عاشق من فلسطين
21/04/2005, 14:52
كان الطقس باردا" جدا" .. والرياح مسلطة على الأجساد كسياط فاشة ..
كان الاجتماع الصباحي
كان قائد الكتيبة مساعدا" أولا" في الجيش ..
ولحسن أم لسوء حظه .. كان ابنه مفروزا" في أحدى السرايا التابعة لكتيبته ..
ولحسن حظه أم لسوء حظه كانت سرية ابنه من السريا العالية السوية في التمارين الرياضية .. وفي انضباطها ..
في أحد الأيام لسوء حظه أم لحسن حظه .. كان هناك عرض لكتيبته أم قائد الفرقة .. وما أخجله من عرض كان .. فقد كان أداء السرايا كلها سيئا" عدا سرية ابنه .. (لسوء حظه أم لحسن حظه ) ..
وبعد انتهاء العرض .. بقليل .. أصدر الأمر :
اجتماع سراية الكتيبة بالشورت ..عدا السريا الثالثة ( سرية ابنه)
نظر اليهم نظرا" حزينة وغاضبة وصرخ فيهم :
كنت دائما" أعاملكم معاملة " جيدة .. وكنت أريحكم عند التعب .. ولا أخرجك على دروس الرياضة عند البرد الشديد أو الحر الشديد .. ورغم كل ذلك . ورغم كل معاملة الأبوية لكم .. لم يرفع رأسي الا سرية ابني .. مع أنها من المفروض أن تكون الأسوأ .. لكون ابني فيها .. مما قد يجعله ويجعل رفاقه في السريا يقصرون ..
صمت لبرهة ثم صرخ : الجميع منبطحا" ودحرجة حتى حقل الشوك ..
وبدأت الأجساد بتمشيط الأرض .. وما هي الا أمتار قليلة .. ويأتي حقل الشوك ..
ولكن كالعادة .. لم يطاوعه قلبه الرقيق ..
فجاءة صرخة العفو التي كان يتوقعها الجنود :
مجموع مكانك واقفا" ..
الى موقع الاجتماع رملا" ..
نظر اليهم مرة" ثانية : يالكم من أوغاد تعرفون طيبة قلبي ..
ولكن لماذا فعلتم ذلك ..لماذا ..
.. لم ينبس أحد بحرف ..
صرخ فيهم : مجموع وراء در .. الى المهاجع رملا" ..
.. انزوى مع نفسه في مكتبه .. وبدأ يضرب أخماسا" بأسداس ..
ويقول لنفسه : لماذا حدث ذلك .. أيعقل أن يكون ما قاله لي صديقي بأن العساكر لا يجب أن تريهم وجها" حسنا" ..
لا .. لا .. لا يمكن ذلك ..
فجأة" وهو في هذه الهمهمات .. يطرق باب مكتبه ... ويدخل رقيب أول .. ويقول له سيدي .. سيادة القيد يطلبك الى مكتبه ..
نظر اليه وقال : حسنا" أنا آت ..
واتجه الى مكتب العقيد ..
-احترامي سيدي ..
-اجلس يا أبا حازم ..
-حاضر سيدي
- أبا حازم لقد مضى على معرفتي بك 20 سنة .. كنت خلالها مقالا" للجندي المغوار .. والمدرب الشجاع والمخلص والمرن والشديد .. والعطوف والقاسي .. ولكن ..
- أنا اعتذر سيدي .. أعرف بأن عرض الكتيبة كان يجب أن يكون افضلا" ..
- لا يا ابا حازم لا .. ليس هذا ما أرمي اليه .. فالعرض كان جيدا" مع هذا الجو القارص والطعام السيء .. ولكني سمعت انك اليوم قمت بمعاقبة كل السراي عدا سرية ابنك .. وهذا الأمر قد حصل عدة مرات ..
- ولكن يا سيدي ..
- أعرف مذا ستقول يا أبا حازم .. وأعرف بأن أداء سرية ابنك ممتاز .. وأنا لم أقصد بأنك متعاطف معها .. ولكن الناس تتكلم .. وتقول بأن عدم معاقبتك لها هو نتيجة لتعاطفك مع ابنك لا لالتزامها وتفوقها .. وانت تعرف بأن في أحد سراياك ابن العميد أبو رأفت ..
- سيدي ولكن سريته هي الأسوأ .. وأعاقبها كثيرا" لعدم التزامها ..
- أعرف يا أبا حازم .. ولكن انت تعرف كيف هي الأمور تسير ..
- حسنا" سدي ماذا تريد مني أن أفعل .. سأعاقب سرية ابني اليوم وأعفي جميع السرايا ...
-لا يا ابا حازم لا داعي لكل ذلك .. كل ما عليك فعله هو أن تنادي ابنك على المذياع في الليل .. وتعاقبه قليلا" .. ومن ثم تأمره بالذهاب ..
- حس.. حسنا" سيدي ..
- أبا حازم أرجوك لا تحزن مني . فأنا أقدر شهامتك واخلاصك لمهنتك .. ولكن ..
- حسنا سيدي .. أئذن لي ..
....
صراخ في الثانية صباحا" ..
اجتماع الكتيبة : باللباس الداخلي ..
ما هي الا دقائق وكان الجميع مجتمعا" ..
.. حازم تعال الى هنا ..
- حاضر سيدي .
- لقد لا حظت تراخيك في الرياضة الصباحية اليوم .. (نظر الولد الى عيني والده فراى دمعة حبيسة .. ولكنه ولد ذكي .. وقد فهم تماما" طبيعة الموقف) ..
- نعم سيدي . وأنا أستحق العقاب على ذلك ..
- حسنا" .. الاعتراف بالحق فضيلة .. الآن توجه الى ذلك البرميل المملوء بالماء وغمر نفسك فيه حتى عنقك وابقى ساعة ثم اذهب الى مهجعك ..
- حسنا سيدي ..
مضى ساعة .. وساعتين وثلاثة ساعات .. ودرجة الحرارة 10 تحت الصفر وطقطقة أسنان حازم هو كل ما كان مسموعا" في صمت الليل المهيب .. كان حازم يقول بينه وبين نفسه .. سأبقى حتى الاجتماع الصباحي .. ليرى العقيد .. والرقيب رأفت ابن العميد أبو رافت أن والدي ليس لديه ذقن ممشطة عندما يجد الجد .. وسأثبت للجميع أن والدي اشرف من في هذه الفرقة .. ولن أسمح لأحد أن يتفوه عنه بكلمة .. والدي الذي فنى حياته في خدمة الوطن ..
.....
كان الطقس باردا" جدا" .. والرياح مسلطة على الأجساد كسياط فاشة ..
كان الاجتماع الصباحي
في وسط الساحة كان هناك رقيب متجمد في برميل من الماء .. ووالد .. يبكيه دمعا" حبيسا" ..
- صرخ أبو حازم : الآن .. هل رأيتم مالذي يحصل لمن لا ينصاع للأوامر في البداية كان مقصرا" في الرياضة فنال عقابه .. ثم خالف الأموامر مرة أخرى وبقي حتى الصباح في البرميل في حين أنني أمرته أن يبقى ساعة" واحدة ..
نظرة شريرة تتفرس الكتيبة ..
لم يروا مثل هذه النظرة على وجهه من قبل ..
انصراف .. صرخ فيهم ..
..
بكى قليلا" على خد ابنه المتجمد ..
ثم حمله واتجه به الى مكتب العقيد .. (كان عبارة عن قطعة" كبيرة" من الثلج ) ..
دخل مكتب العقيد دون استئذان .. ووضع ابنه المتجمد على طاولة العقيد .. وقال : سيدي هذه عربون وفاء واخلاص لواجباتي تجاه الجيش وقاداته والعميد أبو رأفت .. أرجو أن تقدروا ذلك .. فأنا أعرف كيف تجري الأمور هنا ..
ثم انصرف ..
ومن يومها .. تروى قصص على ألسنة العساكر عن مساعد أول .. متوحش وشرس .. وشديد العقوبات والعنف ..
يهابه حتى الضباط ..
نعم أنه أبو حازم .. بعد أن تحول الى وحش ..
وأظن بأن قاداته ليس حزينين على ذلك فهم كما يقول الضباط الكبار : الجيش بحاجة لوحوش وقلب ميت .. وأنا من عندي أضيف .. ووطن ميت ..
مع تحيات عاشق من فلسطين ....... 21/5/2005
كان الاجتماع الصباحي
كان قائد الكتيبة مساعدا" أولا" في الجيش ..
ولحسن أم لسوء حظه .. كان ابنه مفروزا" في أحدى السرايا التابعة لكتيبته ..
ولحسن حظه أم لسوء حظه كانت سرية ابنه من السريا العالية السوية في التمارين الرياضية .. وفي انضباطها ..
في أحد الأيام لسوء حظه أم لحسن حظه .. كان هناك عرض لكتيبته أم قائد الفرقة .. وما أخجله من عرض كان .. فقد كان أداء السرايا كلها سيئا" عدا سرية ابنه .. (لسوء حظه أم لحسن حظه ) ..
وبعد انتهاء العرض .. بقليل .. أصدر الأمر :
اجتماع سراية الكتيبة بالشورت ..عدا السريا الثالثة ( سرية ابنه)
نظر اليهم نظرا" حزينة وغاضبة وصرخ فيهم :
كنت دائما" أعاملكم معاملة " جيدة .. وكنت أريحكم عند التعب .. ولا أخرجك على دروس الرياضة عند البرد الشديد أو الحر الشديد .. ورغم كل ذلك . ورغم كل معاملة الأبوية لكم .. لم يرفع رأسي الا سرية ابني .. مع أنها من المفروض أن تكون الأسوأ .. لكون ابني فيها .. مما قد يجعله ويجعل رفاقه في السريا يقصرون ..
صمت لبرهة ثم صرخ : الجميع منبطحا" ودحرجة حتى حقل الشوك ..
وبدأت الأجساد بتمشيط الأرض .. وما هي الا أمتار قليلة .. ويأتي حقل الشوك ..
ولكن كالعادة .. لم يطاوعه قلبه الرقيق ..
فجاءة صرخة العفو التي كان يتوقعها الجنود :
مجموع مكانك واقفا" ..
الى موقع الاجتماع رملا" ..
نظر اليهم مرة" ثانية : يالكم من أوغاد تعرفون طيبة قلبي ..
ولكن لماذا فعلتم ذلك ..لماذا ..
.. لم ينبس أحد بحرف ..
صرخ فيهم : مجموع وراء در .. الى المهاجع رملا" ..
.. انزوى مع نفسه في مكتبه .. وبدأ يضرب أخماسا" بأسداس ..
ويقول لنفسه : لماذا حدث ذلك .. أيعقل أن يكون ما قاله لي صديقي بأن العساكر لا يجب أن تريهم وجها" حسنا" ..
لا .. لا .. لا يمكن ذلك ..
فجأة" وهو في هذه الهمهمات .. يطرق باب مكتبه ... ويدخل رقيب أول .. ويقول له سيدي .. سيادة القيد يطلبك الى مكتبه ..
نظر اليه وقال : حسنا" أنا آت ..
واتجه الى مكتب العقيد ..
-احترامي سيدي ..
-اجلس يا أبا حازم ..
-حاضر سيدي
- أبا حازم لقد مضى على معرفتي بك 20 سنة .. كنت خلالها مقالا" للجندي المغوار .. والمدرب الشجاع والمخلص والمرن والشديد .. والعطوف والقاسي .. ولكن ..
- أنا اعتذر سيدي .. أعرف بأن عرض الكتيبة كان يجب أن يكون افضلا" ..
- لا يا ابا حازم لا .. ليس هذا ما أرمي اليه .. فالعرض كان جيدا" مع هذا الجو القارص والطعام السيء .. ولكني سمعت انك اليوم قمت بمعاقبة كل السراي عدا سرية ابنك .. وهذا الأمر قد حصل عدة مرات ..
- ولكن يا سيدي ..
- أعرف مذا ستقول يا أبا حازم .. وأعرف بأن أداء سرية ابنك ممتاز .. وأنا لم أقصد بأنك متعاطف معها .. ولكن الناس تتكلم .. وتقول بأن عدم معاقبتك لها هو نتيجة لتعاطفك مع ابنك لا لالتزامها وتفوقها .. وانت تعرف بأن في أحد سراياك ابن العميد أبو رأفت ..
- سيدي ولكن سريته هي الأسوأ .. وأعاقبها كثيرا" لعدم التزامها ..
- أعرف يا أبا حازم .. ولكن انت تعرف كيف هي الأمور تسير ..
- حسنا" سدي ماذا تريد مني أن أفعل .. سأعاقب سرية ابني اليوم وأعفي جميع السرايا ...
-لا يا ابا حازم لا داعي لكل ذلك .. كل ما عليك فعله هو أن تنادي ابنك على المذياع في الليل .. وتعاقبه قليلا" .. ومن ثم تأمره بالذهاب ..
- حس.. حسنا" سيدي ..
- أبا حازم أرجوك لا تحزن مني . فأنا أقدر شهامتك واخلاصك لمهنتك .. ولكن ..
- حسنا سيدي .. أئذن لي ..
....
صراخ في الثانية صباحا" ..
اجتماع الكتيبة : باللباس الداخلي ..
ما هي الا دقائق وكان الجميع مجتمعا" ..
.. حازم تعال الى هنا ..
- حاضر سيدي .
- لقد لا حظت تراخيك في الرياضة الصباحية اليوم .. (نظر الولد الى عيني والده فراى دمعة حبيسة .. ولكنه ولد ذكي .. وقد فهم تماما" طبيعة الموقف) ..
- نعم سيدي . وأنا أستحق العقاب على ذلك ..
- حسنا" .. الاعتراف بالحق فضيلة .. الآن توجه الى ذلك البرميل المملوء بالماء وغمر نفسك فيه حتى عنقك وابقى ساعة ثم اذهب الى مهجعك ..
- حسنا سيدي ..
مضى ساعة .. وساعتين وثلاثة ساعات .. ودرجة الحرارة 10 تحت الصفر وطقطقة أسنان حازم هو كل ما كان مسموعا" في صمت الليل المهيب .. كان حازم يقول بينه وبين نفسه .. سأبقى حتى الاجتماع الصباحي .. ليرى العقيد .. والرقيب رأفت ابن العميد أبو رافت أن والدي ليس لديه ذقن ممشطة عندما يجد الجد .. وسأثبت للجميع أن والدي اشرف من في هذه الفرقة .. ولن أسمح لأحد أن يتفوه عنه بكلمة .. والدي الذي فنى حياته في خدمة الوطن ..
.....
كان الطقس باردا" جدا" .. والرياح مسلطة على الأجساد كسياط فاشة ..
كان الاجتماع الصباحي
في وسط الساحة كان هناك رقيب متجمد في برميل من الماء .. ووالد .. يبكيه دمعا" حبيسا" ..
- صرخ أبو حازم : الآن .. هل رأيتم مالذي يحصل لمن لا ينصاع للأوامر في البداية كان مقصرا" في الرياضة فنال عقابه .. ثم خالف الأموامر مرة أخرى وبقي حتى الصباح في البرميل في حين أنني أمرته أن يبقى ساعة" واحدة ..
نظرة شريرة تتفرس الكتيبة ..
لم يروا مثل هذه النظرة على وجهه من قبل ..
انصراف .. صرخ فيهم ..
..
بكى قليلا" على خد ابنه المتجمد ..
ثم حمله واتجه به الى مكتب العقيد .. (كان عبارة عن قطعة" كبيرة" من الثلج ) ..
دخل مكتب العقيد دون استئذان .. ووضع ابنه المتجمد على طاولة العقيد .. وقال : سيدي هذه عربون وفاء واخلاص لواجباتي تجاه الجيش وقاداته والعميد أبو رأفت .. أرجو أن تقدروا ذلك .. فأنا أعرف كيف تجري الأمور هنا ..
ثم انصرف ..
ومن يومها .. تروى قصص على ألسنة العساكر عن مساعد أول .. متوحش وشرس .. وشديد العقوبات والعنف ..
يهابه حتى الضباط ..
نعم أنه أبو حازم .. بعد أن تحول الى وحش ..
وأظن بأن قاداته ليس حزينين على ذلك فهم كما يقول الضباط الكبار : الجيش بحاجة لوحوش وقلب ميت .. وأنا من عندي أضيف .. ووطن ميت ..
مع تحيات عاشق من فلسطين ....... 21/5/2005