-
دخول

عرض كامل الموضوع : حرب الإعلام!... بقلم: حسن م. يوسف


عاشق من فلسطين
20/04/2005, 13:53
حرب الإعلام!... بقلم: حسن م. يوسف

وافقت دون تردد، عندما أبلغني المخرج السينمائي القدير الصديق نبيل المالح أن الصحفي أندرو غولدبيرغ من شبكة PBS الأمريكية سيزور سورية بغرض إجراء لقاءات مع أشخاص غير رسميين معنيين بالشأن العام، وسر موافقتي السريعة ينبع من قناعتي بأن المواطن الأمريكي العادي لا يعرف عنا إلا المعلومات السلبية والباهتة التي يسمح الصهاينة والمتصهينون بمرورها في الإعلام الأمريكي الذي يسيطرون عليه. وما شجعني أكثر على الموافقة هو أن هذه الشبكة التلفزيونية تقدم نفسها من خلال موقعها على الإنترنت على أنها: «شركة إعلامية خاصة غير ربحية مقرها في مدينة ألكسيندريا فرجينيا تملك 349 محطة تلفزيونية في مختلف أنحاء أمريكا. وهي مصدر موثوق اجتماعياً، يستخدم إمكانيات التلفزيون غير التجاري، والانترنت ووسائل الإعلام الأخرى لإغناء حياة جميع الأمريكيين، من خلال البرامج النوعية والخدمات التعليمية التي تقدم المعلومة والالهام والمسرة. وهي متواجدة في 99 بالمئة من البيوت الأمريكية..».



لست أنكر أنني خمنت الرسالة التي يريد السيد غولدبيرغ ايصالها عبر حواره معي من خلال إعدادات ضبط الكاميرا. فقد أراد أن يكون «الكونتراست» أي التباين الضوئي واللوني في الصورة شديداً. وقد جاءت الأسئلة لتؤكد لي ذلك التخمين.

‏ سألني السيد غولدبيرغ عن مدى توفر الحرية في الصحافة المملوكة من قبل الحكومة، قلت له بهدوء ثمة قاعدة دائمة الصحة في الصحافة هي: «اقرأ الافتتاحية لتعرف من هو السيد» فصاحب المال هو الذي يقرر سياسة وسيلة الإعلام التي يمولها، وهذا القانون يسري على الإعلام المملوك من قبل الأفراد كما ينطبق على الإعلام المملوك من قبل الدولة وهو يطبق في كل مكان من هذا العالم بدرجات متفاوتة بين بلد وآخر. ‏

سألني عما إذا كنت راضياً عن عملي وعما إذا كنت قادراً أن أكتب كل ما أريده بحرية؟ قلت له إنني لست راضياً عن عملي ولا عن معظم ما يجري في هذا العالم. أما بشأن الحرية فأنا أكتب كل ما أريده فعلاً، لكن الجريدة تنشر مما أكتبه ما يناسب سياستها. وهذا أمر مفهوم. في هذا الضوء أستطيع أن أقول إنني لم أنشر كل ما أردت نشره، لكنني طوال ثلاثين عاماً من العمل الصحفي لم أكتب حرفاً واحداً يتنافى مع قناعاتي! ‏

سألني عن مدى معرفة مواطنينا بأمريكا وموقفهم منها. قلت له: استطيع أن أجزم أن المواطن السوري العادي يعرف عن أمريكا وثقافتها أكثر بكثير مما يعرفه المواطن الأمريكي العادي عن سورية، وهناك تمييز في شارعنا بين الشعب الأمريكي والإدارة الأمريكية. ‏

عندئذ أخرج السيد غولدبيرغ بضعة رسوم كاريكاتورية مسحوبة على الفوتوكوبي في واحد منها ـ منشور في تشرين ـ يظهر جلاد له شكل أمريكي ينفذ أحكاماً بأشخاص كتبت عليهم أسماء عدد من الدول العربية بناء على أمر من شخص رسمت على صدره النجمة السداسية. سألني السيد غولدبيرغ كيف أقرأ هذا الكاريكاتير، وعندما شرحت له المقصود، أشار إلى أن الشخص المرسوم في الكاريكاتير لا يرمز لإسرائيل بل يرمز لليهود لأنه يرتدي الزّي اليهودي التقليدي. ‏

عندها قلت للسيد غولدبيرغ وأنا غير قادر على إخفاء ابتسامتي: أعلم أن بعض الأصوات في وسائل الإعلام الأمريكية تحاول فبركة قصة عن سوء معاملة السوريين لليهود. وهم يبحثون باستقتال عن أي شيء يسند روايتهم الزائفة، بدليل أنهم زودوك بصورة هذا الكاريكاتير المنشور في جريدة عربية لا توزع في أمريكا، كي تستخدمها كدليل في حوارك معي! إن هذا الكاريكاتير لا يمثل سياسة حكومتنا ولا موقف شعبنا. نعم لدينا مشكلة كبيرة مع الاستعمار الصهيوني، لكن ليست لدينا مشكلة مع اليهود! والماضي والحاضر يثبت هذا! في الماضي كان اليهود يشغلون مناصب الوزراء وكان ابن ميمون طبيب صلاح الدين وصديقه الشخصي، وفي الحاضر لدينا أفضل العلاقات مع الشخصيات اليهودية المعادية للصهيونية، فقد زار المفكر اليهودي ألفريد ليتنثال سورية منذ سنوات، وأجريت معه، شخصياً، حواراً طويلاً نشر على صفحة كاملة في جريدتي تشرين، وأنا أتابع أعمال المبدعين اليهود مثل نعوم تشومسكي، وباربرا سترايسند، وودي آلان. ‏

سألني عن مسلسل الشتات وبروتوكولات حكماء صهيون؟ قلت له إن خطاب المسلسل لم يعجبني ولم أتابع سوى حلقتين منه، وإن البروتوكولات من إنتاج كاتب روسي وهي لا تعبر عن موقفنا من القضية اليهودية. لكنه واصل الضغط، عندئذ قررت أن أقوم بهجوم معاكس، قلت له: فلنكن منطقيين يا صديقي، إن ظهور رسم كاريكاتوري في إحدى الصحف، أو عرض مسلسل في مكان ما، لا يكفي لإصدار حكم على بلد بأكمله، ولو اعتمدنا هذا المنطق لكان بوسعنا اتهام الولايات المتحدة بالنازية والفاشية وأشياء أخرى. فالحزب النازي في بلدكم يضم عشرات الآلاف من الأعضاء، وميليشيا ميتشغان الفاشية المسؤولة عن تفجير أوكلاهوما يزيد عدد أعضائها عن المائة ألف! ‏

بعد ذلك نقلت للسيد غولدبيرغ ما قاله صاحب الغبطة جون كاري كبير أساقفة كانتربري خلال زيارته لسورية: «من يريد أن يرى نموذجاً حياً عن التعددية والتعايش بين العروق والأديان والمذاهب والطوائف فلابد من أن يعيش في سورية». ‏

بعد انتهاء الحوار مع السيد غولدبيرغ الذي دام حوالى ساعة كان الرجل عصبياً لدرجة أنه لم يستطع أن يمنع نفسه من توجيه ملاحظة للصحفي السوري الشاب عمرو سواح، الذي كان، أثناء الحوار، يجلس على يميني دون أن أراه ويعمل مع الفريق كمساعد فني. قال له: «طول الحوار كنت تهز له رأسك موافقاً! أنت عضو في فريقنا وكان يجب أن تكون حيادياً». ‏

لكن السيد غولدبيرغ لم يوضح لعمرو كيف يمكن للسوري أن يكون حيادياً عندما يدور الكلام عن سورية


حسن م. يوسف - صحيفة تشرين

minime1967
20/04/2005, 14:12
يا حزركون زنب مين أنو كرهنا أسماء كان المفروض أنها تكون عزيزة ؟؟؟؟ متل مثلا تشرين , ثورة .. بعث .. وطن .. عروبة .. وحدة .. سوريا ....

zen
20/04/2005, 14:15
يا حزركون زنب مين أنو كرهنا أسماء كان المفروض أنها تكون عزيزة ؟؟؟؟ متل مثلا تشرين , ثورة .. بعث .. وطن .. عروبة .. وحدة .. سوريا ....

:confo: :confo: :confo: :confo: :confo: :confo: :confo:

krimbow
20/04/2005, 14:37
يا حزركون زنب مين أنو كرهنا أسماء كان المفروض أنها تكون عزيزة ؟؟؟؟ متل مثلا تشرين , ثورة .. بعث .. وطن .. عروبة .. وحدة .. سوريا ....
يمكن ..... يمكن حزب البعث ماني متأكد

minime1967
20/04/2005, 15:19
يا حزركون زنب مين أنو كرهنا أسماء كان المفروض أنها تكون عزيزة ؟؟؟؟ متل مثلا تشرين , ثورة .. بعث .. وطن .. عروبة .. وحدة .. سوريا ....
يمكن ..... يمكن حزب البعث ماني متأكد

كل شي ممكن .... :confo:

عاشق من فلسطين
20/04/2005, 16:03
ذنب حزب نفخ في الصور فظننا انها نفخة قيامة ما بعد الموت .. واذ به ينفخ نفخة الموت للجميع .. ويتركنا ننتظر نفخة القيامة ..
وكم سئمنا من الانتظار .. :cry: :cry: