محمد سنجر
16/08/2006, 19:20
حلقة رقم 2 من قاطعوا ( 12 صورة x ) نزف قلم :محمد سنجر صورة رقم (1)
: ما بك ؟
حاولت الثبات أمام نظراته الثاقبة
متجها إليه حيث كان يجلس برفقة بعض الأصدقاء
دنوت منه على حذر ، كنت وقتها ابن الثامنة
سألني بصوته الأجش
: نعم ، ما هو الأمر الخطير الذي أتي بك إلينا ؟
جاوب
( رأيت علامات الاستفهام تدور بداخل عينيه )
وقتها كان الأمر بالنسبة لي خطير جدا ، لا يمكن السكوت عنه
: الأمر خطير يا أبي
: ماذا هنالك يا ولد ؟
: ابن العمدة دهس طفلا بفرسهم الأسود
( عندها خلع قناعه الأبوي و ظهر بوجهه الحقيقي
ليس غريبا عني هذا الوجه
كثيرا ما رأيت هذا الوجه السلبي عند الضرورة
قال لي مرة أنه رأى وجه جدي الحقيقي
عندما دخل الانجليز مصر
أعتقد أن جدي أيضا رأى وجه أباه السلبي
عندما دخل الفرنسيون رشيد
عندها التفت إلي صارخا )
: و مالنا نحن و ما حدث ؟
: كيف يا أبي و أنا الشاهد الوحيد على ما جرى ؟
: من تظن نفسك ؟
كلمة واحدة لا أكررها
لا دخل لك بهذا الموضوع ، هيا
هيا ادخل و اخلع عنك هذا القناع
إياك أن تخرج من الدار
ابن بارم ذيله حضرتك ؟
في الليل بصرت أبي يهديني أساور من ذهب ألبسني إياها حول معصمي
صورة رقم (2)
كنت وقتها ابن الثانية عشر
وجدت عمي عبد الجبار واقفا أمامي
بنفس الوجه
نازعا عنه قناع العمومة
ـ يبدو أن أبي لم يكن الوحيد الذي له نفس الوجه ـ
كفه المرفوعة حجبت عن عيني الشمس
هوى بها على قناعي
أخذتني دوامات النسيان للحظات
أفقت على صرخاته المدوية
: مالك أنت ؟
ألا يوجد غيرك في هذه البلدة ؟
من تظن نفسك ؟
: يا عمي لقد رأيت أولاد عوضين و هم يشعلون النار في المحص.....
( قطع كلامي صفعته الثانية )
: و ما دخلك أنت ؟
هيا و إياك أن أراك تقحم نفسك فيما لا شأن لك به
هيـــــــــــــــا
في هذه الليلة كافأني بمزيد من الأساور
صورة رقم (3)
محمولا أنا على الأعناق و أنا ابن السادسة عشر
أهتف صارخا
و آلاف من أقراني طلاب المدارس يرددون ورائي
: خيبر خيبر يا يهود
جيش محمد سوف يعود
( قوات من العسكر في المواجهة
غلقت كل السبل أمامنا )
( و إذا بقائدهم نازعا قناع الإنسانية
عندها أيقنت باستحالة التقدم
صم آذاننا صراخه من خلال بوقه )
: مالكم أنتم و السياسة ؟
إما أن تعودوا ، و إما الويل لكم
ما لبث العسكر بعدها بنزع أقنعتهم
لف المكان دخانهم الذي سالت له الدموع
عندها اختلط الحابل بالنابل
في المساء انهالت علي أساورهم تتشابك من حولي لتملأ غرفتي الحزينة عندها بصرت عصفوري الحزين داخل قفصه الذهبي
حاولت أن أبعث إليه من خلال عيوني الحزينة رسالة مشاركة بالانكسار
و لأول مرة ابتسم عصفوري ابتسامة شماتة و كأنه كان ينتظرها
و فارق الحياة الرخيصة
صورة رقم ( 4)
وجدتني ابن الثامنة عشر
أتحسس قاعدة الكرسي الذهبي الوثيرة تحتي
مغزولة بجدائل أخواتي المغتصبات بالبوسنة و الهرسك
أخواتي بالشيشان و أفغانستان أخواتي بالصومال
جالس أنا دون حراك تلفني سلاسلي الذهبية
أنعم بكل ما يجود علي به الأمريكان
من أجهزة تكييف و مبردات
مأكولات ، لحوم ، أجبان ، فاكهة ، عصائر
مياه غازية ، مياه معدنية
ألمح بين صفحات التلفاز الذي أنعم علي به الأوربيون
نسوة تنتهك أعراضهن لا لشيء إلا لأنهن يتمتمن بين صدورهن
( لا إله إلا الله محمد رسول الله)
أهم بالوقوف تحول دون تقدمي السلاسل التي ضربت حولي منذ الصغر
( عندها جاءني صوت معلمي بالمدرسة بوجهه الحقيقي
بعدما نزع قناع المعلم )
: كانت أمك أو أختك أو زوجتك ؟
ما شأنك أنت ؟
مصلح الكون أنت ؟
كافأني ببعض الحلقات الذهبية كالعادة
صورة رقم ( 5 )
مكبل أنا بهذه الحلقات الذهبية إلى هذا الكرسي
المصنوع من عظام إخواني بفلسطين
تزينه فقرات ظهور إخواني بالجولان ، أخواتي بلبنان
أحاول استجلاب دموعي
يجيبني الجفاف
: من أين لك بالدموع و قد غوروا منابعها منذ سنين ؟
أنظر إلى مرآتي الوردية التي أهدانيها المحتلون
مطعمة بعيون أخواني الشهداء
لا ألمح إلا شيخا طاعنا في السن
برغم أنني ابن الثانية و العشرين
أحاول أن أشغل تفكيري
أقلب صفحات التلفاز
ألمح على صفحاته أشلاء شيخ مقعد
مزقته الطائرات العسكرية إربا إربا
كان كعادته يأبى إلا أن يذهب و لو محمولا لصلاة الفجر
أحاول التخلص من سلاسلي
( يأتيني صوت أستاذنا بالجامعة بعد أن خلع قناعه )
: ما لك أنت و ماله ؟
كان أباك أو عمك أو خالك ؟
كافأني في المساء كعادته
صورة رقم (6)
تتهادى إلي طاولة سيقانها عظام إخواني بالعراق
ألمح بين صفحات التلفاز
آثار القنابل العنقودية و اليورانيوم المخضب
أطفال لبنان بعضهم بلا رؤوس
و كثير بلا أطراف
جثث تملأ الكون من حولي
أهم بالوقوف أحاول كسر السلاسل التي تتزايد بمرور الوقت
( صم مسامعي عنوة نفس الصوت)
:سبحانك يا رب
و الله نحن في نعمة
أترى ما يحدث للعالم من حولنا ؟
أما نحن فلقد أنعم الله علينا بالأمن و الأمان
صورة رقم (7)
أبصر الدم يصبغ التفاح الأمريكاني على الطاولة
أرى برجرهم معجون بلحوم أحباب رسول الله
من قالوا : لا
كلما أكلت أحس بسلاميات أصابع أطفال الشرفاء
تتكسر تتفتت بين أضراسي الذهبية
أتحسس وجهي فلا أجد من قناعي ما تبقى
يبدو أنني التهمت حتى القناع
غدا سأطلب منهم قناعا بدل فاقد
أحاول أن أشغل سمعي
يأتيني صوت شاكيرا ينسيني هذه النفس الأمارة
أحاول النسيان
أرفع إحدى زجاجات الكولا
فلا أبصر إلا دماء الشرفاء من أمته ( صلى الله عليه و سلم )
مختلطة بالماء البارد
أحاول العبث ب (الرموت كنترول )
أقلب صفحات التلفاز
ترعبني صور أطفال إفريقيا
عظام دقيقة تكسوها طبقة رقيقة شفافة من الجلد
أحاول التخلص من سلاسلي
( يأتيني الصوت من أفواه تتجشأ شبعا )
: من ملك قوت يومه فلقد ملك الدنيا
ما بالك نحن ؟
ملكنا قوت سنين طويلة
ف و الله
لو أننا ظللنا نأكل ليل نهار ما نقص مما نخزنه شيئا
ها ها ها هي هي هي هو هو هو
نصيحة لك ؟
لا دخل لك بهذا
يجب أن تحافظ على لقمة العيش
فمن أين ستطعم أولادك ؟
ألم أقل لك أننا بنعمة يحسدنا عليها الكثيرون
يتجشأ في وجهي
يطلق تجاهي موجات من رائحة بطنه العفنة
و لأنني لم أحرك ساكنا
في المساء كافأني
صورة رقم (8)
استيقظت من نومي يوما على أصوات
لم أكتشف مصدرها بادئ الأمر
خيل إلى أنه التلفاز
يبدو أنه فيلم أجنبي من أفلام ( الأكشن )
لكن الصوت كان آتيا من خارج الدار
نظرت خلال النافذة بقربي
و لأول مرة أرى فيلما ثلاثي الأبعد
وجدت جنودا يقطعون الشارع ذهابا و إيابا
بياضهم الكالح أثار في نفسي اشمئزازا
اقشعر بدني لرؤيتهم و كأن صرصارا يتجول فوق شفتاي
أحاول فهم طلاسمهم فلا أستطيع
هممت بالنهوض
( أتاني صوته كالعادة من خلف القناع )
: و أنت ما لك ؟ هل دخلوا دارنا ؟
هل تحرش بنا أحدهم ؟
أنظر إليهم
اللــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــه
لم أر في حياتي من يفوقهم قوة و نظافة و التزام
أعدك بمكافأة منهم في المساء
صورة رقم ( 9)
صراخ ( أم علي ) جارتنا تحرش بمسامعي
صم أذني دوي طلقات نارية
حاولت التخلص من سلاسلي
( همس بأذني )
: مالنا و مالهم ؟
أكيد (أبو علي) عمل فيها أبو علي و تهجم عليهم
طوال عمره يظن نفسه بطلا
ألم تر كيف كان يختال في مشيته ؟
صورة رقم (10)
سمعت صوت أخي الصغير بالغرفة المجاورة يصرخ
هممت بالنهوض
( أتاني همسه خافتا)
: هذا الولد قليل الأدب
أكيد غلطان ، أكيد سبهم
أنت أكثر العارفين بقلة أدبه
صورة رقم (11)
تحطم الباب نتيجة ركلات أرجلهم
دخلت علينا جحافل البيض منهم
هممت بالنهوض
همس هامسا
: طالما لم يجرحوا مشاعرنا بكلمة
فلهم علينا حق الضيافة
صورة رقم (12)
وجدت رأسه مفصولة عن جسده
سقطت بين يدي
اندفعت الدماء ساخنة تغسل وجهي
تحسست القناع الذي كان لابسه
نزعته
ونزعت قناعي عن وجهي السلبي
دنوت هامسا بأذنه
: معك حق
ما لي أنا و ما لك
أكيد أنت جرحت مشاعرهم بنظراتك
أعرفك جيدا و أعرف نظراتك الجارحة
و طالما لم يمسسني أنا أحد منهم بسوء
فلا دخل لي بهم
أحسست بألم بظهري
خرج على إثره سكين لامع من بين ضلوعي
لم يتلوث كالعادة
فمنابع الدماء جفت بجسدي منذ سنين
نزف من قلم : محمد عبد المحسن سنجر
النازف بالألم العربي
: ما بك ؟
حاولت الثبات أمام نظراته الثاقبة
متجها إليه حيث كان يجلس برفقة بعض الأصدقاء
دنوت منه على حذر ، كنت وقتها ابن الثامنة
سألني بصوته الأجش
: نعم ، ما هو الأمر الخطير الذي أتي بك إلينا ؟
جاوب
( رأيت علامات الاستفهام تدور بداخل عينيه )
وقتها كان الأمر بالنسبة لي خطير جدا ، لا يمكن السكوت عنه
: الأمر خطير يا أبي
: ماذا هنالك يا ولد ؟
: ابن العمدة دهس طفلا بفرسهم الأسود
( عندها خلع قناعه الأبوي و ظهر بوجهه الحقيقي
ليس غريبا عني هذا الوجه
كثيرا ما رأيت هذا الوجه السلبي عند الضرورة
قال لي مرة أنه رأى وجه جدي الحقيقي
عندما دخل الانجليز مصر
أعتقد أن جدي أيضا رأى وجه أباه السلبي
عندما دخل الفرنسيون رشيد
عندها التفت إلي صارخا )
: و مالنا نحن و ما حدث ؟
: كيف يا أبي و أنا الشاهد الوحيد على ما جرى ؟
: من تظن نفسك ؟
كلمة واحدة لا أكررها
لا دخل لك بهذا الموضوع ، هيا
هيا ادخل و اخلع عنك هذا القناع
إياك أن تخرج من الدار
ابن بارم ذيله حضرتك ؟
في الليل بصرت أبي يهديني أساور من ذهب ألبسني إياها حول معصمي
صورة رقم (2)
كنت وقتها ابن الثانية عشر
وجدت عمي عبد الجبار واقفا أمامي
بنفس الوجه
نازعا عنه قناع العمومة
ـ يبدو أن أبي لم يكن الوحيد الذي له نفس الوجه ـ
كفه المرفوعة حجبت عن عيني الشمس
هوى بها على قناعي
أخذتني دوامات النسيان للحظات
أفقت على صرخاته المدوية
: مالك أنت ؟
ألا يوجد غيرك في هذه البلدة ؟
من تظن نفسك ؟
: يا عمي لقد رأيت أولاد عوضين و هم يشعلون النار في المحص.....
( قطع كلامي صفعته الثانية )
: و ما دخلك أنت ؟
هيا و إياك أن أراك تقحم نفسك فيما لا شأن لك به
هيـــــــــــــــا
في هذه الليلة كافأني بمزيد من الأساور
صورة رقم (3)
محمولا أنا على الأعناق و أنا ابن السادسة عشر
أهتف صارخا
و آلاف من أقراني طلاب المدارس يرددون ورائي
: خيبر خيبر يا يهود
جيش محمد سوف يعود
( قوات من العسكر في المواجهة
غلقت كل السبل أمامنا )
( و إذا بقائدهم نازعا قناع الإنسانية
عندها أيقنت باستحالة التقدم
صم آذاننا صراخه من خلال بوقه )
: مالكم أنتم و السياسة ؟
إما أن تعودوا ، و إما الويل لكم
ما لبث العسكر بعدها بنزع أقنعتهم
لف المكان دخانهم الذي سالت له الدموع
عندها اختلط الحابل بالنابل
في المساء انهالت علي أساورهم تتشابك من حولي لتملأ غرفتي الحزينة عندها بصرت عصفوري الحزين داخل قفصه الذهبي
حاولت أن أبعث إليه من خلال عيوني الحزينة رسالة مشاركة بالانكسار
و لأول مرة ابتسم عصفوري ابتسامة شماتة و كأنه كان ينتظرها
و فارق الحياة الرخيصة
صورة رقم ( 4)
وجدتني ابن الثامنة عشر
أتحسس قاعدة الكرسي الذهبي الوثيرة تحتي
مغزولة بجدائل أخواتي المغتصبات بالبوسنة و الهرسك
أخواتي بالشيشان و أفغانستان أخواتي بالصومال
جالس أنا دون حراك تلفني سلاسلي الذهبية
أنعم بكل ما يجود علي به الأمريكان
من أجهزة تكييف و مبردات
مأكولات ، لحوم ، أجبان ، فاكهة ، عصائر
مياه غازية ، مياه معدنية
ألمح بين صفحات التلفاز الذي أنعم علي به الأوربيون
نسوة تنتهك أعراضهن لا لشيء إلا لأنهن يتمتمن بين صدورهن
( لا إله إلا الله محمد رسول الله)
أهم بالوقوف تحول دون تقدمي السلاسل التي ضربت حولي منذ الصغر
( عندها جاءني صوت معلمي بالمدرسة بوجهه الحقيقي
بعدما نزع قناع المعلم )
: كانت أمك أو أختك أو زوجتك ؟
ما شأنك أنت ؟
مصلح الكون أنت ؟
كافأني ببعض الحلقات الذهبية كالعادة
صورة رقم ( 5 )
مكبل أنا بهذه الحلقات الذهبية إلى هذا الكرسي
المصنوع من عظام إخواني بفلسطين
تزينه فقرات ظهور إخواني بالجولان ، أخواتي بلبنان
أحاول استجلاب دموعي
يجيبني الجفاف
: من أين لك بالدموع و قد غوروا منابعها منذ سنين ؟
أنظر إلى مرآتي الوردية التي أهدانيها المحتلون
مطعمة بعيون أخواني الشهداء
لا ألمح إلا شيخا طاعنا في السن
برغم أنني ابن الثانية و العشرين
أحاول أن أشغل تفكيري
أقلب صفحات التلفاز
ألمح على صفحاته أشلاء شيخ مقعد
مزقته الطائرات العسكرية إربا إربا
كان كعادته يأبى إلا أن يذهب و لو محمولا لصلاة الفجر
أحاول التخلص من سلاسلي
( يأتيني صوت أستاذنا بالجامعة بعد أن خلع قناعه )
: ما لك أنت و ماله ؟
كان أباك أو عمك أو خالك ؟
كافأني في المساء كعادته
صورة رقم (6)
تتهادى إلي طاولة سيقانها عظام إخواني بالعراق
ألمح بين صفحات التلفاز
آثار القنابل العنقودية و اليورانيوم المخضب
أطفال لبنان بعضهم بلا رؤوس
و كثير بلا أطراف
جثث تملأ الكون من حولي
أهم بالوقوف أحاول كسر السلاسل التي تتزايد بمرور الوقت
( صم مسامعي عنوة نفس الصوت)
:سبحانك يا رب
و الله نحن في نعمة
أترى ما يحدث للعالم من حولنا ؟
أما نحن فلقد أنعم الله علينا بالأمن و الأمان
صورة رقم (7)
أبصر الدم يصبغ التفاح الأمريكاني على الطاولة
أرى برجرهم معجون بلحوم أحباب رسول الله
من قالوا : لا
كلما أكلت أحس بسلاميات أصابع أطفال الشرفاء
تتكسر تتفتت بين أضراسي الذهبية
أتحسس وجهي فلا أجد من قناعي ما تبقى
يبدو أنني التهمت حتى القناع
غدا سأطلب منهم قناعا بدل فاقد
أحاول أن أشغل سمعي
يأتيني صوت شاكيرا ينسيني هذه النفس الأمارة
أحاول النسيان
أرفع إحدى زجاجات الكولا
فلا أبصر إلا دماء الشرفاء من أمته ( صلى الله عليه و سلم )
مختلطة بالماء البارد
أحاول العبث ب (الرموت كنترول )
أقلب صفحات التلفاز
ترعبني صور أطفال إفريقيا
عظام دقيقة تكسوها طبقة رقيقة شفافة من الجلد
أحاول التخلص من سلاسلي
( يأتيني الصوت من أفواه تتجشأ شبعا )
: من ملك قوت يومه فلقد ملك الدنيا
ما بالك نحن ؟
ملكنا قوت سنين طويلة
ف و الله
لو أننا ظللنا نأكل ليل نهار ما نقص مما نخزنه شيئا
ها ها ها هي هي هي هو هو هو
نصيحة لك ؟
لا دخل لك بهذا
يجب أن تحافظ على لقمة العيش
فمن أين ستطعم أولادك ؟
ألم أقل لك أننا بنعمة يحسدنا عليها الكثيرون
يتجشأ في وجهي
يطلق تجاهي موجات من رائحة بطنه العفنة
و لأنني لم أحرك ساكنا
في المساء كافأني
صورة رقم (8)
استيقظت من نومي يوما على أصوات
لم أكتشف مصدرها بادئ الأمر
خيل إلى أنه التلفاز
يبدو أنه فيلم أجنبي من أفلام ( الأكشن )
لكن الصوت كان آتيا من خارج الدار
نظرت خلال النافذة بقربي
و لأول مرة أرى فيلما ثلاثي الأبعد
وجدت جنودا يقطعون الشارع ذهابا و إيابا
بياضهم الكالح أثار في نفسي اشمئزازا
اقشعر بدني لرؤيتهم و كأن صرصارا يتجول فوق شفتاي
أحاول فهم طلاسمهم فلا أستطيع
هممت بالنهوض
( أتاني صوته كالعادة من خلف القناع )
: و أنت ما لك ؟ هل دخلوا دارنا ؟
هل تحرش بنا أحدهم ؟
أنظر إليهم
اللــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــه
لم أر في حياتي من يفوقهم قوة و نظافة و التزام
أعدك بمكافأة منهم في المساء
صورة رقم ( 9)
صراخ ( أم علي ) جارتنا تحرش بمسامعي
صم أذني دوي طلقات نارية
حاولت التخلص من سلاسلي
( همس بأذني )
: مالنا و مالهم ؟
أكيد (أبو علي) عمل فيها أبو علي و تهجم عليهم
طوال عمره يظن نفسه بطلا
ألم تر كيف كان يختال في مشيته ؟
صورة رقم (10)
سمعت صوت أخي الصغير بالغرفة المجاورة يصرخ
هممت بالنهوض
( أتاني همسه خافتا)
: هذا الولد قليل الأدب
أكيد غلطان ، أكيد سبهم
أنت أكثر العارفين بقلة أدبه
صورة رقم (11)
تحطم الباب نتيجة ركلات أرجلهم
دخلت علينا جحافل البيض منهم
هممت بالنهوض
همس هامسا
: طالما لم يجرحوا مشاعرنا بكلمة
فلهم علينا حق الضيافة
صورة رقم (12)
وجدت رأسه مفصولة عن جسده
سقطت بين يدي
اندفعت الدماء ساخنة تغسل وجهي
تحسست القناع الذي كان لابسه
نزعته
ونزعت قناعي عن وجهي السلبي
دنوت هامسا بأذنه
: معك حق
ما لي أنا و ما لك
أكيد أنت جرحت مشاعرهم بنظراتك
أعرفك جيدا و أعرف نظراتك الجارحة
و طالما لم يمسسني أنا أحد منهم بسوء
فلا دخل لي بهم
أحسست بألم بظهري
خرج على إثره سكين لامع من بين ضلوعي
لم يتلوث كالعادة
فمنابع الدماء جفت بجسدي منذ سنين
نزف من قلم : محمد عبد المحسن سنجر
النازف بالألم العربي