طاهر اخو وطفى
14/08/2006, 14:39
من يدفع ثمن الهزيمة؟
في إسرائيل يتوعده، المعارضون للحرب والمتحمسون لها. رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت يهدد بدفع الثمن كضحية مباشرة للحرب بسبب الجدل الكبير الذي احدثته. فهل سنرى محاسبة مماثلة على الجبهة اللبنانية بنفس المستوى تحاسب وفقه الحكومة، ورئيس الحكومة، والامين العام لحزب الله، وكذلك وزير الدفاع وغيرهم؟ رغم الوعيد فكل ما سيحدث لاحقا في الساحة اللبنانية مجرد جدل سياسي ولن يدفع الثمن احد من المسؤولين في لبنان لان النظام السياسي لا يسمح بذلك، بل يكافئ الأكثر قوة مهما اصاب البلد من خراب بدليل ان الذين خربوا لبنان ابان الحرب الأهلية كوفئوا بمناصب وزارية وبعضهم ينافس على منصب الرئاسة مثل الجنرال ميشال عون.
اما قي اسرائيل فان المعارضين للحرب يطالبون بإقصاء اولمرت لانه وسع دائرة المعارك وتسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة للبلاد. والمؤمنون بالحرب يقولون انه طعن الجيش في الخلف عندما قبل بوقف اطلاق النار قبل ان ينهي العسكر مهمتهم فاساء اليهم وعرض مصالح البلاد للخطر. وسبق لهم ان فعلوها في اسرائيل. فقد طردوا أرييل شارون عندما كان وزيرا للدفاع بعد اجتياح عام 1982، ومجزرة صبرا وشاتيلا. وبعد اقل من عام اجبروا مناحم بيغن على ترك منصبه ومغادرة الحياة السياسية بأكملها للسبب نفسه. كما اسقطوا باراك في عام 2000 بعد ارتفاع وتيرة العمليات الانتحارية وفشل محادثات طابا. وسبق ان طرد الاسرائيليون جولدا مائير بعد هزيمة حرب 1973 رغم انهم قبل ذلك كانوا يعتبروها بطلة في نظرهم.
اما في منطقتنا فان كل من تسببوا في الهزائم رفعوا على الاعناق، وهتف بأرواحهم، وعاشوا دهرا، ولم يدفع احد منهم الثمن قط. كلهم بلا استثناء.
ما حدث في لبنان مأساة كبيرة، مهما سميناها انتصارا او هزيمة او صمودا. ولا اتصور ان احدا سيحاسب بل قد يكسب زمنا اطول وزعامة قسرية بتحريك الماكينة الدعائية لتبرير ما حدث بانه حال دون ما هو أسوأ!
السبب ان الناس لا يد لهم في اشعال حرب، او اطفائها. لا احد يسألهم عند عقد سلام او خوض حرب. باختصار لا قيمة لرأي ملايين الناس حتى لو كانت حياتهم وأطفالهم معرضة للخطر. ومع ان كلا في لبنان يتوعد الآخر بانه بعد الحرب سيكون هناك حساب عسير الا انه سيثور لغو كلامي لا طائل من ورائه، حيث لن يبدل كرسيا واحدا. لن يتنحى السيد نصر الله من موقعه، لأنه رئيس حزب لا انتخابات فيه. ولن يستقيل فؤاد السنيورة لانه لم يكن له دور في الحرب او السلم. ولن تستقيل الحكومة لأنها لا تريد الاعتراف بالهزيمة وان اعترفت لن تقبل ان تتحمل وزر مغامرات حزب الله. والأسوأ من هذا وذاك ان احدا لن يسميها هزيمة دع عنك الاعتراف بالمسؤولية.
عبدالرحمن الراشد
في إسرائيل يتوعده، المعارضون للحرب والمتحمسون لها. رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت يهدد بدفع الثمن كضحية مباشرة للحرب بسبب الجدل الكبير الذي احدثته. فهل سنرى محاسبة مماثلة على الجبهة اللبنانية بنفس المستوى تحاسب وفقه الحكومة، ورئيس الحكومة، والامين العام لحزب الله، وكذلك وزير الدفاع وغيرهم؟ رغم الوعيد فكل ما سيحدث لاحقا في الساحة اللبنانية مجرد جدل سياسي ولن يدفع الثمن احد من المسؤولين في لبنان لان النظام السياسي لا يسمح بذلك، بل يكافئ الأكثر قوة مهما اصاب البلد من خراب بدليل ان الذين خربوا لبنان ابان الحرب الأهلية كوفئوا بمناصب وزارية وبعضهم ينافس على منصب الرئاسة مثل الجنرال ميشال عون.
اما قي اسرائيل فان المعارضين للحرب يطالبون بإقصاء اولمرت لانه وسع دائرة المعارك وتسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة للبلاد. والمؤمنون بالحرب يقولون انه طعن الجيش في الخلف عندما قبل بوقف اطلاق النار قبل ان ينهي العسكر مهمتهم فاساء اليهم وعرض مصالح البلاد للخطر. وسبق لهم ان فعلوها في اسرائيل. فقد طردوا أرييل شارون عندما كان وزيرا للدفاع بعد اجتياح عام 1982، ومجزرة صبرا وشاتيلا. وبعد اقل من عام اجبروا مناحم بيغن على ترك منصبه ومغادرة الحياة السياسية بأكملها للسبب نفسه. كما اسقطوا باراك في عام 2000 بعد ارتفاع وتيرة العمليات الانتحارية وفشل محادثات طابا. وسبق ان طرد الاسرائيليون جولدا مائير بعد هزيمة حرب 1973 رغم انهم قبل ذلك كانوا يعتبروها بطلة في نظرهم.
اما في منطقتنا فان كل من تسببوا في الهزائم رفعوا على الاعناق، وهتف بأرواحهم، وعاشوا دهرا، ولم يدفع احد منهم الثمن قط. كلهم بلا استثناء.
ما حدث في لبنان مأساة كبيرة، مهما سميناها انتصارا او هزيمة او صمودا. ولا اتصور ان احدا سيحاسب بل قد يكسب زمنا اطول وزعامة قسرية بتحريك الماكينة الدعائية لتبرير ما حدث بانه حال دون ما هو أسوأ!
السبب ان الناس لا يد لهم في اشعال حرب، او اطفائها. لا احد يسألهم عند عقد سلام او خوض حرب. باختصار لا قيمة لرأي ملايين الناس حتى لو كانت حياتهم وأطفالهم معرضة للخطر. ومع ان كلا في لبنان يتوعد الآخر بانه بعد الحرب سيكون هناك حساب عسير الا انه سيثور لغو كلامي لا طائل من ورائه، حيث لن يبدل كرسيا واحدا. لن يتنحى السيد نصر الله من موقعه، لأنه رئيس حزب لا انتخابات فيه. ولن يستقيل فؤاد السنيورة لانه لم يكن له دور في الحرب او السلم. ولن تستقيل الحكومة لأنها لا تريد الاعتراف بالهزيمة وان اعترفت لن تقبل ان تتحمل وزر مغامرات حزب الله. والأسوأ من هذا وذاك ان احدا لن يسميها هزيمة دع عنك الاعتراف بالمسؤولية.
عبدالرحمن الراشد