Danito
18/08/2006, 23:34
بعيدا عن العواطف و المشاعر الجياشة، يتم تناول هذا الموضوع.
في مقالة للكاتب الأميركي جورج ساندرلند بعنوان "كونغرسنا الفيشي" Our Vichy Congress بإشارة منه إلى مشابهة الكونغرس لحكومة فيشي الفرنسية (الجمهورية الثالثة) و التي وصمت بولائها للألمان و فسادها و التي وصمت إيضا بالإنهزامية و الإنحطاط و أدت إلى سقوط الجمهورية الثالثة، يستخدم ساندرلند الوقائع التاريخية ليسقطها على ولاء أعضاء الكونغرس المزدوج للولايات المتحدة و لإسرائيل و خضوعهم للوبي الصهيوني الذي يغدق المال بكرم منقطع النظير على الأبواق الداعمة و يقطعه عن المناوئين أو المعارضين لإسرائيل بغض النظر عن محتوى برنامجهم على المستوى الداخلي الأميركي و حتى على المستوى الخارجي، و هو يصف القرار الأميركي بالخضوع لرغبات اللوبيات إلى آخر المقال
بإسقاط طرح الكاتب على واقع المنطقة، يتبادر إلى الذهن مجموعة من الأسئلة:
هل ولاء حزب الله لأيران فعلا؟ على فرض ارتباط حزب الله بإيران و سوريا فهل هو فعلا ينفذ أجندة هاتين الدولتين؟ أين تكمن الولاءات المزدوجة في لبنان؟ و في المنطقة بشكل عام؟
باعتقادي الشخصي، فإن هناك ولاءات مزدوجة تتجاوز الولاء الوطني و القومي في المنطقة و لنحددها كما يلي:
ولاءات لأجندات خارجية: الطبقة السياسية في لبنان و من خلال تحييدها للدور الجيش في المعركة، محاولة القاء اللوم على حزب الله، المسارعة بالمطالبة بنزع سلاح حزب الله مع أن الخطر الحقيقي يأتي من خلف الحدود و مع أن المطلب الحقيقي هو بناء استقرار و تأمين حالة وقف إطلاق نار دائم و حتى توقيع سلام بدلا من تعرية البلاد من آخر سلاح في وجه المد الإسرائيلي و ذلك من احساس بأن اسرائيل تعهدت ضمنيا بعدم ضرب مناطق الطوائف غير الشيعية، و هي اسطورة فارغة حيث ان الدمار لحق بلبنان أكمله اقتصاديا و بيئيا و إنسانيا. كما تغلب ضيق النظر على أجندات الكثير من السياسيين الذين يعتبرون انتصار حزب الله هزيمة سياسية لهم.
من جهة أخرى، النظام المصري و الملكية الأردنية أظهروا ولاء بامتياز للقوة العظمى، و هي مراهنة قد تفسر على خلفية قراءة الواقع و اتخاذ قرارات "شجاعة" و يمكن اعتبارها مقامرة سياسية تتجاوز كل الاعتبارات الاخلاقية (مع ان اجتماع كلمة اخلاقية و سياسية في نفس الجملة هو ضرب من المراهقة السياسية) و يمكن الاستعاضة عنها بعبارة تجاوز كل الاعتبارات الشعبية.
ولاءات لاعتبارات طائفية: و تتمثل بمواقف الدول التي توجست و هاجمت حزب الله على خلفية انتماءه الطائفي و الدعم الإيراني، و هنا يبرز موقف السعودية و الذي لم يكن جديد في هذا السياق، فعلو صوت وزير الخارجية السعودي و اعتراضه على النفوذ الإيراني المتزايد في العراق و الذي أتى على خلفية معلومات استخباراتية، و هنا يبرز سؤال كبير: و هو للسعودية فعلا نشاط استخباراتي في العراق؟ أم أنها ثمرة "تعاون" الأجهزة الأمنية الأميركية السعودية؟ في هذا السياق هل من الممكن التفكير بمحاولات أميركية لخلق شقاق بين السعودية و إيران أو توسيعه؟ بهدف خلط أوراق اللعبة؟ و في نفس السياق آلا يدخل تعليق السعودية على حزب الله في بداية الحرب؟ العبرة : هي محدودية في الرؤية السياسية للنظام السعودي تضعه بخانة ضيقة و تفتت الصف الإفليمي و تعزز النعرات على المستوى المحلي و الإقليمي، متجاوزة بذلك التحالف مع لاعب مهم بالمنطقة لتناصبه العداء متيحة لاسرائيل و اميركا استكمال اللعبة الإعلامية و حصد ثمار سياسة فرق تسد
ولاءات لمصالح ذاتية: و هي ما وجدناها في حكومة الحرب الإسرائيلية (بيع محفظة الأسهم، الحصول على رشوة مبطنة، فضيحة تحرش جنسي..) و هي تظهر ارتكان المسؤولين الإسرائيليين إلى مسلمة تفوقهم بدل من العمل المنهجي
في مقالة للكاتب الأميركي جورج ساندرلند بعنوان "كونغرسنا الفيشي" Our Vichy Congress بإشارة منه إلى مشابهة الكونغرس لحكومة فيشي الفرنسية (الجمهورية الثالثة) و التي وصمت بولائها للألمان و فسادها و التي وصمت إيضا بالإنهزامية و الإنحطاط و أدت إلى سقوط الجمهورية الثالثة، يستخدم ساندرلند الوقائع التاريخية ليسقطها على ولاء أعضاء الكونغرس المزدوج للولايات المتحدة و لإسرائيل و خضوعهم للوبي الصهيوني الذي يغدق المال بكرم منقطع النظير على الأبواق الداعمة و يقطعه عن المناوئين أو المعارضين لإسرائيل بغض النظر عن محتوى برنامجهم على المستوى الداخلي الأميركي و حتى على المستوى الخارجي، و هو يصف القرار الأميركي بالخضوع لرغبات اللوبيات إلى آخر المقال
بإسقاط طرح الكاتب على واقع المنطقة، يتبادر إلى الذهن مجموعة من الأسئلة:
هل ولاء حزب الله لأيران فعلا؟ على فرض ارتباط حزب الله بإيران و سوريا فهل هو فعلا ينفذ أجندة هاتين الدولتين؟ أين تكمن الولاءات المزدوجة في لبنان؟ و في المنطقة بشكل عام؟
باعتقادي الشخصي، فإن هناك ولاءات مزدوجة تتجاوز الولاء الوطني و القومي في المنطقة و لنحددها كما يلي:
ولاءات لأجندات خارجية: الطبقة السياسية في لبنان و من خلال تحييدها للدور الجيش في المعركة، محاولة القاء اللوم على حزب الله، المسارعة بالمطالبة بنزع سلاح حزب الله مع أن الخطر الحقيقي يأتي من خلف الحدود و مع أن المطلب الحقيقي هو بناء استقرار و تأمين حالة وقف إطلاق نار دائم و حتى توقيع سلام بدلا من تعرية البلاد من آخر سلاح في وجه المد الإسرائيلي و ذلك من احساس بأن اسرائيل تعهدت ضمنيا بعدم ضرب مناطق الطوائف غير الشيعية، و هي اسطورة فارغة حيث ان الدمار لحق بلبنان أكمله اقتصاديا و بيئيا و إنسانيا. كما تغلب ضيق النظر على أجندات الكثير من السياسيين الذين يعتبرون انتصار حزب الله هزيمة سياسية لهم.
من جهة أخرى، النظام المصري و الملكية الأردنية أظهروا ولاء بامتياز للقوة العظمى، و هي مراهنة قد تفسر على خلفية قراءة الواقع و اتخاذ قرارات "شجاعة" و يمكن اعتبارها مقامرة سياسية تتجاوز كل الاعتبارات الاخلاقية (مع ان اجتماع كلمة اخلاقية و سياسية في نفس الجملة هو ضرب من المراهقة السياسية) و يمكن الاستعاضة عنها بعبارة تجاوز كل الاعتبارات الشعبية.
ولاءات لاعتبارات طائفية: و تتمثل بمواقف الدول التي توجست و هاجمت حزب الله على خلفية انتماءه الطائفي و الدعم الإيراني، و هنا يبرز موقف السعودية و الذي لم يكن جديد في هذا السياق، فعلو صوت وزير الخارجية السعودي و اعتراضه على النفوذ الإيراني المتزايد في العراق و الذي أتى على خلفية معلومات استخباراتية، و هنا يبرز سؤال كبير: و هو للسعودية فعلا نشاط استخباراتي في العراق؟ أم أنها ثمرة "تعاون" الأجهزة الأمنية الأميركية السعودية؟ في هذا السياق هل من الممكن التفكير بمحاولات أميركية لخلق شقاق بين السعودية و إيران أو توسيعه؟ بهدف خلط أوراق اللعبة؟ و في نفس السياق آلا يدخل تعليق السعودية على حزب الله في بداية الحرب؟ العبرة : هي محدودية في الرؤية السياسية للنظام السعودي تضعه بخانة ضيقة و تفتت الصف الإفليمي و تعزز النعرات على المستوى المحلي و الإقليمي، متجاوزة بذلك التحالف مع لاعب مهم بالمنطقة لتناصبه العداء متيحة لاسرائيل و اميركا استكمال اللعبة الإعلامية و حصد ثمار سياسة فرق تسد
ولاءات لمصالح ذاتية: و هي ما وجدناها في حكومة الحرب الإسرائيلية (بيع محفظة الأسهم، الحصول على رشوة مبطنة، فضيحة تحرش جنسي..) و هي تظهر ارتكان المسؤولين الإسرائيليين إلى مسلمة تفوقهم بدل من العمل المنهجي