قصي مجدي سليم
20/04/2005, 20:44
الشرفاء في كل مكان وفي أي رقعة داخل المعمورة التي تعم بابناء جلدتنا (البشر) الذين كرمهم الله على المخلوقات بأن رفعهم وأختصهم بقابليتهم على التطور الفطري ومنحهم السيادة على الكوكب شريطة أن يحسنوا التصرف فيه فلا يقتلوا انفسهم ولا يخرجوا بعضهم من ديارهم وان يقسطوا ويعدلوا ويخافوا يوم الدينونة التي يسمع فيها صرير السنان.
ولكنهم نسوا وصايا الرب فقتلوا النفس التي حرم قتلها ، وزرعوا الرعب والخوف في نفوس عيال الرب وابنائه وعباده (قتلا، وظلما ) حتى صارت الارض تمتلئ بالظلم وتتهيأ الى ميلاد فجر جديد.
وما كان سبب تقتيلهم لإخوتهم البشر الا سوء اخلاقهم وفسادها، والتواء فكرهم وفساده.. وآفة الفكر أمران:
(قلته.. والتوائه) ولا يلتوي الفكر الا اذا صاحبه غرض في النفس يلوي عنق الحقيقة ويحرفها عن جادة الحق.
ومن أمثلة دول الظلم ما كان في (بعث ) العراق ، وما كان من (ناصرية) مصر ، ونميرية السودان ، وشيوعية روسيا ، واصولية افغانستان وايران والسعودية .. ولا زلنا نحن في السودان (بعد أن عافانا الله من نظام نميري في عام (ابريل 1985) عن طريق انتفاضة شعبية أودت به وأتت بحكم ديمقراطي، ولكن تم التآمر عليه وإزالته عن طريق حزب الجبهة الاسلامية القومية بزعامة الشيخ الترابي في العام1989 ) ولا زلنا في السودان ننوء باحمال الجبهة الاسلامية التي إدعت زورا تمسكها بالاسلام (وهو منها براء) بل ان كل ديانات العالم براء منها ومما فعلته من تقتيل لابناء الشعب وتنكيل بالمعرضين السياسيين وارهاب للآمنيين وتشريد للموظفين بطردهم وفق بند عجيب أسموه الطرد (للصالح العام).. والصالح العام هو طبعا صالح الجبهة الاسلامية ورجالها.. وفي حين أنها ادعت بأنها تطبق الشريعة الاسلامية ... فهي قد شوهت الشريعة ، واستخدمتها لقتل المعارضين ولفرض حرب على البلاد أسمتها (جهادا) ضد الكفرة .. في حين أن من تحاربهم من جنوبييين كانوا ولا زالوا سودانيين ينتمون الى حزب (الحركة الشعبية ) ويضم الحزب مسلمين ومسيحيين .. كما أن التجمع الوطني بفصائله قد كانت ضمن هذه الحرب التي أسموها زورا جهادا.
وحين بدأ العالم يضيق بهم بعد أن اشتركوا في الكثير من العمليات الارهابية واوا الارهابيين وحاولوا اغتيال الرئيس المصري (حسني مبارك) في عاصمة اثيوبيا اديس اببا عام 1995 .. وشجعوا الارهاب العالمي ووقفوا مع صدام الطاغية في حربه مع الكويت .. وبعد هذا السجل الحافل ارادوا ان يضحكوا علينا وعلى العالم اجمع بعد ان ضاق بملفهم المظلم في حقوق الانسان والعلاقات الدولية.. فقاموا باجازة دستور للبلاد وأنزلوا مرشحينهم وفي العام 1998 شهدت البلاد انتخاباتهم الرئاسية.. وهي انتخابات مضحكة .. نزل فيها رئيسهم عمر البشير مرشحا ضد خصومه في حين أنه قد كان اصلا رئيس الجمهورية وبيده السلطة والثورة والاعلام والجيش والموظفين والارهاب والظلم ...
ولكن الشعب السوداني لم تفت عليه هذه اللعبة ففطن اليها بفطرته السليمة وقاطع جله (الا الغافلين ، والخونة ، واتباع النظام) تلك الانتخابات.
وفي العام 2000 شهدت الجبهة الاسلامية كارثة جديدة من كوارثها التي اعدها لها (الديان) فانشق تنظيمهم وخالف صغيرهم كبيرهم واقتيد شيخهم الاكبر (وصاحب اكبر فتنة في تاريخنا الحديث والقديم) الى السجن على ايدي (تلاميذه) وانقسم الحزب الى (المؤتمر الوطني ) الحاكم بقيادة علي عثمان محمد طه ، و (المؤتمر الشعبي) بقيادة دكتور الترابي.
وبعد احداث سبتمبر تغيرت سياسة النظام مع امريكا (إذ رفعت يدها عاليا ) وقد كانت قبلها وفي ادارة كلنتون قد قصفت مصنعا في السودان (لم تعلم الحكومة كيف ولا من اين قصفت) حتى اذاعت الادارة الامريكية بانها قد قصفت السودان وافغانستان.
ورأت الحكومة ان تغير سياستها مع امريكا بعد احداث سبتمبر إذ أن سياستها السابقة يمكن ان تجر عليها ويلات عرفت حجمها (قبل وبعد إجتياح افغانستان) وتأكدت منها بعد (سقوط نظام صدام).
وبعدها دخلت الحكومة في صلح مع الحركة الشعبية التي تضم اهم فصيل معارض ومسلح وهو الجبهة الشعبية لتحرير السودان بقيادة (د.جون قرنق).. وهو الفصيل الذي حاربت ل16 عاما متهمة اياه بالخيانة والعمالة والكفر .. ولكنها الان تتكلم عنهم كشركاء في السلطة والثورة !!!!!!
ولكن أزمة دارفور الحالية قد فتحت ملفا جديدا للحكومة.. وملخص هذه الازمة هي ان الحكومة كانت تدعم ملشيات عربية مسلمة للقضاء على القبائل غير العربية في المنطقة ولقد بعثت الامم المتحدة محققيها الى السودان وزار قبل ذلك السودان (كوفي عنان) الامين العام، (وكولن باول) وزير خارجية امريكا الاسبق..
ولقد رفع التقرير الى مجلس الامن وثبت تورط الحكومة في كل اعمال النهب والابادة الجماعية .. وقدم المشروع الفرنسي طلبا بتقديم 51 مسئولا سودانيا الى محكمة الجزاء الدولي وتضم اللستة مجموعة من اعضاء الحكومة وعلى رأسها (الرئيس) و (النائب الاول) ومجموعة من الوزراء والقيادين بالحزب الحاكم.
هذا ملخص سريع لبداية معاناتنا في السودان وللتطور اللذي لحق بها .. وأقول من هنا الى اعضاء حزب البعث (السوري ، والعراقي)..
بأن التجربة التي لا تورث حكمة تكرر نفسها بصورة أقسى .. وعليه فنحن ومن خلال تجربتنا خلصنا الى الآتي :
إن أي دعوة تتمسح بالدين ، القومية، الاشتراكية الخ الخ يجب أن ينظر في محتواها ويرد عليه من خلال منهجها .
وبالنظر الى ممارسة حزب البعث في سوريا وفي العراق فنحن لا نحب أن نكرر تلك التجربة في السودان .. كما لا نحب لها ان تتكرر في اي قطر اخر في هذا العالم.
كما اننا لا نحب للتجربة السودانية ان تتكرر في سوريا او في العراق او في اي دولة أخرى من دول العالم.. ونسألأ الله ان يعافي الدول التي لا زالت ترزح تحت الحكم الاصولي ..
وأن يفك الظلم من اهلنا في سوريا ... وفي العالم أجمع.
مع محبتي
ولكنهم نسوا وصايا الرب فقتلوا النفس التي حرم قتلها ، وزرعوا الرعب والخوف في نفوس عيال الرب وابنائه وعباده (قتلا، وظلما ) حتى صارت الارض تمتلئ بالظلم وتتهيأ الى ميلاد فجر جديد.
وما كان سبب تقتيلهم لإخوتهم البشر الا سوء اخلاقهم وفسادها، والتواء فكرهم وفساده.. وآفة الفكر أمران:
(قلته.. والتوائه) ولا يلتوي الفكر الا اذا صاحبه غرض في النفس يلوي عنق الحقيقة ويحرفها عن جادة الحق.
ومن أمثلة دول الظلم ما كان في (بعث ) العراق ، وما كان من (ناصرية) مصر ، ونميرية السودان ، وشيوعية روسيا ، واصولية افغانستان وايران والسعودية .. ولا زلنا نحن في السودان (بعد أن عافانا الله من نظام نميري في عام (ابريل 1985) عن طريق انتفاضة شعبية أودت به وأتت بحكم ديمقراطي، ولكن تم التآمر عليه وإزالته عن طريق حزب الجبهة الاسلامية القومية بزعامة الشيخ الترابي في العام1989 ) ولا زلنا في السودان ننوء باحمال الجبهة الاسلامية التي إدعت زورا تمسكها بالاسلام (وهو منها براء) بل ان كل ديانات العالم براء منها ومما فعلته من تقتيل لابناء الشعب وتنكيل بالمعرضين السياسيين وارهاب للآمنيين وتشريد للموظفين بطردهم وفق بند عجيب أسموه الطرد (للصالح العام).. والصالح العام هو طبعا صالح الجبهة الاسلامية ورجالها.. وفي حين أنها ادعت بأنها تطبق الشريعة الاسلامية ... فهي قد شوهت الشريعة ، واستخدمتها لقتل المعارضين ولفرض حرب على البلاد أسمتها (جهادا) ضد الكفرة .. في حين أن من تحاربهم من جنوبييين كانوا ولا زالوا سودانيين ينتمون الى حزب (الحركة الشعبية ) ويضم الحزب مسلمين ومسيحيين .. كما أن التجمع الوطني بفصائله قد كانت ضمن هذه الحرب التي أسموها زورا جهادا.
وحين بدأ العالم يضيق بهم بعد أن اشتركوا في الكثير من العمليات الارهابية واوا الارهابيين وحاولوا اغتيال الرئيس المصري (حسني مبارك) في عاصمة اثيوبيا اديس اببا عام 1995 .. وشجعوا الارهاب العالمي ووقفوا مع صدام الطاغية في حربه مع الكويت .. وبعد هذا السجل الحافل ارادوا ان يضحكوا علينا وعلى العالم اجمع بعد ان ضاق بملفهم المظلم في حقوق الانسان والعلاقات الدولية.. فقاموا باجازة دستور للبلاد وأنزلوا مرشحينهم وفي العام 1998 شهدت البلاد انتخاباتهم الرئاسية.. وهي انتخابات مضحكة .. نزل فيها رئيسهم عمر البشير مرشحا ضد خصومه في حين أنه قد كان اصلا رئيس الجمهورية وبيده السلطة والثورة والاعلام والجيش والموظفين والارهاب والظلم ...
ولكن الشعب السوداني لم تفت عليه هذه اللعبة ففطن اليها بفطرته السليمة وقاطع جله (الا الغافلين ، والخونة ، واتباع النظام) تلك الانتخابات.
وفي العام 2000 شهدت الجبهة الاسلامية كارثة جديدة من كوارثها التي اعدها لها (الديان) فانشق تنظيمهم وخالف صغيرهم كبيرهم واقتيد شيخهم الاكبر (وصاحب اكبر فتنة في تاريخنا الحديث والقديم) الى السجن على ايدي (تلاميذه) وانقسم الحزب الى (المؤتمر الوطني ) الحاكم بقيادة علي عثمان محمد طه ، و (المؤتمر الشعبي) بقيادة دكتور الترابي.
وبعد احداث سبتمبر تغيرت سياسة النظام مع امريكا (إذ رفعت يدها عاليا ) وقد كانت قبلها وفي ادارة كلنتون قد قصفت مصنعا في السودان (لم تعلم الحكومة كيف ولا من اين قصفت) حتى اذاعت الادارة الامريكية بانها قد قصفت السودان وافغانستان.
ورأت الحكومة ان تغير سياستها مع امريكا بعد احداث سبتمبر إذ أن سياستها السابقة يمكن ان تجر عليها ويلات عرفت حجمها (قبل وبعد إجتياح افغانستان) وتأكدت منها بعد (سقوط نظام صدام).
وبعدها دخلت الحكومة في صلح مع الحركة الشعبية التي تضم اهم فصيل معارض ومسلح وهو الجبهة الشعبية لتحرير السودان بقيادة (د.جون قرنق).. وهو الفصيل الذي حاربت ل16 عاما متهمة اياه بالخيانة والعمالة والكفر .. ولكنها الان تتكلم عنهم كشركاء في السلطة والثورة !!!!!!
ولكن أزمة دارفور الحالية قد فتحت ملفا جديدا للحكومة.. وملخص هذه الازمة هي ان الحكومة كانت تدعم ملشيات عربية مسلمة للقضاء على القبائل غير العربية في المنطقة ولقد بعثت الامم المتحدة محققيها الى السودان وزار قبل ذلك السودان (كوفي عنان) الامين العام، (وكولن باول) وزير خارجية امريكا الاسبق..
ولقد رفع التقرير الى مجلس الامن وثبت تورط الحكومة في كل اعمال النهب والابادة الجماعية .. وقدم المشروع الفرنسي طلبا بتقديم 51 مسئولا سودانيا الى محكمة الجزاء الدولي وتضم اللستة مجموعة من اعضاء الحكومة وعلى رأسها (الرئيس) و (النائب الاول) ومجموعة من الوزراء والقيادين بالحزب الحاكم.
هذا ملخص سريع لبداية معاناتنا في السودان وللتطور اللذي لحق بها .. وأقول من هنا الى اعضاء حزب البعث (السوري ، والعراقي)..
بأن التجربة التي لا تورث حكمة تكرر نفسها بصورة أقسى .. وعليه فنحن ومن خلال تجربتنا خلصنا الى الآتي :
إن أي دعوة تتمسح بالدين ، القومية، الاشتراكية الخ الخ يجب أن ينظر في محتواها ويرد عليه من خلال منهجها .
وبالنظر الى ممارسة حزب البعث في سوريا وفي العراق فنحن لا نحب أن نكرر تلك التجربة في السودان .. كما لا نحب لها ان تتكرر في اي قطر اخر في هذا العالم.
كما اننا لا نحب للتجربة السودانية ان تتكرر في سوريا او في العراق او في اي دولة أخرى من دول العالم.. ونسألأ الله ان يعافي الدول التي لا زالت ترزح تحت الحكم الاصولي ..
وأن يفك الظلم من اهلنا في سوريا ... وفي العالم أجمع.
مع محبتي