nisrine
22/08/2006, 01:47
هذه سياحة قصيرة في التطبيق العملي لبعض الطباع التي نُعاني منها كشبان وكفتيات ، وفي طرق اجتنابها والسيطرة عليها :
1 ـ الخجل :
الخجل موضع إبتلاء العديد من الشبان والفتيات ، أي أ نّه طبع من الطباع التي ترهق كاهل الخجول ، فتراه يسعى دائماً لمواجهة خجله والقضاء عليه ، ولذا :
أوّلاً : لست الخجول الوحيد .. الخجولون كثيرون .
ثانياً : اعتبر الخجل حالة عرضية وليست مرضية ، ولكنّها حالة تحتاج إلى علاج وعدم إهمال .
ثالثاً : الإرادة القوية سلاح فعّال في تجاوز أي طبع تكرهه ومنه الخجل .
لقد تعلّم الأعمى كيف يسير في الطرقات وقد لا يرتطم بشيء .. وتعلّم الأخرس كيف يتفاهم مع الناس بالإشارات ويوصل إليهم مطالبه ويوصلون إليه ما يريدون .. وتعلّم المعوّق كيف يواجه علّته ويتأقلم أو يتعايش معها كما لو لم يكن قد فقد شيئاً .. .
هل الخجل أعقد من ذلك ؟! أبداً .
ادرس الإرشادات التالية التي تجعلك تقول لـ (الخجل) وداعاً :
أ . نمِّ ثقافتك ، فالثقافة الوجه الذي تطلّ به على الناس .
ب . تحدّث باهتمامك أو ميولك وهواياتك واختصاصك ولا تدسّ أنفك في أمور لا تجيد الحديث عنها .
ج . قل رأيك مهما كان متواضعاً .. تحرّر من عقدة الرأي الصواب 100 % فليس هناك رأي صائب بهذه الدرجة ، إلاّ القول المقدّس .
د . درِّب نفسك على الشعور بالاستقلالية وعدم التركيز على الأجواء والأشخاص المحيطين بك .. تصوّر أ نّهم لا يعلمون وتحدّث معهم كما لو كنت تريد تعليمهم أو إعلامهم .
هـ . افتح صدرك للنقد .. أظهر شيئاً من التماسك في حضرة الآخرين ، وتعلّم أساليب الردّ اللطيف : «لَم أسمع بهذا من قبل» ، «هذا ليس من اختصاصي لا أحبّ الخوض فيه» ، «أحبّ أن أستمع لأستفيد أكثر» .
و . كن مستمعاً جيِّداً .. اُنظر كيف يتحدّث الآخرون .. لا بأس عليك .. تعلّم بعض أساليبهم .. ستفيدك في القريب العاجل .
ز . لا تعطِ للأشياء والتصورات أكبر من حجمها ، ولا تفسح المجال للخيال واسعاً ، فقد يعكّر صفاء ذهنك ومزاجك .. خذ الأمور بسهولة ودون أي تعقيد .
ح . لا تطل حالات العزلة والانكماش لأ نّها موحشة وتزيد في الخجل والإنطواء .
ط . تحدّث مع نفسك في الخلوات.. ناقش موضوعاً من المواضيع.. اطرح آراءك حوله .. ضع أسئلة مفترضة قد توجه إليك وأجب عليها .. الكثير من الخطباء والمفوهين كانوا يفعلون ذلك .
ي . لا تطلب الشهرة والأضواء والتصفيق والإستحسان .. اطلب المقبولية ، أي أن تظهر شخصاً طبيعياً مقبولاً .
ك . الجرأة تمرين .
ل . التمرين يؤدِّي إلى التكامل ، وإلى التغلّب على الخجل وعلى كلّ مواطن الضعف .
2 ـ الشرود الذهني (ضعف التركيز) :
وهذه الحالة أو الطبع يبتلى به العديد من الشبان والفتيات أيضاً ، خاصة أولئك الذين يستغرقون في أحلام اليقظة كثيراً ، ولو تركت هذه الحالة وشأنها لاستحالت إلى عادة ولأثّرت بشكل سلبي على تفكير الشاب واستيعابه لا سيما وأنّ التركيز مطلوب في مراحل التعلّم المختلفة .
ومرّة أخرى نقول لك : إنّ الخروج من هذه الأزمة أو المشكلة أمر ممكن إذا راعينا عدداً من الأمور :
أ . جرِّب أن تركّز على شيء معيّن لفترة طويلة نسبياً ، علّق نظراتك على لوحة فنّية معلّقة على الجدار .. ادرس كلّ دقائقها في اللون والظلال والحركات واللفتات حتى لا تغادر شيئاً منها .. ثمّ اغمض عينيك وراجع اللوحة في ذهنك .. اُنظر كم التقطت منها وكم فاتك ، وأعد المحاولة ، فإن هذا التمرين سيغرس فيك حالة التركيز .
ب . طريقك المعتاد الذي تمشيه أو تقطعه من البيت إلى المدرسة وبالعكس ، حاول أن تستذكره بقعة بقعة ومعلماً معلماً ، فهذا التمرين سينمّي لديك أيضاً حالة الانتباه والاستذكار ، ذلك أنّ التركيز وشدّ الانتباه يشبه إلى حدّ كبير أيّة قوّة عضلية أو عقلية تنمو بالمراس والمداومة ، وحتى تنشط ذاكرتك درِّبها ومرِّنها دائماً في التقاط المعلومات ومراجعتها لأ نّك إذا أهملت ذلك أصيبت الذاكرة بالضمور .
ج . لا تنتقل من فكرة إلى فكرة بسرعة .. أطل الوقوف عند فكرة معيّنة .. استغرق فيها ، كما لو كنت تتأمّل مشهداً أمامك .. فهذا يساعدك على التركيز وتثبيت الانتباه وجمعه .
د . تتبّع موضوعاً ما ، أو حدثاً ما خطوة خطوة ، منذ ولادته وحتى ختامه ، تابع أخبار زلزال وقع في منطقة معيّنة ، أو حريق شبّ في إحدى الغابات ، أو عدوان عسكري على مدينة أو دولة ، فالمتابعة وملاحقة التطورات والتفاصيل تثري في عملية التركيز .
هـ . احتفظ بدفتر مذكرات صغير (أجندة) .. دوّن فيها ما تريد القيام به من نشاط ، أي قائمة بأعمال النهار ومسؤولياتك .. أو اكتب على ورقة أو قصاصة ما تنوي عمله قبل أن تخرج من البيت ، وراجعها باستمرار ، وأشِّر على ما تمّ إنجازه .
و . قوّ حافظتك في حفظ القرآن والأحاديث الشريفة والحكم وأبيات الشعر الجميلة ، والنكات الظريفة ، والقصص المعبّرة ، فإنّ الذاكرة إذا قويت في جانب فإنّها يمكن أن تقوى في جانب آخر .
ز . وجِّه اهتمامك بما يقوله محدّثك لا بما يلبسه أو بما تحمله من ذكريات الماضي عنه .. واحصر ما يقوله في نقاط .. ويمكنك أن تعمد إلى كتابة ملخص بما يقول حتى تتمكّن من الردّ على كل النقاط أو أهم ما ورد في حديثه .
هذه وغيرها أساليب عملية التقطناها لك عن ممارسة وتجربة حياتية أثبتت جدواها .. جرِّبها فلعلّها تطرد عنك حالة الشرود الذهني وضعف التركيز .
3 ـ الملل والسأم :
الكثير من الأشياء والممارسات تصبح بعد حين مملّة مضجرة وتبعث على السأم خاصّة إذا تكرّرت كثيراً ودخلت في حالة الرتابة والروتين . فقد تجد شاباً أو فتاة يعانيان من الملل السريع ، فما أن يصبح الشيء المرغوب أو المطلوب تحت أيديهما حتى يملاّه ويبحثا عن غيره ، أي أنّ جذوته تنطفئ بسرعة وهو ما يعبّر عنه بـ (العاشق الملول) أي الذي لا يتعلّق بشيء ولا يهنأ ولا يلتذّ به إلاّ برهة قصيرة .
حالة الملل هذه تصيب أكثر الناس وهي ليست محددة بعمر معيّن ، وهي ليست حالة مرضيّة ، لكنّها تعبير عن وضع نفسي قلق .. وهي قابلة للتغيير أيضاً ، ومن طرق تغييرها :
أ . ادخل تحسينات ولوطفيفة على الأشياء والبرامج والنشاطات .. تجد أنّها تكتسي حلّة جديدة ، فتغيير نظام الغرفة بين آونة وأخرى يضفي عليها حيوية جديدة .
ب . ابحث عن الإيجابيات الأخرى ، فقد تكون هناك أكثر من إيجابية واحدة في الشيء الذي مللت منه .
ج . حاول أن تخفف وطأة النقد وأن لا تكون شديد القسوة في نقدك للأشياء والأشخاص بحيث لا ترى إلاّ الوجه المعتم منها .. ترفّق .. وتذكّر أ نّه ما من شيء إلاّ وله عيوبه وحسناته ، فليس هناك شيء إيجابي بالمطلق .
د . اترك الشيء الذي مللت منه لفترة ثمّ عد إليه بعد حين ، ستجده اكتسب ألقاً ونضارة جديدة .
هـ . نَوِّع في أساليب التعامل مع الأشياء والأشخاص .. لا تستخدم نفس الكلمات.. جدّد في التعبير .. تمرّن على الظرف واستخدام الدعابة.
4 ـ الخـوف والجُـبن :
يقال إنّ الخوف نعمة لأ نّه يقي الانسان من مزالق ومخاطر التهوّر أو الأشياء التي تبيّت له شرّاً ، لكنّ الخوف يتحول إلى مشكلة إذا استشرى وأصبح عقدة مستعصية ، أو إذا استحال إلى حالة من الجبن .
ويقال أيضاً إنّ الخوف في أكثره وهميّ ، وهذا ما عبّر عنه الحديث : «إذا هبت أمراً فقع فيه فإنّ شدّة توقّيه شرّ من الوقوع فيه» . وهو ما صاغه الشاعر بعبارة أخرى :
وما الخوفُ إلاّ ما تخوّفه الفتى***وما الأمنُ إلاّ ما رآهُ الفتى أمنا
فكيف تنزع لباس الخوف والهلع عنك ؟
كيف تبدّد المخاوف التي تحدق بك ؟
وإليك بعض المحاولات :
أ . ادرس كلّ حالة خوف دراسة واقعية .. اُنظر ماذا يخيفك فيها ؟ هل هي خوف نابع من حالة طفولية قديمة لازمتك منذ الصبا ولم تستطع التخلّص منها ؟ إذن آنَ الأوان أن تضعها عن كاهلك وإلاّ رافقتك مدى الحياة .
هل هي مما يخصبه الخيال ويضخّمه ؟ هذا يعني أنّ حجم الخوف ليس طبيعياً وإنّما هي وساوس النفس التي نفخت فيه فانتفخ . وقد يكون خوفاً حقيقياً وهنا ينبغي أن تحترس منه وتتحاماه .
ب . إنّ الجرأة والشجاعة ـ كما سبق أن أوضحنا ـ تمرين واكتساب وممارسة ، اقتحم مواطن خوفك .. جرّب أن تسير في الظلام لبعض الوقت .. وأن تمشي في طريق ليس فيها مارّة ، أو الإطلالة من بناية شاهقة ، أو الوقوف على حافة جبل ، أو المشي على جسر ضيِّق بلا أسوار .. قد يداخلك الرعب في هذه الحالات لكنّه سبيلك لمكافحتها .
إنّ مخاوفنا تدعونا للحذر لكنها لا تمنعنا من اختبار أنفسنا أو المخاطرة المدروسة .
ج . رافق الشجعان ، واقتبس من روحهم روحاً وزخماً لروحك .. اُنظر كيف يتصرفون في المواقف الحرجة والخطرة ، واقرأ دائماً قصص الأبطال والبطولات والقادة الذين هزئوا بالخوف وبالموت .
د . تذكّر أنّ الموت أجلٌ وكتاب ، وإذا كان الأمر يستدعي التضحية ، فإنّ الشاعر يقول :
إذا لم يكن من الموت بُدٌّ((1))***فمن العجز أن تموت جبانا
* البلاغ
1 ـ الخجل :
الخجل موضع إبتلاء العديد من الشبان والفتيات ، أي أ نّه طبع من الطباع التي ترهق كاهل الخجول ، فتراه يسعى دائماً لمواجهة خجله والقضاء عليه ، ولذا :
أوّلاً : لست الخجول الوحيد .. الخجولون كثيرون .
ثانياً : اعتبر الخجل حالة عرضية وليست مرضية ، ولكنّها حالة تحتاج إلى علاج وعدم إهمال .
ثالثاً : الإرادة القوية سلاح فعّال في تجاوز أي طبع تكرهه ومنه الخجل .
لقد تعلّم الأعمى كيف يسير في الطرقات وقد لا يرتطم بشيء .. وتعلّم الأخرس كيف يتفاهم مع الناس بالإشارات ويوصل إليهم مطالبه ويوصلون إليه ما يريدون .. وتعلّم المعوّق كيف يواجه علّته ويتأقلم أو يتعايش معها كما لو لم يكن قد فقد شيئاً .. .
هل الخجل أعقد من ذلك ؟! أبداً .
ادرس الإرشادات التالية التي تجعلك تقول لـ (الخجل) وداعاً :
أ . نمِّ ثقافتك ، فالثقافة الوجه الذي تطلّ به على الناس .
ب . تحدّث باهتمامك أو ميولك وهواياتك واختصاصك ولا تدسّ أنفك في أمور لا تجيد الحديث عنها .
ج . قل رأيك مهما كان متواضعاً .. تحرّر من عقدة الرأي الصواب 100 % فليس هناك رأي صائب بهذه الدرجة ، إلاّ القول المقدّس .
د . درِّب نفسك على الشعور بالاستقلالية وعدم التركيز على الأجواء والأشخاص المحيطين بك .. تصوّر أ نّهم لا يعلمون وتحدّث معهم كما لو كنت تريد تعليمهم أو إعلامهم .
هـ . افتح صدرك للنقد .. أظهر شيئاً من التماسك في حضرة الآخرين ، وتعلّم أساليب الردّ اللطيف : «لَم أسمع بهذا من قبل» ، «هذا ليس من اختصاصي لا أحبّ الخوض فيه» ، «أحبّ أن أستمع لأستفيد أكثر» .
و . كن مستمعاً جيِّداً .. اُنظر كيف يتحدّث الآخرون .. لا بأس عليك .. تعلّم بعض أساليبهم .. ستفيدك في القريب العاجل .
ز . لا تعطِ للأشياء والتصورات أكبر من حجمها ، ولا تفسح المجال للخيال واسعاً ، فقد يعكّر صفاء ذهنك ومزاجك .. خذ الأمور بسهولة ودون أي تعقيد .
ح . لا تطل حالات العزلة والانكماش لأ نّها موحشة وتزيد في الخجل والإنطواء .
ط . تحدّث مع نفسك في الخلوات.. ناقش موضوعاً من المواضيع.. اطرح آراءك حوله .. ضع أسئلة مفترضة قد توجه إليك وأجب عليها .. الكثير من الخطباء والمفوهين كانوا يفعلون ذلك .
ي . لا تطلب الشهرة والأضواء والتصفيق والإستحسان .. اطلب المقبولية ، أي أن تظهر شخصاً طبيعياً مقبولاً .
ك . الجرأة تمرين .
ل . التمرين يؤدِّي إلى التكامل ، وإلى التغلّب على الخجل وعلى كلّ مواطن الضعف .
2 ـ الشرود الذهني (ضعف التركيز) :
وهذه الحالة أو الطبع يبتلى به العديد من الشبان والفتيات أيضاً ، خاصة أولئك الذين يستغرقون في أحلام اليقظة كثيراً ، ولو تركت هذه الحالة وشأنها لاستحالت إلى عادة ولأثّرت بشكل سلبي على تفكير الشاب واستيعابه لا سيما وأنّ التركيز مطلوب في مراحل التعلّم المختلفة .
ومرّة أخرى نقول لك : إنّ الخروج من هذه الأزمة أو المشكلة أمر ممكن إذا راعينا عدداً من الأمور :
أ . جرِّب أن تركّز على شيء معيّن لفترة طويلة نسبياً ، علّق نظراتك على لوحة فنّية معلّقة على الجدار .. ادرس كلّ دقائقها في اللون والظلال والحركات واللفتات حتى لا تغادر شيئاً منها .. ثمّ اغمض عينيك وراجع اللوحة في ذهنك .. اُنظر كم التقطت منها وكم فاتك ، وأعد المحاولة ، فإن هذا التمرين سيغرس فيك حالة التركيز .
ب . طريقك المعتاد الذي تمشيه أو تقطعه من البيت إلى المدرسة وبالعكس ، حاول أن تستذكره بقعة بقعة ومعلماً معلماً ، فهذا التمرين سينمّي لديك أيضاً حالة الانتباه والاستذكار ، ذلك أنّ التركيز وشدّ الانتباه يشبه إلى حدّ كبير أيّة قوّة عضلية أو عقلية تنمو بالمراس والمداومة ، وحتى تنشط ذاكرتك درِّبها ومرِّنها دائماً في التقاط المعلومات ومراجعتها لأ نّك إذا أهملت ذلك أصيبت الذاكرة بالضمور .
ج . لا تنتقل من فكرة إلى فكرة بسرعة .. أطل الوقوف عند فكرة معيّنة .. استغرق فيها ، كما لو كنت تتأمّل مشهداً أمامك .. فهذا يساعدك على التركيز وتثبيت الانتباه وجمعه .
د . تتبّع موضوعاً ما ، أو حدثاً ما خطوة خطوة ، منذ ولادته وحتى ختامه ، تابع أخبار زلزال وقع في منطقة معيّنة ، أو حريق شبّ في إحدى الغابات ، أو عدوان عسكري على مدينة أو دولة ، فالمتابعة وملاحقة التطورات والتفاصيل تثري في عملية التركيز .
هـ . احتفظ بدفتر مذكرات صغير (أجندة) .. دوّن فيها ما تريد القيام به من نشاط ، أي قائمة بأعمال النهار ومسؤولياتك .. أو اكتب على ورقة أو قصاصة ما تنوي عمله قبل أن تخرج من البيت ، وراجعها باستمرار ، وأشِّر على ما تمّ إنجازه .
و . قوّ حافظتك في حفظ القرآن والأحاديث الشريفة والحكم وأبيات الشعر الجميلة ، والنكات الظريفة ، والقصص المعبّرة ، فإنّ الذاكرة إذا قويت في جانب فإنّها يمكن أن تقوى في جانب آخر .
ز . وجِّه اهتمامك بما يقوله محدّثك لا بما يلبسه أو بما تحمله من ذكريات الماضي عنه .. واحصر ما يقوله في نقاط .. ويمكنك أن تعمد إلى كتابة ملخص بما يقول حتى تتمكّن من الردّ على كل النقاط أو أهم ما ورد في حديثه .
هذه وغيرها أساليب عملية التقطناها لك عن ممارسة وتجربة حياتية أثبتت جدواها .. جرِّبها فلعلّها تطرد عنك حالة الشرود الذهني وضعف التركيز .
3 ـ الملل والسأم :
الكثير من الأشياء والممارسات تصبح بعد حين مملّة مضجرة وتبعث على السأم خاصّة إذا تكرّرت كثيراً ودخلت في حالة الرتابة والروتين . فقد تجد شاباً أو فتاة يعانيان من الملل السريع ، فما أن يصبح الشيء المرغوب أو المطلوب تحت أيديهما حتى يملاّه ويبحثا عن غيره ، أي أنّ جذوته تنطفئ بسرعة وهو ما يعبّر عنه بـ (العاشق الملول) أي الذي لا يتعلّق بشيء ولا يهنأ ولا يلتذّ به إلاّ برهة قصيرة .
حالة الملل هذه تصيب أكثر الناس وهي ليست محددة بعمر معيّن ، وهي ليست حالة مرضيّة ، لكنّها تعبير عن وضع نفسي قلق .. وهي قابلة للتغيير أيضاً ، ومن طرق تغييرها :
أ . ادخل تحسينات ولوطفيفة على الأشياء والبرامج والنشاطات .. تجد أنّها تكتسي حلّة جديدة ، فتغيير نظام الغرفة بين آونة وأخرى يضفي عليها حيوية جديدة .
ب . ابحث عن الإيجابيات الأخرى ، فقد تكون هناك أكثر من إيجابية واحدة في الشيء الذي مللت منه .
ج . حاول أن تخفف وطأة النقد وأن لا تكون شديد القسوة في نقدك للأشياء والأشخاص بحيث لا ترى إلاّ الوجه المعتم منها .. ترفّق .. وتذكّر أ نّه ما من شيء إلاّ وله عيوبه وحسناته ، فليس هناك شيء إيجابي بالمطلق .
د . اترك الشيء الذي مللت منه لفترة ثمّ عد إليه بعد حين ، ستجده اكتسب ألقاً ونضارة جديدة .
هـ . نَوِّع في أساليب التعامل مع الأشياء والأشخاص .. لا تستخدم نفس الكلمات.. جدّد في التعبير .. تمرّن على الظرف واستخدام الدعابة.
4 ـ الخـوف والجُـبن :
يقال إنّ الخوف نعمة لأ نّه يقي الانسان من مزالق ومخاطر التهوّر أو الأشياء التي تبيّت له شرّاً ، لكنّ الخوف يتحول إلى مشكلة إذا استشرى وأصبح عقدة مستعصية ، أو إذا استحال إلى حالة من الجبن .
ويقال أيضاً إنّ الخوف في أكثره وهميّ ، وهذا ما عبّر عنه الحديث : «إذا هبت أمراً فقع فيه فإنّ شدّة توقّيه شرّ من الوقوع فيه» . وهو ما صاغه الشاعر بعبارة أخرى :
وما الخوفُ إلاّ ما تخوّفه الفتى***وما الأمنُ إلاّ ما رآهُ الفتى أمنا
فكيف تنزع لباس الخوف والهلع عنك ؟
كيف تبدّد المخاوف التي تحدق بك ؟
وإليك بعض المحاولات :
أ . ادرس كلّ حالة خوف دراسة واقعية .. اُنظر ماذا يخيفك فيها ؟ هل هي خوف نابع من حالة طفولية قديمة لازمتك منذ الصبا ولم تستطع التخلّص منها ؟ إذن آنَ الأوان أن تضعها عن كاهلك وإلاّ رافقتك مدى الحياة .
هل هي مما يخصبه الخيال ويضخّمه ؟ هذا يعني أنّ حجم الخوف ليس طبيعياً وإنّما هي وساوس النفس التي نفخت فيه فانتفخ . وقد يكون خوفاً حقيقياً وهنا ينبغي أن تحترس منه وتتحاماه .
ب . إنّ الجرأة والشجاعة ـ كما سبق أن أوضحنا ـ تمرين واكتساب وممارسة ، اقتحم مواطن خوفك .. جرّب أن تسير في الظلام لبعض الوقت .. وأن تمشي في طريق ليس فيها مارّة ، أو الإطلالة من بناية شاهقة ، أو الوقوف على حافة جبل ، أو المشي على جسر ضيِّق بلا أسوار .. قد يداخلك الرعب في هذه الحالات لكنّه سبيلك لمكافحتها .
إنّ مخاوفنا تدعونا للحذر لكنها لا تمنعنا من اختبار أنفسنا أو المخاطرة المدروسة .
ج . رافق الشجعان ، واقتبس من روحهم روحاً وزخماً لروحك .. اُنظر كيف يتصرفون في المواقف الحرجة والخطرة ، واقرأ دائماً قصص الأبطال والبطولات والقادة الذين هزئوا بالخوف وبالموت .
د . تذكّر أنّ الموت أجلٌ وكتاب ، وإذا كان الأمر يستدعي التضحية ، فإنّ الشاعر يقول :
إذا لم يكن من الموت بُدٌّ((1))***فمن العجز أن تموت جبانا
* البلاغ