jameel152
16/08/2006, 23:15
بذور الحكمة
من بذور الحكمة
جميل جرعتلي
يحكى أن ملكاً لديه ثلاثة أبناء يمتلكون كل صفات الشجاعة والذكاء..عزم الملك أن يولي أحد أبنائه الحكم فسأل أحد الحكماء النصيحة فأعطاه فكرة تبين من خلالها أشجع الأبناء وأذكاهم .
أجتمع الملك مع أبنائه وأعطى كل منهم كيسا من بذور للأزهار و قال لهم أنه ينوي أن يغادر البلاد مسافراً ليؤدي فريضة الحج وقد يستغرق ذلك مدة طويلة قد تصل إلي سنة أو سنتين أو أكثر، وطلب منهم أن يحتفظوا بالبذور سليمة حتى يرجع!! .
أخذها الابن الأول وخبأها في صندوق حديدي ظنا منه أنه مكان آمن يحفظ به البذور حتى يرجع والده!!
أما الأبن الثاني فأخذ يتأمل البذور ويفكر قائلاً في نفسه إن خبأتها مثل ما فعل أخي سوف تجف وتموت!! لذا قرر أن يذهب إلى السوق ليبيعها و يحتفظ بثمنها ثم يشترى غيرها عندما يرجع والده!
أما الابن الثالث فأخذ البذور و نثرها في كل أرجاء الحديقة... وبعد فترة... أزهرت و حصدت أجمل الزهور ناشرة أريج من أطيب العطور.
عندما رجع الأب من رحلته سأل الابن الأول عن البذور !! فسلمه بذور جافة ذات رائحة نتنة ذابلة!! أحبط الأب وقال له إنها بذور يمكن من خلالها أن تشم العطور وليست رائحة نتنة !!
ثم ذهب الملك إلى أبنه الثاني الذي سلمه بذور طازجة غير ميتة!! قال له الملك إنك أفضل من أخيك ! ولكن هذا العمل يمكن أن يكون أفضل!!
عندما توجه إلى الابن الثالث ، أخذ والده إلى حديقة مليئة بالزهور ذات ألوان زاهية جميلة ذات عطر منتشر في الهواء تشعر من يقف أمامها بالفرح والسرور .
قال الابن لوالده هذه بذورك قد تحولت إلى زهور ملئت المكان بالجمال والعطور، سوف أسترجع لك بذورك عندما يأتي فصل الحصاد.
فرح الأب كثيرا وقال أنت الابن الجدير أن يكون من بعدي خليفا وراعيا للبلاد....لقد عرفت كيف تستثمر الزهور وتحولها إلى نباتات حية مليئة بالجمال والحياة ،إنك قادرا أن تحكم البلاد بكل حنكة وحكمة.
لقد علق أوشو على ذلك قائلاً:
إن البذور صلبة مثل الحجر مخبئة بأمان أسفل التربة ،ولكن عندما تنموا وتكبر ثم تتحول إلى زهور قد تصادف ألف خطر وخطر!! ليست كل بذور الزهور يمكنها أن ترتفع أغصانها و تزهر!!
القليل من البشر يمكنهم أن يقوموا مثل ما قام به الأبن الثاني والقليل من هؤلاء يمكنهم أن ينجزوا ما أنجزه الأبن الثالث عندما حول البذور إلى زهور !
لماذا لم يستطيع معظم الناس أن يحققوا و يحرزوا ما أنجزه الابن الثالث الذي حول البذور إلى زهور؟؟! السبب هو... الجشع ... و البخل... الذي يسكن في نفوسهم!! إنهم غير مستعدين أن يشاركوا بما يملكون من مال وعطاء للآخرين ...بسبب ما تحمله قلوبهم من مشاعر الكره والحقد على الآخرين !!
إن بذرة الشجاعة مطلوبة لتصبح غرسة.
والحب مطلوب ليتحول إلى زهرة!
والزهرة تعني ...الشجرة التي تنشر أوراقها وزهورها و أريجها واهبة روحها و كيانها كله ... في سبيل تطور الحياة و الإنسانية!!
يجب عليك أن ....
لا تبقى مجرد بذرة بل
أحصد الشجاعة....
شجاعة في نكران الذات.
شجاعة في إسقاط سندات الأموال.
شجاعة في مواجهة الفقر و الحرمان.
من بذور الحكمة
جميل جرعتلي
يحكى أن ملكاً لديه ثلاثة أبناء يمتلكون كل صفات الشجاعة والذكاء..عزم الملك أن يولي أحد أبنائه الحكم فسأل أحد الحكماء النصيحة فأعطاه فكرة تبين من خلالها أشجع الأبناء وأذكاهم .
أجتمع الملك مع أبنائه وأعطى كل منهم كيسا من بذور للأزهار و قال لهم أنه ينوي أن يغادر البلاد مسافراً ليؤدي فريضة الحج وقد يستغرق ذلك مدة طويلة قد تصل إلي سنة أو سنتين أو أكثر، وطلب منهم أن يحتفظوا بالبذور سليمة حتى يرجع!! .
أخذها الابن الأول وخبأها في صندوق حديدي ظنا منه أنه مكان آمن يحفظ به البذور حتى يرجع والده!!
أما الأبن الثاني فأخذ يتأمل البذور ويفكر قائلاً في نفسه إن خبأتها مثل ما فعل أخي سوف تجف وتموت!! لذا قرر أن يذهب إلى السوق ليبيعها و يحتفظ بثمنها ثم يشترى غيرها عندما يرجع والده!
أما الابن الثالث فأخذ البذور و نثرها في كل أرجاء الحديقة... وبعد فترة... أزهرت و حصدت أجمل الزهور ناشرة أريج من أطيب العطور.
عندما رجع الأب من رحلته سأل الابن الأول عن البذور !! فسلمه بذور جافة ذات رائحة نتنة ذابلة!! أحبط الأب وقال له إنها بذور يمكن من خلالها أن تشم العطور وليست رائحة نتنة !!
ثم ذهب الملك إلى أبنه الثاني الذي سلمه بذور طازجة غير ميتة!! قال له الملك إنك أفضل من أخيك ! ولكن هذا العمل يمكن أن يكون أفضل!!
عندما توجه إلى الابن الثالث ، أخذ والده إلى حديقة مليئة بالزهور ذات ألوان زاهية جميلة ذات عطر منتشر في الهواء تشعر من يقف أمامها بالفرح والسرور .
قال الابن لوالده هذه بذورك قد تحولت إلى زهور ملئت المكان بالجمال والعطور، سوف أسترجع لك بذورك عندما يأتي فصل الحصاد.
فرح الأب كثيرا وقال أنت الابن الجدير أن يكون من بعدي خليفا وراعيا للبلاد....لقد عرفت كيف تستثمر الزهور وتحولها إلى نباتات حية مليئة بالجمال والحياة ،إنك قادرا أن تحكم البلاد بكل حنكة وحكمة.
لقد علق أوشو على ذلك قائلاً:
إن البذور صلبة مثل الحجر مخبئة بأمان أسفل التربة ،ولكن عندما تنموا وتكبر ثم تتحول إلى زهور قد تصادف ألف خطر وخطر!! ليست كل بذور الزهور يمكنها أن ترتفع أغصانها و تزهر!!
القليل من البشر يمكنهم أن يقوموا مثل ما قام به الأبن الثاني والقليل من هؤلاء يمكنهم أن ينجزوا ما أنجزه الأبن الثالث عندما حول البذور إلى زهور !
لماذا لم يستطيع معظم الناس أن يحققوا و يحرزوا ما أنجزه الابن الثالث الذي حول البذور إلى زهور؟؟! السبب هو... الجشع ... و البخل... الذي يسكن في نفوسهم!! إنهم غير مستعدين أن يشاركوا بما يملكون من مال وعطاء للآخرين ...بسبب ما تحمله قلوبهم من مشاعر الكره والحقد على الآخرين !!
إن بذرة الشجاعة مطلوبة لتصبح غرسة.
والحب مطلوب ليتحول إلى زهرة!
والزهرة تعني ...الشجرة التي تنشر أوراقها وزهورها و أريجها واهبة روحها و كيانها كله ... في سبيل تطور الحياة و الإنسانية!!
يجب عليك أن ....
لا تبقى مجرد بذرة بل
أحصد الشجاعة....
شجاعة في نكران الذات.
شجاعة في إسقاط سندات الأموال.
شجاعة في مواجهة الفقر و الحرمان.