krimbow
16/04/2005, 04:03
مبارح وعدت العاشق أني نزل شي للماغوط، وهي أنا عم أوفي بوعدي :gem:
اسمحلي أخ عاشق أني ناديلك حسام و اذا ما عجبك قللي....ما رح ازعل عن جد :D
رفقاتي المقربين بنادولي كريمبو بس اذا بتحب تناديلي كريم ما عندي مانع أبدا 8)
أنا آسف اذا مبارح عصبت كنت مزعوج شوي :x
قطار الشرق السريع (محمد الماغوط)
من يستعرض ما مر على هذه الأمة العربية من أزمات و تحديات ولحظات حاسمة و منعطفات تاريخية، و كيف تمت إدارتها واستغلالها لمصالح شعوبها، يتأكد بما لا يقبل الشك، من أن اسرائيل لو أمسكت التراب لتحول بين يديها إلى ذهب. و أن العرب لو أمسكوا الذهب لتحول بين أياديهم إلى تراب، و غير قابل للزراعة أيضا.
***
يمن الله علينا بأزمات و تحديات يحسدنا عليها حتى أعداؤنا.
أزمات بسيطة شفافة متكاملة، تشتهيها لنفسها أكثر الدول هدوءا و استقرارا في العالم. عناصر قوتها واضحة كعين الشمس، و نقاط ضعفها تكاد لا تذكر، و فرص نجاحها مضمونة: شعب متعاطف. دول اقليمية منشغلة، و الدولة الكبرى متفهمة، و الأمم المتحدة جاهزة، وفجأة:
كلمة عابرة من هنا، و تعقيب متناقض من هناك، و خطاب تاريخي غير متوقع، و تصريح لناطق رسمي لا يود ذكر اسمه، و تنبه اقليمي، و سنارة أمريكية، و طعم انكليزي، و تدخل المنطقة في إحدى الدوامات إياها... رحلات استطلاعية، جولات أفق، زيارات مكوكية، صفقات أسلحة، قطع غيار و احتياجات ايرانية، مناورات تركية، تحركات أطلسية، تحذيرات روسية، فمبادرة مغربية، و مناشدة خليجية، و استجابة مصرية، و دعوة طارئة للجامعة، و مثلها لمجلس التعاون الخليجي، و المؤتمر الاسلامي، و لجنة القدس، و هنا تفتح المحطات الفضائية أبوابها و خزائنها:
الرأي الحر، الرأي الآخر، الرأي المستقل، الرأي المعاكس. وجهة نظر، نقاط على الحروف، ما قل و دل، بصراحة. أضواء على الأخبار. أخبار تحت الأضواء، البعد الأيديولوجي، البعد السيكولوجي... فتختلط السياسة بالأدب بالدين بالتاريخ بالاقتصاد...
و القضية الفلسطينية باللبنانية، بالسودانية بالجزائرية بالصومالية بالأفغانية و انهيار الاتحاد السوفيتي والقضية الشيشانية.
وشمال العراق بجنوب اليمن، بالحرب الأثيوبية- الأريتيرية، و منابع نهر النيل ومشاكل القرن الأفريقي و اعادة هيكلة الجامعة العربية، و توسيع مجلس الأمن.
و محو الأمية بالطب العربي، بمكافحة الارهاب و المخدرات، باتفاق الطائف، و اتفاق النفط مقابل الغذاء.
و قضية لوكربي بأيلول الأسود، بمعركة الكرامة و تحويل روافد نهر الأردن، و سرقة مياه الليطاني بهجرة الأدمغة والتطهير العرقي و لجنة تفاهم نيسان.
وخطر العولمة والكيل بمكيالين و التوطين واعادة ترسيم الحدود بالانفجار السكاني و مجزرة قانا و اعادة اعمار البلقان.
و كل هذا مع الرياضة و المسابقات والاعلانات التجارية وعروض الازياء، بحيث لا يعود يعرف للأزمة الأساسية رأس من ذنب!!
و في النتيجة، نكون من ركاب الدرجة الأولى في قطار الأحداث، بل و في مقدمة الصفوف. هذا يتودد إلينا، وذاك يسترضينا ويستنير برأينا، و نحن نبعد الصحافة و المراسلين و ننهر المصورين، و نرفض الادلاء بأي تصريح أو تلميح بما نريد و ما لا نريد، و فجأة، و بمثل لمح البصر، نقذف خارج القطار من الأبواب و النوافذ والسقف... الى العراء... حيث هذا يبحث عن نظارته، و ذاك عن غطاء رأسه، و آخر عن توصياته وأوسمته!!
***
في مطلع الستينات، عندما نصح الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة اخوته الزعماء العرب و أبناءه الفلسطينيين بقبول قرارات التقسيم الصادرة عن الأمم المتحدة عام 1948 ، و من ثم العمل بشعاره الشهير: خذ و طالب... أقاموا الدنيا و أقعدوها على راسه من المحيط الى الخليج. فجيشوا الجيوش و رفعوا اليافطات وسيروا المظاهرات، و استنفروا الصحف و الإذاعات و الجوامع و الجامعات، و أشبعوه شتما و تحقيرا و اتهاما بالخيانة والعمالة و المروق و الجنون. و بعد أقل من عشر سنوات، صارت قرارات التقسيم حلما من أحلام ألف ليلة و ليلة. أما الآن فهي نوع من الخيال العلمي.
و صار شعاره الشهير على أياديهم، لا خذ و طالب بل أعط و طالب.. و بأوسمة أيضا. و على هذا الأساس قد لا يكون الشعار المطروح على أية طاولة مفاوضات مستقبلبة هو الأرض مقابل الأمن، أو الأرض مقابل السلام، بالأرض... مقابل الفضاء.
باختصار بعد كل أزمة أو محنة أو مفاوضات... اسرائيل تأكل الموز، و نحن نتزحلق بالقشور. نحن نشتري أوراق اليانصيب و هي التي تربح من دون أن تكلف نفسها عناء النظر إلى لوائح السحب.
و هذا طبيعي جدا، لأن العربي يجلس إلى طاولة المفاوضات، في مدريد أو أوسلو، أو واشنطن، و على ظهره ألف قضية و حلف و طائفة و مجزرة و مؤامرة، و عشرة آلاف غزو و خيمة و مخيم. بينما الإسرائيلي يجلس قبالته على نفس الطاولة وليس على ظهره سوى حمالات البنطلون.
***
لذلك فإن الأمة العربية في واقع الحال، لاتشبه إلا سيارة باص ريفية هرمة موديل الأربعينات أو الخمسينات، مخلخلة الدواليب، مرقعة الإطارات، منأكلة الطلاء مخلعة الأبواب، ممزقة المقاعد، بلا مكابح أو دولاب احتياطي، أو قطع غيار، و بلا مصابيح أمامية أو خلفية و بدون نمرة والسائق بدون رخصة. و ركابها يتكدسون فوق بعضهم البعض على المقاعد وبينها، و على السطح و الرفاريف و على مؤخرة و غطاء المحرك، و هم يهزجون و يمرحون و يلوحون بحرارة للمارة، و هي تترنح بهم ذات يمين و ذات شمال على طريق جبلية وعرة بين الصخور الناتئة و الوديان السحيقة نحو هاوية لا يعلم قرارها إلا الله.
و مع ذلك كتب على مقدمتها و مؤخرتها و على جميع جوانبها: عين الحسود فيها عود. أو عين الحسود تبلى بالعمى.
***********
اسمحلي أخ عاشق أني ناديلك حسام و اذا ما عجبك قللي....ما رح ازعل عن جد :D
رفقاتي المقربين بنادولي كريمبو بس اذا بتحب تناديلي كريم ما عندي مانع أبدا 8)
أنا آسف اذا مبارح عصبت كنت مزعوج شوي :x
قطار الشرق السريع (محمد الماغوط)
من يستعرض ما مر على هذه الأمة العربية من أزمات و تحديات ولحظات حاسمة و منعطفات تاريخية، و كيف تمت إدارتها واستغلالها لمصالح شعوبها، يتأكد بما لا يقبل الشك، من أن اسرائيل لو أمسكت التراب لتحول بين يديها إلى ذهب. و أن العرب لو أمسكوا الذهب لتحول بين أياديهم إلى تراب، و غير قابل للزراعة أيضا.
***
يمن الله علينا بأزمات و تحديات يحسدنا عليها حتى أعداؤنا.
أزمات بسيطة شفافة متكاملة، تشتهيها لنفسها أكثر الدول هدوءا و استقرارا في العالم. عناصر قوتها واضحة كعين الشمس، و نقاط ضعفها تكاد لا تذكر، و فرص نجاحها مضمونة: شعب متعاطف. دول اقليمية منشغلة، و الدولة الكبرى متفهمة، و الأمم المتحدة جاهزة، وفجأة:
كلمة عابرة من هنا، و تعقيب متناقض من هناك، و خطاب تاريخي غير متوقع، و تصريح لناطق رسمي لا يود ذكر اسمه، و تنبه اقليمي، و سنارة أمريكية، و طعم انكليزي، و تدخل المنطقة في إحدى الدوامات إياها... رحلات استطلاعية، جولات أفق، زيارات مكوكية، صفقات أسلحة، قطع غيار و احتياجات ايرانية، مناورات تركية، تحركات أطلسية، تحذيرات روسية، فمبادرة مغربية، و مناشدة خليجية، و استجابة مصرية، و دعوة طارئة للجامعة، و مثلها لمجلس التعاون الخليجي، و المؤتمر الاسلامي، و لجنة القدس، و هنا تفتح المحطات الفضائية أبوابها و خزائنها:
الرأي الحر، الرأي الآخر، الرأي المستقل، الرأي المعاكس. وجهة نظر، نقاط على الحروف، ما قل و دل، بصراحة. أضواء على الأخبار. أخبار تحت الأضواء، البعد الأيديولوجي، البعد السيكولوجي... فتختلط السياسة بالأدب بالدين بالتاريخ بالاقتصاد...
و القضية الفلسطينية باللبنانية، بالسودانية بالجزائرية بالصومالية بالأفغانية و انهيار الاتحاد السوفيتي والقضية الشيشانية.
وشمال العراق بجنوب اليمن، بالحرب الأثيوبية- الأريتيرية، و منابع نهر النيل ومشاكل القرن الأفريقي و اعادة هيكلة الجامعة العربية، و توسيع مجلس الأمن.
و محو الأمية بالطب العربي، بمكافحة الارهاب و المخدرات، باتفاق الطائف، و اتفاق النفط مقابل الغذاء.
و قضية لوكربي بأيلول الأسود، بمعركة الكرامة و تحويل روافد نهر الأردن، و سرقة مياه الليطاني بهجرة الأدمغة والتطهير العرقي و لجنة تفاهم نيسان.
وخطر العولمة والكيل بمكيالين و التوطين واعادة ترسيم الحدود بالانفجار السكاني و مجزرة قانا و اعادة اعمار البلقان.
و كل هذا مع الرياضة و المسابقات والاعلانات التجارية وعروض الازياء، بحيث لا يعود يعرف للأزمة الأساسية رأس من ذنب!!
و في النتيجة، نكون من ركاب الدرجة الأولى في قطار الأحداث، بل و في مقدمة الصفوف. هذا يتودد إلينا، وذاك يسترضينا ويستنير برأينا، و نحن نبعد الصحافة و المراسلين و ننهر المصورين، و نرفض الادلاء بأي تصريح أو تلميح بما نريد و ما لا نريد، و فجأة، و بمثل لمح البصر، نقذف خارج القطار من الأبواب و النوافذ والسقف... الى العراء... حيث هذا يبحث عن نظارته، و ذاك عن غطاء رأسه، و آخر عن توصياته وأوسمته!!
***
في مطلع الستينات، عندما نصح الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة اخوته الزعماء العرب و أبناءه الفلسطينيين بقبول قرارات التقسيم الصادرة عن الأمم المتحدة عام 1948 ، و من ثم العمل بشعاره الشهير: خذ و طالب... أقاموا الدنيا و أقعدوها على راسه من المحيط الى الخليج. فجيشوا الجيوش و رفعوا اليافطات وسيروا المظاهرات، و استنفروا الصحف و الإذاعات و الجوامع و الجامعات، و أشبعوه شتما و تحقيرا و اتهاما بالخيانة والعمالة و المروق و الجنون. و بعد أقل من عشر سنوات، صارت قرارات التقسيم حلما من أحلام ألف ليلة و ليلة. أما الآن فهي نوع من الخيال العلمي.
و صار شعاره الشهير على أياديهم، لا خذ و طالب بل أعط و طالب.. و بأوسمة أيضا. و على هذا الأساس قد لا يكون الشعار المطروح على أية طاولة مفاوضات مستقبلبة هو الأرض مقابل الأمن، أو الأرض مقابل السلام، بالأرض... مقابل الفضاء.
باختصار بعد كل أزمة أو محنة أو مفاوضات... اسرائيل تأكل الموز، و نحن نتزحلق بالقشور. نحن نشتري أوراق اليانصيب و هي التي تربح من دون أن تكلف نفسها عناء النظر إلى لوائح السحب.
و هذا طبيعي جدا، لأن العربي يجلس إلى طاولة المفاوضات، في مدريد أو أوسلو، أو واشنطن، و على ظهره ألف قضية و حلف و طائفة و مجزرة و مؤامرة، و عشرة آلاف غزو و خيمة و مخيم. بينما الإسرائيلي يجلس قبالته على نفس الطاولة وليس على ظهره سوى حمالات البنطلون.
***
لذلك فإن الأمة العربية في واقع الحال، لاتشبه إلا سيارة باص ريفية هرمة موديل الأربعينات أو الخمسينات، مخلخلة الدواليب، مرقعة الإطارات، منأكلة الطلاء مخلعة الأبواب، ممزقة المقاعد، بلا مكابح أو دولاب احتياطي، أو قطع غيار، و بلا مصابيح أمامية أو خلفية و بدون نمرة والسائق بدون رخصة. و ركابها يتكدسون فوق بعضهم البعض على المقاعد وبينها، و على السطح و الرفاريف و على مؤخرة و غطاء المحرك، و هم يهزجون و يمرحون و يلوحون بحرارة للمارة، و هي تترنح بهم ذات يمين و ذات شمال على طريق جبلية وعرة بين الصخور الناتئة و الوديان السحيقة نحو هاوية لا يعلم قرارها إلا الله.
و مع ذلك كتب على مقدمتها و مؤخرتها و على جميع جوانبها: عين الحسود فيها عود. أو عين الحسود تبلى بالعمى.
***********