-
دخول

عرض كامل الموضوع : دمشق الحرائق - يا أيها الكرز المنسي


lucky
19/08/2006, 15:22
هي قصه قصيره (ل زكريا تامر)قريتها و عجبتني بعد ما تعذبت لفهمت الأسلوب تبعها بس عن جد حلوه كتير و يا ريت نتناقش فيها...



شهقت ضيعتنا مدهوشة لما علمت أن عمر القاسم قد صار وزيرًا. وها هي ذي ضيعتنا يا عمر كما تركتها وردة من طين، وعشبًا أصفر، ونهرًا من الأطفال الحفاة.
وارتبك عمر قليلاً، ولكنه قال لأمه: (لا داعي إلى البكاء. لست ذاهبًا إلى المشنقة).
فمسحت أمه دموعها بأصابعها، وقالت بصوت مرتعش: (ليس لي غيرك في الدنيا. احرص على صحتك يا بني، فالقرى كلها أمراض وأوساخ. مسكين أنت. لو كان لك قريب مهم لما عينت معلمًا في قرية).
فقال لها عمر بلهجة مرحة: (اطمئني يا أمي اطمئني، فابنك ليس زجاجًا سهل الكسر).
وعمَّ ضيعتنا الفرح، ورحبت بحرارة بذلك النبأ الذي أذاعه الراديو. إذن عمر القاسم صار وزيرًا، فسبحان من يعطي دون أن يسأل، وصدق من قال إن من جدّ وجد.
(ماذا يشتغل الوزير?).
(تخصص له سيارة أحلى من أجمل بنت).
(ويقبض في آخر كل شهر معاشًا يتيح له أن يأكل خروفًا في كل يوم).
(وعندما يدخل إلى مبنى وزارته، يرتجف الموظفون خوفًا ويسلمون عليه كأنه عيسى النازل من السماء).
(ويأمر فيطاع. يقول للمطر انزل فينزل).
(وإذا أمر الآغا فهل يطيع الآغا).
وحدق أهل الضيعة بوجوم وفضول إلى شاب نزل من الباص الآتي من دمشق. كان شابّا مرفوع الرأس، ذا عينين وديعتين وصارمتين في آن واحد. سلّم علينا كأنه واحد من أهلنا غاب عنا زمنًا ثم عاد. قال لنا إن اسمه عمر القاسم، وهو معلم المدرسة الجديدة.
وقال واحد من أهل الضيعة: (يجب أن نذهب إلى دمشق لتهنئته).
قال آخر بحماسة: (سنذهب كلنا.. الرجال والنساء والصغار).
وقال ثالث: (ستذهب أيضًا الأبقار والخراف والدجاج والأرانب).
قال رابع: (الفكرة عظيمة، ولكن من سيدفع أجرة الباص هل نذهب سيرًا على الأقدام?).
ران الصمت حينًا، ثم قال رجل عجوز: (يكفي أن يذهب واحد منا ويهنئه باسم الضيعة. هو يعرف حالنا، ولن يعتب علينا).
(ولكن من سيذهب?).

lucky
19/08/2006, 15:22
قال العجوز: (اختاروا من تشاؤون. فليذهب مثلاً أبو فياض).
فحاول أبو فياض الرفض، غير أن أصواتنا حاصرته قائلة:
(أنت أعقلنا).
(وأكبرنا سنّا وقدرًا).
(وأنت تتقن الكلام حتى مع الملوك).
(كان عمر يحبّك).
(دائمًا كان يشرب الشاي عندك).
(كان يحب حديثك).
(كان صديقك).
قال أبو فياض: (ولكن عمر كان أيضًا صديقكم وكان يحبكم. أنسيتم?).
ونظر عمر بحب إلى الأولاد المسمَّرين على المقاعد، وقال لهم: (أنا معلمكم الجديد. اسمي عمر... عمر القاسم. إني أحب المجتهدين. أما الكسالى فمن الأفضل لهم أن يتخلوا عن كسلهم وإلاّ...).
ورفع رجل أشيب طفله الصغير إلى أعلى بحركة فخور، وقال: (سأسميه عمر كاسم جده).
ونظر إلى الأم الشاحبة الوجه المستلقية على الفراش، وضحك، وقال لها: لو كان يعرف ما ينتظره لرفض المجيء، ويوم أموت لن يرث سوى ثيابي).
وقلنا لأبي فياض: (لا فائدة في التهرب. ستذهب إلى دمشق وتقابل عمر وتهنئه).
فهزّ أبو فياض رأسه موافقًا مستسلمًا.
وقال مختار الضيعة لعمر: (يا أستاذ.. حتى الآن لم تذهب لزيارة الآغا).
قال عمر: (لماذا أذهب ما دمت لا أعرفه، وهو لا يعرفني?).
قال المختار: (اللباقة ضرورية، والآغا سينفعك، فكل ما تراه عينك من أراض في الضيعة هي ملكه).
قال عمر: (أبي وأمي لم يعلِّماني اللبّاقة، وعملي في الضيعة أن أعلِّم الصغار القراءة والكتابة).
وقال أهل الضيعة لأبي فياض: (قل لعمر إننا ما زلنا جياعًا).
(قل له إن جوعنا ازداد).
(بتنا نأكل حتى الحصى).
(حدثه عن القمل الذي يأكلنا).
(وعن اللحم الذي نسينا طعمه).
(حدّثه عن أمراضنا).
(قل له إننا بحاجة إلى أطباء وأدوية).
(ضيعتنا بحاجة إلى ماء نظيف للشرب).
(حدّثه عن شوقنا إلى نور الكهرباء).
(كلّمه عن الآغا وأفعاله).
(نحن نشتغل وهو يحصد).
(نحن نشتغل وهو يحصد). وقال رئيس مخفر الشرطة لعمر: (إني والله يا أستاذ أعُدُّك كأخي تمامًا، وسأنصحك نصيحة، أنت حر، إن شئت اعمل بها أو ارمها وراء ظهرك. أنت دائم السهر مع فلاحي الضيعة، ولا يليق بأستاذ مثلك أن يسهر معهم. معلم المدرسة شخصية محترمة).
قال عمر: (فلاحو الضيعة ناس طيبون).
قال رئيس المخفر: (وأنت تكلمهم كلامًا إذا سمعه الآغا فسيزعل، وإذا زعل الآغا، فالله يعلم ما يحدث).
وصاح شاب من شبان الضيعة: (اسمعوا.. من المناسب أن يأخذ أبو فياض معه هدية لعمر).
فتعالت أصواتنا مؤيدة، ولكن أي هدية نختار (خروف أو عدة دجاجات).
(هذه هدية لا تليق بوزير).
(إذن أي هدية نرسل!).
قال أبو فياض: (أفضل هدية هي سلة من كرز ضيعتنا. أتذكرون كم كان عمر يحب كرز ضيعتنا، ويقول عن لونه الأحمر إنه تعبنا ودمنا).
فأثنينا جميعًا على رأي أبي فياض.
وقال لنا عمر: (الظلم لا يدوم).
وقال لنا: (كيف تقبلون بحياة الذل!).
فقلنا له: (العين بصيرة واليد قصيرة).
فقال عمر بصوت غاضب: (اليد قصيرة لأن القلب خائف).
وأقبل ليلٌ أبيضُ، واستسلمت الضيعة للنوم، وكنا نحن الفقراء جسدًا واحدًا مرتجفًا مبتهجًا ينادي أيام كنا ننصت لكلام عمر مبهورين، فكأنه عاش أمدًا في قلوبنا وقلوب موتانا.
وعندما أشرقت شمس الصباح على الضيعة، تجمّع الرجال والصغار والنساء حول الباص المسافر إلى دمشق.
وقال لنا عمر قبل أن يصعد إلى الباص: (الآغا صاحب نفوذ وجاه في دمشق، وهو الذي نقلني من ضيعتكم لأني لم أصبح خادمًا له ولأني أحبكم، ولكن اليوم الذي تتخلصون فيه من ذلك الآغا وأمثاله ليس بالبعيد بل هو قريب، وسترونه أنتم لا أحفادكم، وستصبح الأرض التي تشتغلون فيها ملكًا لكم).
وركب أبو فياض الباص وبرفقته سلة ملأى بالكرز الأحمر ذي الحبات الناضجة البراقة.
ولما أوشكت شمس الضيعة أن تأفل، بلغ سمعنا بوق الباص العائد من دمشق، فتراكضنا إلى ساحة الضيعة.
أتي الباص، ونزل منه أبو فياض عابس الوجه، واجمًا، وكانت إحدى يديه ما زالت تحمل سلة الكرز.
تصايحنا بدهشة:
(لماذا لم تعط عمر سلة الكرز).
(ألم تقابله).
(ماذا قال لك).
ظل أبو فياض ساكتًا كأنه أصمّ، ووضع سلة الكرز على الأرض، وتكلم بصوت أجش، فقال للصغار: (تعالوا وكلوا الكرز، وعندما تكبرون لا تنسوا طعمه).
ثم مشى متجهًا إلى بيته، فاعترضنا طريقه، وقلنا له: (تكلم، وأخبرنا بما حدث).
قال أبو فياض: (عمر مات).
فزعلنا كأن أمنا قد ماتت، بينما عاود أبو فياض السير وقد ازداد ظهره انحناء .

chefadi
20/08/2006, 03:01
شكرا كتير و الف تحية الك و لزكريا تامر
:D :D :D

سرسورة
20/08/2006, 03:08
شكرا بس الخط كتييير صغير و ما قدرت اقرا شي...في مجال اذا بتكبرو شوي من بعد اذنك؟

lucky
20/08/2006, 16:56
شكرا بس الخط كتييير صغير و ما قدرت اقرا شي...في مجال اذا بتكبرو شوي من بعد اذنك؟

تكرمي

هي قصه قصيره (ل زكريا تامر)قريتها و عجبتني بعد ما تعذبت لفهمت الأسلوب تبعها بس عن جد حلوه كتير و يا ريت نتناقش فيها...




شهقت ضيعتنا مدهوشة لما علمت أن عمر القاسم قد صار وزيرًا. وها هي ذي ضيعتنا يا عمر كما تركتها وردة من طين، وعشبًا أصفر، ونهرًا من الأطفال الحفاة.
وارتبك عمر قليلاً، ولكنه قال لأمه: (لا داعي إلى البكاء. لست ذاهبًا إلى المشنقة).
فمسحت أمه دموعها بأصابعها، وقالت بصوت مرتعش: (ليس لي غيرك في الدنيا. احرص على صحتك يا بني، فالقرى كلها أمراض وأوساخ. مسكين أنت. لو كان لك قريب مهم لما عينت معلمًا في قرية).
فقال لها عمر بلهجة مرحة: (اطمئني يا أمي اطمئني، فابنك ليس زجاجًا سهل الكسر).
وعمَّ ضيعتنا الفرح، ورحبت بحرارة بذلك النبأ الذي أذاعه الراديو. إذن عمر القاسم صار وزيرًا، فسبحان من يعطي دون أن يسأل، وصدق من قال إن من جدّ وجد.
(ماذا يشتغل الوزير?).
(تخصص له سيارة أحلى من أجمل بنت).
(ويقبض في آخر كل شهر معاشًا يتيح له أن يأكل خروفًا في كل يوم).
(وعندما يدخل إلى مبنى وزارته، يرتجف الموظفون خوفًا ويسلمون عليه كأنه عيسى النازل من السماء).
(ويأمر فيطاع. يقول للمطر انزل فينزل).
(وإذا أمر الآغا فهل يطيع الآغا).
وحدق أهل الضيعة بوجوم وفضول إلى شاب نزل من الباص الآتي من دمشق. كان شابّا مرفوع الرأس، ذا عينين وديعتين وصارمتين في آن واحد. سلّم علينا كأنه واحد من أهلنا غاب عنا زمنًا ثم عاد. قال لنا إن اسمه عمر القاسم، وهو معلم المدرسة الجديدة.
وقال واحد من أهل الضيعة: (يجب أن نذهب إلى دمشق لتهنئته).
قال آخر بحماسة: (سنذهب كلنا.. الرجال والنساء والصغار).
وقال ثالث: (ستذهب أيضًا الأبقار والخراف والدجاج والأرانب).
قال رابع: (الفكرة عظيمة، ولكن من سيدفع أجرة الباص هل نذهب سيرًا على الأقدام?).
ران الصمت حينًا، ثم قال رجل عجوز: (يكفي أن يذهب واحد منا ويهنئه باسم الضيعة. هو يعرف حالنا، ولن يعتب علينا).
(ولكن من سيذهب?).

lucky
20/08/2006, 16:57
قال العجوز: (اختاروا من تشاؤون. فليذهب مثلاً أبو فياض).
فحاول أبو فياض الرفض، غير أن أصواتنا حاصرته قائلة:
(أنت أعقلنا).
(وأكبرنا سنّا وقدرًا).
(وأنت تتقن الكلام حتى مع الملوك).
(كان عمر يحبّك).
(دائمًا كان يشرب الشاي عندك).
(كان يحب حديثك).
(كان صديقك).
قال أبو فياض: (ولكن عمر كان أيضًا صديقكم وكان يحبكم. أنسيتم?).
ونظر عمر بحب إلى الأولاد المسمَّرين على المقاعد، وقال لهم: (أنا معلمكم الجديد. اسمي عمر... عمر القاسم. إني أحب المجتهدين. أما الكسالى فمن الأفضل لهم أن يتخلوا عن كسلهم وإلاّ...).
ورفع رجل أشيب طفله الصغير إلى أعلى بحركة فخور، وقال: (سأسميه عمر كاسم جده).
ونظر إلى الأم الشاحبة الوجه المستلقية على الفراش، وضحك، وقال لها: لو كان يعرف ما ينتظره لرفض المجيء، ويوم أموت لن يرث سوى ثيابي).
وقلنا لأبي فياض: (لا فائدة في التهرب. ستذهب إلى دمشق وتقابل عمر وتهنئه).
فهزّ أبو فياض رأسه موافقًا مستسلمًا.
وقال مختار الضيعة لعمر: (يا أستاذ.. حتى الآن لم تذهب لزيارة الآغا).
قال عمر: (لماذا أذهب ما دمت لا أعرفه، وهو لا يعرفني?).
قال المختار: (اللباقة ضرورية، والآغا سينفعك، فكل ما تراه عينك من أراض في الضيعة هي ملكه).
قال عمر: (أبي وأمي لم يعلِّماني اللبّاقة، وعملي في الضيعة أن أعلِّم الصغار القراءة والكتابة).
وقال أهل الضيعة لأبي فياض: (قل لعمر إننا ما زلنا جياعًا).
(قل له إن جوعنا ازداد).
(بتنا نأكل حتى الحصى).
(حدثه عن القمل الذي يأكلنا).
(وعن اللحم الذي نسينا طعمه).
(حدّثه عن أمراضنا).
(قل له إننا بحاجة إلى أطباء وأدوية).
(ضيعتنا بحاجة إلى ماء نظيف للشرب).
(حدّثه عن شوقنا إلى نور الكهرباء).
(كلّمه عن الآغا وأفعاله).
(نحن نشتغل وهو يحصد).
(نحن نشتغل وهو يحصد). وقال رئيس مخفر الشرطة لعمر: (إني والله يا أستاذ أعُدُّك كأخي تمامًا، وسأنصحك نصيحة، أنت حر، إن شئت اعمل بها أو ارمها وراء ظهرك. أنت دائم السهر مع فلاحي الضيعة، ولا يليق بأستاذ مثلك أن يسهر معهم. معلم المدرسة شخصية محترمة).
قال عمر: (فلاحو الضيعة ناس طيبون).
قال رئيس المخفر: (وأنت تكلمهم كلامًا إذا سمعه الآغا فسيزعل، وإذا زعل الآغا، فالله يعلم ما يحدث).
وصاح شاب من شبان الضيعة: (اسمعوا.. من المناسب أن يأخذ أبو فياض معه هدية لعمر).
فتعالت أصواتنا مؤيدة، ولكن أي هدية نختار (خروف أو عدة دجاجات).
(هذه هدية لا تليق بوزير).
(إذن أي هدية نرسل!).
قال أبو فياض: (أفضل هدية هي سلة من كرز ضيعتنا. أتذكرون كم كان عمر يحب كرز ضيعتنا، ويقول عن لونه الأحمر إنه تعبنا ودمنا).
فأثنينا جميعًا على رأي أبي فياض.
وقال لنا عمر: (الظلم لا يدوم).
وقال لنا: (كيف تقبلون بحياة الذل!).
فقلنا له: (العين بصيرة واليد قصيرة).
فقال عمر بصوت غاضب: (اليد قصيرة لأن القلب خائف).
وأقبل ليلٌ أبيضُ، واستسلمت الضيعة للنوم، وكنا نحن الفقراء جسدًا واحدًا مرتجفًا مبتهجًا ينادي أيام كنا ننصت لكلام عمر مبهورين، فكأنه عاش أمدًا في قلوبنا وقلوب موتانا.
وعندما أشرقت شمس الصباح على الضيعة، تجمّع الرجال والصغار والنساء حول الباص المسافر إلى دمشق.
وقال لنا عمر قبل أن يصعد إلى الباص: (الآغا صاحب نفوذ وجاه في دمشق، وهو الذي نقلني من ضيعتكم لأني لم أصبح خادمًا له ولأني أحبكم، ولكن اليوم الذي تتخلصون فيه من ذلك الآغا وأمثاله ليس بالبعيد بل هو قريب، وسترونه أنتم لا أحفادكم، وستصبح الأرض التي تشتغلون فيها ملكًا لكم).
وركب أبو فياض الباص وبرفقته سلة ملأى بالكرز الأحمر ذي الحبات الناضجة البراقة.
ولما أوشكت شمس الضيعة أن تأفل، بلغ سمعنا بوق الباص العائد من دمشق، فتراكضنا إلى ساحة الضيعة.
أتي الباص، ونزل منه أبو فياض عابس الوجه، واجمًا، وكانت إحدى يديه ما زالت تحمل سلة الكرز.
تصايحنا بدهشة:
(لماذا لم تعط عمر سلة الكرز).
(ألم تقابله).
(ماذا قال لك).
ظل أبو فياض ساكتًا كأنه أصمّ، ووضع سلة الكرز على الأرض، وتكلم بصوت أجش، فقال للصغار: (تعالوا وكلوا الكرز، وعندما تكبرون لا تنسوا طعمه).
ثم مشى متجهًا إلى بيته، فاعترضنا طريقه، وقلنا له: (تكلم، وأخبرنا بما حدث).
قال أبو فياض: (عمر مات).
فزعلنا كأن أمنا قد ماتت، بينما عاود أبو فياض السير وقد ازداد ظهره انحناء .

سرسورة
21/08/2006, 01:20
ميرسي كتييير...بقراها و بعطيك رأيي:D

سعد هياجنة
11/10/2009, 10:54
الوحدة الثالثة


يا أيّها الكَرَزُ الْمَنْسِيُّ


شرح وتحليل وإعراب وصرف ومعاني حروف الجرّ


الإجابة النموذجية لأسئلة الوحدة

مهارات الاتصال


الثاني الثانوي / المستوى الثالث

إعداد الأستاذ


سعد محمد نور هياجنة


0795620047


0788166483


مدارس دار الأرقم الإسلامية


2010م


قصة يا أيّها الكَرَز المنْسيّ

مقدّمة:
· المؤلّف:
زكريّا تامر من أشهر كُتّاب القصة القصيرة في العالم العربيّ، وُلِدَ في دمشق عام 1931م لأسرة بسيطة، وتلقّى تعليمه الابتدائي فيها، ولم يتابع تحصيله الدراسي لصعوبة واقعه، فاضطرّ إلى العمل في مِهَنٍ يدويّة بسيطة مدّة تزيد على اثنتي عشرة سنة، ثمّ تحوّل إلى الصّحافة بعد أن نَشَرَ أولى قصصه.
· مجموعاته القصصية: ( تُحْفَظ )
1. دمشق الحرائق ( التي أُخِذَتْ منها قصة: يا أيها الكرز المنسيّ ).
2. صهيل الجواد الأبيض.
3. ربيع الرّماد.
4. الرّعد.
5. النمور في اليوم العاشر.
6. سنضحك.
7. الْحُصْرُم.
· القصة:ينتمي النص إلى فنّ ( القصة القصيرة ) وتنتمي القصة إلى المذهب الواقعي.
تُعالج القصة موضوعاً اجتماعياً يتكرر في كلّ مكان ويمرّ بنا في كلّ زمان، وهو أنّ كثيراً ممّن يدّعون أنهم مصلحون اجتماعيون، ويحاولون أن يصحّحوا من مسيرة الحياة؛ بدفع الظّلم الواقع على المجتمع، وينادُونَ بتحسين أحوال الناس اقتصادياً واجتماعياً، هؤلاء حينما يكونون في موقع التغيير، وفي موقع يؤهلهم أن يطبقوا ما كانوا ينادون به، فإنهم يتنصّلون من مبادئهم ويتناسَوْنَ أفكارَهم.
{حينما يصل مدّعي الإصلاح والتغيير إلى موقع مُهم يسمح له بالتغيير فإنه ينسلُّ من مبادئه وينسلخ من آرائه }.
· النّصّ قائم على المفارقة والمقارنة بين عمر المعلّم ( مدّعي الإصلاح )، وعمر الوزير ( المتنكّر لمبادئه وللناس )
· غاية وهدف زكريا تامر من تأليفه القصة؟
ذلك لوجود كثير من أفراد المجتمعات العربية تعاني من الظلم والفقر وسوء الحال والوضع الاقتصادي، إضافة إلى كثرة مَنْ ينادي بشعارات برّاقة تكذّب واقع حامليها.


· عناصر القصة:
1) المكان: ضيعة ( قرية ) في سوريا.
2) الزمان: زمن الكاتب. (زمن أنْ كان الآغا يسيطر على الأرض والناس، بدايات القرن العشرين )
3) الشخوص:
‌أ- عمر القاسم المعلم: شخصية رئيسة نامية ( متطورة وتتأثر بأحداث القصة ) ولد في المدينة ونشأ فيها فقيراً، كان قويّ الشخصيّة حازماً، نادى بالحريّة ومقاومة الظّلم والاستبداد، ونصرة الضعفاء، كان قريباً من أهل الضيعة، حرّضهم على الثورة ضدّ الآغا والظلم والتجبّر والتّسلّط.
‌ب- عمر القاسم الوزير: هو عمر المعلّم ذاته، وقد انسلخ من مبادئه وما كان ينادي به فيما مَضَى. ( أيّام عمر المعلم )
‌ج- أمّ عمر: امرأة ساذجة، تنظر إلى القرية بعين الجهل وربّما التحقير، حريصة على ابنها عمر، تظنّ أن القرية مصدر الأوساخ والأمراض، فتخاف عليه من هذه الأوساخ والأمراض !!.
‌د- الرجل الأشيب: والد عمر، فخور بابنه، متشائم من الحياة ( لو كان يعلم ما ينتظره لرفض المجيء )، فقير الحال ( يوم أموت لن يرث سوى ثيابي ).
‌ه- أهل الضيعة:
1. الآغا: متجبّر، ظالم، متسلّط على أهل الضيعة.
2. الرجل العجوز: يبدو عليه الحكمة والخبرة.
3. أبو فيّاض: هو الشخصية الْمُخْتَارَة لتهنئة " عمر الوزير"، عاقل، كبير السّن والقدْر، يتقن فنّ الكلام مع الجميع. محبوب من أهل الضيعة. لا يحبّ المسؤولية.
4. طلاب المدرسة: أولاد متمسمرون على مقاعدهم خوفاً وخشية من معلمهم.
5. مختار الضيعة: لَبِقٌ في تعامله ( بمعنى أنه منافق ذو وجهين ). وشخصيته تمثل الذّلٍّ والخوف من السلطة.
6. رئيس مخفر الشرطة: تابع للآغا، مُسَيْطَرٌ عليه تماماً من قِبَلِ الآغا، يُهدّد عمر المعلّم بأسلوب النصيحة.
7. الشاب: أحد شباب الضيعة، هو مَن اقترح أخذ هدية لعمر الوزير.
8. صغار الضيعة: أطفال الضيعة وقد تجمّعوا حول أبي فيّاض، وقد عاد من زيارته لعمر الوزير.
9. الكاتب: كاتب القصة وقد تقمّصَ شخصية الراوي، هو من أهل الضيعة.


ü شخوص القصة نوعان:
1) رئيسة: وهو عمر القاسم ( نامية ).
2) ثانوية: الآغا، وأبو فياض، وباقي شخوص القصة.
v ملحوظة:
بوجه عام أهل الضيعة جميعاً مغلوبون على أمرهم، واقعون تحت ظلم الآغا، ينتظرون يوم يتحررون من استبداده وتسلّطه، التفّوا حول عمر المعلم قائداً لهم ضد الآغا، حزنوا عندما قام الآغا بنقله إلى دمشق، وحزنوا – بسذاجتهم وبساطتهم-عندما علموا بِموت عمر الوزير ( الموت المعنوي: موت الضمير، موت عمر المعلم ).

4) السّرد ( مجريات القصة )
اعتمد القاصّ ( الكاتب ) في تأليف القصة على أسلوب الاسترجاع (FLASH BACK) إذ بدأت القصة من وصول عمر المعلم إلى كرسيّ الوِزارة، ثمّ يبدأ السّرد والحوار حول هذه النقطة.
عمر جاء إلى الضيعة معلماً، يحمل مبادئ التنوير والتحرير، رافضاً الانصياع لأوامر الآغا، فَعَمَدَ الآغا إلى نقْلِ عمر المعلم إلى دمشق، ليصبح فجأة _ في القصة _ وزيرا ( عمر الوزير )، فيفرح أهل الضيعة لذلك، فهو المخلّص. ويسارعون لتهنئته، مُحَمِّلينَ رسولهم ( أبا فيّاض ) سلّة كرز أحمر، هدية الوزير، ومحمّلينه شكواهم وما يعانونه من ظلم الآغا، وليس عمر مْن يجهلها، ليعود أبو فيّاض بما ذهب به من كرز ومن هموم، فلم يجد مَنْ يأخذها أو يتلقّى منه رسائل أهل الضيعة.

5) العقدة: عقدة القصة ( ذروة التّأزّم ) تتمثّل في ذهاب أبي فياض لتهنئة الوزير في دمشق.

6) الخاتمة: نهاية القصة معروفة وليست مفتوحة، فعمر المعلّم قد مات، بتنكّره لماضيه، وانسلخ من جلده الحقيقي، فمات ضمير عمر الوزير، الذي هو في حقيقة أمره عمر المعلّم.
ولم يتبدّل حال أهل الضيعة، فازداد الظّلم ظلماً والمظلوم قهراً ( وقد ازداد ظهره انحناءً )، وقدّم الكاتب بارقة المستقبل وشعاع الأمل للتغيير والتحرر في الصّغار الذين طلب منهم أبو فيّاض أن يأكلوا الكرز شريطة ألّا ينسَوْه كما نساه عمر الوزير.

سعد هياجنة
11/10/2009, 10:55
تحليل القصة
الفقرة الأولى:
" شَهِقَتْ ضيعتُنا مدهوشةً لَمّا علِمَتْ أنّ عمرَ القاسمِ صار وزيراً. وها هي ضيعتُنا يا عمرُ كما تركتها وردةً من طينٍ، وعُشْباً أصفرَ ونهراً من الأطفالِ الْحُفاةِ ".

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif المفردات:
1. شهقت: ( شَهِقَ ) جذب الهواء إلى الصّدْر ( المصدر شهيق، دالّ على صوت ) نقول: شَهَقَ البناءُ: عَظُمَ ارتفاعه.
2. ضيعتنا: ( ضَيَعَ ) الأرض الْمُغِلَّة ( جمعها: ضِياع، وضِيَع ).
3. مدهوشة: ( دَهِشَ ) ذهب عقلُهُ من فزَع أو حياء أو عَجَب.
4. وزير: ( وَزَرَ ) المساعد على حمل الثقل { وَزَرَ: يَزِرُ: وِزْراً }
5. الحُفاة: ( حَفِيَ ) مشى بلا نَعْل.

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الشرح:
دُهِشَ أهل الضيعة حينما علموا أن عمر المعلّم صار وزيراً، تلك الضيعة الفقيرة البائسة الحزينة المضّطهدة.
سبب الدهشة:التعجب من وصول عمر القاسم لمنصب الوزارة، ولأنّهم فرحون بوصول عمر القاسم لمنصب الوزير، فهو المخلّص لهم منم بؤسهم.
file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الصور الفنية: ( راجع سؤال 13 التذوق والتفكير )
· " كما تركتها وردة من طين وعشباً أصفر..." شبّه الكاتب الضيعة بوردة ضعيفة ذابلة وبعشب ذابل يكاد يموت كناية عن ضعف أهلها وقهرهم، وأنها ما زالت كما عَهِدَها من سوء الأحوال وتردّي الأوضاع.
· ".. ونهراً من الأطفال الحفاة ": شبّه أطفالها بنهر يتدفق، كناية عن كثرتهم وعن فقرهم ( الحفاة ).
file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الإعراب:
1. مدهوشة: حال مصوبة.. ( اسم مفعول ).
2. وردة: مفعول به ثانٍ منصوب......
3. أصفر: نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة ( ممنوعة من الصرف، صفة على وزن أفعل ومؤنثه فعلاء )

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif إعراب الجمل:
1. ( أنّ عمر القاسم صار وزيراً ): المصدر المؤول سدّ مسدّ مفعولي : عَلِمَ.
2. ( ما تركتها ): المصدر المؤول في محل جرّ بحرف الجرّ.

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif حروف الجرّ:
1. من طين: بيانية ( بيان الجنس ).
2. من الأطفال الحفاة: بيانية.

v ملحوظة:
هذه الفقرة على لسان الراوي، الذي هو في الحقيقة القاصّ أو الكاتب الذي تقمّصَ شخصية الراوي.

الفقرة الثانية:
" وارتبكَ عمرُ قليلاً، ولكنّه قال لأمّه:" لا داعيَ للبكاء. لستُ ذاهباً إلى المشنقة ". فَمَسَحَتْ أمّه دموعَهَا بأصابعها، وقالت بصوت مُرْتعش:" ليس لي غيرك في الدنيا. احرصْ على صحتك يا ابني، فالقُرى كلّها أمراض وأوساخ. مسكين أنت. لو كان لَكَ قريبٌ مهمّ لَماَ عُيّنتَ معلماً في قرية ".
فقال لها بلهجة مَرِحَة:" اطمئنّي يا أمّي اطمئنّي، فابنُكِ ليس زجاجاً سهْلَ الكَسْرِ ".

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif المفردات:
1. ارتبك: ( رَبَكَ ) اختلط عليه أمره { الصفة المشبهة رَبِكٌ ورَبِيْكٌ، والمصدر: رَبْكٌ، ونقول: ارتَبَكَ: ارتباكٌ }
2. القُرى: ( قَرَوَ ) كلّ مكان اتصلت به الأبنية واتّخذ قراراً.
3. مسكين: ( سَكَنَ ) الفقير الذي لا يملك قُوْتَ يومه ( صيغة مبالغة )
4. لَهْجَة: ( لَهَجَ ) طريقة من طرق أداء لغة ( المصدر: لَهَجٌ، واسم المرة: لَهْجَةٌ )
file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الشرح:
ارتبك عمر حينما رأى أمّه تبكي، حاول طمْأنتها، الأم تبكي لأن ابنها ( عمر ) سيذهب إلى القرية، وهي في نظرها مركز للأوساخ والأمراض، وتتحسّر على حالهم أنْ لا واسطةَ تدعم ابنها في دمشق ( المدينة ).
· تبرز الفقرة سلوكاً اجتماعياً سلبياً سائداً، وهو سلوك الواسطة.
file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الصور الفنية:
1. " لستُ ذاهباً إلى المشنقة ". قالها عمر لطمأنة أمّه أنه قادر على تحمّل مشاقّ القرية وأهوالها ( في نظر الأمّ)، وأنه لن يلقى في القرية الإعدام ( كناية عن بساطة الأمر في نظر عمر ولم يصل الأمر لحدّ الإعدام ).
2. " فابنُكِ ليس زجاجاً سهْلَ الكَسْرِ ". قالها عمر دلالة عن قدرته وصلابته وجَلَدِهِ أمام مشاقّ القرية وصعابها.

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الإعراب:
قليلاً: نائب عن المفعول المطلق منصوب... ( ناب عن صفة المفعول المطلق المحذوف )

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif فائدة:
نكّر الكاتب - على لسان الأمّ - لفظ ( قرية ) للتحقير.



file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif دلالات صرفية:
1. قليلاً: صفة مشبهة.
2. دَاعي: اسم فاعل.
3. بُكَاء: مصدر صريح.
4. الْمِشْنَقَة: اسم آلة.
5. قَرِيْب: صفة مشبهة.
6. لَهْجَة: اسم مرّة.
7. مَرِِحَة: صفة مشبهة.
8. سَهْل: صفة مشبهة.
الكَسْر: مصدر صريح.

سعد هياجنة
11/10/2009, 10:56
الفقرة الثالثة:
" وعَمَّ ضيعتَنا الفرحُ، ورحّبت بحرارة بذلك النّبأ الذي أذاعه الراديو. إذاً عمر القاسم صار وزيراً، فسبحان منْ يعطي دون أن يُسْأَلَ، وصَدَقَ مَنْ قال إنّ مَنْ جدَّ وَجَد.
" ماذا يشتغل الوزير ؟ ".
" تُخصّص له سيّارة أحلى من أجمل بنت ".
" ويقبض في آخر كلّ شهر معاشاً يُتيحُ له أن يأكل خروفاً في كلّ يوم ".
" وعندما يدخل إلى مبنى وِزارته يرتجف الموظفون خوفاً ويسلّمون عليه...".
" ويأمر فيُطاع ..."
" وإذا أمَرَ الآغا فهل يطيع الآغا ؟ ".

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif المفردات:
1. عَمَّ: ( عَمَمَ ) شَمِلَ ( المصدر عموم )
2. الآغا: كلمة تركية الأصل بمعنى رئيس أو زعيم.

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الشرح:
يتدخل الكاتب في أول سطرين، ويبيّن سذاجة أهل الضيعة وبساطة تفكيرهم، فهم يظنون أن عمر صار وزيراً بجدّه ونشاطه وتفكيره النافذ، وهم يظنون أن الوزير يعني ( فقط ) ما يلي:
1. له سيارة أحلى من أجمل بنت (فارهة ودلالة العزّ والنعيم ) هم حُفاة عراة.
2. يقبض راتباً يتيح له أن يأكل خروفاً يوميّاً ( راتبه كبير جداً ) هم نسُوْا طعم اللحم.
3. يخافه موظفو الوِزارة ويرتعشون خوفاً منه هم يرتعشون من الآغا ويخافونه.
4. يأمر فيُطاع مباشرة هم يُؤْمرون ويطيعون مباشرة.
وتُخْتَم الفقرة بسؤال في نظر أهل الضيعة مهم جداً، ويريدون له جواباً: هل عمر الوزير ( مع كلّ هذه الهالة والأبّهة والوضع غير العادي ) هل يطيع الآغا إذا أمره أمراً ما ؟ وكأنّ الآغا ما زال في مرتبة أعلى وذا سلطة أقوى من وزير. ( الاستفهام حقيقي يحمل دلالة تعظيم شأن الآغا ).


file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif ملحوظة: لاحظْ لغة الحوار:
1. " فسبحان منْ يعطي دون أن يُسْأَلَ ".
2. " وصَدَقَ مَنْ قال إنّ مَنْ جدَّ وَجَد ".
3. " ماذا يشتغل الوزير ؟ ".
كلّها عبارات فصيحة اللغة سليمة التركيب، لكنّها دارجة على لسان العامّة، وهي سِمَة تميّزَ بها زكريا تامر.

الفقرة الرابعة:
" وحدّق أهل الضيعة بوجوم وفضول إلى شاب نزل من الباص الآتي من دمشق.
كان شاباً مرفوع الرأس، ذا عينين وديعتين وصارمتين في آنٍ واحد. سلّمَ علينا كأنه واحد من أهلنا غابَ عنّا زمناً ثمّ عاد. قال لنا إنّ اسمه عمر القاسم وهو معلّم المدرسة الجديد ".

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif المفردات:
1. حدَّقَ: ( حَدَقَ ) شدّدَ النّظر { نقول: حَدَقَ والمصدر حُدُوْق، واسم الفاعل: حادِق، واسم المفعول محدوق إليه،وحَدَّق: تحديق }.
2. وجوم: ( وَجَمَ ) سكتَ لأمر غريب أو مستهجن ( وَجَمَ: يَجِمُ وَجْماً ووجوماً، واسم الفاعل: واجِم، والصفة المشبهة: وَجِمٌ )
3. فضول: ( فَضُلَ ) الاشتغال بما لا يعنيه ( مصدر ).
4. وديعتين: ( وَدَعَ ) السكون والاستقرار ( اللّطف ) { المصدر: وَدْع }.
5. صارمتين: ( صَرَمَ ) رجل صارم أي شجاع وباتٌّ في أمره. ( اسم فاعل )
6. آن: ( أَيَنَ ) آن واحد= وقت واحد ( اللحظة ذاتها ) { آن: أيْنَاً }.

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الشرح: { تُحْفظ الصفات }
يَصِفُ الكاتب لحظة وصول عمر القاسم إلى الضيعة، إذ أمْعَنَ أهل الضيعة يتفحصونه، فإذا هو:
1. شاب واثق بنفسه معتزّ بها ( مرفوع الرأس ).
2. ذو شخصية قويّة ومُحبّبة ( ذا عينين وديعتين وصارمتين في آن واحد ).
3. اجتماعي يتفاعل مع الآخرين ببساطة وحبّ ( سلّم علينا كأنه واحد من أهلنا ).

سعد هياجنة
11/10/2009, 10:57
الفقرة الخامسة:
" وقال واحد من أهل الضيعة: " يجب أن نذهب إلى دمشق لتهنئته ".
قال آخر بِحماسة:" سنذهب كلّنا: الرجال والنساء والصّغار ".
وقال ثالث:" ستذهب أيضاً الخراف والأبقار والأرانب ".
قال رابع:" الفكرة عظيمة ولكنْ مَنْ سيدفع أجرة الباص ؟ هل نذهب سيراً على الأقدام ؟".
ران الصّمت حيناً ثمّ قال رجل عجوز:" يكفي أن يذهب واحد منّا ويهنّئه باسم الضيعة. هو يعرف حالنا ولن يعتب علينا.
" ولكن مَنْ سيذهب ؟".
قال العجوز: " اختاروا مَنْ تشاؤون. فليذهبْ مثلاً أبو فيّاض.
فحاول أبو فيّاض الرفض غير أنّ أصواتنا حاصرته قائلة:
" أنت أعقلنا ".
" وأكبرنا سنّاً وقدْراً "
" أنت تتقن الكلام حتّى مع الملوك ".
" كان عمر يحبّك ".
" دائماً كان يشرب الشّاي عندك ".
" كان يحبّ حديثك ".
" كان صديقك ".
قال أبو فيّاض:" ولكن عمر كان أيضاً صديقكم، وكان يحبّكم. أنسيتم ؟".
file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif المفردات:
1. ران: ( رَيَنَ ) غلب وغطّى ( المصدر رَيْنٌ ورُيُوْن )
2. حيناً: ( حَيَنَ ) وقت من الزمن مُبْهَمٌ ( جمعها أحيان، وجمع الجمع: أحايين ).
3. تتقن: ( تَقَنَ ) أحْكَمَ الصّنْعَ وأجاده.



file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الشرح:
دار حوار بين شخصيات مختلفة من أهل الضيعة حول قرار زيارة عمر الوزير في دمشق لتهنئته.
· قول الأول: تأكيد على وجوب وضرورة زيارة عمر.
· قول الثاني: ( بحماسة ) تأكيد على فرحة جميع أهل الضيعة باستحقاق عمر لكرسيّ الوِزارة؛ فيُعَدّ عمر من أهل الضيعة.
· قول الثالث: كلام غير منطقي يدلّ على سذاجة وبساطة صاحبه، ويدلّ أيضاً على فرحته الشديدة. ودلالة عن كَوْن أهل الضيعة مسلوبي الإرادة أمام قوّة السّلطة.
· قول الرابع: الإشكال عند هذا الرجل في دفع أجرة الباص الذاهب لتهنئة عمر! إن لم يدفع أحد الأجرةَ، هل سيكون الحلّ الذهاب إلى دمشق مشياً على الأقدام ؟ هذا دلالة الفقر الشديد، وبساطة التفكير.
{ الحوار الرباعي: دليل على مدى بساطة أهل الضيعة وفرحتهم بالخبر }
كان حلّ الإشكال عند العجوز ( الحكمة والخبرة ) فاقترح أن يزوره رجل واحد باسم أهل الضيعة جميعهم، فكان أبا فيّاض، الذي حاول الرفض، غير أنّ إصرار أهل الضيعة جعله يوافق، ووصفوه بالأوصاف: { حفظ }
1. أكثر أهل الضيعة عقلاً وحكمة.
2. أكبرهم سنّاً وقدْراً.
3. أكثرهم إتقاناً للكلام.
4. أكثرهم قرباً لعمر المعلم ( يحبّه ويشرب الشاي معه وصديقه ).

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الإعراب:
1. أيضاً: مصدر نائب عن فعله مفعول مطلق منصوب......
2. حيناً: مفعول فيه منصوب.... ( ظرف زمان )
3. مَثَلاً: مفعول مطلق منصوب، أو مفعول به منصوب لفعل محذوف تقديره أضربُ.
4. غير: حال منصوبة... وهو مضاف ( يجوز أن تُعربَ مستثنى منصوب.. )
5. سنّاً: تمييز منصوب....
6. دائماً: ظرف زمان منصوب....
file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الصورة الفنية:
" غير أنّ أصواتنا حاصرته ":شبّه الكاتب أسلوب إصرار أهل الضيعة في تكليف أبي فيّاض بزيارة عمر الوزير بسجن يحاصر أبا فيّاض لا يستطيع الإفلات منه، وفي النهاية رَضَخَ للواقع.
الفقرة السادسة
" ونَظَرَ عمر بحبّ إلى الأولاد الْمُتَسَمِّرِيْنَ على المقاعد وقال لهم:" أنا مُعَلِّمَكُمُ الجديد. اسمي عمر..عمر القاسم. إنّي أحبّ المجتهدين. أمّا الكُسالى فَمِنَ الأفضل لهم أن يتخلَّوا عن كسلهم وإلا....".
file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif المفردات:
الْمُتَسَمِّرِيْنَ: المُثبّتين، لا يتحركون
file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الشرح:
دخَلَ عمر إلى طلاب ثابتين في مقاعدهم الدراسية رهبةً واحتراماً من معلمهم الجديد، طمأنهم بنظرة حبّ وحنان. عرّف بنفسه، فهو: عمر القاسم ( اسمه )، يحب المجتهدين، يتوّعد الكُسالى ( جمع كسلان ) بسوء العاقبة.( طَبْعه الشخصي)

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الإعراب:
أمّا: حرف تفصيل وشرط غير جازم مبني، يفيد التوكيد.

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif ملحوظة:
النقاط في آخر الفقرة " وإلا..... " دلالة التهديد والوعيد، فحذف التهديد ولفظ الوعيد أشدّ على النفس، فقد جعله مُبْهماً، يَحتمل أيَّ عقاب وجزاء.

سعد هياجنة
11/10/2009, 10:58
الفقرة السابعة
" ورَفَعَ رجلٌ أشيبُ طفله الصّغير إلى أعلى بحركةِ فخورٍ، وقال:" سأسمّيه عمر كاسم جَدِّهِ ".
ونَظَرَ إلى الأمّ الشاحبة الوجه المستلقية على الفراش، وضحك، وقال لها:" لو كان يعرف ما ينتظره لَرَفَضَ المجيء، ويوم أموت لن يَرِثَ سوى ثيابي ".
file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif المفردات:
1. أشيب: ( شَيَبَ ) رجل ذو شَعر أبيض ( هي شيباء ) ممنوعة من الصّرف { صفة مشبّهة }.
2. الشّاحبة: ( شَحَبَ ) تغيّر اللون وهزْل الجسم ( المصدر: شُحُوْب ) { صفة مشبّهة }.

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الشّرح:
يتحّدث الكاتب عن لحظة مولد عمر، إذ يرفعه والده إلى أعلى مفتخراً وسعيداً به، وأسْماهُ على اسم جدّه ( عادة وتقليد اجتماعي أن يُسمّي الرجل ابنه على اسم الجَدّ ).
نَظَرَ والد عمر إلى زوجته الخارجة من آلام الولادة، فيظهر على وجهها التّعب والمشقّة والفقر ( تغيّر اللون )، يضحك ضحكة الاستهزاء والسّخرية، ويقول ما يدلّ على تشاؤمه من الحياة.

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الصورة الفنية:
لو كان يعرف ما ينتظره لَرَفَضَ المجيء، ويوم أموت لن يَرِثَ سوى ثيابي ". صورة وكناية ودلالة عن فقر حالهم، وتدل على مدى تشاؤم والد عمر من الحياة.

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الإعراب:
1. لو: حرف امتناع لامتناع مبني على السكون لا محل له في الإعراب. { حرف يتضمن معنى الشرط، لا عمل له، يفيد امتناع الجواب لامتناع الشرط }
2. اللام في ( لَرَفَضَ ): واقعة في جواب الشرط غير الجازم.
3. سوى: مفعول به...... وهو مضاف.

الفقرة الثامنة
" وقلنا لأبي فيّاض:" لا فائدة في التهرب. ستذهب إلى دمشق وتقابل عمر وتهنّئه ".
فهزّ أبو فيّاض رأسه موافقاً مستسلماً ".

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif المفردات:
فائدة: ( فَيَدَ ) النّفْع.

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الشرح:
استسلام أبي فيّاض لقرار أهل الضيعة للذهاب إلى عمر لتهنئته.
الفقرة التاسعة
" وقال مختار الضيعة لعمر:" يا أستاذ: حتّى الآن لم تذهب لزيارة الآغا ".
قال عمر:" لماذا أذهب ما دمت لا أعرفه وهو لا يعرفني ؟".
قال المختار:" اللباقة ضرورية، والآغا سينفعك، فكلّ ما ترى عينك من أراضٍ في الضيعة هي ملكه ".
قال عمر:"أبي وأمّي لم يعلّماني اللباقة، وعملي في الضيعة أن أعلّم الصّغار القراءة والكتابة".

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif المفردات:
اللباقة: ( لَبُقَ ) الظّرَف وحسن التعامل ( المصدر: لباقة ).
file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الشرح:
تدور الفقرة حول رفْض عمر زيارة الآغا بناءً على طلب المختار؛ فالزيارة في نَظَرِ المختار لباقة وضرورية، فالآغا هو النافع الضّار مالك الأرض ( القوّة )، أمّا عمر فيراها _ وفق نظر المختار _ نفاقاً وتزلّفاً وذلاً.

سعد هياجنة
11/10/2009, 10:59
الفقرة العاشرة:
" وقال أهل الضيعة:" قل لعمر إنّنا مازلنا جياعْ ".
" قل له إنّ جوعنا ازداد ".
" بتنا نأكل حتّى الحصى ".
" حدّثه عن القمل الذي يأكلنا ".
وعن اللحم الذي نسينا طَعْمَهُ ".
" حدّثه عن أمراضنا ".
" قل له إنّنا بحاجة إلى أطباءَ وأدويةٍ ".
" ضيعتنا بحاجة إلى ماء نظيف للشرب ".
حدّثه عن شوقنا إلى نور الكهرباء ".
" كلّمه عن الآغا وأفعاله ".
" نحن نشتغل وهو يحصد ".
file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif المفردات:
1. جياع: ( جَوَعَ ) خلّو المعدة من الطعام ( جمع جائع )
2. ازداد: ( زَيَدَ ) كثُرَ.

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الشرح:
الفقرة عبارة عن رسائل حمّلها أهل الضيعة أبا فياض لعمر الوزير:
ü " قل له إنّ جوعنا ازداد ". / " بتنا نأكل حتّى الحصى ". / " وعن اللحم الذي نسينا طَعْمَهُ ". دلالة الجوع والفقر الشديدين.
ü " حدّثه عن القمل الذي يأكلنا "./ " حدّثه عن أمراضنا ". / " قل له إنّنا بحاجة إلى أطباءَ وأدويةٍ ". دلالة تدهور الحالة الصحية.
ü " ضيعتنا بحاجة إلى ماء نظيف ". / " حدّثه عن شوقنا إلى نور الكهرباء ". دلالة عدم الاهتمام الحكومي بضيعتهم وانعدام الخدمات الصحية والاجتماعية.
ü " كلّمه عن الآغا وأفعاله ". / " نحن نشتغل وهو يحصد ". دلالة أن ظلم الآغا ما زال مستمراً، بل ويزداد وأهل الضيعة يعملون ويجدّون والآغا يقطف ثمرة هذا الجهد.

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الإعراب:
1. جياع: خبر مازال منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية. الحكاية: إيراد اللفظ أو التعبير على حسب ما ورد عن صاحبه، سواء أكان ذلك عن طريق الكلام أم الكتابة أم القراءة، فيُحكى على لفظه، ويكون إعرابه محلاً، نحو قولك:" مَنْ محمداً ؟" لِمَنْ قال لَكَ:" رأيتُ محمداً ".
2. الذي: اسم موصول مبني في محل جرّ نعت.






الفقرة الحادية عشرة:
" وقال رئيس مَخْفَر الشرطة لعمر:" إنّي والله يا أستاذ أعتبرك كأخي تماماً، وسأنصحك نصيحة، أنت حرّ، إن شئت اعملْ بها، أو ارمها وراء ظهرك. أنت دائم السّهر مع فلاحي الضيعة ولا يليق بأستاذ مثلِكَ أن يسهر معهم. معلم المدرسة شخصية محترمة ".
قال عمر:" فلاحو الضيعة ناس طيّبون ".
قال رئيس المخفر:" وأنت تكلّمهم كلاماً إذا سمعه الآغا فسيزعل، وإذا زَعِلَ الآغا، فالله يعلم ما يحدث ".

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif المفردات:
1. مَخْفَر: ( خَفَرَ ) مركز الحماية والحراسة ( اسم مكان )
2. ناس: ( أنِسَ ) الكائن الحيّ الآدمي.

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الشرح:
موقف رئيس المخفر مشابه لموقف مختار الضيعة ( كلاهما خانع ذليل تابع للآغا، مُسَيْطَر عليه تماماً ). حاول رئيس المخفر إقناع عمر بزيارة الآغا والابتعاد عن أهل الضيعة ومجالستهم وتحريضهم ضد الآغا، ثم استخدم أسلوب التهديد غير المباشر.

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الصورة الفنية:
ü " وسأنصحك نصيحة، أنت حرّ، إن شئت اعملْ بها، أو ارمها وراء ظهرك ". صوّر النصيحة بشيء مُهْمَل لا قيمةَ له يرميها صاحبها، كناية عن عدم العمل بها.
ü " فالله يعلم ما يحدث ". كناية عن تهديد ووعيد من رئيس المخفر لعمر المعلّم إن هو لم يَنْصَعْ للآغا ويقتنع بكلام رئيس المخفر.

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الإعراب:
تماماً: مصدر نائب عن فعله مفعول مطلق منصوب.....

سعد هياجنة
11/10/2009, 11:02
الفقرة الثانية عشرة:
" وصاح شاب من شبّان الضيعة:" اسمعوا.. من المناسب أن يأخذ أبو فيّاض معه هدية لعمر".
فتعالت أصواتنا مؤيّدة، ولكن أيَّ هدية نختار ؟.
" خروف، أو عدّة دجاجات ".
" هذه هدية لا تليق بوزير ".
" إذن، أيّ هدية نرسل ؟! ".
قال أبو فيّاض:" أفضل هدية هي سلّة من كَرَز ضيعتنا. أتذكرون كم كان عمر يحبّ كَرَزَ ضيعتنا، ويقول عن لونه الأحمر إنه تعبنا ودمنا ".
فأثنينا جميعاً على رأي أبي فيّاض.
وقال لنا:" الظلم لا يدوم ".
وقال لنا عمر:" كيف تقبلون بحياة الذلّ ؟ ".
فقلنا له:" العين بصيرة واليد قصيرة.".
فقال عمر بصوتٍ غاضب:" اليد قصيرة لأنّ القلب خائف ".
وأقبل ليلٌ أبيضُ، واستسلمت الضيعة للنوم، وكنّا نحن الفقراء جسداً واحداً مرتجفاً مبتهجاً ينادي أيّامَ كنّا نتصنّت لكلام عمر مبهورين، فكأنه عاش أمداً في قلوبنا وقلوب موتانا.
وعندما أشرقت شمس الصباح على الضيعة تجمّع الرجال والصغار والنساء حول الباص المسافر إلى دمشق ".
file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif المفردات:
1. تعالت: ( عَلَوَ ) تصاعدت ( الزيادة تفيد التّدرّج ).
2. ينادي: ( نَدَيَ ) يطلب، وفي القصة يتمنى.
file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الشرح:
اقترح شاب _ فرِحَاً _ أخذَ هدية إلى عمر الوزير. وخَلُصَ النقاش إلى أن تكون الهدية سلّة كَرَز، فقد كان عمر المعلم يحبّها، وبدؤوا يتذكرون أقوال وعبارات عمر ومبادئه.
ونام أهل الضيعة باستغراق مبتهجين، وفي الصباح تجمّع أهل الضيعة جميعهم ( دلالة الفرح ) حول الباص المغادر وفيه أبو فيّاض.
file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif ملحوظات:
ü دلالة الكرز: لون الكرز أحمر ( لون الدم ) فهو رمز لتعب وشقاء وجهد أهل الضيعة في أرضهم.
ü الاستفهام في :" أيّ هدية نرسل ؟": حقيقي يحمل معنى التعجب.
ü الاستفهام في :" كيف تقبلون بحياة الذلّ "؟: استنكاري.
ü دلالة ( ليلٌ أبيضُ ): ليل صافٍ هادئ، نام فيه أهل الضيعة باستغراق وفيهم التفاؤل.
ü دلالة (كنّا نحن الفقراء جسداً واحداً مرتجفاً مبتهجاً ): دلالة الوحدة والتماسك والفقر والفرح.
ü دلالة : " العين بصيرة واليد قصيرة.". مَثَلٌ يُقال لمن يريد أمراً ولا يستطيع ( يعجز ) أن يحققه، والمقصود أنّ أهل الضيعة يريدون دَفْعَ ظلم الآغا، وهم عاجزون عن ذلك.
ü دلالة " فكأنه عاش أمداً في قلوبنا وقلوب موتانا ): كأن عمر المعلم عاش طويلاً وعلّمهم مبادئه وأفكارَه وكان يحرص عليهم ويُعنى بشؤونهم، ودلالة حبّهم وإخلاصهم له.
ü ( كنّا نتصنّت لكلام عمر مبهورين ): دلالة تلهّف أهل الضيعة لسماع كلام عمر المعلّم، وحرصهم على تنفيذه وسماعه بدقّة
ü الباص الوارد في آخر الفقرة يمكن أن يكون الباص الذي سيغادر الضيعة إلى دمشق يحمل ( عمر المعلم ) وقد نقله الآغا ( تخلّص منه ).

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الإعراب:
1. أيّ:اسم استفهام مفعول به مقدّم منصوب .
2. كم: كم الخبرية، مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
3. كنّا نحن الفقراءَ جسداً:
كان: فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصال بنا الفاعلين، و( نا ) ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم كان.
نحن: ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع توكيد لـ ( نا )
الفقراء: مفعول به منصوب على الاختصاص، لفعل محذوف تقديره: أخصّ أو أعني؟
جسداً: خبر كان منصوب.....
4. أمداً: مفعول فيه ( ظرف زمان ) منصوب......
5. ( أن يأخذ ) المصدر المؤول في محل رفع مبتدأ مؤخر، خبره ( من المناسب ).
الفقرة الثالثة عشرة:
" وقال لنا عمر قبل أن يصعد إلى الباص:" الآغا صاحب نفوذ وجاه في دمشق، وهو الذي نقلني من ضيعتكم لأني لم أصبح خادماً له ولأني أحبّكم، ولكن اليوم الذي تتخلّصون فيه من ذلك الآغا وأمثاله ليس بالبعيد، بل هو قريب، وسترونه أنتم لا أحفادُكم، وستصبح الأرض التي تشتغلون فيها ملكاً لكم ".

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif المفردات:
1. نفوذ: ( نَفَذَ ) السلطان والقوة.
2. جاه: ( جَوَهَ ) المنزلة والقدْر العالي.
file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الشرح:
يؤكد عمر المعلم في آخر لحظة له بين أهل الضيعة على ضرورة الثورة ضد الآغا، فهو الذي نقله حتى يتخلّص منه، بعد أن رفض أن يكون تابعاً له، كالمختار ورئيس المخفر.

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الإعراب:
1. بالبعيد: الباء: حرف جرّ زائد، البعيد: اسم مجرور لفظاً منصوب محلاً خبر ليس.
2. أنتم: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع توكيد لواو الجماعة ( الفاعل )
3. لا: حرف عطف.
4. ( أن يصعد ): المصدر المؤول في محل جرّ مضاف إليه.

سعد هياجنة
11/10/2009, 11:02
الفقرة الرابعة عشرة:
" وركب أبو فيّاض الباص وبرفقته سلة ملأى بالكرز الأحمر ذي الحبّات الناضجة البرّاقة "
" ولَمَّا أوشكت شمس الضيعة أن تأفَلَ، بلغ سمعَنَا بوقُ الباص العائد من دمشق، فتراكضنا إلى ساحة الضيعة.
أتى الباص، ونزل منه أبو فياض عابس الوجه، واجماً، وكانت إحدى يديه ما زالت تحمل سلّة الكرز.
تصايحنا بدهشة:
" لماذا لم تعط عمر سلّة الكرز ؟".
" ألَمْ تقابله ؟".
" ماذا قال لك ؟".
ظلّ أبو فياض ساكتاً كأنه أصمّ، ووضَعَ سلّة الكرز على الأرض، وتكلّم بصوت أجَشّ، فقال للصغار:" تعالَوا وكلوا الكرز، وعندما تكبرون لا تنسوا طعمَهُ ".
ثمّ مشى متّجهاً إلى بيته، فاعترضنا طريقه، وقلنا له:" تكلّم، وخبرنا بما حدث ".
قال أبو فيّاض:" عمر مات ":
فزعلنا كأن أمّنا قد ماتت، بينما عاودَ أبو فياض السير وقد ازداد ظهره انحناء.
file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif المفردات:
1. برفقته: ( رَفُق ) صحبة ( المصدر: رَفاقة ) وهو رفيق وجمعها رُفَقَاء.
2. تأفل: ( أفَل )غاب.
3. عابس: ( عَبَسَ ) تجهّم وكشّر.
4. واجما: ( وَجَمَ ) سكتَ لغضب أو جزن أو عجب.
5. أجشّ: ( جَشّ ) صوت فيه بُحّة وشدّة ( صفة مشبهة وتُجمع على: جُشٌّ )



file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الشرح:
وأخيراً عاد أبو فياض من دمشق، دون أن يقابل عمر الوزير، أو يعطيه سلّة الكرز أو يشكو له حالهم، عاد أبو فياض عابس الوجه حزيناً.
سأله أهل الضيعة الذين تجمعوا حوله أسئلة، أجابهم بالصمت والسكوت ( الصمت هنا أبلغ من أي كلام ). نادى الصغار وطلب منهم أن يأكلوا الكرز، فهم:
1. أوْلى وأحقّ به من عمر الوزير.
2. وعليهم ألا ينسوا طعمه ( ما يرمز له الكرز من لون أو مبادئ وقِيَم ).
3. أمَل المستقبل وأمل أهل الضيعة في التخلص من الآغا وظلمه.
أجابهم بعبارة واحدة ( عمر مات )، يبدو أن أهل الضيعة لم يفهموا المقصود فزعلوا وحزنوا ظنّاً منهم أنه مات حقاً. بينما ابتعد عنهم أبو فياض وقد ازداد ظهره انحناء: حزناً وأسى وحسرة، وزاد ثقل ظهره همّاً.

file:///C:/DOCUME~1/Admin/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.gif الدلالات:
ü " وعندما تكبرون لا تنسوا طعمَهُ ". أي كلوا من خير الضيعة ولا تنسوا مبادئكم وأفكاركم كما نسيها عمر وقد تنكّر لها. والتّغيير يبدأ من أهل الضيعة أنفسهم ( التّغيير من الداخل )
ü " وقد ازداد ظهره انحناء ": دلالة عن همّ أبي فياض الذي ازداد، وقد انكسر قلبه وفَقَدَ الأملَ في التحرر من ظلم الآغا.

الخاتمة:
سمّى الكاتب قصته بـ ( الكرز المنسيّ ) أي الكرز الذي كان عمر المعلم يحبه، وقد رمّزه بتعب وجهد أهل الضيعة، ولون دمهم الذي ينزف تعباً ومشقّة على أرضهم، ويجنيه الآغا تسلّطاً وتجبّراً.
ولكن بعد أن صار عمر المعلم عمر الوزير تناسى مبادئه وأفكاره وطعم الكرز ورمز ودلالاته، فتناسى ما كان ينادي به أيام كان عمر المعلم فصار هو الآغا الجديد ( عنوان آخر للقصة مُقترح: الآغا الجديد )




سِمات القصة الفنية: ( ركّز على أوّل سبع نقاط )
1. القدرة على استعمال مفردات اللغة بشكل كبير .
2. استخدام الصور الفنية والرموز المثيرة مما يجعل القارئ يشعر بأنه في عالم من الأساطير مع أنها صور من عالمه اليومي
3. استخدام أسلوبي: السرد والحوار للكشف عن شخوص قصته وأحداثها .
4. يوظف المحسوسات لرسم لوحته السردية كالصوت واللون .
5. تكثيف العبارة والإكثار من استخدام التشبيه البليغ .
6. الإكثار من الإيحاءات التراثية كالأمثال والمأثورات الشعبية .
7. لغته مليئة بالحدة والتوتر مما يعكس نفسية الأبطال المهزومين
8. استخدام أسلوب القطع الزمني، إذ بدأت القصة بحدث ثمّ صار الكاتب يسرد علينا ما يوضّح لنا هذا الحدث، نحو قوله:" وقال لنا عمر قبل أن يصعد إلى الباص ". تَمّ هذا الحدث والموقف بعد كثير من الأحداث والمواقف. ولم يوضّح لنا الكاتب ( الراوي ) ما حدث مع أبي فياض في دمشق إلى أن رجع.
9. كثرة الدلالات والكنايات. ( الكناية: جملة أو عبارة توحي لك بمعنى غامض مخفيّ لا يدلّك عليه ظاهر الكلام واللفظ ).
10. كثرة الحوار على حساب السّرد.
11. وضوح العبارات وبساطة الألفاظ.
12. سهولة اللغة وتداولها وشيوعها بين عامة الناس مع فصاحتها وسلامتها.

سعد هياجنة
11/10/2009, 11:07
الاستيعاب والتحليل :
السؤال الأول: استخرج من المعجم معاني الكلمتين الآتيتين:
‌أ. حدّق :شدّد النظر
‌ب. وجوم :سكوت على غيظ

السؤال الثاني: وضّح معنى كلمة ( ران ) في قول الكاتب:" ران الصّمت حيناً ".
ران : غطّى وخيّم

السؤال الثالث:
‌أ. ما دلالة فرح الضيعة بنبأ تعيين عمر القاسم وزيراً ؟
‌ب. استبشار أهل الضيعة بتحسن أحوالها .
‌ج. هل تحسنت أوضاعها بعد تسلمه الوِزارة ؟
‌د. استخرج من النص ما يثبت إجابتك.
لا ، لم تتحسن أوضاعها بعد تسلمه الوزارة ويثبت ذلك في النص :" شهقت ضيعتنا مدهوشة لمّا علمت أن عمر القاسم صار وزيراً ، وها هي ضيعتنا يا عمر كما تركتها وردة من طين وعشباً أصفر ونهراً من الأطفال الحفاة ." " تعالَوا وكلوا الكرز، وعندما تكبرون لا تنسوا طعمه ".

السؤال الرابع: لماذا بكت الأمّ عندما هَمّ ابنها بالرحيل ليعمل معلماً في الضيعة ؟
لأنّ ظروف الحياة صعبة في القرى ،إذ لا تتوافر فيها الخدمات كما هي في المدن لذا هي تخشى عليه من الإصابة بالأمراض. والضيعة مليئة بالأوساخ.


السؤال الخامس: هل تغيّرت معاملة عمر القاسم مع أهل الضيعة بعد أن أصبح وزيراً ؟ فسّر ذلك.
نعم ، تغيرت معاملته بعد تسلمه الوزارة إذ تخلى عن مبادئه في سبيل المحافظة على سلطته .



السؤال السادس: فسّر السبب في ما يأتي:
‌أ. اختيار " أبو فياض " للقيام بواجب تهنئة الوزير في دمشق.
لأنه كبير القوم قدراً وسنّاً ، ولأنه كان على علاقة طيبة مع عمر القاسم عندما كان في القرية .
‌ب. اختيار سلة الكرز الأحمر هدية للوزير.
لأن الكرز الأحمر يعبّر عن تعب الفلاحين ودمهم .
‌ج. انتقال المعلم عمر القاسم من الضيعة رغم حبّه أهلها.
لأن الآغا صاحب نفوذ في دمشق وقد نقله من القرية لأنه لم يستطع أن يخضعه لنفوذه كما فعل مع بقية الناس .

السؤال السابع: من أين استمدّ القاصّ شخصيات قصته هذه ؟
استمدّ القاصّ شخصيّات قصّته من المجتمع الشامي الشعبي ( الواقع الْمَعِيْش ).

السؤال الثامن: صنّف شخصيات القصة كما يأتي:
‌أ. محورية وثانوية. الشخصية المحورية في القصة : عمر القاسم وبقية الشخصيات في القصة ثانوية.
‌ب. ثابتة ونامية:الشخصية النامية :عمر القاسم وباقي شخصيات القصة ثابتة .
‌ج. تتوافق في موقفها مع البطل وأخرى تتنافر معه. توافق أهل القرية مع البطل في موقفهم قبل تسلمه الوزارة وتنافر موقفه مع الآغا والمختار ورئيس المخفر . أما بعد تسلمه الوزارة فقد انقلبت الأمور رأسا على عقب .

السؤال التاسع: استلهم الكاتب قصته من الموروث الشعبي وأورد عدداً من الأمثال الشعبية. اذكرها موضحاً دلالتها.
1. العين بصيرة واليد قصيرة . مَثَلٌ يُقال لمن يريد أمراً ولا يستطيع ( يعجز ) أن يحققه، والمقصود أنّ أهل الضيعة يريدون دَفْعَ ظلم الآغا، وهم عاجزون عن ذلك.
2. الظلم لايدوم . مهما طال الظلم فلا بد له من نهاية .
3. سبحان من يعطي دون أن يسأل : قد يرزق الإنسان دون أن يبذل جهداً . أو يسعى جاهداً له.

سعد هياجنة
11/10/2009, 11:08
السؤال الخامس: لم يعتمد زكريا تامر الترتيب الطبيعي للأحداث زمنياً، حيث بدأ الحديث عن شهيق الضيعة بعد سماعها نبأ تعيين عمر القاسم وزيراً، ليعود بنا إلى عمر المعلم البسيط الذي يعيّن بضيعة نائية، وتظلّ الأحداث تتراوح بين الماضي والحاضر وبهذا تتكشف لنا أحداث القصة بأسلوب جميل.
أ_ قُمْ بسرد القصة مرتّباً أحداثها ترتيباً زمنياً.
ولد عمر القاسم لأب وأم فقيرين . أكمل دراسته وعين في إحدى القرى لافتقاره للواسطة . أقام علاقة طيبة مع فلاحي الضيعة ، فأحبه أهلها كثيراً لأنه كان يرفض استبداد الآغا بهم ويحرضهم على التخلص من الخضوع له . ولم يستمع إلى نصائح المختار ورئيس المخفر في التقرب إليه. لذا لم يرق للآغا الذي كان صاحب نفوذ وجاه في دمشق فنقله منها .
عين عمر القاسم وزيراً مما سرّ أهل القرية الذين استبشروا بتحسن أوضاع قريتهم وقرروا اختيار أبي فياض بالنيابة عنهم جميعا لتهنئة الوزير ، واتفقوا على أن يقدموا له سلّةً من الكرز الأحمر لتكون رمزا لجهدهم ودمائهم التي يسرقها الآغا، عاد أبو فياض خائباً من دمشق يحمل بيده سلة الكرز معلناً لأهل القرية أن عمر القاسم مات ثم قدّم السلة إلى أطفال القرية وطلب منهم ألا ينسوا طعمه عندما يكبرون .

ب – هل كان الكاتب موفقاً في توظيف الزمن في القصة ؟ وضّح ذلك.
نعم ، إذ كان أسلوبه مشوقاً للقارئ دون أن يحدث غموضا لقارئ القصة .

السؤال السادس: أيّهما الأقدر على التغيير في الآخر_ من وجهة نظر الكاتب_ في هذه القصة: الفرد في المجتمع أم المجتمع في الفرد ؟ وضّح ذلك.
المجتمع أقدر على تغيير الفرد وصبغه بصبغته إذ سرعان ما انقاد عمر القاسم الوزير لقوانين المجتمع والحياة الخاطئة السائدة، وكان بإمكان مجتمع الضيعة أن يحرروا أنفسهم من الآغا لو أنهم اتّحدوا واتّفقوا على ذلك.
السؤال السابع: وضّح سمات أسلوب القاص في ضوء دراستك للقصة.
1. القدرة على استعمال مفردات اللغة بشكل كبير .
2. استخدام الصور الفنية والرموز المثيرة مما يجعل القارئ يشعر بأنه في عالم من الأساطير مع أنها صور من عالمه اليومي
3. استخدام أسلوبي: السرد والحوار للكشف عن شخوص قصته وأحداثها .
4.يوظف المحسوسات لرسم لوحته السردية كالصوت واللون .
5. تكثيف العبارة والإكثار من استخدام التشبيه البليغ .
6. الإكثار من الإيحاءات التراثية كالأمثال والمأثورات الشعبية .
7.لغته مليئة بالحدة والتوتر مما يعكس نفسية الأبطال المهزومين .

السؤال الثامن: عد إلى القصة، وحدد أربع جمل أعجبتك، موضحاً سبب ذلك.
‌أ. "الظلم لايدوم " أعجبني ما تحمله من تصميم على نهاية الظلم .
‌ب. "عاود أبو فياض السير وقد ازداد ظهره انحناءً " أعجبني ما في العبارة من جمال في التصوير وما تحمله العبارة من دلالات فانحناء ظهره يدل على العبء الكبير الذي بات يحمله بعد ضياع أملهم في عمر القاسم .
‌ج. " ولمّا أوشكت شمس الضيعة أن تأفل ، بلغ سمعنا بوق الباص العائد من دمشق ، فتراكضنا إلى ساحة الضيعة ." أعجبني الدقة وجمال التصوير في العبارة .
‌د. " وها هي ضيعتنا يا عمر كما تركتها تركتها وردةً من طينٍ، وعُشْباً أصفرَ ونهراً من الأطفالِ الْحُفاةِ ". شبّه الكاتب الضيعة بوردة ضعيفة ذابلة وبعشب ذابل يكاد يموت كناية عن ضعف أهلها وقهرهم.
‌ه. " وأقبل ليل أبيض ": ليل صافٍ هادئ، نام فيه أهل الضيعة باستغراق

السؤال التاسع: فسر سبب جعل الحيوانات تشارك أهل الضيعة تهنئة الوزير.
أراد الكاتب التعبير عن السخرية من كون الناس مسلوبي الإرادة أمام قوة السلطة . ودلالة على فرح الجميع حتى حيوانات الضيعة، ودلالة على بساطة وسذاجة تفكير أهل الضيعة.


السؤال العاشر: أجب عن الأسئلة الآتية في ضوء فهمك عنوان القصة:
أ ـ مَن الذي نسي الكرز ؟ عمر القاسم الوزير لأنه نسي ما نادى به من مبادئ في الدفاع عن الحق والعدل ورفض الظلم .
ب – الكرز في القصة رمز لمعنى أراده القاص. وضحه. رمز لتعب ودماء أهل القرية الذين يرهقون أنفسهم بجهد كبير في الزراعة ليجني الآغا ثمار جهدهم دون تعب .

سعد هياجنة
11/10/2009, 11:08
السؤال الحادي عشر: وضّح الصور الفنية في ما يأتي:
أ - " شهقت ضيعتنا مدهوشة ": صوّر الضيعة إنساناً يشهق نتيجة شعوره بالدهشة من الخبر.
ب – " بتنا نأكل حتى الحصى": صور أهل الضيعة لا يجدون طعاماً إلا الحصى لشدة فقرهم .
جـ - "وكنّا نحن الفقراء جسداً واحداً مرتجفاً مبتهجاً ينادي أيّامَ كنّا نتصنّت لكلام عمر مبهورين": صور الفقراء جميعاً يشعرون بنفس المشاعر أمام كلام عمر القاسم وكأنهم جسد واحد يرتجف ويبتهج تأثراً بكلام عمر القاسم . دلالة الوحدة والتماسك والفقر والفرح
د ـ " اطمئنّي يا أمّي اطمئنّي، فابنُكِ ليس زجاجاً سهْلَ الكَسْرِ ". صوّر الكاتب عمر القاسم بشيء قوي لا يشبه الزجاج في سهولة كسره.

السؤال الثاني عشر: اقرأ النص الآتي ثم أجب عمّا يليه:" وها هي ضيعتُنا يا عمرُ كما تركتها وردةً من طينٍ، وعُشْباً أصفرَ ونهراً من الأطفالِ الْحُفاةِ ".
أ_ وضح دلالة ما يأتي:
1: ( وردة من طين ): كناية عن سوء الأوضاع التي تعيشها القرية.
2 :( عشباً أصفر ):. كناية عن الجدب والقحط وقلة المياه في القرية.
3 : ( نهراً من الأطفال الحفاة كثرة إنجاب الأطفال مع شدة الفقر.

السؤال الثالث عشر: تتطور الأحداث في القصة حتى تبلغ ذروة التأزّم، ثمّ تأخذ بالانفراج والحلّ حتى تبلغ نهايتها.
أ ـ عيّن الموقف الذي تأزمت فيه أحداث قصة " يا أيها الكرز المنسيّ ".
تأزمت الأحداث عندما ذهب أبو فياض لتهنئة الوزير .
ب – ما رأيك في الحلّ الذي انتهت إليه القصة ؟
كان الحل صادماً للقارئ إذ جاء على غير ما هو يتوقعه مما جعل القصة أكثر تشويقاً .
السؤال الرابع عشر:
أ- اقترح نهاية للقصة تتفق مع رؤيتك للمجتمع ولمنطق الأحداث
يعود أبو فياض من عند الوزير سعيداً بحسن استقباله وبوعده بتحسين أحوال القرية .
ب- اقترح عنواناً آخر للقصة.
السلطة

سعد هياجنة
11/10/2009, 11:09
قضايا لّغويّة :
السؤال الأول: اذكر مضارع الأفعال الآتية:
‌أ. ران : يَرِيْن
‌ب. وَجَم : يَجِمُ
‌ج. آن:يَئِيْنُ

السؤال الثاني: استبدل بالمصدر المؤول في ما يأتي مصدراً صريحاً وأعربه:
أ- " وعملي في الضيعة أن أعلّم الصغار القراءة والكتابة ":
أن أعلّم :تعليم ( خبر )، والمصدر المؤول في محل رفع خبر المبتدأ عمل.
ب – " ولما أوشكت شمس الضيعة أن تأفل":
أن تأفل :الأفول ( خبر أوشك منصوب )، والمصدر المؤول في محل نصب خبر أوشك.
جـ - " يجب أن يذهب إلى دمشق لتهنئته ":
أن نذهب :الذهاب ( فاعل )، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل.
د– " يكفي أن يذهب واحد منا ويهنئه باسم الضيعة ":
أن يذهب :ذهاب ( فاعل )، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل.
هـ - " ولا يليق بأستاذ مثلك أن يسهر معهم ":
أن يسهر :السهر ( فاعل )، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل.
السؤال الثالث: أعرب ما تحته خط في ما يأتي:
أ ـ " وعندما يدخل إلى مبنى وِزارته يرتجف الموظفون خوفاً ويسلّمون عليه...".
خوفاً :مفعول لأجله منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

ب – " ظلّ أبو فياض ساكتاً كأنه أصمّ "
ساكتاً : خبر ظلّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .
جـ - اطمئنّي يا أمّي اطمئنّي، فابنُكِ ليس زجاجاً سهْلَ الكَسْرِ ".
زجاجاً : خبر ليس منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .
د – " ران الصمت حيناً ":
حيناً :ظرف زمان ( مفعول فيه ) منصوب وعلامة نصبه الفتحة
هـ - " فأثنينا جميعاً على رأي أبي فياض ":
جميعاً : حال منصوبة وعلامة نصبها الفتحة الظاهرة على آخره .
و - " فكأنه عاش أمداً في قلوبنا ":
أمدأً : ظرف زمان ( مفعول فيه ) منصوب وعلامة نصبه الفتحة .

السؤال الرابع: يبطل عمل ( لكن إذا خُففت ) وتصير حرف ابتداء، ويُستحسن هنا أن تقترن بالواو للتفرق بينها وبين ( لكنْ ) العاطفة التي يُشترط أن يسبقها نفي وأن يتبعها مفرد. في ضوء ما سبق، ميّز لكن العاطفة من الابتدائية:
أ ـ الفكرة عظيمة، ولكن مَن سيدفع أجرة الباص: حرف ابتداء
ب – ما جاء خالد لكن محمود: حرف عطف
جـ - ولكن مَن سيذهب ؟: حرف ابتداء

سعد هياجنة
11/10/2009, 11:10
السؤال الخامس: ( السين ) و ( سوف ) حرفان يدخلان على الفعل المضارع فيجعلانه مفيداً الاستقبال، ولا يجوز أن يدخل بعدهما نفي. وتدل ( السين ) على المستقبل القريب، أمّا ( سوف ) فتدلّ على المستقبل البعيد. في ضوء ما سبق:- أ – أيّ الحرفين ( السين وسوف ) استخدم الكاتب في قصته؟ وما دلالة ذلك؟
استخدم الكاتب في قصّته السين مما يدلّ على أنّه يتحدّث عن المستقبل القريب .

ب- ما الفرق بين السين وسوف في الدلالة في ما يأتي:
1) سأعود المريضَ: أي أن زيترة المريض ستكون قريبة في المستقبل. (المستقبل القريب )
2) " ولسوف يعطيك ربّك فترضى ": عطاء الله على نبيّه سوف يكون في المستقبل البعيد ( يوم القيامة)

ج- صوّب الخطأ في ما يأتي:
1) سوف لا يأتي الربع إلا ومعه روائحه العَطرة: ( الصواب ) لن يأتيَ الرّبيع إلاّ ومعه روائحه العطرة .
2) سوف لن أتهاونَ مع المهمل في عمله: ( الصواب ) لن أتهاونَ مع المهمل في عمله .




السؤال السادس: صرّف الفعلين (ردّ ، غدا)مع ضمائر المخاطب واضبط الأفعال بعد تصريفها بالحركات .


أنتَ
أنتما
أنتم
أنتِ
أنتما
أنتنّ
ردّ
رَدَدْتَ
رَدَدْتُمَا
رَدَدْتُمْ
رَدَدْتِ
رَدَدْتُمَا
رَدَدْتُنَّ
غدا
غَدَوْتَ
غَدَوْتُمَا
غَدَوْتُمْ
غَدَوْتِ
غَدَوْتُمَا
غَدَوْتُنَّ


7- أسند الفعل المضارع ( يسعى ) المسبوق بحرف الجزم إلى ياء المخاطبة، ثم اكتبه مضبوطاً بالحركات.
لم تَسْعَيْ
( فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والياء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل )


B