل رأيه، ثم بدأ التراشق بين الطرفين ؟!!.
فالمؤيدون نعتوا المخالفين لهم: بأنهم في أوهام، لا يدركون أبعاد السياسة، مستغرقون في التحليل العقدي، لديهم تأزم نفسي، ينظرون بمنظار ضيق غير شمولي، يلجئون إلى التاريخ، لا يرون العالم إلا من خلال عقائدهم، وأنهم وحدهم على الحق.
وغير المؤيدين ينعتون المخالفين: بأنهم ما وعوا الدرس، ولم يتعظوا بما سبق، وما يحدث في العراق، وأن هذا من تمييع الحق، وتمكين الأعداء. وأنه كان الأولى بهم السكوت إذ لم يدركوا أبعاد المؤامرة.
ولو تريث الفريقان، لوجدوا المبررات صحيحة من الطرفين.
وهي متقابلة، تحتاج إلى موازنة؛ لترجيح الصواب منها، وطرح الأخرى.!!!.
وحقيقة المشكلة لدينا: أن الترجيح يأتي دائما بالظن، لا بالدراسة، والتتبع، والفحص!!
ومن حاول الدراسة، فدراسته فردية، لا تقوم بها مؤسسات مختصة بالشئون السياسية، وهذا أمر يفتقر إليه أهل السنة، فلو كانت لديهم لجان ومؤسسات مختصة بدراسة السياسة الإيرانية خصوصا، والشيعة عموما؛ لأسعفت بدارساتها، حيال هذه الأحداث، الباحثين والعلماء، مما يمكّنهم أن يبنوا عليها حكما شرعيا مؤصلا، قريبا من الصواب، إن لم يكن الصواب نفسه.
لكن في مثل هذه الأوضاع المختلطة التي نعيشها، من غياب الهوية السنية، الجامعة لنشاطات السنة، المحققة لمصالحهم، فإن الجهود الفردية ستحل محلها. ترافقها مشكلة أخرى هي: عدوان الخائضين بعضهم على بعض، بالتسفيه، والطعن، والاستهجان، والاستخفاف، وكل ذلك ينافي أخوة الإسلام. وهكذا تجدنا في كل مسألة نازلة طارئة، نختلف اختلاف الخصوم والأعداء.

فلو أننا إذ فاتنا العمل والنشاط المؤسسي، تراحمنا فيما بيننا، فأظهرنا جدلا محترما:
- يتبع أصول الحوار وآدابه، بطرح الأدلة، وتتبع المستندات، ودراستها، وتحليلها، واعتبار ما يمكن اعتباره، وطرح ما يمكن طرحه.
- مستخدمين في ذلك أدوات الترجيح بمنهجية علمية، من: ثبوت دليل، وصحة دلالة، ومناسبة للواقعة، وقياس صحيح. واعتبار الزوايا الأخرى، من: سياسية، واقتصادية، وتاريخية..
- وكل داخل في الجدل لديه القدرة والاستعداد على إعادة النظر في رأيه. لا، بل الرجاء في أن يجد الحق عند صاحبه؛ ليعمل به.
لكان في هذا تعويضا عن الفراغ الكبير، الذي تركه العمل المؤسسي في بنية الحركة السنية، ولكان فيه بديلا عن العمل الجماعي، لكننا أبينا إلا أن نجعلها كما قال القائل: "حشفا وسوء كيلة". ؟!!. فكل معجب برأيه، ولا يملك لأخيه إلا لسانا شديدا، شحيحا على الخير ؟!!.
نحتاج إلى أن تعلم أصول الحوار، والبحث، والمناظرة، والجدل بالحكمة، والموعظة الحسنة. ولا أكاد أستنثي. فالكل، إلا القليل، وقع في هذا الخطأ؛ الطرفان كلاهما.
* * *
- إذا أتى المؤيد بمبرر فيه: أنهم مسلمون. قال المعارض: لكنهم مخالفون في أصول من العقيدة.
- وإذا قال الأول: إنهم مظلومون. قال الآخر: لكنهم يعتدون ويظلمون السنة.
- وإذا قال: إنهم ينكلون باليهود. قال: لكن لهم مخطط للهيمنة.
وهكذا كل يذكر قضية صحيحة، يقابلها الآخر بأخرى مثلها. وليست نقطة الخلاف في هذه الأمور، إنما في المقابلة بينها، والموازنة، ثم الترجيح. فإن ثبت: أن تأييدهم ينفع فما المانع من تأييدهم ؟.
وإذا ثبت العكس: أن تأييدهم يضر، فلم نؤيد عملا فيه ضرر علينا ؟.
فكما رأينا المسألة، ليست محسومة ابتداء، كما جهد الفريقان على تصويره، بل هي مشروطة، والفقه كل الفقه، في إدراك هذا الشرط، إثباتا أو نفيا. فمتى ثبت الشرط، أو انتفى فعلى المخالف التراجع.
وهذا الكلام متعلق بهذا الحدث، وحكم الحدث المعين لا يعمم، وإن كانت أطراف الصراع هي نفسها، فإن وحدة الأطراف لا يلزم منها وحدة الحكم، وإلا لما جاز للمسلمين أن يحاربوا الكافرين تارة، ويصالحوهم تارة، ويهادنوهم تارة.
والحقيقة أن ترجيح أحد القولين على الآخر، فيه كثير من المغامرة، لغموض جوانب من القضية، وعدم توفر المعلومات الصحيحة، بصورة واضحة، لأسئلة حاسمة في الموضوع.

فلو أخذنا قضية الهيمنة الفارسية، وهي حقيقة في أصلها، وإنما البحث في ارتباطها بهذا الحدث، ففي ارتباطها تتعارض الأدلة وتتقابل؛ فالتأييد يقوم على نفي الارتباط، وأدلته ما يلي:
1- أنهم مسلمون، مظلومون، يقاتلون عدوا للإسلام والمسلمين.
2- أن الحزب والشيعة لم يكونوا يتوقعون هذا الرد من إسرائيل، ولو عرفوا ما أسروا؛ لتكون عقوبتهم: تدمير قراهم بالكامل، وتهجير أتباعهم كلهم إلا قليلا.
3- أنه من الواضح من إصرار أمريكا على استمرار إسرائيل في القصف والعدوان: أنها حرب مبيتة؛ لخلق منطقة جديدة، سموها شرق أوسط جديد.
فهذه إشارات وعلامات تنفي: أن تكون مخططا فارسيا. ومن ثم فلا خوف من أطماع إيرانية شيعية، وإن كان من مبررات عدم التأييد ما هو قائم (= تضيع الحق، وتشيع السنة؛ إعجابا ببطولات حزب الله). فيبقى مبرر، ويسقط مبرر، ويمكن علاج المبرر القائم ببيان الحق بلطف وترفق، بالتأييد مع الأشعار أنه لأجل منع الظلم، ومنع الاحتراب بين السنة والشيعة، وليست شهادة على حسن المعتقدات، أو الثقة الكاملة.

وفي المقابل تقوم فكرة المعارض على تأكيد الترابط بينهما، وأدلته ما يليب:
1- أن الحزب والشيعة نالوا ثقة الناس، وإعجابهم، وهذا مكسب كبير لهم، فهذه الحرب أفادتهم كثيرا، ويمكن لهم أن يسخروه في مخططاتهم.
2- أن هذه الحرب صرفت الأنظار زمنا عن مشروع إيران النووي، التي هي ماضية فيه.
3- أنها فتحت جبهة جديدة، وثغرة في جدار دولة إسرائيل، وقد تضطر معها أمريكا لاحقا إلى التفاوض مع إيران وحزب الله لإيقاف الحرب؛ الذي دمر اقتصاد إسرائيل، وهجر كثيرا من شعبها، وفق صفقة يكسب منها حزب الله موقعا أقوى في لبنان، وإيران موقعا أقوى في المنطقة، وهذا غير مستبعد في عالم لا يعرف إلا لغة القوة، وفي السياسة لا مانع من خضوع قوة كبرى لأخرى أضعف منها، إذا أدركت أن لها مصالح لا تتحقق إلا بنوع من الخضوع المؤقت، والولايات المتحدة تميل إلى الشيعة أكثر من ميلها إلى السنة، ولا يستبعد مثل هذا الحدث.
فهذه إشارات وعلامات تثبت مخاوف المعارضين للتأييد، وهي ليست محض خيال، فعلى المؤيدين أن يتأملوها مليا، ويدرسوها جليا.
والمهم هنا ليس الترجيح وحده، إنما أيضا التأكيد: على أن كل فريق عليه أن يفيد من الآخر، فالواضح أن كلا عنده شيء، ليس عند الآخر، فمن جمع جمع، ومن فرق تفرق.

* * *

7- نقد لا يوقد حربا.
بقيت الإشارة إلى مسألة طرقت ضمن أهداف المؤيدين التأييد، هي: أن بالتأييد نمنع الشحن الطائفي، والاحتراب بين المسلمين.
وبعيدا عن هذا الحدث الذي نحن بصدده، فهذه المسألة تحتاج إلى نظر وتأمل؛ فالمفهوم الواضح، الذي لا يراد غيره: أن نقد الشيعة وبيان مخالفاتهم، وأفعالهم يفضي حتما إلى احتراب بين السنة والشيعة.
وهذه نتيجة لا يسلم بها..!!.
فلو كان كل نقد عقدي يفضي إلى احتراب، لوجدتَ كافة فرق النصارى محتربة، وكافة فرق اليهود كذلك، وديانات الهند، وكذا الدول المتعددة الديانات. لكن ذلك لم يكن لازما، وإن كان حدث في وقت من الأوقات، إلا أنه لم يكن لمجرد الاختلاف، بل لأن هنالك عناصر كانت تحرض على الاقتتال. فعلم من ذلك: أن النقد العقدي والفكري المجرد من دون تحريض، سيقف عند مجرد النقد، والتخطئة، بل والتضليل. لكن لا يصل إلى الاقتتال والاحتراب، ما لم ينشأ عنصر يحرض على ذلك.
وهذا ما نريد قوله: نقد وتخطئة، لكن من دون تحريض على عنف، حتى ما دون القتل. فليس ثمة طريق للإصلاح، سوى البلاغ، قال تعالى: {وما على الرسول إلا البلاغ المبين}.
ومن العجيب: أن الذين يطالبون بالكف عن الكلام في معتقدات الشيعة نقدا، أو غيرهم، بدعوى الكف عن الشحن الطائفي، والاحتراب. تجدهم في مقام آخر: مدافعين عن حرية الرأي، وإبداء وجهة النظر في أفعال الآخرين، تصويبا أو تخطئة، بل وتضليلا، ما دام أنه لم يتجاوز إلى العنف.
يقولون هذا في كافة الأمور، فإذا ما جاءوا إلى الاعتقاد والدين، طالبوا بالكف، حتى لا تحدث فتنة، وكأن الفتنة لا تكون إلا مع النقد الديني، دون سائر النقود ؟!!.
والحق: أن الإنسان، والمسلم والسني من باب أولى، لا يحب القتل والقتال، والعنف والعدوان، ويدفعه ما استطاع، بكل الحيل والوسائل، كما أن كل مؤمن يحب الله تعالى، فهو لا يرضى أن يسكت عن ضلال الناس، بعد أمر الله تعالى له أن يبلغ الناس الحق، الذي تعلمه، وهو سائله عنه.
فهو يعمل على الجمع بين الأمرين: تبليغ الحق الذي معه، وإن أغضب ناسا وأسخطهم، رحمة بهم، وقياما بالحق الذي أوجبه الله عليه؛ وفي الوقت نفسه لا يتخذ هذا التبليغ والتصويب لأخطاء الآخرين ذريعة إلى التحريض على الاحتراب والقتال.
كلا، بل قدوته في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يبلغ: الأمم، والأقوام، والأفراد دين الله تعالى، دون عدوان، أو قتال، إلا إن اعتدي عليه.

* * *

يتبع ....

شاطئ البحر
25/08/2006, 23:25
4- هل نؤيد حزب الله ؟.
هذا السؤال لم يكن ليطرح لولا التباين بين السنة والشيعة في: المعتقد، والتاريخ، والمصالح.
والقسمة المتوقعة والواقعة هنا هي: التأييد، وعدم التأييد.
- فالقول بالتأييد يرتكز على مبررات:
o الأول: أنها أرض إسلامية اعتدي عليها. والدفاع عن الأرض واجب.
o الثاني: أنهم مسلمون؛ فهم يشهدون الشهادتين، وأهل قبلة. والمسلم له النصرة.
o الثالث: أنهم ظلموا بالعدوان الإسرائيلي. والسعي في إزالة الظلم واجب.
o الرابع: أنهم يقاتلون أكبر أعداء الإسلام والمسلمين. والتنكيل بالعدو مطلب.
o الخامس: إفشال المخطط الصهيوني بإيقاع حروب بين أبناء المنطقة، بقصد الهيمنة.

- والقول بعدم التأييد يرتكز كذلك على مبررات:
o الأول: التباين العقدي.
o الثاني: صون دماء أهل السنة وأموالهم من عدوان الشيعة، إذا ما قدروا عليهم.
o الثالث: إفشال المخطط الفارسي الصفوي للهيمنة على المنطقة.
وقبل الخوض في دراسة هذه المبررات واختبار ثبوتها من عدمه، من المطلوب تحديد مفهوم التأييد.

التأييد هو الدعم والمساندة، فالمعاني المحتملة للتأييد يمكن تقسيمها حسب ما يلي:
- أولا: التأييد الدفاعي. وذلك برفض العدوان، والسعي في إيقافه، وغوث المنكوبين.
- ثانيا: التأييد الصامت. وذلك بالسكوت عن المخالفات العقدية، والتجاوزات العملية.
- ثالثا: التأييد المثالي. وذلك بتمني انتصارهم، والدعاء لهم، ومدهم بالمال، والقتال معهم.
وبالنظر إلى هذه المعاني، فلو أخذنا مبررات المؤيدين، فإنها بمجردها، مسوغة، لا بل موجبة؛ فلا يطلب للتأييد أكثر من كون المؤَيد:
- مسلما، مظلوما، يقاتل عدوا للإسلام والمسلمين ينكل به، ويشفي صدور المجروحين.
- والأرض المعتدى عليها إسلامية خالصة.
- والمقصود إفشال خطط الصهيونية للهيمنة الكاملة على المنطقة.
وكل هذه المبررات موجودة في حرب حزب الله لليهود. فإذا حكمنا بالنظر إلى هذه المبررات مجردة، فالتأييد واجب.
ولو أخذنا مبررات المعارضين، فإنها أيضا بمجردها صحيحة، مسوغة، لا بل موجبة لعدم التأييد، فأي فائدة من تأييد يفضي إلى: التلبيس على الحق، وتشيع السنة، وتسلط الشيعة الفرس.
فأولها التباين العقدي، وهو ثابت كما تقدم بيانه، ومن قال غير هذا، فيحتاج أن يدرس كتب الشيعة والسنة عبر القرون، ومواقف بعضهم من بعض، ولوضوح التباين، فلا نحتاج أن نشغل أنفسنا بالرد على المنكرين؛ إذ إنكارهم الواضحات أمر معيب !!.
فالتباين العقدي مع التأييد يفضي إلى: التعمية عن الحق، وتشيع السنة؛ إذ التأييد والحالة هذه، قد يفهمه كثير من الناس على: أنه تصويب وشهادة بحسن المعتقدات. وربما جرهم ذلك إلى التشيع، خصوصا مع حالة الإعجاب ببطولات الحزب في قتاله اليهود.
وهذا منزع صحيح لعدم التأييد؛ إذ يجب بيان الحق، وصون السنة من التشيع.

وثانيا: عدوان الشيعة على السنة، كلما تمكنوا:
- كما يحصل في العراق، وهو معروف.
- وحصل في لبنان، لما حاصرت حركة أمل الشيعية، فقتلت آلاف الفلسطينيين في المخيمات.
- وكذلك اضطهاد السنة في إيران.
ويلحق بهذا المبرر مبرر آخر هو: المخطط الفارسي للهيمنة على المنطقة.
ففي مثل هذا الحال، المنطق والعقل يقول: ليس من الحكمة تأييد من إذا قدر عليك، لم يرع فيك حرمة نفس، ولا مال، ولا دين، ولا أرض، كما حصل للسنة بعد الثورة الإيرانية.
فمن المهم إفشال هذه الخطط للتسلط الفارسي، صونا للسنة في نفوسهم، وأموالهم، وديارهم.
وهذا أيضا منزع صحيح لرفض التأييد؛ لأنه من الإعانة على النفس، وذلك لا يجوز.
* * *
وهكذا هي المبررات صحيحة في نفسها. فإذا تقابلت تعارضت، فكيف العمل حينئذ ؟.
لا تحسم القضية إلا بالمقابلة، ثم الموازنة، ثم الترجيح. فإما أن يظهر قول على الآخر، فيكون هو الصواب، أو يتساويا، فحينئذ فالمسألة محل النظر والاجتهاد، لا يلام من نظر فاجتهد، فاختار أحدهما. فهذا حكم الترجيح؛ إذ الترجيح يكون بين الأقوال المتقاربة.
والسؤال المهم هنا؛ لمعرفة الراجح من القولين، هو: هل الأحوال المرتبطة بهذه الحادثة بعينها، تحقق مبررات المؤيدين أم المعارضين ؟.
- هل تأييد حزب الله يتسبب في: التلبيس على الحق، وتشيع السنة، وتسلط الفرس ؟.
- أم عدم التأييد هو المتسبب في: احتراب داخلي، يساعد على المخطط الصهيوني في المنطقة ؟.
للوقوف على الجواب، نرجع إلى مفهوم التأييد، ونستعرض أنواعه، ونسلط عليها أدوات الفحص والدراسة، لنرى ماذا يمكن أن تحقق من المصالح، وما يمكن أن تجلب من المفاسد ؟.
النوع الأول: التأييد الدفاعي.
أي الدفاع عن الضعفاء. فالتأييد بهذا المعنى هل سيفضي إلى شيء من المفاسد التي حذر منها المعارضون ؟.
هذا النوع يتضمن: رفض العدوان، والسعي في إيقافه، وغوث المنكوبين. وهذه أمور لا يختلف أحد على أنها حق لكل إنسان، مظلوم، حتى لو لم يكن مسلما. والظالم نفسه إذا عاد مظلوما فله النصرة، ولا يكون ظلمه مانعا، لقوله تعالى:
{ولا يجرمنكم شنئآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله..}.
فتأييدهم بهذا المعنى هو المصلحة لا ريب، وهو الدعوة، والحكمة، والموعظة الحسنة. فنخرجها إذن من دائرة الخلاف، ونضعها في دائرة الاتفاق، ولننتقل إلى النوع الثاني.
النوع الثاني: التأييد الصامت.
وهو بمعنى السكوت عن معتقداتهم، وعن فعالهم بالسنة، والسكوت على قسمين: دائم، ومؤقت.
فأما السكوت الدائم، فهو تضليل عن الحق؛ فمتى يبين الحق مع سكوت دائم؟.
وقد أخذ الله العهد والميثاق على أهل العلم: أن يبينوا الحق للناس، وإلا عذبهم، فقال تعالى:
- {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون}.
- {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون * إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم..}.
فهذا خلصنا منه، وهو منزع صحيح لرفض التأييد؛ إذ كان مداره عليه. فما القول في القسم الثاني؟.
القسم الثاني: السكوت المؤقت. وهو لمراعاة المصلحة، إن ترجحت بالسكوت.
ولا نظن في أحد من أهل العلم والفقه والرأي إلا موافقته على: أن السكوت المؤقت يحتاج إليه في بعض الأحيان، حتى مع الكفار. والنصوص في هذا المعنى كثيرة لا تخفى، قال تعالى:
- {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة}.
- {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم}.
وفي ضوء ثبوت شرعية السكوت المؤقت عن بيان الحق، من حيث الأصل: فمن الجائز السكوت المؤقت عن أخطاء الشيعة، وأفعالهم، إذا ترتب عليه مصلحة تعود على المسلمين (= منع الاقتتال بينهم. كف العدوان. النيل من العدو اليهودي، تحرير الأرض الإسلامية، إفشال المخطط الصهيوني). أما إن ترتب عليه ضرر (= تضيع الحق، تشيع السنة، تسلط الفرس الشيعة) فقد يقال: لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة. وحينئذ نرجع إلى تعارض الأدلة وتقابلها، لكن والحالة هذه:
هل يمكن أن يترتب ضرر على السكوت المؤقت ؟.
هذا سكوت غير مطلق، ولا دائم، فما يخشى من التعمية عن الحق منفي؛ إذ النقد لمعتقدات وأعمال الشيعة قائم قبل وبعد الحدث، وحتى في الأثناء، لمن ابتغى البحث في المظان من المؤلفات في الفرق والعقيدة. وبهذا يضمن بيان الحق، وصيانة السنة. مع التنبيه حين التأييد:
إلى أنه بالإجمال ثمة خلاف جذري عقدي بين الفريقين، ليس الوقت ملائم لتفصيله؛ إذ هناك ما هو أهم، وهو: كف العدوان، وإحباط مخطط تفتيت المنطقة.
وهكذا تصبح المسألة من هذا الوجه محل النظر والاجتهاد، بحسب ما يتأتى من مصلحة.
فالتأييد بهذا المعنى فيه مصلحة، وهو الأقرب، ومفسدته بعيدة نوعا ما، فلنخرج هذا النوع أيضا من دائرة الخلاف، إلى دائرة الاتفاق، ولننتقل إلى النوع الثالث.

amiero40
25/08/2006, 23:56
الحقيقه لدي خلاف معك حول ما يجري في العرا و اتهام أيران بأنها تسعى للسيطره على العراق و في ذلك تبرئه لأمريكا من كل شيء و هل جاء المحطط الأيراني الذي تتحدث عنه في كتبتك الا كرد فعل على مخطط أمريكي كان منذ الأزل عدواً لدوداً لأيران الثوره منذ اليوم الاول لأندلاعها لأن أيران الثوره طردت الشاه كلب الأمريكان و لأنها أعلنت منذ اللحظه الأولى أن قضية فلسطين و الأقصى هي قضيتها الأولى و المركزيه فسلطت عليها عراق صدام حسين و من ورائه كل حكام الخليج الذين أمدوه بالمال الكثير ليعيد الشاه الى الحكم
أخي الكريم نظرية المؤامره الفارسيه هي من صنع المخابرات الأمريكيه و للأسف وجدت من يسوقها من بين الكتاب العرب فأصبح الخوف من أيران أو التخويف من أيران المزعوم مكان الخشيه من التوسع الصهيوني الواضح للجميع و هذا ما تريده الولايات المتحده و أسرائيل
بالنسبه للأختلافات المذهبيه أنا معك في أنها موجوده بين السنه و الشيعه و لكن أركان الأسلام الخمسه مطبقه في المذهب الشيعي و ان زادوها واحد بالامامه فالحل بمحاولة التحاور مع الشيعه و أظهار وجهة النظر ( انك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء )
و نبقى كلنا مسلمون لله سبحانه و تعالى

amiero40
25/08/2006, 23:57
الحقيقه لدي خلاف معك حول ما يجري في العرا و اتهام أيران بأنها تسعى للسيطره على العراق و في ذلك تبرئه لأمريكا من كل شيء و هل جاء المحطط الأيراني الذي تتحدث عنه في كتبتك الا كرد فعل على مخطط أمريكي كان منذ الأزل عدواً لدوداً لأيران الثوره منذ اليوم الاول لأندلاعها لأن أيران الثوره طردت الشاه كلب الأمريكان و لأنها أعلنت منذ اللحظه الأولى أن قضية فلسطين و الأقصى هي قضيتها الأولى و المركزيه فسلطت عليها عراق صدام حسين و من ورائه كل حكام الخليج الذين أمدوه بالمال الكثير ليعيد الشاه الى الحكم
أخي الكريم نظرية المؤامره الفارسيه هي من صنع المخابرات الأمريكيه و للأسف وجدت من يسوقها من بين الكتاب العرب فأصبح الخوف من أيران أو التخويف من أيران المزعوم مكان الخشيه من التوسع الصهيوني الواضح للجميع و هذا ما تريده الولايات المتحده و أسرائيل
بالنسبه للأختلافات المذهبيه أنا معك في أنها موجوده بين السنه و الشيعه و لكن أركان الأسلام الخمسه مطبقه في المذهب الشيعي و ان زادوها واحد بالامامه فالحل بمحاولة التحاور مع الشيعه و أظهار وجهة النظر ( انك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء )
و نبقى كلنا مسلمون لله سبحانه و تعالى

amiero40
25/08/2006, 23:57
الحقيقه لدي خلاف معك حول ما يجري في العرا و اتهام أيران بأنها تسعى للسيطره على العراق و في ذلك تبرئه لأمريكا من كل شيء و هل جاء المحطط الأيراني الذي تتحدث عنه في كتبتك الا كرد فعل على مخطط أمريكي كان منذ الأزل عدواً لدوداً لأيران الثوره منذ اليوم الاول لأندلاعها لأن أيران الثوره طردت الشاه كلب الأمريكان و لأنها أعلنت منذ اللحظه الأولى أن قضية فلسطين و الأقصى هي قضيتها الأولى و المركزيه فسلطت عليها عراق صدام حسين و من ورائه كل حكام الخليج الذين أمدوه بالمال الكثير ليعيد الشاه الى الحكم
أخي الكريم نظرية المؤامره الفارسيه هي من صنع المخابرات الأمريكيه و للأسف وجدت من يسوقها من بين الكتاب العرب فأصبح الخوف من أيران أو التخويف من أيران المزعوم مكان الخشيه من التوسع الصهيوني الواضح للجميع و هذا ما تريده الولايات المتحده و أسرائيل
بالنسبه للأختلافات المذهبيه أنا معك في أنها موجوده بين السنه و الشيعه و لكن أركان الأسلام الخمسه مطبقه في المذهب الشيعي و ان زادوها واحد بالامامه فالحل بمحاولة التحاور مع الشيعه و أظهار وجهة النظر ( انك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء )
و نبقى كلنا مسلمون لله سبحانه و تعالى

شاطئ البحر
26/08/2006, 00:04
انا اتفق معك في اشياء
انا الحكام العرب فهم خونة ولا ريب ولا شك في ذالك....

وانا اسأل الله الكريم ان يوحد المسلامين جميع على كلمة واحدة .

وشكرا لك اخي

أسير التشرد
26/08/2006, 00:37
إمامية؛ لقولهم بأن الإمامة ركن الدين.

الامامة ركن من اركان أصول الدين وليس ركن الدين الاساسي
أهل السنة يسمونهم: رافضة. وهم يرفضون هذه التسمية.
هذه التسمية جاءت من الرفض طبعاً لم تكن هذه التسمية في زمن الخلفاء الاربعة وإنما ظهرت من بعدهم ... واورد هنا بيت للإمام الشافعي (رض) يقول
إنْ كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان اني رافضي
الإمامة ركن الدين الأعظم
هذا خطأ شنيع يقع في فيه كل عوام الناس
الإمامة ركن من أصول الدين
واصول الدين عند الشيعة خمسة:
1- التوحيد
2- العدل
3- النبوة
4- الامامة
5- الميعاد
فأنظر إلى الترتيب وقارن...وأنه كان الأحق بها نصا
كما مذكور بحديث الغدير أو واقعة غدير في حجة الوداع
ونص الحديث: من كنت مولاه فهذا علياً مولاه.... وقد قام جميع الصحابة بتهنئة علي بن ابي طالب على ذلك وكان التاريخ يشهد بذلك وقول الخليفة عمر بن الخطاب لعلي بن ابي طالب بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ...
عـن ابـن مـسـعـود ان الـنـبـي (ص ) قـال : الـخـلـفـاء بـعـدي اثنا عشر كعدة نقباء بني اسرائيل (مسند أحمد 1: 398 و406, اعلام الورى : 363)

يتبع
وللبحث صلة ...

إنسان وبس
26/08/2006, 11:28
معنى الشيعة في اللغة قال ابن منظور: الشيعة : القوم الذين يجتمعون على امر, وكل قوم اجتمعوا على امر فهم شيعة . وقال الزجاج : الشيعة : اتباع الرجل و انصاره . وقال الازهري : الشيعة : قوم يهوون هوى عترة النبي (ص ) ويوالونهم . وقد غلب هذا الاسم على من يتولى عليا و اهل بيته رضوان اللّه عليهم اجمعين , حتى صار لهم اسما خـاصـا, فـاذا قـيـل : فـلان مـن الـشيعة , عرف انه منهم , و اصل ذلك من المشايعة , وهي المتابعة والمطاوعة . هذا ما جاء في لسان العرب 8: 188 و189 (مادة شيع ). وفـي قـاموس المعجم الوسيط: الشيعة : الفرقة والجماعة ... والاتباع والانصار..., ويقال :هم شيعة فـلان , وشـيعة كذا من الاراء, وفرقة كبيرة من المسلمين اجتمعوا على حب علي وآله و احقيتهم بالامامة . وقد استعمل القرآن الكريم كلمة شيعة بمعنى الاتباع والانصار, فقال : (وان من شيعته لابراهيم ). كيف نشا التشيع ؟ هناك آراء وتفسيرات حول نشوء التشيع : الر اي الاول : يرجع التشيع الى جذور خارجية , و اصحاب هذا الاتجاه ينحون منحيين مختلفين : المنحى الاول يحاول نسب الظاهرة الى اصل يهودي . ومـن الـمـؤرخين والباحثين الذين تبنوا هذا المنحى الطبري في تاريخه , ومحمد فريدوجدي في دائرة المعارف . قـال الطبري في تاريخه : عن سيف عن عطية عن يزيد الفقعسي قال : كان عبد اللّه بن سبا يهوديا من اهـل صـنـعـاء, امـه سوداء, فاسلم زمان عثمان , ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم , فبد ا بـالـحـجـاز ثـم البصرة ثم الكوفة ثم الشام ..., ثم قال لهم :لكل نبي وصي , وكان على وصى محمد, ومحمد خاتم الانبياء, وعلي خاتم الاوصياء. وقـال محمد فريد وجدي في دائرة المعارف : كان ابن السوداء (عبد اللّه بن سبا) في الاصل يهوديا مـن الحيرة فاظهر الاسلام , و اراد ان يكون له عند اهل الكوفة سوقاورياسة , فذكر لهم انه وجد في التوراة ان لكل نبي وصيا, و ان عليا وصى محمد. الملاحظات العابرة امام هذا الر اي ملاحظاتنا العابرة والعاجلة على هذا المنحى في الاتي : اولا: الـمـصـدر الـتاريخي الاول الذي دون قضية عبد اللّه بن سبا هو الطبري , ومنه استقت بقية المصادر الاخرى القديمة والحديثة . ثانيا: الاساس الوحيد الذي اعتمده الطبري في تدوين هذه القضية هو روايات سيف بن عمر. ثـالـثـا: اذا اسـتـطاع البحث العلمي ان يسقط وثاقة سيف بن عمر على مستوى الرواية , وان يثبت اسطورية ابن سبا على مستوى الواقع التاريخي , فان هذا المنحى ينهار من اساسه . وفـعلا دفع هذا الموضوع الى دراسات علمية تاريخية مستوعبة اكدت الحقيقتين آنفا,ولطالب هذا ان يـقـر ا الـفتنة الكبرى للدكتور طه حسين , وعبد اللّه بن سبا في مجلدين للعلامة السيد مرتضى العسكري , وهوية التشيع للدكتور احمد الوائلي . وقد اثبت هؤلاء العلماء ان سيف بن عمر ـ واضع اسطورة عبد اللّه بن سباـ رجل كذاب , و انه ليس لعبد اللّه بن سبا وجود في العالم الخارجي , فضلا عن ان يكون منشالمذهب آل البيت (ع ). ولابـد من التنبيه على ان اثبات اصالة آراء الشيعة وبنائها على الكتاب والسنة يغنيناعن هذا البحث , كـمـا ان الطبري نفسه قد الف في السنوات الاخيرة من عمره , كتابا في ولاية علي (ع ) في خمس وثمانين من طرق حديث الغدير و اسماه كتاب الولاية . المنحى الثاني يـحـاول نسب الظاهرة الى اصل فارسي , و ان الفرس انما اختاروا التشيع من مذاهب الاسلام مذهبا لانـفسهم , كي يحتفظوا تحت ستاره بعقائدهم القديمة . وهذا الاتجاه نجد له ايماءات من بعض الكتاب الـمـسلمين , كابي زهرة في كتابه تاريخ المذاهب الاسلامية , و احمد عطية اللّه في كتابه القاموس الاسلامي . الملاحظات العابرة والعاجلة على هذا المنحى . اقـول : انما تحتمل هذه التهمة فيما اذا كان الشيعة ايرانيين فقط, او كانت الفرقة الاولى من الشيعة فارسية , او كان جميع الذين اسلموا من الفرس او اكثرهم على الاقل , وانهم اختاروا مذهب التشيع مـن اول الامـر, بـينما نرى ان لا سابقة للفرس في التشيع ,سوى سلمان الفارسي (ره ), و ان اكثر الـذيـن اسلموا من الفرس ما اختاروا مذهب التشيع من اول الامر, بل نرى ان اكثر علماء المسلمين مـنـهـم فـي الـتفسير والحديث وعلم الكلام والادب من السنة لا من الشيعة , بل لقد كان بعضهم من الـمتعصبين ضدالتشيع بشدة , و ان هذا الامر استمر بهم الى ما قبل الصفوية , فان اكثر بلدان ايران الى عهد الصفوية كانوا سنة لا شيعة , وكان الفرس كسائر المسلمين يسبون امير المؤمنين عليا (ع ) عـلـى مـنـابرهم بتاثير من دعايات الامويين . حتى قيل ان بعض مدن ايران قاومت منع عمر بن عبد العزيز من ذلك , فاصرت على سب على (ع ), ونجد كما اسلفناان اكابر علماء السنة الى ما قبل عهد الـدولة الصفوية كانوا من الفرس , من المفسرين والفقهاء والمحدثين والادباء والمتكلمين واللغويين والفلاسفة وغيرهم . فـان ابـا حـنيفة الامام الاعظم للسنة كان فارسيا, والبخاري صاحب الصحيح و اكبرمحدثي السنة فـارسـي , و سـيـبـويه امام النحويين فارسي , والجوهري صاحب كتاب الصحاح في اللغة فارسي , والـفـيروز آبادي صاحب القاموس المحيط في اللغة فارسي ,والزمخشري اكبر و اقدم المفسرين فـارسي , وهكذا الطبري والرازي وغيرهم , و ابوعبيدة وواصل بن عطاء فارسيان , وهؤلاء كلهم مـن عـلـمـاء السنة , وهكذا كان اكثرعلماء ايران والفرس سنة , و امام هؤلاء نرى عددا كبيرا من الـفـقـهاء الشيعة حتى القرن السابع الهجري غير ايرانيين او فارسيين , كابن الجنيد وابن ابي عقيل والـشـيـخ الـمـفـيـد,و الـسيد مرتضى علم الهدى والقاضي عبد العزيز بن البراج و ابي الصلاح الـحلبي والسيد ابي المكارم بن زهرة وابن ادريس الحلي والمحقق الحلي , والعلامة الحلي والشهيد الاول والشهيد الثاني . نـعم ان اكثر الفرس تشيعوا منذ عهد الصفوية فما بعده . ونحن لا نريد ان نقول : ان التشيع لم يعرف في ايران الا في العهد الصفوي , اذ لا شك ان ايران منذ صدر الاسلام كانت اصلح تربة لبذرة التشيع من المناطق الاخرى . والـحـقـيـقة ان اسلام الفرس يعزى لسبب واحد, هو ان الفارسي ر اى الاسلام منسجمامع روحه الـحية , ووجد فيه ضالته المنشودة , ولهذا اشتاق الى اءمة الاسلام اءكثر من اءي امة اخرى , فدخل فيه , بل طفق يخدمه اكبر خدمة ممكنة . ان الـبـاعـث الـذي شـد واجـتذب الفارسي الى الاسلام اكثر من غيره , لهو المساواة والعدالة التي افتقدهما وحرم منهما منذ قرون , فكان في انتظارهما اشد الانتظار, وراى ايضا ان اعدل المسلمين الـعرب و ادعاهم الى العدل والمساواة مع سائر المسلمين بدون اية عصبية بل بعاطفة رحيمة , انما هـم اهل بيت الرسول الكريم (ص ), اذ كانواملاذ العدل ومهده في الاسلام , ولاسيما للمسلمين من غير العرب . الر اي الثاني : يـؤرخ لـولادة التشيع بزمن الامام جعفر الصادق (ع ), وهو الامام السادس من ائمة اهل البيت (ع ), كما يقول علي عبد الرازق في كتابه (الاسلام وفلسفة الحكم ): ومـنـهم من يؤرخ هذه الولادة بزمن الامام جعفر الصادق , حين قام فيه تلميذه هشام بن الحكم بدور واضـع قـواعـد الـتـشـيع ومهندس بنائه الفكري , حسب قول الدكتور محمدعمارة , على القاعدة الـرئيـسية التي قام عليها التشيع , وهي النص على علي بالخلاقة والوصية اليه بهما, وهما لم يعرفا الا في عهد الامام الصادق وهشام بن الحكم . الر اي الثالث : يـعتبر التشيع ظاهرة تمخضت عن الظروف والملابسات التي انتجتها واقعة كربلاء, وما افرزته من تطورات جديدة داخل الساحة الاسلامية . ويـمـكـن ان نـلمس هذا الاتجاه عند الدكتور كامل مصطفى الشيبي في كتابه (الصلة بين التصوف والتشيع ), حيث قال : ان دلالة الاصطلاح (شيعة ) على الكتلة التي ندرسها من المسلمين , وانصرافه الـيـهـم دون غيرهم , قد بد ا بحركة التوابين التي ظهرت سنة 61 ه,و انتهت بالفشل سنة 65 ه, وكان قائد الحركة يلقب بشيخ الشيعة.

إنسان وبس
26/08/2006, 11:37
الر اي الرابع : يـنسب ولادة التشيع الى ايام خلافة الامام علي بن ابي طالب (ع ), حيث توافرت الظروف الملائمة لبروز هذه الحالة . ونجد عند ابن النديم في (الفهرست ) هذا اللون من التوجه في تفسير الظاهرة الشيعية ,حيث قال : لما خـالـف طـلـحة والزبير على علي (ع ), و ابيا الا الطلب بدم عثمان بن عفان , وقصدهما علي (ع ) لـيـقـاتـلـهـمـا حـتـى يفيئا الى امر اللّه جل اسمه , سمى من اتبعه على ذلك الشيعة , فكان يقول : ( شيعتي ...)). وهـنـاك مـن الباحثين من يفترض ان ولادة التشيع كانت يوم واقعة صفين , كعبد اللّه نعمة في كتابه (روح التشيع ). الر اي الخامس : يـفـترض ان ولادة التشيع كانت في عصر الخليفة الثالث عثمان بن عفان , نتيجة لاحداث وتناقضات برزت في داخل المجتمع الاسلامي , هيات جوا ملائما لنشوءالفرق والاحزاب والانتماءات . ومـن الـذاهبين لذلك جماعة من المؤرخين والمتكلمين , منهم ابن حزم الاندلسي ,وجماعة آخرون ذكرهم يحيى هاشم في كتابه (عوامل و اهداف نشاة علم الكلام )بالتفصيل . الراي السادس : يـؤرخ لولادة التشيع بالمرحلة التاريخية المبكرة التي اعقبت وفاة الرسول (ص )مباشرة , ونلمس هذا الر اي في كلمات بعض الباحثين والمؤرخين , ومنهم اليعقوبي في تاريخه , حيث قال : وتخلف عن بيعة ابي بكر قوم من المهاجرين والانصار, ومالوا مع علي بن ابي طالب , منهم العباس بن عبد المطلب والـفضل بن العباس والزبير بن العوام ,وخالد بن سعيد والمقداد بن عمرو وسلمان الفارسي , و ابو ذر الغفاري وعمار بن ياسروالبراء بن عازب واءبي ابن كعب . ومـنـهـم الـدكـتور احمد امين في كتابه (فجر الاسلام ), حيث قال : وكانت البذرة الاولى للشيعة الجماعة الذين ر اوا بعد وفاة النبي (ص ) ان اهل البيت اولى الناس بخلافته . ومـنهم الدكتور محمد علي ابو ريان في كتابه (تاريخ الفكر الفلسفي في الاسلام ),حيث قال : وكان علي بن ابي طالب يرى في الخلافة حقا شرعيا له , فهو ابن عم الرسول (ص ) وزوج ابنته فاطمة , و اول من آمن بالرسالة , والتف حوله اتباع كانوايرون الخلافة يجب ان تؤول الى آل البيت , وعلى ر اسهم علي بن ابي طالب . الرؤية الحقيقة حول نشوء التشيع ومراحله الراي السابع : وهو الر اي الصائب في نشوء التشيع , ان التشيع ليس امرا مستحدثا, بل اننا من خلال قراءة المصادر الـتـاريـخـيـة , وكتب الحديث والتفسير واللغة , نستطيع ان نعرف البدايات الاولى لولادة مصطلح الشيعة . فـفـي مناسبات عديدة طرح الرسول الاعظم (ص ) هذا المصطلح , وجذره في وعي الامة , و اصله في ذاكرتها, وعمقه في وجدانها. وبـحـجـم مـا اكدت تصريحات الرسول الاعظم (ص ) وخطاباته هذا المصطلح , فقدتكونت نخبة متميزة من صحابته (ص ) كسلمان الفارسي و ابي ذر الغفاري وعمار بن ياسر والمقداد بن الاسواد وغـيـرهم , وهذه النخبة تحمل هوى وحبا لعلي بن ابي طالب (ع ) في ايام الرسول الاعظم (ص ), حتى اصبح لفظ الشيعة لقبا لهؤلاء الصحابة . ذكـر ابو حاتم في كتاب (الزينة ): ان اول اسم لمذهب ظهر في الاسلام هو الشيعة ,وكان هذا لقب اربعة من الصحابة هم ابو ذر, وعمار, والمقداد, وسلمان الفارسي . وقـال ابو محمد الحسن بن موسى النوبختي في كتابه (الفرق والمقالات ): الشيعة هم فرقة علي بن ابـي طـالـب , المسمون بشيعة علي في زمان النبي (ص ) وما بعده ,معروفون بانقطاعهم اليه والقول بامامته . نماذج من النصوص الدالة على نشوء التشيع في ايام الرسول (ص ) وتحت رعايته روى ابـن حجر المكي في الصواعق عن الديلمي ان رسول اللّه (ص ) قال : ((يا علي , انت وشيعتك تـردون عـلـى الـحـوض رواء مرويين , مبيضة وجوهكم , وان عدوك يردون على الحوض ظماء مقمحين )). وقـال بـعـد ما اورد قوله تعالى : (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خيرالبرية ): اخرج الـحـافـظ جـمال الدين الزرندي عن ابن عباس , ان هذه الاية لما نزلت ,قال (ص ) لعلي : ((هو انت وشيعتك . تاتي انت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ,وياتي عدوك غضابا مقمحين )). وقـال : و اخـرج الـدار قـطني عن رسول اللّه (ص ) انه قال : ((يا ابا الحسن , اما انت وشيعتك في الجنة )). وقـال : و اخـرج احـمـد في المناقب انه (ص ) قال لعلي (( اما ترضى انك معي في الجنة ,والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا, و ازواجنا خلف ذريتنا, وشيعتنا عن ايمانناوشمائلنا)).

إنسان وبس
26/08/2006, 11:42
وقـال : و اخـرج الـطـبـراني انه (ص ) قال لعلي : (( اول اربعة يدخلون الجنة انا و انت والحسن والحسين , وذريتنا خلف ظهورنا, و ازواجنا خلف ذريتنا, وشيعتنا عن ايماننا وشمائلنا)).(راجع الصواعق المحرقة : 96) وروى السيوطي في الدر المنثور عن ابن عساكر بسنده عن جابر ابن عبد اللّه قال : كناعند النبي (ص ) فـاقـبـل عـلي (ع ) فقال النبي (ص ) : ( والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة )), فنزل قوله تعالى : (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية ). وقـال : و اخرج بن عدي عن ابن عباس قال : لما نزل قوله تعالى : (ان الذين آمنواوعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية ), قال النبي (ص ) لعلي (ع ): ((هم انت وشيعتك )). و اخرج ابن مردويه عن علي (ع ) قال : ((قال لي رسول اللّه (ص ): الم تسمع قوله تعالى : (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية )؟ هم انت وشيعتك , وموعدي وموعدكم الحوض اذا جاءت الامم للحساب . تدعون غدا محجلين )). وروى الـخـطيب البغدادي في كتابه (موضح اوهام الجمع والتفريق ) بسنده عن فاطمة بنت رسول اللّه (ص ), ان رسول اللّه (ص ) قال لعلي (ع ): ((يا ابا الحسن , اما انك وشيعتك في الجنة )). وروى الـهيثمي في مجمع الزوائد عن ام المؤمنين ام سلمة (رضي اللّه عنها) قالت : كان رسول اللّه (ص ) عـنـدي , فقعدت اليه فاطمة (س ) ليلة ومعها علي (ع ), فرفع رسول اللّه (ص ) ر اسه اليه فقال : (( ابشر يا علي . انت وشيعتك في الجنة )). وروى في مجمعه ايضا عن ابي هريرة عن النبي (ص ) انه قال لعلي (ع ): (( انت معي وشعيتك في الجنة )). وروى في مجمعه ايضا عن ابي هريرة عن النبي (ص ) انه قال لعلي (ع ): (( انت معي وشيعتك في الجنة )). ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد. وروى ابن المغازلي الشافعي في المناقب بسنده عن انس بن مالك قال : قال رسول اللّه (ص ): ((يدخل مـن امتي الجنة سبعون الفا لا حساب عليهم )) , ثم التفت الى علي (ع )فقال : ((هم من شيعتك و انت امامهم )). رواه الـخوارزمي في مناقبه , وابن حسنويه الموصلي في در بحر المناقب , والقندوزي الحنفي في الينابيع . وروى ا لـحـمـويـني الشافعي في فرائد السمطين عن جابر بن عبد اللّه (ص ) قال : كنا عندالنبي (ص ) فـاقبل علي (ع ),فقال (ص ): ((قد اتاكم اخي )). ثم قال (ص ): ((والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة )). و اخـرج الـحـاكـم الـحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل ج 3 / ص 356 ـ 366,الاحاديث من 1135 الـى 1148, بـالاسـناد الى علي (ع ) قال : ((قال رسول اللّه (ص ): ياعلي , الم تسمع قوله تعالى : (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خيرالبرية ) ؟ هم شيعتك , وموعدي وموعدك الحوض . يدعون غدا محجلين )). ومـن المصادر الاخرى التي ذكرت نزول الاية : (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية ) في علي (ع ) وشيعته , و انهم هم الفائزون يوم القيامة : 1 ـ تفسير الطبري . 2 ـ روح المعاني للالوسي . 3 ـ جواهر العقدين للسمهودي . 4 ـ تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي . 5 ـ فتح القدير للشوكاني . 6 ـ ترجمة الامام علي بن ابي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر. 7 ـ انساب الاشراف للبلاذري . 8 ـ نظم درر السمطين للزرندي . 9 ـ كفاية الطالب للكنجي الشافعي . 10 ـ المناقب للخوارزمي . 11 ـ نور الابصار للشبلنجي . 12 ـ ينابيع المودة للقندوزي الحنفي . 13 ـ رشفة الصادي لابي بكر بن شهاب . 14 ـ فرائد السمطين للحمويني . وهـكـذا نصل الى حقيقة كبرى في معرفة جذور التشيع ونشاة المصطلح وميلاده على عهد رسول اللّه (ص ). ان مـشـاهير علماء المسلمين من المحدثين والمفسرين واللغويين يوضحون ان الشيعة هم اتباع اهل الـبيت و اولياؤهم , و ان الرسول الاكرم (ص ) الذي لا ينطق عن الهوى ,هو الذي سمى اتباع علي (ع ) بهذا الاسم . ومن ذلك نفهم ان الرسول (ص ) كان يمهد لتعريف امته بمستقبل الاحداث والتطورات في حياتها من بعده , ومن يشايعون ويتبعون.

إنسان وبس
26/08/2006, 11:45
ان هـذه الـحقائق العلمية تلغي كل تفسير وتخرص وتشويه لنشاة التشيع وهويته الحقيقية , فالبذرة الاولـى لـنـشاة التشيع اذن , كانت على عهد رسول اللّه (ص ), غير انه تطور يوم وفاته (ص ) الى تكتل سياسي وخط فكري حول الامام علي (ع ), يستلهم من ذلك البيان النبوي فكره وموقفه , فسمي هذا التكتل بالشيعة . ولاجـل ان نـعـرف شـيعة علي من الصحابة ناتي باسماء رواد الشيعة على وجه الاجمال , ومن اراد التفصيل فليرجع الى ما كتب حولهم من المؤلفات , وسناتي باسماءتلك الكتب في آخر البحث . رواد التشيع في عصر النبي ان الاحالة الى الكتب المؤلفة في ذلك المضمار لا تخلو من عسر وغموض , فلاجل ذلك ناتي باسماء جمع من الصحابة الشيعة المعروفين بالتشيع : 1 ـ عبد اللّه بن عباس . 2 ـ الفضل بن العباس . 3 ـ عبيد اللّه بن العباس . 4 ـ قثم بن العباس . 5 ـ عبد الـرحمن بن العباس . 6 ـ تمام بن العباس . 7 ـ عقيل بن ابي طالب . 8 آ ابو سفيان بن الحرث بن عبد الـمـطلب . 9 ـ نوفل بن الحرث . 10 ـ عبد اللّه بن جعفر بن ابي طالب . 11 ـ عون بن جعفر. 12 ـ محمد بن جعفر. 13 ـ ربيعة بن الحرث بن عبدالمطلب . 14 ـ الطفيل بن الحرث . 15 ـ المغيرة بن نوفل بن الحارث . 16 ـ عبد اللّه بن الحرث بن نوفل . 17 - عبد اللّه بن ابي سفيان بن الحرث . 18 ـ الـعـبـاس بـن ربـيعة بن الحرث . 19 ـ العباس بن عتبة بن ابي لهب . 20 ـ عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث . 21ـ جعفر بن ابي سفيان بن الحرث . هؤلاء من مشاهير بني هاشم , و اما غيرهم فاليك اسماء جمع منهم : 22 ـ سـلـمـان المحمدي . 23 ـ المقداد بن الاسود الكندي . 24 ـ ابو ذر الغفاري . 25 آعمار بن ياسر. 26 ـ حذيفة بن اليمان . 27 ـ خزيمة بن ثابت . 28 ـ ابو ايوب الانصاري , مضيف النبي . 29 ـ ابو الهيثم مالك بن التيهان . 30 ـ اءبي بن كعب . 31 آسعد بن عبادة . 32 ـ قيس بن سعد بن عبادة . 33 ـ عـدي بـن حاتم . 34 ـ عبادة بن الصامت . 35 ـ بلال بن حنيف . 36 ـ ابو رافع , مولى رسول اللّه . 37 ـ هاشم بن عتبة .38 ـ عثمان بن حنيف . 39 ـ سهل بن حنيف . 40 ـ حكيم بن جبلة العبدي . 41 ـ خالدبن سعيد بن العاص . 42 ـ ابن الحصيب الاسلمي . 43 ـ هند بن ابي هالة التميمي . 44 آجابر بن هبيرة . 45 ـ حجر بن عدي الكندي . 46 ـ عمرو بن الحمق الخزاعي . 47 آجابر بن عبد اللّه الانـصاري . 48 ـ محمد بن الخليفة ابي بكر. 49 ـ ابان بن سعيد بن العاص . 50 ـ زيد بن صوحان الزيدي . هـؤلاء خـمسون صحابيا من الطبقة العليا للشيعة , فمن اراد التفصيل والوقوف على حياتهم وتشيعهم فليرجع الى الكتب المؤلفة في الرجال , ولكن بعين مفتوحة وبصيرة نافذة . وفـي الـخـتـام نـذكـر ما ذكره محمد كرد علي في كتابه خطط الشام قال : عرف جماعة من كبار الصحابة بموالاة علي في عصر رسول اللّه (ص ), مثل سلمان الفارسي القائل :بايعنا رسول اللّه على النصح للمسلمين , والائتمام بعلي بن ابي طالب والموالاة له ,ومثل ابي سعيد الخدري الذي يقول : اءمر الـنـاس بـخمس فعملوا باربع وتركوا واحدة ,ولما سئل عن الاربع , قال : الصلاة , والزكاة , وصوم شـهـر رمضان , والحج . قيل : فماالواحدة التي تركوها؟ قال : ولاية علي بن ابي طالب . قيل له : وانها لـمـفـروضـة معهن ؟قال : نعم هي مفروضة معهن . ومثل ابي ذر الغفاري , وعمار بن ياسر, وحذيفة بن اليمان . كيفية نشاة الشيعة في زمن النبي الاعظم (ص ) بـعد ان عرفنا بداية نشاة الشيعة , التي سميت اول مرة في زمن النبي الاعظم (ص )بشيعة علي اول امـام مـن ائمـة اهـل البيت (ع ), لابد ان ننبه ان ظهور الدعوة الاسلامية وتقدمها وانتشارها خلال ثـلاث وعشرين سنة , زمن البعثة النبوية , ادت الى ظهور مثل هذه الطائفة بين صحابة النبي الاكرم (ص ) لدلائل منها: 1 ـ في الايام الاولى من بعثته (ص ) اءمر اءن يدعو عشيرته الاقربين , فصرح في جمعهم ان اول من يبايعه على هذا الامر سيكون خليفته ووصيه من بعده , فاحجم القوم جميعاالا عليا الذي قام وقال : (( انا يا نبي اللّه )), فاخذ النبي (ص ) برقبته وقال : ((ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له و اطيعوا)). وهـذا قول الشيعة وجماعة آخرين من اكابر اهل السنة , منهم الامام احمد بن حنبل والامام النسائي والطبري , والسيوطي والثعلبي و ابو نعيم والبغوي واليعقوبي , وابن كثير وصاحب السيرة الحلبية والمتقي الهندي . ويـسـتـحـيـل عـادة على قائد نهضة في ايامها الاولى ان يعين احد اصحابه وزيراوخليفة له على الاخـريـن , دون ان يـكـون مـعروفا عند الخلص من اصحابه و اعوانه , اوان يكتفي بهذا القدر من الـتعريف دون ان يطلعه على مهمته طوال حياته ودعوته , اوان يجعله بعيدا عن مسؤوليات الوزارة والخلافة , ولا يفرق بينه وبين الاخرين . 2 ـ ان الـنـبي الاكرم (ص ) ـ وفقا للروايات المستفيضة عن طرق اهل السنة والشيعة آصرح ان عـلـيـا (ع ) مـصـون مـن الـمعصية والخطا في اقواله و افعاله , و ان كل ما يقوم به مطابق للدعوة والرسالة , و انه اعلم الناس بالعلوم الاسلامية وشريعة السماء. ومـن ذلـك قـولـه : ((عـلـي مـع الـحـق والـقـرآن , والـحق والقرآن مع علي , ولن يفترقا حتى يرداالحوض )).

إنسان وبس
26/08/2006, 11:46
نقل هذا الحديث عن خمسة عشر طريقا من السنة , و احد عشر طريقا من الشيعة , ورواتـه هـم ام الـمـؤمنين ام سلمة وابن عباس و ابوبكر و ام المؤمنين عائشة ,وعلي و ابو سعيد الخدري و ابو ليلى و ابو ايوب الانصاري . هذا فضلا عن روايات مدينة العلم , والثقلين , و اصحاب الكساء وغيرها. 3 ـ قام الامام علي (ع ) بخدمات جمة وتضحيات جليلة للرسالة , كمنامه في فراش النبي (ص ) ليلة الهجرة , وبطولاته التي لا مثيل لها في بدر و احد والخندق وخيبروحنين وغيرها. 4 ـ حادثة غدير خم التي اعلن فيها النبي (ص ) الولاية العامة لعلي (ع ), بجعله ولياللمسلمين , له ما كان للرسول عليهم . ومـن الـطـبيعي ان هذه الخصائص والفضائل التي انفرد بها الامام علي (ع ), والتي هي موضع اتفاق الـجـمـيـع , والـعلاقة الخاصة التي كانت بينه وبين النبي الاكرم (ص ), جعلت له مؤيدين ومحبين مخلصين من صحابة النبي و انصاره , كما اثارت لدى خصومه وابنائهم الحقد والحسد. القرآن الكريم والسنة الشريفة اساس عقائد الشيعة الامامية قال الامام شيخ الطائفة ابو جعفر محمد الطوسي : (المسالة 1 ) معرفة اللّه واجبة على كل مكلف , بدليل انه منعم , فيجب معرفته . (الـمـسـالة 2): اللّه تعالى موجود, بدليل انه صنع العالم , و اعطاه الوجود, وكل من كان كذلك فهو موجود. (الـمسالة 3): اللّه تعالى واجب الوجود لذاته , بمعنى انه لا يفتقر في وجوده الى غيره ,ولا يجوز عـلـيـه الـعدم , بدليل انه لو كان ممكنا لافتقر الى صانع , كافتقار هذا العالم ,وذلك محال على المنعم المعبود. (المسالة 4): اللّه تعالى قديم ازلي , بمعنى ان وجوده لم يسبقه العدم , باق ابدى ,بمعنى ان وجوده لن يلحقه العدم . (الـمسالة 5): اللّه تعالى قادر مختار, بمعنى انه ان شاء يفعل فعل , وان شاء ان يترك ترك , بدليل انه صنع العالم في وقت دون آخر. (الـمـسـالة 6): اللّه تعالى قادر على كل مقدرة , وعالم بكل معلوم , بدليل ان نسبة جميع المقدورات والـمـعلومات الى ذاته المقدسة المنزهة على السوية , فاختصاص قدرته تعالى , وعلمه ببعض دون بعض ترجيح بلا مرجح , وهو محال . (المسالة 7): اللّه تعالى عالم , بمعنى ان الاشياء منكشفة واضحة له , حاضرة عنده غيرغائبة عنه , بدليل انه تعالى فعل الافعال المحكمة المتقنة , وكل من فعل ذلك فهو عالم بالضرورة . (الـمـسـالـة) : اللّه تعالى يدرك لا بجارحة , بل بمعنى انه يعلم ما يدرك بالحواس , لانه منزه عن الـجـسـم ولـوازمـه , بـدلـيـل قـوله تعالى : (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصاروهو اللطيف الـخـبـير),(الانعام : 103) فمعنى قوله تعالى : (انه هو السميع البصير),(الاسراء: 1, وغافر: 56) انه عالم بالمسموعات لا باذن , وبالمبصرات لا بعين . (الـمـسالة 9): اللّه تعالى حى , بمعنى انه يصح منه ان يقدر ويعلم , بدليل انه ثبتت له القدرة والعلم , وكل من ثبت له ذلك فهو حي بالضرورة . (الـمـسـالة 10): اللّه تعالى متكلم لا بجارحة , بل بمعنى انه اوجد الكلام في جرم من الاجرام , او جـسم من الاجسام , لايصال عظمته الى الخلق , بدليل قوله تعالى : (وكلم اللّه موسى تكليما),(النساء: 164) ولانه قادر, فالكلام ممكن . (الـمسالة 11): اللّه تعالى صادق , بمعنى انه لا يقول الا الحق الواقع , بدليل ان كل كذب قبيح , واللّه تعالى منزه عن القبيح . (الـمسالة 12): اللّه تعالى مريد, بمعنى انه رجح الفعل اذا علم المصلحة (يعني انه غيرمضطر, و ان ارادتـه غير واقعة تحت ارادة اخرى , بل هي الارادة العليا التي ان ر اى صلاحا فعل , وان ر اى فـسـادا لـم يفعل , باختيار منه تعالى , بدليل انه ترك ايجاد بعض الموجودات في وقت دون وقت , مع علمه وقدرته ـ على كل حال ـ بالسوية , ولانه نهى , وهو يدل على الكراهة . (الـمـسـالـة 13): انه تعالى واحد, بمعنى انه لا شريك له في الالوهية , بدليل قوله : (قل هو اللّه احد),(الاخلاص :1)ولانه لو كان له شريك لوقع التمانع , ففسد النظام , كما قال تعالى : (لوكان فيهما آلهة الا اللّه لفسدتا) (الانبياء : 22).

إنسان وبس
26/08/2006, 11:55
(الـمـسـالة 14): اللّه تعالى غير مركب من شي ء, بدليل انه لو كان مركبا لكان مفتقرا الى الاجزاء, والمفتقر ممكن . (الـمـسالة 15): اللّه تعالى ليس بجسم , ولا عرض , ولا جوهر, بدليل انه لو كان احدهذه الاشياء لكان ممكنا مفتقرا الى صانع . وهو محال . (الـمـسـالة 16): اللّه تعالى ليس بمرئي بحاسة البصر في الدنيا والاخرة , بدليل انه تعالى مجرد, ولان كـل مـرئي لابـد ان يـكـون له الجسم والجهة , واللّه تعالى منزه عنهما, ولانه تعالى قال : (لن تراني ),(الاعراف : 143)وقال : (لا تدركه الابصار).(الانعام : 103)(المسالة 17 ): اللّه تعالى ليس محلا للحوادث , والا لكان حادثا, وحدوثه محال . (المسالة 1) : اللّه تعالى لا يتصف بالحلول , بدليل انه يلزم قيام الواجب بالممكن ,وذلك محال . (الـمـسـالـة 19): اللّه تـعـالى لا يتحد بغيره , لان الاتحاد صيرورة الشي ء واحدا من غيرزيادة ونقصان , وذلك محال , واللّه لا يتصف بالمحال . (المسالة 20): اللّه تعالى منفى عنه المعاني والصفات الزائدة , بمعنى انه ليس عالمابالعلم , ولا قادرا بـالقدرة , بل علم كله , وقدرة كله , بدليل انه لو كان كذلك لزم كونه محلا للحوادث لو كانت حادثة , وتـعـدد القدماء لوكانت قديمة , وهما محالان , و ايضالزم افتقار الواجب لصفاته المغايرة له , فيصير ممكنا وهو ممتنع , والدليل عليه انه واجب الوجود لذاته , فلا يكون مفتقرا. (الـمسالة 21): اللّه تعالى ليس في جهة ولا مكان , بدليل ان كل ما في الجهة والمكان مفتقر اليهما, و ايضا قد ثبت انه تعالى ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض , فلا يكون في المكان والجهة . (المسالة 22): اللّه تعالى ليس له ولد ولا صاحبة , بدليل انه قد ثبت عدم افتقاره الى غيره , ولان كل ما سواه تعالى ممكن , فكيف يصير الممكن واجبا بالذات , ولقوله تعالى : (ليس كمثله شي ء),(الشورى : 11) و: (ان مثل عيسى عند اللّه كمثل آدم خلقه من تراب ).(آل عمران : 59) (الـمـسـالـة 23): اللّه تعالى عدل حكيم , بمعنى انه لا يفعل قبيحا ولا يخل بالواجب ,بدليل ان فعل القبيح قبيح , والاخلال بالواجب نقص عليه , فاللّه تعالى منزه عن كل قبيح واخلال بالواجب . (الـمـسالة 24): الرضا بالقضاء والقدر واجب , وكل ما كان او يكون فهو بالقضاء والقدر,ولا يلزم بـهما الجبر والظلم , لان القدر والقضاء ها هنا بمعنى العلم والبيان , والمعنى انه تعالى يعلم كل ما هو (كائن او يكون ).(الاضافة منا لاكمال العبارة )(الـمـسـالـة 25): كـل مـا فعله اللّه تعالى فهو اصلح , والا لزم العبث , وليس تعالى بعابث ,لقوله : ( افحسبتم انما خلقناكم عبثا).(المؤمنون : 115) (المسالة 26): اللطف على اللّه واجب , لانه خلق الخلق وجعل فيهم الشهوة , فلو لم يفعل اللطف لزم الاغراء, وذلك قبيح , (واللّه لا يفعل القبيح ) فاللطيف هو نصب الادلة ,واكمال العقل , وارسال الرسل في زمانهم , وبعد انقطاعهم ابقاء الامام , لئلا ينقطع خيطغرضه . (المسالة 27): نبينا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف رسول اللّه (ص ) حقا صـدقا, بدليل انه ادعى النبوة و اظهر المعجزات على يده , فثبت انه رسول حقا. و اكبر المعجزات (الـقـرآن الـمجيد) والفرقان المجيد الفارق بين الحق والباطل , باق الى يوم القيامة حجة على كافة النسمة , ووجه كونه معجزا فرط فصاحته وبلاغته , بحيث ما تمكن احد من اهل الفصاحة والبلاغة حـيث تحدوا به , ان ياتوا ولوبسورة صغيرة , او آية تامة مثله , واعتقادنا ان القرآن الذي انزله اللّه على نبيه محمد(ص ) هو ما بين الدفتين , وهو مافي ايدي الناس ليس باكثر من ذلك . ومن نسب اليناان نقول انه اكثر من ذلك فهو كاذب . (الـمـسـالـة 2) : كان نبينا نبيا على نفسه قبل البعثة , وبعدها رسولا الى كافة النسمة , لانه قال : ((كنت نبيا وآدم بين الماء والطين )), والا لزم تفضيل المفضول . وهو قبيح . (الـمـسـالـة 29): جميع الانبياء كانوا معصومين مطهرين عن العيوب والذنوب كلها, وعن السهو والـنـسـيان في الافعال والاقوال , من اول الاعمار الى اللحد, بدليل انهم لو فعلواالمعصية او طر ا عليهم السهو لسقط محلهم من القلوب , فارتفع الوثوق والاعتماد على اقوالهم و افعالهم , فتبطل فائدة النبوة , فما ورد في الكتاب (القرآن ) فيهم فهو واجب التاويل . (المسالة 30): يجب ان يكون الانبياء اعلم و افضل اهل زمانهم , لان تفضيل المفضول قبيح .

إنسان وبس
26/08/2006, 12:01
(الـمسالة 31): نبينا خاتم النبيين والمرسلين , بمعنى انه لا نبي بعده الى يوم القيامة .يقول تعالى : (ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول اللّه وخاتم النبيين ).(الاحزاب : 40) (المسالة 32): نبينا اشرف الانبياء والمرسلين , لانه ثبتت نبوته , و اخبر بافضليته , فهوافضل , لما قـال لـفاطمة (ع ): (( ابوك خير الانبياء, وبعلك خير الاوصياء, و انت سيدة نساء العالمين , وولدك الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة , و ابوهما خيرمنهما)).(راجع ينابيع المودة : 434 ـ 436) (الـمسالة 33): معراج الرسول بالجسم العنصري علانية , غير منام , حق , والاخبار عليه بالتواتر نـاطـقـة صـريحة , و انه مر بالافلاك من ابوابها من دون حاجة الى الخرق والالتئام , وهذه الشبهة الواهية مدفوعة مسطورة بمحالها. (الـمسالة 34): دين نبينا ناسخ للاديان السابقة , لان المصالح تتبدل حسب الزمان والاشخاص , كما تتبدل المعالجات لمريض بحسب تبدل المزاج والمرض . (الـمـسـالـة 35): الامام بعد نبينا علي بن ابي طالب (ع ), بدليل قوله (ص ): ((يا علي , انت اخي ووارث عـلمي , و انت الخليفة من بعدي , و انت قاضي ديني , و انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انـه لا نبي بعدي )).(راجـع صـحيح مسلم 7: 120 ـ 121, باب فضائل علي (ع ), وصحيح البخاري 5: 19, باب مناقب علي (ع ), و6: 3, باب غزوة تبوك , ومسند احمد 1: 174 ـ 177,و3: 32, و6: 369) وقوله : ((سلموا على علي بامرة المؤمنين ,واسمعوا له و اطيعوا له ,وتـعلموا منه ولا تعلموه )). (راجع البحار 37: 290 ـ 340)وقوله : ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه . اللهم وال من والاه وعاد من عاداه )).( راجـع مـسـند احمد 1: 84 ـ 152, و4: 281 و370 و372, و5: 366 ـ 419,وسنن الترمذي 5: 633) (المسالة 36): الائمة بعد علي (ع ) احد عشر من ذريته , الاول منهم ولده الحسن , ثم الحسين , ثم عـلـي بـن الـحـسين , ثم محمد بن علي , ثم جعفر بن محمد الصادق , ثم موسى بن جعفر, ثم علي بن موسى , ثم محمد بن علي , ثم علي بن محمد, ثم الحسن بن علي ,ثم الخلف الحجة القائم المهدي الهادي ابن الحسن صاحب الزمان , فكلهم ائمة الناس واحد بعد واحد حقا, بدليل ان كل امام منهم نص على من بـعـده نـصا متواترا بالخلافة .وقوله : ((الحسين امام ابن امام , اخو امام ابو الائمة التسعة , تاسعهم قائمهم , يملاالارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا)). (الـمـسـالة 37): يجب ان يكون الائمة معصومين مطهرين من الذنوب كله , صغيرة وكبيرة , عمدا وسهوا, ومن السهو في الافعال والاقوال , بدليل انهم لو فعلوا المعصية لسقط محلهم من القلب وارتفع الـوثـوق , وكـيـف يهدون بالضالين المضلين ؟ امامتهم . (المسالة 3) : يجب ان يكون الائمة افضل و اعلم , ولو لم يكونوا كذلك للزم تفضيل المفضول , او الترجيح بلا مرجح , ولا يحصل الانقياد به , وذلك قبيح عقلا ونقلا,وفضل ائمتنا وعلمهم مشهور, بل افضليتهم اظهر من الشمس و ابين من الامس . (المسالة 39): يجب ان نعتقد ان آباء نبينا و ائمتنا مسلمون ابدا, بل اكثرهم كانوااوصياء, فالاخبار عند اهل البيت على اسلام ابي طالب مقطوعة , وسيرته ادلة عليه ,ومثله مؤمن آل فرعون . (الـمسالة 40): الامام المهدي المنتظر محمد بن الحسن قد تولد في زمان ابيه , وهوغائب حى باق الـى بـقـاء الدنيا, لان كل زمان لابد فيه من امام معصوم , لما انعقد عليه اجماع الامة على انه لايخلو زمـان مـن حجة ظاهرة مشهورة , او خافية مستورة , ولان اللطف في كل زمان واجب , والامام لطف , فوجوده واجب . (الـمـسـالة 41): لا استبعاد في طول عمره , لان غيره من الامم السابقة قد عاش ثلاثة آلاف سنة فـصاعدا, كشعيب ونوح ولقمان والخضر وعيسى (ع ). وابليس والدجال .ولان الامر ممكن , واللّه قادر على جميع الممكنات . (المسالة 42): غيبة المهدي لا تكون من قبل نفسه , لانه معصوم , فلا يخل بواجب , ولامن قبل اللّه تـعـالـى , لانه عدل حكيم فلا يفعل القبيح , لان الاخفاء عن الانظار وحرمان العباد الافادات قبيحان , فغيبته لكثرة العدو والكفار, ولقلة الناصر. (الـمـسـالة 43): لابد من ظهور المهدي , بدليل قول النبي (ص ): ((لو لم يبق من الدنيا الاساعة واحدة لطول اللّه تلك الساعة حتى يخرج رجل من ذريتي اسمه اسمي وكنيته كنيتي , يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا)),(راجع سنن ابي داود 4: 106 ـ 107, وكنز العمال 14: 264 ـ 267) ويجب على كل مخلوق متابعته . (المسالة 44): في غيبة الامام فائدة , كما تنير الشمس تحت السحاب , والمشكاة من وراء الحجاب .

إنسان وبس
26/08/2006, 12:03
(الـمـسـالـة 45): يـرجـع بعض ائمتنا المعصومين في زمان المهدي مع جماعة من الامم السابقة والـلاحـقـة , لاظـهار دولتهم وحقهم , وبه قطعت المتواترات من الروايات والايات , كقوله تعالى : (ويوم نحشر من كل اءمة فوجا),(النمل : 83 . اءصل الرجعة اجماعي , والكيفية الواردة في المتن ليست كذلك )فالاعتقاد به واجب . (المسالة 46): ان اللّه يعيد الاجسام الفانية كما هي في الدنيا, ليوصل كل حق الى المستحقين , وذلك امـر ممكن , والانبياء اخبروا به , ولا سيما القرآن المجيد مشحون به , ولا مجال للتاويل , فالاعتقاد بالمعاد الجسماني واجب . (المساله 47): كل ما اخبر به النبي او الامام فاعتقاده واجب , كاخبارهم عن نبوة الانبياء السابقين , والكتب المنزلة , ووجود الملائكة , و احوال القبر وعذابه وثوابه ,وسؤال منكر ونكير, والاحياء فـيـه , و احـوال الـقـيامة و اهوالها, والنشور, والحساب والميزان , والصراط, وانطاق الجوارح , ووجـود الجنة والنار, والحوض الذي يسقي منه امير المؤمنين العطاشى يوم القيامة , وشفاعة النبي والائمة لاهل الكبائر من محبيهم ,الى غير ذلك , بدليل انه اخبر بذلك المعصومون . (الـمـسـالة 4) : التوبة ـ وهي الندم على القبيح في الماضي , والترك في الحال , والعزم على عدم المعاودة اليه في الاستقبال واجبة ـ لدلالة السمع على وجوبها, ولان دفع الضرر واجب عقلا. (الـمـسـالـة 49): الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان , بشرط تجويز التاثير والامن من الضرر.(طبعت الرسالة مع جواهر الفقه للقاضي ابن البراج , وفي ضمن الرسائل العشرللشيخ الطوسي (ره )) ومن هذه الرسائل نفهم مايلي : 1 ـ ان مـثل هذه الرسالة دليل واضح على ان جل عقائد الشيعة , ماخوذة من الكتاب والسنة , وكلمات ائمـتهم , و ان الشيعة كانت في اواخر القرن الثاني ذات عقائد منتظمة و مستوعبة لجميع ما يرتبط بـالمعارف الالهية , فترى ان ما كتبه الامام الرضا, وماعرضه السيد عبد العظيم الحسني على الامام الهادي , هو السائد في جملة امثال هذه الرسائل . 2 ـ انه يوجد في ثنايا هذه الرسائل آراء خاصة لمؤلفيها, ربما يقع فيها النقاش والجدال والخلاف مع غـيـرهـم من علماء الشيعة , فليس كل ما جاء فيها عقيدة اجمع عليها علماء الشيعة ومؤلفوهم , ولكن الـمـجـموع من حيث هو يمثل عقائد الشيعة في مجال صفاته سبحانه و افعاله , وما يرجع الى النبوة والامـامة والحياة الاخروية ,خصوصا ما يرجع الى الاعتقاد بمقامات الائمة وصفاتهم , فمن اراد ان يـطـلـع عـلـى عـقـائد الـشـيـعـة فـلـيـرجـع اليها, بدلا من الرجوع الى الكتب المؤلفة من قبل اعدائهم وخصمائهم . 3 ـ ان الامـعان في الاصول التي جاءت في امثال هذه الكتب والرسائل , يعرب عن موافقة الشيعة في اكـثـر الـمـسـائل العقائدية لعامة المسلمين , وربما يختلفون عنهم في اصول تختص بمجال الامامة والقيادة بعد الرسول .

إنسان وبس
26/08/2006, 12:07
الاقسام التسعة شرح مبسط ومختصر عن عقائد الشيعة الامامية
نأسف لتغير مجرى الموضوع لكن حبيت اضيف هذا الشرح لاني شفت انه ذكر بالموضوع اشياء خاطئة عن الشيعة الامامية