وائل 76
16/08/2006, 03:41
بقلم روبرت بارى
يوليو/تموز 24, 2006
فى الوقت الذى يجتمع فيه كل من جورج دبليو بوش ووزير الخارجية كوندوليزا رايس مع ممثلي أنظمةِ الخَطِّ القديمِ العربيةِ وبينما تَستمرُّ إسرائيل بقَصْف الأهدافِ في لبنان، فقد فسر هذا لنا بشكل متزايد وواضح لِماذا اراد زعيمَ القاعدةِ أسامة بن لادن ان يفوز جورج بوش بولايه ثانية كرئيس للولايات المتحدة ؟
في أكتوبر/تشرين الأولِ 29, 2004، قبل أربعة أيامِ فقط من الإنتخابات الأمريكية، حيث اخذ اسامه بن لادن المخاطرة فى كسر حاجز الصمت الذى دام فيما يقرب لعام حيث اصدر شريط فيديو ينتقد و يَشْجبُ فيه بوش. وَصلتْ وكالة المخابرات المركزيةُ بسرعة الى استنتاج يعد سريا بأنَّ بن لادن عَرفَ بأنّ شتيمتَه وشجبه المعادي لَبوش تَدْفعُ الناخبين الأمريكانَ الىدَعْم بوش لأربع سَنَواتِ أخرى كرئيس للولايات المتجده لفترة ثانيه.
إعترفَ مُحلّلوا وكالة المخابرات المركزيةِ بأنّ بن لادن رَأى ان سياساتَ بوش -فى معسكرِ سجنِ Guantanamo، وفضيحة أبو Ghraib وحرب العراق مجالا خصبا لخَلْق جيل جديد من المجاهدين المسلمين لjihadists و واضعاف تلك الحكومات المؤيده لامريكا فى المنطقه العربيةَ.
"وبالتأكيد، " فان نائب مدير وكالة المخابرات المركزيةِ الشريكِ للإستخباراتِ المركزيه الامريكيه جَيمي Miscik أخبرَ فى إجتماع كبير مِع مُحلّلي وكالة المخابرات المركزيةِ، "ان [بن لادن] اراد لبوش أَنْ يَستمرَّ بالعمل وفق تلك السياسات التى يقوم بها لبضعة سَنَوات عل الاكثر، "طبقاً لما صرح به لرون Suskind،.صاحب نظريه مذهب الواحد بالمائة.
كما راجعَ مُحلّلوا وكالة المخابرات المركزيةَ هذا التقييمِ الداخليِ، حيث بدوا مضطربينَ بنتائجِه. " ولم يتأثرمحيط الحقائقِ الصعبةِ التى أمامهم بمثل هذا التقييم السابق وهو بأنَّ بن لادن اراد لبوش ان ينتخب لفترة رئاسيه ثانية كما راى [Suskind .
في هذه الأثناء، وبعد ساعات من اصدار اسامه بن لادن لشريطه َ، فقد وَقعَ المؤيدون و الموالون ل لبوش في الفخ بتَعريف تشدّقِ بن لادن كتأييد لجون كيرى . وبالنظر الى الانتخابات ، فقد قَفزَ دعمَ الناخبين لبوش بعد ذلك الى 6% في احد الاستطلاعات .
الغضب الشعبي
فاليوم، فان استراتيجيه بن لادن تبدو اكثر منطقيه لان سياسات بوش العَنيفة لتَشكيل الشرق الأوسطِ الجديد قد نشرت غضبَا شعبيَا, بينما تتَصْاعدُ الخسائر في الأرواحَ في لبنان مِنْ الضَربَات الجَويِّةِ الإسرائيليةِ ضدّ معاقلِ فدائي حزب اللهِ وبينما الفلسطينيون يُواصلونَ المَوت بسبب قمعِ إسرائيل في غزة، نتيجة للهجماتِ التي أَسر بموجبها ثلاثة جنود إسرائيليينِ.
وكما يرى بوش ومُستشاروه فى ان حمام الدم الدائر ما هو الا الام مخاض الشرق الأوسط الجديد "- في كلماتِ كوندوليزا رايس – لذ فانا بن لادن يُدركُ ان نفس العنفِ الذى يقوم به هو وسيلة حاسمه لتنفيذ رؤيته الخاصةِ "بالشرق الأوسط الجديد، " عن طريق عزل هذا العدد المتضائل للزعماء العرب الموالين لبوش عن الشارع العربى.
فان تَركيب هذه المشكلةِ السياسيةِ العربيةِ يكمن فى، تَبجّحَ إدارة بوشُ فى اخذ مواقف داعمه لها من هؤلاء الزعماء فى مصر والسعوديه والاردن ضِدِّ حزب اللهَ فى حين يتعرض هؤلاء الزعماء المستبديين إلى النقدِ والغضب العنيفِ مِنْ مواطنيهم.
تَظْهرُ هذه المعضلةِ فى انها ساهمتْ في احداث تطورا مفاجىء في يوليو/تموز 23 بَعْدَ أَنْ دَعا بوش البعض مِنْ أصدقائِه الموثوقينِ بهم أكثرِ مِنْ النظام الملكى السعوديِ إلى جلسة إستراتيجيةِ في البيت الأبيضِ.
على أية حال، بدلاً مِنْ أنْ يؤيد وزير الخارجيه السعودى دعمَ بوش المتشدّد ببساطة لهجومِ إسرائيل اللبناني، فان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سلّمَ رسالة مِنْ الملك السعودي الملك عبد الله
يَتوسّلُ إلى بوش للضَغْط على إسرائيل لإيقاْف هجومِها داخل لبنان حيث قَتلتْ تقريباً 400 شخصَ، في الغالب هم مدنيون. وقد اخبر الوزير السعودى المراسلين بعد الاجتماع اننا "طَلبنَا وقف إطلاق النار للسَماح لتوقف الأعمال العدائية، "
" وقد اضاف ايضا انه اتى برسالة مِنْ الملكِ السعوديِ لإيقاْف النزف في لبنان."
وقد قالَ موظفو البيت الأبيضُ ان بوش رَفضَ نداءَ الملكَ وبَقى يعارضَ بإصرار فكرةِ الضَغْط على إسرائيل إلى لوقف إطلاق النار. ومع ذلك فان السعوديين والحكومات السنيّة الأخرى يَريانِ ان هناك تهديدا مِنْ التأثيرِ المتصاعدِ لإيران الشيعية ، التى تدعم حزب اللهَ، كما عبروا عن قلهم ازاء نظرة شعوبهم اليهم على انهم مجرد دمى فى يد الرئيس الامريكى.
' بندر بوش '
وتَأكيد لمأزقِ بوش , فقد بحث بوش عن المساعدة مِنْ الأصدقاء القُدامى الذين يَجِد عندهم تاييد كبير ومعاونه للمشكلات التى تظهر داخل امريكا - فان إجتماع البيت الأبيضِ الصخريِ تَضمّنَ السفيرَ السعوديَ الذى عمل لمدة طويله كسفير للسعوديه فى الولايات المتّحدةِ، الأمير بندر بن سلطان، الذي يعمل الآن أمين عامُ مجلس الأمن القومي السعوديِ.
فعلى مدى رُبْع قرنِ مضى، فان بندر صاحب السيجار ساعد الإداراتِ الجمهوريةِ فى العملياتِ الخاصة بقضيه ايران كونترا في الثمانيناتِ كما ساعدها فى الرد المناسب بعد هجمات 9\11 ، التي تَضمّنتْ 14 مُخْتَطِفَا سعودياَ يَعْملونَ لبن لادن، سليل العائلةِ السعوديةِ البارزةِ الأخرى.
فبعد ساعات من هجمات 9/11 ، إجتمعَ بندر ببوش وساعدَ على تَرتيب جسر جوي لنقل المسئولين السعوديين وثيق الصله بامريكا وكذلك افراد من اسرة بن لادن ، خارج الولايات المتّحدةِ. وكان بندر على علاقه حميميه باسرة الرئيس بوش حتى اكتسب اسم الشهرة(بندر بوش)
بالرغم من ذلك لَم يستطع حتى "بندر بوش" من أَنْ يَمْنعَ الملك السعودي مِنْ إرسال الرسالة الذي يَقترح فيها بوجود خلاف و شِقّة في التحالفِ التأريخيِ بين الرياض وواشنطن.
بينما كانت إستراتيجية بوش الأخيرة كَانتْ تقوم على استعمال السعوديين للضَغْط على سوريا بهدف التخلى و الإِنْشِقاق عن إيران بالإضافة إلى تَرْك فدائيي حزب اللهَ في لبنان، وان صورة أفراد العائلة المالكةِ السعوديه وهى تذهب للاجتماع مع بوش كان بمثابة هدف مثالى لبن لادن لحث الجماهير العربية للايمان بما يسعى اليه .
وقد إستهدفَ بن لادن أفراد العائلة المالكة السعوديه لمدة طويلة بسبب دعمهم الستراتيجي للولايات المتّحدةِ في الشرق الأوسطِ. لكن الأمراءَ السعوديينَ يَجِدونَ أنفسهم الآن في موقف حرج لأنه حتى رجالَ دينهم الإسلامي المُفَضَّلينَ لديهم شَجبوا كثافةَ الهجماتِ الإسرائيليةِ على لبنان.
الشّيخ عبد الرحمن السديس الإمام السعودي الكبير، اصدر خطبة مِنْ اطهر بقاع الارض مكه في يوليو/تموز 21 مَدْح شجاعةِ الفلسطينيين واللبنانيين في مجابهتِهم مَع إسرائيل كما ناشد زعماءَ مسلمينَ من اجل توحيد الصفوف فيما بينهم
ففي ضربة شديدة لبوش و محاضرات إدارته حول الحريةِ والديمقراطيةِ، فقد تسأل رحمن،(كاتب فى النيويورك تامز ) "ا لا يَخَافونَ بأنّ التأريخِ سَيُدينُهم لمعاييرهم المزدوجةِ؟ "[إن واي تي، يوليو/تموز 22, 2006]
وحتى رجال الدين المسلمين الآخرين كَانوا أكثر صراحةً حتى في نقدِهم للزعماء العرب المؤيدين للامريكا. وقد تسأل الشيخ هزاع المصراوى من اليمن"أين الزعماء العرب؟ " وهو سياسي إسلامي في اليمن كما اضاف قائلا. "هَلْ للزعماء العرب أيّ مهارة غير إسْتِجْداء سلاما مزيفا خارج البيت الأبيضِ؟ نحن لا نُريدُ الزعماءَ الذين يَنحنونَ للبيت الأبيضِ."
وقد اضاف محمد الحبش , وهورجل دين في البرلمانِ السوريِ،و قالَ ايضا ان الولايات المتّحدةَ تترك اسرائيل بطائراتها الحربيه لتقتل النساء والاطفال فى لبنان فان ذلك سوف يساعد المتطرفين على جذب العديد من المسلمين لينضموا الى الارهاب " وان الولايات المتّحدة تَخْلقُ اناسا على شاكله الزرقاوى بن لادن بشكل كبير ومتزايد فى كل يوم ،فى الشرق الأوسطِ
لذا، بن لادن لَرُبَّمَا نفّذَ حيلة ذكية عندما أصدرَ "مفاجأة أكتوبر/تشرين الأول" فيديو في 2004. في ذلك الوقت، حيث عَرفَ بوش الحقيقة الشاذّة بأنّ فيديو بن لادن كَانَ هدية إلى حملتِه. وقد علق بوش بعد انتخابه فى مقابله مع مراسل الواشنطن تايمز بقوله: "إعتقدتُ بأنّ ذلك الشريط كَانَ سيُساعدُنىِ. "إعتقدتُ بأنّه سوف يُساعدُ على تَذكير الناسِ بأنّه إذا كان بن لادن لا يُريدُ بوش لِكي يَكُونَ الرئيسَ، فعليه ان يتحدث عن بوش بشكل ايجابى شيء.
كما بوش إقترحَ، ان العديد مِنْ الناخبين المتردّدينِ على ما يبدو أَخذوا كلماتَ بن لادن في المعنى الظاهري وإفترضوا بأنّ بن لادن أرادَ لبوش الهزيمه حقاً . وقد توصلت وكالة المخابرات الامريكيه فى سريه تامه الى النتيجة المعاكسة وهى ان بن لادن كان يلعب لعبه مزدوجه ففى الوقت الذى كان يتظاهر برفضه لبوش كان يتمنى بقاء بوش فى السلطه!.
وينما الفوضى الدامية التى تجتاح الشرق الاوسط فان الاصوليين الاسلاميين يستغلون عضب الجماهير العربيه بالشرق الأوسطِ ,مما ادى الى بن لادن يبدو انه يكسب الرهان فى ان امريكا وهى تسعى لخلق شرق اوسط جديد سيكون هذا الشرق الاوسط الجديد من وجهة نظر بن لادن لا من وجهة نظر بوش!
يوليو/تموز 24, 2006
فى الوقت الذى يجتمع فيه كل من جورج دبليو بوش ووزير الخارجية كوندوليزا رايس مع ممثلي أنظمةِ الخَطِّ القديمِ العربيةِ وبينما تَستمرُّ إسرائيل بقَصْف الأهدافِ في لبنان، فقد فسر هذا لنا بشكل متزايد وواضح لِماذا اراد زعيمَ القاعدةِ أسامة بن لادن ان يفوز جورج بوش بولايه ثانية كرئيس للولايات المتحدة ؟
في أكتوبر/تشرين الأولِ 29, 2004، قبل أربعة أيامِ فقط من الإنتخابات الأمريكية، حيث اخذ اسامه بن لادن المخاطرة فى كسر حاجز الصمت الذى دام فيما يقرب لعام حيث اصدر شريط فيديو ينتقد و يَشْجبُ فيه بوش. وَصلتْ وكالة المخابرات المركزيةُ بسرعة الى استنتاج يعد سريا بأنَّ بن لادن عَرفَ بأنّ شتيمتَه وشجبه المعادي لَبوش تَدْفعُ الناخبين الأمريكانَ الىدَعْم بوش لأربع سَنَواتِ أخرى كرئيس للولايات المتجده لفترة ثانيه.
إعترفَ مُحلّلوا وكالة المخابرات المركزيةِ بأنّ بن لادن رَأى ان سياساتَ بوش -فى معسكرِ سجنِ Guantanamo، وفضيحة أبو Ghraib وحرب العراق مجالا خصبا لخَلْق جيل جديد من المجاهدين المسلمين لjihadists و واضعاف تلك الحكومات المؤيده لامريكا فى المنطقه العربيةَ.
"وبالتأكيد، " فان نائب مدير وكالة المخابرات المركزيةِ الشريكِ للإستخباراتِ المركزيه الامريكيه جَيمي Miscik أخبرَ فى إجتماع كبير مِع مُحلّلي وكالة المخابرات المركزيةِ، "ان [بن لادن] اراد لبوش أَنْ يَستمرَّ بالعمل وفق تلك السياسات التى يقوم بها لبضعة سَنَوات عل الاكثر، "طبقاً لما صرح به لرون Suskind،.صاحب نظريه مذهب الواحد بالمائة.
كما راجعَ مُحلّلوا وكالة المخابرات المركزيةَ هذا التقييمِ الداخليِ، حيث بدوا مضطربينَ بنتائجِه. " ولم يتأثرمحيط الحقائقِ الصعبةِ التى أمامهم بمثل هذا التقييم السابق وهو بأنَّ بن لادن اراد لبوش ان ينتخب لفترة رئاسيه ثانية كما راى [Suskind .
في هذه الأثناء، وبعد ساعات من اصدار اسامه بن لادن لشريطه َ، فقد وَقعَ المؤيدون و الموالون ل لبوش في الفخ بتَعريف تشدّقِ بن لادن كتأييد لجون كيرى . وبالنظر الى الانتخابات ، فقد قَفزَ دعمَ الناخبين لبوش بعد ذلك الى 6% في احد الاستطلاعات .
الغضب الشعبي
فاليوم، فان استراتيجيه بن لادن تبدو اكثر منطقيه لان سياسات بوش العَنيفة لتَشكيل الشرق الأوسطِ الجديد قد نشرت غضبَا شعبيَا, بينما تتَصْاعدُ الخسائر في الأرواحَ في لبنان مِنْ الضَربَات الجَويِّةِ الإسرائيليةِ ضدّ معاقلِ فدائي حزب اللهِ وبينما الفلسطينيون يُواصلونَ المَوت بسبب قمعِ إسرائيل في غزة، نتيجة للهجماتِ التي أَسر بموجبها ثلاثة جنود إسرائيليينِ.
وكما يرى بوش ومُستشاروه فى ان حمام الدم الدائر ما هو الا الام مخاض الشرق الأوسط الجديد "- في كلماتِ كوندوليزا رايس – لذ فانا بن لادن يُدركُ ان نفس العنفِ الذى يقوم به هو وسيلة حاسمه لتنفيذ رؤيته الخاصةِ "بالشرق الأوسط الجديد، " عن طريق عزل هذا العدد المتضائل للزعماء العرب الموالين لبوش عن الشارع العربى.
فان تَركيب هذه المشكلةِ السياسيةِ العربيةِ يكمن فى، تَبجّحَ إدارة بوشُ فى اخذ مواقف داعمه لها من هؤلاء الزعماء فى مصر والسعوديه والاردن ضِدِّ حزب اللهَ فى حين يتعرض هؤلاء الزعماء المستبديين إلى النقدِ والغضب العنيفِ مِنْ مواطنيهم.
تَظْهرُ هذه المعضلةِ فى انها ساهمتْ في احداث تطورا مفاجىء في يوليو/تموز 23 بَعْدَ أَنْ دَعا بوش البعض مِنْ أصدقائِه الموثوقينِ بهم أكثرِ مِنْ النظام الملكى السعوديِ إلى جلسة إستراتيجيةِ في البيت الأبيضِ.
على أية حال، بدلاً مِنْ أنْ يؤيد وزير الخارجيه السعودى دعمَ بوش المتشدّد ببساطة لهجومِ إسرائيل اللبناني، فان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سلّمَ رسالة مِنْ الملك السعودي الملك عبد الله
يَتوسّلُ إلى بوش للضَغْط على إسرائيل لإيقاْف هجومِها داخل لبنان حيث قَتلتْ تقريباً 400 شخصَ، في الغالب هم مدنيون. وقد اخبر الوزير السعودى المراسلين بعد الاجتماع اننا "طَلبنَا وقف إطلاق النار للسَماح لتوقف الأعمال العدائية، "
" وقد اضاف ايضا انه اتى برسالة مِنْ الملكِ السعوديِ لإيقاْف النزف في لبنان."
وقد قالَ موظفو البيت الأبيضُ ان بوش رَفضَ نداءَ الملكَ وبَقى يعارضَ بإصرار فكرةِ الضَغْط على إسرائيل إلى لوقف إطلاق النار. ومع ذلك فان السعوديين والحكومات السنيّة الأخرى يَريانِ ان هناك تهديدا مِنْ التأثيرِ المتصاعدِ لإيران الشيعية ، التى تدعم حزب اللهَ، كما عبروا عن قلهم ازاء نظرة شعوبهم اليهم على انهم مجرد دمى فى يد الرئيس الامريكى.
' بندر بوش '
وتَأكيد لمأزقِ بوش , فقد بحث بوش عن المساعدة مِنْ الأصدقاء القُدامى الذين يَجِد عندهم تاييد كبير ومعاونه للمشكلات التى تظهر داخل امريكا - فان إجتماع البيت الأبيضِ الصخريِ تَضمّنَ السفيرَ السعوديَ الذى عمل لمدة طويله كسفير للسعوديه فى الولايات المتّحدةِ، الأمير بندر بن سلطان، الذي يعمل الآن أمين عامُ مجلس الأمن القومي السعوديِ.
فعلى مدى رُبْع قرنِ مضى، فان بندر صاحب السيجار ساعد الإداراتِ الجمهوريةِ فى العملياتِ الخاصة بقضيه ايران كونترا في الثمانيناتِ كما ساعدها فى الرد المناسب بعد هجمات 9\11 ، التي تَضمّنتْ 14 مُخْتَطِفَا سعودياَ يَعْملونَ لبن لادن، سليل العائلةِ السعوديةِ البارزةِ الأخرى.
فبعد ساعات من هجمات 9/11 ، إجتمعَ بندر ببوش وساعدَ على تَرتيب جسر جوي لنقل المسئولين السعوديين وثيق الصله بامريكا وكذلك افراد من اسرة بن لادن ، خارج الولايات المتّحدةِ. وكان بندر على علاقه حميميه باسرة الرئيس بوش حتى اكتسب اسم الشهرة(بندر بوش)
بالرغم من ذلك لَم يستطع حتى "بندر بوش" من أَنْ يَمْنعَ الملك السعودي مِنْ إرسال الرسالة الذي يَقترح فيها بوجود خلاف و شِقّة في التحالفِ التأريخيِ بين الرياض وواشنطن.
بينما كانت إستراتيجية بوش الأخيرة كَانتْ تقوم على استعمال السعوديين للضَغْط على سوريا بهدف التخلى و الإِنْشِقاق عن إيران بالإضافة إلى تَرْك فدائيي حزب اللهَ في لبنان، وان صورة أفراد العائلة المالكةِ السعوديه وهى تذهب للاجتماع مع بوش كان بمثابة هدف مثالى لبن لادن لحث الجماهير العربية للايمان بما يسعى اليه .
وقد إستهدفَ بن لادن أفراد العائلة المالكة السعوديه لمدة طويلة بسبب دعمهم الستراتيجي للولايات المتّحدةِ في الشرق الأوسطِ. لكن الأمراءَ السعوديينَ يَجِدونَ أنفسهم الآن في موقف حرج لأنه حتى رجالَ دينهم الإسلامي المُفَضَّلينَ لديهم شَجبوا كثافةَ الهجماتِ الإسرائيليةِ على لبنان.
الشّيخ عبد الرحمن السديس الإمام السعودي الكبير، اصدر خطبة مِنْ اطهر بقاع الارض مكه في يوليو/تموز 21 مَدْح شجاعةِ الفلسطينيين واللبنانيين في مجابهتِهم مَع إسرائيل كما ناشد زعماءَ مسلمينَ من اجل توحيد الصفوف فيما بينهم
ففي ضربة شديدة لبوش و محاضرات إدارته حول الحريةِ والديمقراطيةِ، فقد تسأل رحمن،(كاتب فى النيويورك تامز ) "ا لا يَخَافونَ بأنّ التأريخِ سَيُدينُهم لمعاييرهم المزدوجةِ؟ "[إن واي تي، يوليو/تموز 22, 2006]
وحتى رجال الدين المسلمين الآخرين كَانوا أكثر صراحةً حتى في نقدِهم للزعماء العرب المؤيدين للامريكا. وقد تسأل الشيخ هزاع المصراوى من اليمن"أين الزعماء العرب؟ " وهو سياسي إسلامي في اليمن كما اضاف قائلا. "هَلْ للزعماء العرب أيّ مهارة غير إسْتِجْداء سلاما مزيفا خارج البيت الأبيضِ؟ نحن لا نُريدُ الزعماءَ الذين يَنحنونَ للبيت الأبيضِ."
وقد اضاف محمد الحبش , وهورجل دين في البرلمانِ السوريِ،و قالَ ايضا ان الولايات المتّحدةَ تترك اسرائيل بطائراتها الحربيه لتقتل النساء والاطفال فى لبنان فان ذلك سوف يساعد المتطرفين على جذب العديد من المسلمين لينضموا الى الارهاب " وان الولايات المتّحدة تَخْلقُ اناسا على شاكله الزرقاوى بن لادن بشكل كبير ومتزايد فى كل يوم ،فى الشرق الأوسطِ
لذا، بن لادن لَرُبَّمَا نفّذَ حيلة ذكية عندما أصدرَ "مفاجأة أكتوبر/تشرين الأول" فيديو في 2004. في ذلك الوقت، حيث عَرفَ بوش الحقيقة الشاذّة بأنّ فيديو بن لادن كَانَ هدية إلى حملتِه. وقد علق بوش بعد انتخابه فى مقابله مع مراسل الواشنطن تايمز بقوله: "إعتقدتُ بأنّ ذلك الشريط كَانَ سيُساعدُنىِ. "إعتقدتُ بأنّه سوف يُساعدُ على تَذكير الناسِ بأنّه إذا كان بن لادن لا يُريدُ بوش لِكي يَكُونَ الرئيسَ، فعليه ان يتحدث عن بوش بشكل ايجابى شيء.
كما بوش إقترحَ، ان العديد مِنْ الناخبين المتردّدينِ على ما يبدو أَخذوا كلماتَ بن لادن في المعنى الظاهري وإفترضوا بأنّ بن لادن أرادَ لبوش الهزيمه حقاً . وقد توصلت وكالة المخابرات الامريكيه فى سريه تامه الى النتيجة المعاكسة وهى ان بن لادن كان يلعب لعبه مزدوجه ففى الوقت الذى كان يتظاهر برفضه لبوش كان يتمنى بقاء بوش فى السلطه!.
وينما الفوضى الدامية التى تجتاح الشرق الاوسط فان الاصوليين الاسلاميين يستغلون عضب الجماهير العربيه بالشرق الأوسطِ ,مما ادى الى بن لادن يبدو انه يكسب الرهان فى ان امريكا وهى تسعى لخلق شرق اوسط جديد سيكون هذا الشرق الاوسط الجديد من وجهة نظر بن لادن لا من وجهة نظر بوش!