-
دخول

عرض كامل الموضوع : الحقيقة المطلقة ... حقيقة مغلقة


Slayer
19/08/2006, 00:51
إننا ننسى غالباً أن في الشر روحاً من الخير وفي الخطأ روحاً من الحقيقة ، ولذلك من الأجدى أن نقوم بفحص الآراء الدينية واضعين أمام نصب أعيننا البحث عن جوهرالحقيقة وراء الصورة المتغيرة في كثير من الديانات ، هذه الحقيقة التي أضفت على الدين قوته الملحة على روح الانسان ، ألا وهي البحث عن أصل الكون وأصل الانسان وكذلك غايته ومآله .

لكن الاشكال يكمن في أن كل نظرية حاولت تفسير ما سبق ذكره تسوقنا لأمور لا يمكن للعقل الانساني ادراكها ويقف حيالها عاجزاً لا يستطيع أن يفهم منها شيئاً ، فالملحد الذي ينكر وجود الاله يحاول أن يفكر بعالم قائم بذاته لم ينشأ عن علة وليس له بداية بينما الديني يقول بأن الله خلق العالم ،وهناك اشكال بالنظرتين فنحن لا نقدر على تخيل لانهائية في العلل وكذلك لا نقدر على تصور علة لا علة لها والديني لم يفعل شيئاً سوى أن أعاد المشكلة خطوة للوراء وجميع الآراء الدينية نعجز عن فهمها فهماً منطقياً ويقف على قدم المساواة مع الديانات جميع الآراء العلمية فهي كلها وراء الادارك العقلي .

ما هي المادة ؟ لقد قسمناها لذرات ثم وجدنا ضرورة لتقسيمها لذريرات ومن ثم لأجزاء اخرى أدق وهذا يسوقنا لمعضلة امكانية تقسيم المادة إلى ما لا نهاية له من الأجزاء وهذا أمر يصعب اداركه وفي المقابل هناك أيضاً صعوبة من قبول فكرة أن هناك حداً يقف عنده التقسيم .

هل يستطيع الجسم أن ينتقل من النقطة آ إلى النقطة ب قاطعاً بذلك القطعة المستقيمة آ.ب ... الجواب طبعاً نعم لأننا نقدر على ملاحظة ذلك بالعين المجردة لكن السؤال ألا يمكن تقسيم القطعة المستقيمة آ.ب إلى نقاط لا نهائية وذلك متفق عليه رياضياً ، اذاً كيف قطع الجسم س بزمان نهائي عدد لانهائي من النقط...

وفي حال انتقلنا للعقل والشعور لصادفنا ألغازاً أشد حيرة فهل العقل مادة مع أننا لا نقدر على ادراك المادة إلا من خلاله ... ويمكن القول باختصار بأن العقل يدرك بسرعة مدى عظمته ومدى تفاهته في آنٍ واحد ... قوته في تناول كل ما يدخل في نطاق التجربة وعجزه عن تناول ما يخرج عن نطاق التجربة ويتجاوزها ومن ضمن ذلك حقيقة طبيعة الأشياء النهائية ولهذا فاللادرية هي أكثر الفلسفات أمانة ومصداقية .

والسبب الرئيسي لهذا الغموض هو نسبية جميع أنواع المعرفة ، اذ ليس هناك من فكرة يمكن التعبير عنها بأكثر من نسب تقريبية فقد أعُد العقل البشري لكي يفهم ظواهر الأشياء ، وعندما نحاول استخدام هذا العقل في فهم ما وراء الظواهر فإننا نزج أنفسنا في عبث لا طائل منه ، ومع ذلك فإن هناك شئ وراء هذه الظواهر ، وهو شئ نهائي ومطلق . ((عندما نراقب أفكارنا نرى أنه من المستحيل التخلص من الشعور بوجود حقيقة كامنة وراء الظواهر ، وكيف يترتب من هذه الاستحالة ايماننا القوي الذي لا يتزعزع في وجود هذه الحقيقة)) "سبنسر" ...لكن ما هي هذه الحقيقة ؟ لن نستطيع أن نعرف ...

وعلى هذا الأساس من وجهة النظر يصبح التوفيق بين العلم والدين أمراً هيناً وميسوراً ((فالحقيقة عادة تقع في تنسيق الآراء المتخاصمة والمتضادة)) "هيغل" .. ولذلك فعلى العلم أن يعترف بأن قوانينه تنطبق فقط على ظاهر الأشياء والأمور النسبية ، وليعترف الدين بأن لاهوته خرافة لتبرير ايمان يتنافى مع أمانة العقل وصدقه مع ذاته ، وليكف عن تصوير الله بشكل انسانٍ خارق ، والأسوء في تصويره بالشكل القاسي الغادر والمتعطش لسفك الدماء والمحب لنفاق ورياء البشر وبقية المخلوقات ، وليتوقف العلم عن انكار وجود الاله أو التسليم بالمادية وكأنها أضحت قضية مسلمة ، فكلى العقل والمادة ظواهر نسبية ، وهما معلول مزدوج لعلة نهائية مجهولة وينبغي أن تبقى على هذا النحو ، فالعقل البشري المحدود لن يقدر في النهاية على ادراك "الاله" اللامحدود ...

ري مي
19/08/2006, 01:05
كل شي نسبي بهالحياة ما في شي مطلق
الايمان نسبي
الجمال نسبي
الصح والغلط :نسبيان بيختلفو من شخص لاخر وبيختلفو بالشخص نفسه مع مرور الوقت
والحقيقة اكتر شي نسبي بهالدني
لا يوجد حقيقة مطلقة بسبب اختلاف الزمن والزاوية التي ينظر من خلالها الناس للحقيقة

الطفل الحر
20/08/2006, 10:26
مساحه رائعه ومميزه وعميقه تشكر عليها اخوي Slayer


صحيح كثير مما نراه في الواقع ليس حقيقيا

ففي الحقائق الماديه والملموسه

يخدعنا الحديد في ملمسه فنشعر انه صلب متراص بلى فراغات

بينما في الحقيقه النسبيه هو عباره عن ذرات منثوره في فراغ مخلخل

وبين الذره واختها كما بين النجوم بالنسبه والتناسب

كذلـــــــــــــــــك

فنحن ننظر الى السماء على انها فوق والارض على انها تحت

مع انه لايوجد فوق ولا تحت بما ان الكون متغير ومتحرك ولا يوجد

فيه نقطه ثابته


حتى صقيع القطبين الذي نظن انه غايه في البروده هو بالنسبه لبرودة

اعماق الفضاء جحيم ملتهب



صدقت اخي حتى عقولنا تزين علينا عواطفنا فنظن ان حب المجد
يدفعنا والحقيقه انه الغرور وحب الذات

لذلك

من ذا الذي في هذا الوجود وذاك العدم من الخلق يستطيع

ان يقول لقد ادركت الحقيقه ؟

والاقل من ذلك من الذي يجرؤ ان يقول انه عرف نفسه ؟

ليس من باب التواضع ان يصل الانسان لمفهوم (( لااعلم )) (( لاادري ))

ومع هذا تجد المتطرفين في كل فكره وفي كل معتقد وفي كل دين

وحتى من يعبد الصدفه والفوضى والعدميه والارتقاء يجهل في احيانا كثيره

ويشعر انه يملك الحقيقه ويتطرف ويقسو على من يتهمهم بالجهل
وعدم المعرفه


متى نعرف انا لانعرف

اكرر شكري لك

دمت بحب

Slayer
22/08/2006, 01:32
العزيز "الطفل الصغير" أشكرك بشدة على هذه الاضافة القيمة لكن عندي تعقيب بسيط فأنت تقول:

والاقل من ذلك من الذي يجرؤ ان يقول انه عرف نفسه ؟

ليس من باب التواضع ان يصل الانسان لمفهوم (( لااعلم )) (( لاادري ))

ومع هذا تجد المتطرفين في كل فكره وفي كل معتقد وفي كل دين

وحتى من يعبد الصدفه والفوضى والعدميه والارتقاء يجهل في احيانا كثيره

ويشعر انه يملك الحقيقه ويتطرف ويقسو على من يتهمهم بالجهل
وعدم المعرفه


متى نعرف انا لانعرف

عزيزي أغلب البشر لا يقبلون بنسبية الحقائق والجميع يبحثون عن قاعدة دغمائية يؤسسون عليها وجودهم واللادرية والشك لا تودي بالانسان إلا إلى العدمية ... ومن نفسي لا أحب اللادرية وأفضل عليها الالوهية اللادينية وإن كنت أعلم عقلانياً أن ما أؤمن به ليس أكثر من حقائق أرغب في الوصول اليها لكن بالطبع لم أصل بعد ...

جزيل الشكر لك :hart:


العزيزة "ري مي"

كل شي نسبي بهالحياة ما في شي مطلق
الايمان نسبي
الجمال نسبي
الصح والغلط :نسبيان بيختلفو من شخص لاخر وبيختلفو بالشخص نفسه مع مرور الوقت
والحقيقة اكتر شي نسبي بهالدني
لا يوجد حقيقة مطلقة بسبب اختلاف الزمن والزاوية التي ينظر من خلالها الناس للحقيقة

أشكرك على المرور وأطيب التحيات لك:D