dot
24/08/2006, 02:38
بقلم: عادل حزين
الكذب داء ليس قابل للتوريث فابن الكذاب ليس بالحتم كذاب، انما الكذب نتاج ثقافة اجتماعية تربوية لا ترى فيه ما يشين أو يخجل، ويجد الكذب بيئة مساعدة على الانتشار والتفشى فى مجتمعات القهر بالأخص حيث يصير وسيلة للهروب من المسئولية والعقاب،وحيث العقاب ليس مرتبطا -فى مجتمعات القهر- بالخطأ والمسؤلية دائما، فيصبح الكذب وسيلة دفاع مباحة- وكما يصف الأدب الشعبى المصرى ذلك بعبقرية "تمسك بالباطل حتى تحصل على حقك"، ووقت أن يصير الكذب مباحا ووسيلة دفاع مشروعة، فهو ككل شيطان رجيم يخرج من قمقم الدفاع وتجنب الظلم، الى وسيلة للإثراء وتولى الزعامة وادعاء التقوى، ويظل داء الكذب يقوى ويستشرى ويمتد الى ما لا نهاية طولا وعرضا وعمقا حتى لا يعود المجتمع الذى استشرى فيه الكذب يعرف له مقياسا يسترشد به لمعرفة أى طريق يأخذه الى أين، وتتكالب عليه الأمم تكالب الأكلة على القصعة وهو لا يعرف أين أخطأ ولا كيف الخلاص؟
فما هى شواهد استشراء الكذب وكيف ملأ حياة أمتنا حتى صار وباءا عاما، ومن الذى قام بحك مصباح الشر السحرى فخرج منه شيطان الكذب ماردا لا يستطيع أحد أن يرده الى قمقمه؟
لعل كذب ابن لادن وليبيا والأمة من ورائهما كانا حدثين منفصلين عن سياق سلوك الأكثرية لظروف خاصة وعلى سبيل الاستثناء ولا يصح اعتبار الكذب بشأنهما اسلوب عام وخلق سائد...، ولكن المشاهدات العامة تفضح الأمر على أنه غير ذلك.
يقولون أن هناك مجلسا صنع بمصر للعناية بحقوق الأنسان ومؤخرا منظمة بقيادة محسوبة على الحكومة لمحاربة التمييز، كلنا بما فى ذلك من اصطنع هاتين المؤسستين نعرف أنها فكاهة ورغم ذلك تجد أناس وأعلاميون يهنئون ويباركون!!!على ماذا؟ على كيان ليس له كيان إلا موقع على الانترنت؟ حسنا ماذا فعل المجلسان وأى قضية واحدة أهتما بها أم أنه ليس هناك أى تعد على حقوق الانسان، والناس فى بر مصر سواسية كأسنان المشط؟؟؟
هل سمعتم بيان حكومة عربية؟ أى حكومة؟ سأتلو عليكم بيان كل حكومة تم تشكيلها منذ سبعين عاما على امتداد الوطن الحزين: القضاء على البطالة، والاعتناء بالشباب، وأصلاح التعليم، والقضاء على الفساد والبيروقراطية، والاهتمام بمصالح الجماهير. ويمكنك تحبيش البيان بأى بهارات لفظية من أدبيات الشيوعية والقومية والتأسلمية الأممية وتكلف أى كاتب بيانات درجة ثالثة فيعطيك خطة خمسية وعشرية وألفية وبيان ولا أحسن. واضع البيان يكذب ونحن الشعوب الحزينة نعرف أنه يكذب وهو يعرف أيضا أننا نعرف أنه يكذب، وهكذا تستطيع الاستطراد لتصل الى أن كل فرد يتعاطى الكذب بشكل دائرى لا ينتهى.
كل دساتير بلادنا بما فيها تلك التى تأخذ بالشريعة الغراء مصدرا أساسيا أو وحيدا لها تحكى أحلى الكلام عن مساواة الجميع أمام القانون بغض النظر عن اللون والجنس والعقيدة، الكل حاكم ومحكوم يعرف أن هذا كذب، فليس للشيعة فى بلاد العرب مثلا ما لغيرهم من السنة وليس للأقباط ولا للنوبيين ما لغيرهم فى مصر، ناهيك عن اليهود والغجر والمهمشين فى بلادنا وما أكثرهم أيا كانت دياناتهم وانتماءاتهم، وكأنى بالقارىء يتعجب إن كنت أعنى حقيقة ضمان ذات الحقوق لليهود وللغجر أيضا الذين يعيشون بين ظهرانينا أم أنى أيضا أكذب؟؟؟
تسلل الكذب أيضا الى مدارسنا ومعاهدنا التعليمية فصرنا نعلم الغش وهو صورة من صور الكذب بمعناه الواسع، ويتفنن المصريون-وليست لدى معلومات مؤكدة عن باقى الدول العربية- فى تغشيش أولادهم أبان الامتحانات ويوصون عليهم القائمين بالمراقبة من الاساتذة والذين لا يستحقون شرف اسباغ وصف المعلم أو الاستاذ عليهم لكى يعتنوا بهم-مع غمزة للعين تعنى يغشوشهم- فيحصل التلميذ على ما لا يستحق من درجات بمباركة الأهل والوالد ذى الحيثية، وعندما تعم المصيبة تجد القاضى والمحافظ ومدير البنك والطبيب الذى يدير معهدا للقلب يرتشون، وترى الأطباء والأساتذة منهم على وجه الخصوص ينظرون الى مريضاتهم بصفتهم نسوة لهم عورة- وفرج- وليست مجرد خامة شغل كماكينة للإصلاح، فيمنعون من على غير دين الاسلام من الفرجة على عورة نساء المسلمين التى هى من حقهم هم فقط، ويغلقون مدرسة طب النساء على أهل الملة. وتجد تاجر المخدرات مستورد والنصاب رجل أعمال والبلطجى عضو بمجلس الشعب.
أما تاريخنا وتراثنا فحدث ولا عجب فهو طاهر ناصع براق، لم ترتكب أمة العرب خطأ واحد خلال ألف واربعمائة سنة، وإن كان ذلك حقا، فكيف بالله عليكم وصلنا الى ما نحن عليه الآن؟ فلنقل أنها المؤامرات والصهيونية لعنهما الله، و هو قول كذب وكلنا نعلم أنه كذب لكن من الذى يريد أن يواجه الحقيقة المؤلمة ويصرخ بأن هذا التاريخ مغشوش.
وعندما نحيى غير المسلم نتخابث فنقول السلام على من اتبع الهدى، والمعنى فى بطننا أن لا سلام علي من هو من غير ديننا، وعندما نعزيه فى مصاب أليم نجتهد فى إخفاء فرحتنا لمصابه، ويدعونا فقهاء الظلام أن حتى لا نهنئهم بأعيادهم، وإن اضطررنا نهمهم لهم بكلام غير مفهوم فنضحك عليهم أو بالمعنى الشعبى المصرى نستكردهم، ولا نستكرد إلا أنفسنا.
سمعت بأذنى الشيخ القرضاوى الذى يحسبونه علينا من الإصلاحيين يقول أن الكذب حلال فى ثلاث حالات، أن يكذب أحد الزوجين بغية البعد عن المشاكل،،ان يكذب شخص بغية أصلاح بين طرفين متخاصمين- ولا أعرف ما كنه ذلك الاصلاح القائم على الكذب-، والأمر الثالث فى الحرب، ولأن كل خلاف بين أمة الأسلام ومن سواها هو حرب إذن فالكذب مباح تقريبا لدى أى خلاف أو اختلاف بيننا وبين العالم كله، نعم تكذب الأمم الأخرى ولكن يظل الفرق بيننا وبينهم أن كذبنا مباح من عند الله بفتوى الشيخ، وكذبهم يكلف الفاعل مركزه ولو كان رئيسا لأقوى دولة وقد يدخله السجن أيضا وأحيانا ينتحر من شعوره بالعار.
أرجو أن أكون قد أقلقت نومكم وضاعفت حزنكم حتى نجد معا مخرج من هذا الظلام الدامس.
والسلام على من اتبع الهدى وأيضا على من لا يتبع أى هدى.
الكذب داء ليس قابل للتوريث فابن الكذاب ليس بالحتم كذاب، انما الكذب نتاج ثقافة اجتماعية تربوية لا ترى فيه ما يشين أو يخجل، ويجد الكذب بيئة مساعدة على الانتشار والتفشى فى مجتمعات القهر بالأخص حيث يصير وسيلة للهروب من المسئولية والعقاب،وحيث العقاب ليس مرتبطا -فى مجتمعات القهر- بالخطأ والمسؤلية دائما، فيصبح الكذب وسيلة دفاع مباحة- وكما يصف الأدب الشعبى المصرى ذلك بعبقرية "تمسك بالباطل حتى تحصل على حقك"، ووقت أن يصير الكذب مباحا ووسيلة دفاع مشروعة، فهو ككل شيطان رجيم يخرج من قمقم الدفاع وتجنب الظلم، الى وسيلة للإثراء وتولى الزعامة وادعاء التقوى، ويظل داء الكذب يقوى ويستشرى ويمتد الى ما لا نهاية طولا وعرضا وعمقا حتى لا يعود المجتمع الذى استشرى فيه الكذب يعرف له مقياسا يسترشد به لمعرفة أى طريق يأخذه الى أين، وتتكالب عليه الأمم تكالب الأكلة على القصعة وهو لا يعرف أين أخطأ ولا كيف الخلاص؟
فما هى شواهد استشراء الكذب وكيف ملأ حياة أمتنا حتى صار وباءا عاما، ومن الذى قام بحك مصباح الشر السحرى فخرج منه شيطان الكذب ماردا لا يستطيع أحد أن يرده الى قمقمه؟
لعل كذب ابن لادن وليبيا والأمة من ورائهما كانا حدثين منفصلين عن سياق سلوك الأكثرية لظروف خاصة وعلى سبيل الاستثناء ولا يصح اعتبار الكذب بشأنهما اسلوب عام وخلق سائد...، ولكن المشاهدات العامة تفضح الأمر على أنه غير ذلك.
يقولون أن هناك مجلسا صنع بمصر للعناية بحقوق الأنسان ومؤخرا منظمة بقيادة محسوبة على الحكومة لمحاربة التمييز، كلنا بما فى ذلك من اصطنع هاتين المؤسستين نعرف أنها فكاهة ورغم ذلك تجد أناس وأعلاميون يهنئون ويباركون!!!على ماذا؟ على كيان ليس له كيان إلا موقع على الانترنت؟ حسنا ماذا فعل المجلسان وأى قضية واحدة أهتما بها أم أنه ليس هناك أى تعد على حقوق الانسان، والناس فى بر مصر سواسية كأسنان المشط؟؟؟
هل سمعتم بيان حكومة عربية؟ أى حكومة؟ سأتلو عليكم بيان كل حكومة تم تشكيلها منذ سبعين عاما على امتداد الوطن الحزين: القضاء على البطالة، والاعتناء بالشباب، وأصلاح التعليم، والقضاء على الفساد والبيروقراطية، والاهتمام بمصالح الجماهير. ويمكنك تحبيش البيان بأى بهارات لفظية من أدبيات الشيوعية والقومية والتأسلمية الأممية وتكلف أى كاتب بيانات درجة ثالثة فيعطيك خطة خمسية وعشرية وألفية وبيان ولا أحسن. واضع البيان يكذب ونحن الشعوب الحزينة نعرف أنه يكذب وهو يعرف أيضا أننا نعرف أنه يكذب، وهكذا تستطيع الاستطراد لتصل الى أن كل فرد يتعاطى الكذب بشكل دائرى لا ينتهى.
كل دساتير بلادنا بما فيها تلك التى تأخذ بالشريعة الغراء مصدرا أساسيا أو وحيدا لها تحكى أحلى الكلام عن مساواة الجميع أمام القانون بغض النظر عن اللون والجنس والعقيدة، الكل حاكم ومحكوم يعرف أن هذا كذب، فليس للشيعة فى بلاد العرب مثلا ما لغيرهم من السنة وليس للأقباط ولا للنوبيين ما لغيرهم فى مصر، ناهيك عن اليهود والغجر والمهمشين فى بلادنا وما أكثرهم أيا كانت دياناتهم وانتماءاتهم، وكأنى بالقارىء يتعجب إن كنت أعنى حقيقة ضمان ذات الحقوق لليهود وللغجر أيضا الذين يعيشون بين ظهرانينا أم أنى أيضا أكذب؟؟؟
تسلل الكذب أيضا الى مدارسنا ومعاهدنا التعليمية فصرنا نعلم الغش وهو صورة من صور الكذب بمعناه الواسع، ويتفنن المصريون-وليست لدى معلومات مؤكدة عن باقى الدول العربية- فى تغشيش أولادهم أبان الامتحانات ويوصون عليهم القائمين بالمراقبة من الاساتذة والذين لا يستحقون شرف اسباغ وصف المعلم أو الاستاذ عليهم لكى يعتنوا بهم-مع غمزة للعين تعنى يغشوشهم- فيحصل التلميذ على ما لا يستحق من درجات بمباركة الأهل والوالد ذى الحيثية، وعندما تعم المصيبة تجد القاضى والمحافظ ومدير البنك والطبيب الذى يدير معهدا للقلب يرتشون، وترى الأطباء والأساتذة منهم على وجه الخصوص ينظرون الى مريضاتهم بصفتهم نسوة لهم عورة- وفرج- وليست مجرد خامة شغل كماكينة للإصلاح، فيمنعون من على غير دين الاسلام من الفرجة على عورة نساء المسلمين التى هى من حقهم هم فقط، ويغلقون مدرسة طب النساء على أهل الملة. وتجد تاجر المخدرات مستورد والنصاب رجل أعمال والبلطجى عضو بمجلس الشعب.
أما تاريخنا وتراثنا فحدث ولا عجب فهو طاهر ناصع براق، لم ترتكب أمة العرب خطأ واحد خلال ألف واربعمائة سنة، وإن كان ذلك حقا، فكيف بالله عليكم وصلنا الى ما نحن عليه الآن؟ فلنقل أنها المؤامرات والصهيونية لعنهما الله، و هو قول كذب وكلنا نعلم أنه كذب لكن من الذى يريد أن يواجه الحقيقة المؤلمة ويصرخ بأن هذا التاريخ مغشوش.
وعندما نحيى غير المسلم نتخابث فنقول السلام على من اتبع الهدى، والمعنى فى بطننا أن لا سلام علي من هو من غير ديننا، وعندما نعزيه فى مصاب أليم نجتهد فى إخفاء فرحتنا لمصابه، ويدعونا فقهاء الظلام أن حتى لا نهنئهم بأعيادهم، وإن اضطررنا نهمهم لهم بكلام غير مفهوم فنضحك عليهم أو بالمعنى الشعبى المصرى نستكردهم، ولا نستكرد إلا أنفسنا.
سمعت بأذنى الشيخ القرضاوى الذى يحسبونه علينا من الإصلاحيين يقول أن الكذب حلال فى ثلاث حالات، أن يكذب أحد الزوجين بغية البعد عن المشاكل،،ان يكذب شخص بغية أصلاح بين طرفين متخاصمين- ولا أعرف ما كنه ذلك الاصلاح القائم على الكذب-، والأمر الثالث فى الحرب، ولأن كل خلاف بين أمة الأسلام ومن سواها هو حرب إذن فالكذب مباح تقريبا لدى أى خلاف أو اختلاف بيننا وبين العالم كله، نعم تكذب الأمم الأخرى ولكن يظل الفرق بيننا وبينهم أن كذبنا مباح من عند الله بفتوى الشيخ، وكذبهم يكلف الفاعل مركزه ولو كان رئيسا لأقوى دولة وقد يدخله السجن أيضا وأحيانا ينتحر من شعوره بالعار.
أرجو أن أكون قد أقلقت نومكم وضاعفت حزنكم حتى نجد معا مخرج من هذا الظلام الدامس.
والسلام على من اتبع الهدى وأيضا على من لا يتبع أى هدى.